إبراهيم سعيد
08-22-2013, 12:08 AM
(1)
التاريخ و " الحتوته "
كلاهما تمنحك الطمأنينة ، ربما الفارق الوحيد هو الراوي !
التاريخ : يسجل حالاته و أنفعالاته على مدار الثانية لتتمكن من قراءة كل جديدهِ بعينك المجردة .
الحتوته : هي أن تجمع التاريخ بكل تخبطاته و تصنع منهُ مشهد في قالب صغير لتشكله انت بعفويتك و ضميرك لتخبر به أحد صغارك ليغفو على فراشه المريح و ينام .
ملاحظة : الأطفال في التاريخ لم يناموا بعد .
(2)
من يعتقد أن ترويج التاريخ في هذا الوقت له رواده و مؤرخيه ، فهو يرتكب أخطر عملية إقصائية
للعقول اللتي تشاهد المسرحية اللتي لم يسدل ستارها إلى الأن ، الجمهور لم يعد يأتي و بيده
كأس من العصير البارد أو علبة " مكسرات " ليملأ معدته و من ثما يعود إلى البيت ليخبر إخوانه كم من الضحكات تم توزيعها ، وكم من المشاهد أحزنتهم .
(3)
الجمهور اقتحم المسرح و معه كل الأدوات الحديثة اللتي تصور و تسجل كل مقطع مثير و مضحك و أيضاً تدرك تماماً ما سوف يقدمه الممثلون في الفصول القادمة ، حتى الحوار و السيناريو يتوقعون ما سيحصل ، لم تعد تغريهم المفاجأت ، متمكنين ووعاين جداً ، لذلك هم هناك على كراسي المسرح لا يشاهدون بل يكتبون تاريخهم و ما يدور به .
(4)
الجمهور سيخرج من المسرح عاجلاً ام اجلاً ، لكن حين سيخرج سوف تمتلئ ذاكرته و أدواته العصرية ، بتاريخهِ و انطباعهُ ليبتكر منها " حتوتتهُ " اللتي سيخبر بها صغاره في المستقبل
ليس ليناموا بل ليستيقظوا .
(5)
حتوته أخيره :
قال أحدهم : ماهو التاريخ ؟!
قلت : رجل عجوز ، أحدهم تفاخر به ، وآخر يكذب به ، وأحمق شوه سمعته ..!
قال لي : وانت ماذا فعلت له ؟!
قلت له : لم اجد الوقت كي أقرأه .
إبراهيم سعيد
التاريخ و " الحتوته "
كلاهما تمنحك الطمأنينة ، ربما الفارق الوحيد هو الراوي !
التاريخ : يسجل حالاته و أنفعالاته على مدار الثانية لتتمكن من قراءة كل جديدهِ بعينك المجردة .
الحتوته : هي أن تجمع التاريخ بكل تخبطاته و تصنع منهُ مشهد في قالب صغير لتشكله انت بعفويتك و ضميرك لتخبر به أحد صغارك ليغفو على فراشه المريح و ينام .
ملاحظة : الأطفال في التاريخ لم يناموا بعد .
(2)
من يعتقد أن ترويج التاريخ في هذا الوقت له رواده و مؤرخيه ، فهو يرتكب أخطر عملية إقصائية
للعقول اللتي تشاهد المسرحية اللتي لم يسدل ستارها إلى الأن ، الجمهور لم يعد يأتي و بيده
كأس من العصير البارد أو علبة " مكسرات " ليملأ معدته و من ثما يعود إلى البيت ليخبر إخوانه كم من الضحكات تم توزيعها ، وكم من المشاهد أحزنتهم .
(3)
الجمهور اقتحم المسرح و معه كل الأدوات الحديثة اللتي تصور و تسجل كل مقطع مثير و مضحك و أيضاً تدرك تماماً ما سوف يقدمه الممثلون في الفصول القادمة ، حتى الحوار و السيناريو يتوقعون ما سيحصل ، لم تعد تغريهم المفاجأت ، متمكنين ووعاين جداً ، لذلك هم هناك على كراسي المسرح لا يشاهدون بل يكتبون تاريخهم و ما يدور به .
(4)
الجمهور سيخرج من المسرح عاجلاً ام اجلاً ، لكن حين سيخرج سوف تمتلئ ذاكرته و أدواته العصرية ، بتاريخهِ و انطباعهُ ليبتكر منها " حتوتتهُ " اللتي سيخبر بها صغاره في المستقبل
ليس ليناموا بل ليستيقظوا .
(5)
حتوته أخيره :
قال أحدهم : ماهو التاريخ ؟!
قلت : رجل عجوز ، أحدهم تفاخر به ، وآخر يكذب به ، وأحمق شوه سمعته ..!
قال لي : وانت ماذا فعلت له ؟!
قلت له : لم اجد الوقت كي أقرأه .
إبراهيم سعيد