المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كان موجودا قبل آدم ؟


خويلد العمري
07-02-2013, 09:09 AM
عاد هذا السؤال الى بالي أثناء قراءتي عن اكتشاف جديد يتعلق بأصل الإنسان ؛ فقبل عامين تقريبا انتهى العلماء من تحليل الأصل الوراثي لكافة الأعراق البشرية فاتضح عودتها الى (رجل واحد) عاش في أفريقيا قبل ستين ألف عام (حسب موقع مجلة الجغرافية العالمية National geographic).

وهذه النتيجة تتفق مع فكرة الاديان السماوية (حول تناسل البشر من أصل واحد) ولا تتعارض مع الرأي الحالي حول تعدد الأجناس والأعراق البشرية ؛ فعلماء الأحافير يعتقدون أن هناك أجناسا بشرية كثيرة ظهرت قبل الإنسان الحالي - قبل أن تنقرض تماما.. فقبل مئة الف عام مثلا كان هناك (انسان اريكتس) الذي وجدت آثاره في اندونيسيا والصين ، و(إنسان النندرتالز) الذي عاش في أوروبا وفلسطين، و(الإنسان الحديث) الذي عاش في افريقيا والشرق الأوسط - ومازال موجودا حتى اليوم..

ورغم ان معظم هذه الأجناس عاشت لملايين السنين إلا أن آخرها انقرض قبل 25 ألف عام ولم يبق غير الإنسان الحديث أو الهوموسابين.. ليس هذا فحسب بل مرت فترات عاش فيها جنسان بشريان أو ثلاثة في نفس المنطقة بدون أن ينتج عنهما جنس هجين كدليل قوي على اختلافهم التام (فالإنسان الحالي مثلا عاش مع انسان النندرتالز فترة مشتركة تقدر ب 30 ألف عام قبل أن يختفي الأخير منذ 25 ألف عام فقط)!!

أما من وجهة نظر إسلامية فما من شك أن الأرض كانت مهيأة وعامرة بالحياة قبل نزول آدم عليه السلام.. وحين أخبر الله ملائكته بأنني {جاعل في الأرض خليفة} قالوا عن سابق تجربة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.. وبهذا الخصوص يقول عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: «كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم الى جزائر البحور». وقال بعض العلماء: «كان قبل الجن بشر من لحم ودم واستدلوا على ذلك بلفظ {يسفك الدماء}؛ كما استدلوا على تكرار الحياة وظهور البشر بقوله تعالى {كما بدأنا أول خلق نعيده}.. وقال المسعودي «ان الله سبحانه خلق في الأرض قبل آدم ثمان وعشرين أمة على خلق (بكسر الخاء) مختلفة».. أما الدكتور عبد الصبور شاهين فيفرق في كتابه «أبينا آدم» بين كلمتي بشر وإنسان ويستشهد بآيات كثيرة تثبت ان (البشر) لفظ عام اطلق على كل مخلوق عاقل سار على قدمين منذ خلق الأرض. أما الإنسان فلفظ خاص ببني آدم الذين كلفهم الله بالعبادة وبدأوا بظهور آدم عليه السلام - وبناء عليه يرى أن آدم عليه السلام (أبو الإنسان) وليس (أبو البشر) ممن بادوا قبل نزوله!!

.. ومن الاجناس البشرية التي ظهرت قبل الإنسان الحديث الجنس المعروف باسم إنسان النندرتالز. وهو جنس بشري انقرض حاليا ولايمت بصلة لأي من الشعوب الموجودة اليوم. وقد تأكدنا من حقيقة وجوده من خلال عظامه المكتشفة في مواقع كثيرة في أوربا والشرق الأوسط.. ومن خلال هذه العظام تم التأكد من اختلاف جيناته الوراثية عن جينات الانسان الحديث وانفصالها عنه تماما.. أضف لهذا ان كهوف جبل الكرمل (في ضواحي الناصرة في فلسطين) تضم مقابر مختلطة لكلا النوعين لم يكتشف بينها أي هجين أو سلالة مشتركة (واختفاء الهجين يعد لوحده دليلا على انفصال النوعين واستقلالهما التام)!!

ومن خلال فحص البقايا العظمية لإنسان النندرتالز اتضح انه كان إنسانا متحضرا يتمتع بالصفات الكاملة قبل ظهورنا بفترة طويلة؛ فأدمغتهم مثلا تساوي ادمغتنا في السعة والحجم، وعظمة اللهاة لديهم تشير الى قدرتهم على الكلام، وطريقتهم في دفن الموتى تثبت امتلاكهم اعتقادات وتشريعات لا تتوفر لغير الانسان.. ولسبب غير مفهوم انقرض انسان النندرتالز قبل 25 الف عام بعد ان استمر وجوده على الارض لمليون ونصف المليون عام. وبانقراضه اصبحنا اسياد الارض وارتفع عددنا من خمسة آلاف نسمة - في ذلك الوقت - الى أكثر من ستة بلايين هذه الأيام!!

الريم الجفول
07-02-2013, 12:54 PM
سبحان الخالق
مشكور على هذه المعلومات

ابو سيف العمري
07-02-2013, 02:51 PM
يعطيك العافية ........ هذا موضوع يدخل علم الغيب في تفاصيله

أبو ريان
07-02-2013, 03:56 PM
سبق وأن قرأت مثل الوارد بالموضوع وتراجعت عن البحث عن مصادره خشيّة أن يكون
الوضع مُدخلاً لمتاهة غير معلومة ولا مفهومة ..
بصراحة من يقرأ ما أوردت يحس بهذا الوجود البشري خلاف وجود إنسان اليوم ولكن
دائماً مصدر معلومتنا في خلق الله هو القرآن الكريم والتفسيرات الواردة ربما ليست كافية للإقتناع
ولكن يبقى العلم عند الله فهو قادر على كل شئ ..
تقديري ..

إبراهيم سعيد
07-02-2013, 06:05 PM
لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :
القول الأول :
أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .
روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
( أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا )
وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :
( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )

القول الثاني :
لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم .
وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :
( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :
" تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي " انتهى .

أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .
يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/55) :
" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :
" إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ والبِنُّ ) بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول ، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ والرَّمُّ ) بفتح أولهما ، وأحسبه من المزاعم ، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف ، ولعل هذا انجَرَّ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه الطم والرم ، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ( التيتان ) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم "

المرجع : موقع الإسلام .

خويلد العمري
07-03-2013, 07:53 AM
اشكركم جميعاً على مروركم المميز


ويعطيكم الف عافية