المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية زيد وعمرو !!!


علامة ترقيم
01-24-2013, 03:16 PM
أتذكرون هذا المثال :
ضرب زيد عمرا ؟؟
هذا المثال درسته ودرسه أبي ودرسه جدي وهلم جرا .. قرون من الزمان ونحن نقول ضرب زيدعمرا ..!!
لا نعرف سبب الضرب ولا ندري أهو حقيقة أم تجني ؟؟ نحن نردد كما ردد آباؤنا ..
حتى ولو حاولنا أن نعدل المثال فنقول ضرب عمرو زيدا فإننا لا نجد لوقعه قبولا، إذا لا بد أن زيدا ضرب عمرا ولا يهمنا أكان عمرو أهلا للضرب أم لم يكن !!
المهم يا سادة ياكرام ظل زيد يضرب عمرا منذ ذلك الوقت وعمرو مستسلم لذلك .. دارت الأيام وتزوجا وانجبا ذرية ..ذرية زيد عهدت أباها ضاربا ..
وذرية عمرو عهدت أباها مضروبا ..
تشربت ذرية زيد العزة والقوة وذرية عمرو تشربت الذل والخوف ... بل لم يقتصر الأمر على ذلك بل تجد ذرية عمرو يقلدون وبتبعون ذرية زيد في الفكر واللغة والهيئة ..ومن العجيب أن ذرية زيد لم يكترثوا لهذا التقليد ولم ينظروا له أنه رسالة ود أو قرب فهم يرون أن عليهم ذلك شاءوا أم أبوا ...
استمر الوضع كذلك على مدى الأجيال حتى ظهر لنا جيل من أحفاد عمرو يؤمن ويقدس جيل زيد .. تسأله لماذا ؟؟ فلا تجد عنده الإجابة
وكأن لسان حالهم هذا ما عهدنا عليه آباءنا .. تحاول أن تحاور... أن تقنع .. لكنك تفشل لقد أصبح ما هم عليه شيء من ثوابتهم !!
إخوتي إن ما أوردته من قصة زيد وعمرو ليس إلا مثالا على قانون الغلبة . هذا القانون تجده في الأسرة الواحدة فقد يتبع الأخ أخاه والزوجة زوجها وتجده بين الأقران والأسر والقبائل والطوائف والأمم ..
هو سنة إلهية .. فلا بد من سيد ومسود وقائد ومقود ..
وقد تكون الغلبة مشروعة ومطلوبة وهي غلبة هذا الدين على غيره وهذه الغلبة لا بد منها لتستقيم الحياة .. وقد تكون الغلبة ظالمة .. .. والغلبة أنواع غلبة يد وغلبة مال وغلبة فكر وأدب ..
عندما نرجع للوراء إلى عصور ازدهار الحضارة الإسلامية لا سيما عصري الدولة الأموية والعباسية نجد أن شمس حضارتها أخفت كل حضارة أخرى فالغرب في ذلك الوقت يعيشون عصور ظلام دامس الغلبة للمسلمين علما وفكرا وأدبا فمعظم العلماء والأدباء والشعراء في ذلك الوقت ..
فلما كانت غلبة الغرب علينا يدا وفكرا ولغة نجد شمس حضارتنا أفلت فلم يعد هناك علم ولا فكر ولا أدب ولا لغة فشغل القوم بتفسير الرؤى والمنامات وظهرت البدع والخرافات و كسدت صناعة الأدب وأصبح لا روح فيها ولا معنى وهكذا استمر قانون الغلبة يسري مفعوله إلى عصرنا الحاضر يعيشه جيل بعد جيل حتى أصبح لديهم قناعة أن النجاة ليست إلا هناك وأن الفكر فكرهم واللغة لغتهم ..إلخ

ومن ثم نستنتج أن أي تعثر أو تأخر في مناحي حياتنا بدءا من أنفسنا إلى غيرنا ؛ فاعلموا أن لقانون الغلبة دورا في ذلك ..

الآن هل علمتم ما الذي نتج عن ضرب زيد لعمرو ؟؟؟

أبو ريان
01-24-2013, 03:55 PM
الموضوع جميل ورائع ..
الطرح فيه أخذ كافة الجوانب التي يمكن أن نستشهد بها ولم يبقى إلاّ قول رأي مختصر حول كل ذلك ..
أول شئ يستاهل عمرو ليش ما يقتضي ما جاه http://forum.baniamro.com/images/icons/icon10.gif
نعم هكذا كان المثل وأحياناً يحل عطفاً بقولنا زيد وعمرو وأحياناً يحلان في مكان متساوٍ كأن نقول
كما فعل زيد وعمرو ..
في العموم هناك قاعدة تقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فمتى كانت التبعية في الأسرة
أو في المجتمع بكافة أصنافة هي تبعية محاكاة مثالية فهذه تعتبر سليمة وجميلة وجيدة ولها التفضيل أكثر
من أن تظهر تضادات بالأفكار أو الآراء وخصوصاً داخل الأسرة فتُحدث الإنشقاقات بدون داعي ..
بارك الله فيك ولك تقديري ..

الأزدية
01-24-2013, 06:49 PM
علامة ترقيم

ماشاء الله تبارك الرحمن
من اروع ما قرأت اليوم
لي عودة بإذن الله يوم السبت اذا
كتب لنا بقاء

بن ظافر
01-24-2013, 07:03 PM
تبارك الرحمن الله يعطيك العافية

طيف
01-25-2013, 11:04 AM
موضوع مميز كنت سأطرح هذا المقطع للمناقشه فوجدت موضوعك يدور حول محتواه..وفقك الله

http://www.youtube.com/watch?v=1DCCwQm006A

إبراهيم سعيد
01-25-2013, 06:18 PM
علامة ترقيم
قلم رائع ، كفكرة و الموضوع يتلخص برأي الفقير لله انا
( الغلبه ) ،،
اعتقد أنها موجوده هذه الصفه في كل شخص ،،
هناك من يتعامل معها كبطش ،، وهنا تتفرخ كثير من التعاملات و الأمثلة و القصص ،، دعك من هذه فهي لا تزيد
ولا تنقص في حق ايامنا هذه شيء لأنه من الجميل ان لا نكون مقيدين بالماضي ،،، يومك ،، يومك ،،!

وهناك من يعاملها بتمرد جميل جداً جداً ، ليتفوق و يبتكر و يزدهر و يشكل نموذجا فعال في شتى المجالات

مثال ما رأيك في : أكون او لا أكون
هنا اختصر الحديث ...!


تحياتي للجميع ،،

علامة ترقيم
01-28-2013, 12:09 AM
الموضوع جميل ورائع ..
الطرح فيه أخذ كافة الجوانب التي يمكن أن نستشهد بها ولم يبقى إلاّ قول رأي مختصر حول كل ذلك ..
أول شئ يستاهل عمرو ليش ما يقتضي ما جاه http://forum.baniamro.com/images/icons/icon10.gif
نعم هكذا كان المثل وأحياناً يحل عطفاً بقولنا زيد وعمرو وأحياناً يحلان في مكان متساوٍ كأن نقول
كما فعل زيد وعمرو ..
في العموم هناك قاعدة تقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فمتى كانت التبعية في الأسرة
أو في المجتمع بكافة أصنافة هي تبعية محاكاة مثالية فهذه تعتبر سليمة وجميلة وجيدة ولها التفضيل أكثر
من أن تظهر تضادات بالأفكار أو الآراء وخصوصاً داخل الأسرة فتُحدث الإنشقاقات بدون داعي ..
بارك الله فيك ولك تقديري ..

نفسك تنازعك بين أن تقف ضد أو مع عمرو ؛ هكذا كانت بدايتك ..!!!
نعم عندما تكون التبعية إيجابية فهي مطلوبة لكن للأسف أن ما نراه هو اتباع للسيء لا للأفضل !!!


أخي : سعيدة جدا بمرورك المميز الثري .. فشكرا لك .

علامة ترقيم
01-28-2013, 12:11 AM
علامة ترقيم


ماشاء الله تبارك الرحمن
من اروع ما قرأت اليوم
لي عودة بإذن الله يوم السبت اذا
كتب لنا بقاء



أنتظر ذلك بشوق أيتها الأزدية ...

ابوفهد العمري
01-28-2013, 12:28 AM
يقول ابو العلأ المعري

قَد اِختَلَّ الأَنامُ بِغَيرِ شَكٍّ **فَجَدّوا في الزَمانِ وَأَلعَبوهُ
وَظَنّوا أَنَّ بوهَ الطَيرِ صَقرٌ ** بِجَهلِهِمُ وَأَنَّ الصَقرَ بوهُ
وَوَدّوا العَيشَ في زَمَنٍ خَؤونٍ ** وَقَد عَرَفوا أَذاهُ وَجَرَّبوهُ
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا ** عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن ** يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ

عندما نكون تبع فهذا يعني اننا في الاخير .
وعندما نكون في الاخير فهذا يعني ان غيرنا هو الافضل .
معادلة بسيطة استسلمنا لها بكل ما تعنيه ونحن لا نفهمها .
الغرب كان في سبات وعندما احس بخطر الدولة الاسلامية صحى ولكن على ضلال فاستفاد من العلوم الدنيوية وترك علوم الاخرة .
ثم افاق على خطأه فما وجد غير جرنا الى وحل ماهو فيه فخطط ونجح وتبعه منا كبارا وصغارا رؤساء ومرؤسين مثقفين وشبه مثقفين كتابا وعامة متنطعين .
فكان زيد مضروبا من قبل عمرو الى يوم نفوق ونغير العبارة ليضرب عمرو زيدا .

شكرا لك .

الأزدية
01-28-2013, 08:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله

عذرا عالتأخير
هذا المثل ضرب زيد عمرو
مثل دارج ومعروف لكل العرب ومحيطه واسع
تمثل به في الجد والهزل
اسمحي لي أن اقف عند اقرب دائرة محيط لنا

الجد زيد حين تجرأ وضرب الجد عمرو
لم تكن الفرص متكافئة بين الاثنين

فلم يكن عمرو , يملك من مقومات المقاومة شئ

أمام زيد لا مال ولا جاه ولا علم

ولا وقت حتى للتفكير كيف يحسن من حاله ,,

لانشغاله بطلب العيش كما حظي به زيد

لهذا استسلم له واستأسد عليه

اما الأحفاد حين وصلوا
تساوت الفرص أمام الطرفين في كل شئ

وصلوا إلى زمان فتح الله لهما خزائن الأرض

وتحسنت الأحوال ووزعت للجميع فرص القوة

تعليم ووظائف ومساكن يرضونها ومراكب يقلونها

لكن لازالت عقدة مضاربة الأجداد ورثت الخوف في قلوبهم

فأصبح بعض أحفاد عمرو تابع لأحفاد

زيد في كل شئ فكر ولسانا وثقافة

متى ما قابله ضعف أمامه وقلده في شئ

واقتفى اثره
وبالقياس على من له المثل الأعلى سبحانه

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }

القوة المطلوبة هنا العلم والحكمة التي هي ضالة المؤمن

التي متى ما اعتد بها لا يجرؤ أحدا على التعدي عليه

وبالعلم والحكمة الفئة القليلة ستغلب الفئة الكثيرة بإذن الله
إذا كان علمها نافع لها وأدركت من خلاله :

{وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
طبعا لا اعمم بل من احفاد عمرو من عرف قدر نفسه

واثبت وجوده واصالته ونالت احترام العقلاء من احفاد زيد

فكان من الحالات الاستثنائية التي رحم الله