أبوفارس
01-23-2004, 10:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا= فمـذ عرفتك وجه الفجر ما غابا
ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت =ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا
ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت=ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا
تزينت لك أشعاري فكم سكبت = عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا
وكم أثارت جنون الحرف فـارتحلت =ركابه في مدى شعري وما آبا
تألقي يا حروف الشعر واتخذي = إلى شغاف قلوب الناس أسبابا
وصافحي لهب الأشواق في مهج = محروقة واصنعي للحب جلبابا
وسافري في دروب الذكريات فقد = ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
وصففي شعر أوزاني فقد عبثت = بشعرها صبوات الريح أحقابا
وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية =كتبتها حين كان الفجر وثابا
وحين كانت شفاه الطل منشدة =لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا
وحين كان شذى الأزهار منطلقاً =في كل فج وكان العطر منسابا
تألقي يا حروف الشعر واقتحمي = كهف المساء الذي ما زال سردابا
ومزقي رهبة في البدر تجعلـه =أمام بوابة الظلماء بوابا
وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة =تزيده في دروب العزم أدرابا
يا قلب يا منجم الإحساس في جسد =ما ضـل صاحبه درباً ولا ذابا
قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها =وأقبلت نحوك الآهات أسربا
وأشعل الحزن في جنبيك موقده =وأغلقت دونك الأفراح أبوابا
ماذا أصابك يا قلبي ألست على =عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا
حددت فيك معاني الحب ما رفعت = إليك غائله الأحقاد أهدابا
صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت =حرب ولاحرك الباغون أذنابا
ولا تقرب منك اليأس بل يئست =آماله فانطوى بالهم وانجابا
فكيف تغرق في بحر جعلت على =أمواجه مركباً للصبر جوابا
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا = يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها =غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا
انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى =ظـلاً وسوف ترى ورداً وعنابا
قال الفؤاد أعرني السمع لست كما = تظن أغلق مـن دون الرضا بابا
لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها = صبر وقد أصبح الإحساس شبابا
يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى = فما رأى في عيون الناس ترحابا
وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت = لها المآسي تحـد الظفر والنابا
نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ =يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا
وأرسلت دمعة في الليل ساخنة =فأرسل الليل دمع الطل سكابا
ضاعت معالم بيت كان يسترها =عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا
فكيف تطلب تغريد البلابل في =روض يُشيع به الطغيان إرهابا
هون عليك فؤادي لست منهزما =حتى أراك أمام الحزن هيابا
هون عليك فؤادي واتخذ سببا = إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا
وقل لمن بلغ الإحساس غايته = منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا
لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها = حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا
أما ترين ضياء الشمس كيف بدا =مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا
لكنها لم تطاوع يأسها فمضـت = تخيط من نورها للبدر جلبابا
ما حركت شفة غضبي ولا شتمـت =وما أثارت على ما كان أعصابا
مضت على نهجها المرسوم في ثقة =وأعربت عن سداد الرأي إعرابا
لو أنها شغلت بالليل تشتمه = لما رأت في نجوم الليل أحبابا
كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أمـلاً = واستمنحي رازقاً للخلق وهابا
فعندها سترين الأفق مبتسماً = والشمس ضاحكة والفجر وثابا
الشاعر عبدالرحمن العشماوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا= فمـذ عرفتك وجه الفجر ما غابا
ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت =ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا
ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت=ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا
تزينت لك أشعاري فكم سكبت = عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا
وكم أثارت جنون الحرف فـارتحلت =ركابه في مدى شعري وما آبا
تألقي يا حروف الشعر واتخذي = إلى شغاف قلوب الناس أسبابا
وصافحي لهب الأشواق في مهج = محروقة واصنعي للحب جلبابا
وسافري في دروب الذكريات فقد = ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
وصففي شعر أوزاني فقد عبثت = بشعرها صبوات الريح أحقابا
وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية =كتبتها حين كان الفجر وثابا
وحين كانت شفاه الطل منشدة =لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا
وحين كان شذى الأزهار منطلقاً =في كل فج وكان العطر منسابا
تألقي يا حروف الشعر واقتحمي = كهف المساء الذي ما زال سردابا
ومزقي رهبة في البدر تجعلـه =أمام بوابة الظلماء بوابا
وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة =تزيده في دروب العزم أدرابا
يا قلب يا منجم الإحساس في جسد =ما ضـل صاحبه درباً ولا ذابا
قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها =وأقبلت نحوك الآهات أسربا
وأشعل الحزن في جنبيك موقده =وأغلقت دونك الأفراح أبوابا
ماذا أصابك يا قلبي ألست على =عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا
حددت فيك معاني الحب ما رفعت = إليك غائله الأحقاد أهدابا
صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت =حرب ولاحرك الباغون أذنابا
ولا تقرب منك اليأس بل يئست =آماله فانطوى بالهم وانجابا
فكيف تغرق في بحر جعلت على =أمواجه مركباً للصبر جوابا
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا = يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها =غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا
انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى =ظـلاً وسوف ترى ورداً وعنابا
قال الفؤاد أعرني السمع لست كما = تظن أغلق مـن دون الرضا بابا
لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها = صبر وقد أصبح الإحساس شبابا
يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى = فما رأى في عيون الناس ترحابا
وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت = لها المآسي تحـد الظفر والنابا
نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ =يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا
وأرسلت دمعة في الليل ساخنة =فأرسل الليل دمع الطل سكابا
ضاعت معالم بيت كان يسترها =عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا
فكيف تطلب تغريد البلابل في =روض يُشيع به الطغيان إرهابا
هون عليك فؤادي لست منهزما =حتى أراك أمام الحزن هيابا
هون عليك فؤادي واتخذ سببا = إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا
وقل لمن بلغ الإحساس غايته = منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا
لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها = حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا
أما ترين ضياء الشمس كيف بدا =مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا
لكنها لم تطاوع يأسها فمضـت = تخيط من نورها للبدر جلبابا
ما حركت شفة غضبي ولا شتمـت =وما أثارت على ما كان أعصابا
مضت على نهجها المرسوم في ثقة =وأعربت عن سداد الرأي إعرابا
لو أنها شغلت بالليل تشتمه = لما رأت في نجوم الليل أحبابا
كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أمـلاً = واستمنحي رازقاً للخلق وهابا
فعندها سترين الأفق مبتسماً = والشمس ضاحكة والفجر وثابا
الشاعر عبدالرحمن العشماوي