المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفي دلك فليتنافس المتنافسون ... دورة حفظ الاربعين نووية....


انوثه طاغيه
12-19-2012, 03:24 AM
http://im18.gulfup.com/jKZG1.png
الحمدلله وبه نستعين ونصلي ونسلم على خير المرسلين" صلى الله عليه وسلم " وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


الاربعين النووية أحاديث تحتوي على علم كثير من الفوائد التربوية , لذلك نُقدم لكم دورة مُبسطة في [حفظ أحاديث الأربعين النووية ].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقه في الدين "

من يرغب الانضمام في الحفظ تسجيل إسمه في هذا الموضوع علماً أن الدوره ستبدأ بإذن الله يوم السبت .22 .12 . 2012وتنتهي بإنتهاء حفظ آخر حديث بعون الله .

آلية الحفظ : سنعتمد أيام السبت ,الأحد ,الإثنين ,الثلاثاء للحفظ ويومي الأربعاء والخميس للمراجعة , بحيث راح نحط حديثين في الأسبوع .حديث يوم السبت والثاني يوم الاثنين + شرحه مع الفوائد .
والمطلوب هو حفظ الحديث نصاً وكتابته في الموضوع .

نسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل وأن يرزقنا صلاح النية.
ومن اراد الانضمام لكوكبة الحفاظ فمرحبا به فليسجل رغبته في بهده الصفحة

أي إستفسار عن الدورة...
حياكم الله

أبو ريان
12-19-2012, 05:27 PM
جميل ما قرأت وفقك الله ..
لاحرمك الله الأجر آمين ..
تقديري ..

انوثه طاغيه
12-19-2012, 08:13 PM
لا أستطيع أخفاء سعادتي بهذاالمرور الذي
أعتبره وسام فخر على صدري
شكرا لك من أعماق قلبي على هذا الإطراء الجميل
والتواجد الأجمل
دمت بود

تراتيــــل
12-20-2012, 02:44 PM
جزاك الله ووالديك الجنه ..

المهاجر07
12-20-2012, 04:17 PM
فكرة رائدة يا انوثه طاغيه
واعتبريني احد المسجلين في الدوره بإذن الله
وأسأل الله أن لا يحرمك الأجر والثواب
واتمنى من الجميع التفاعل

تراتيــــل
12-20-2012, 04:40 PM
مسجله معكم بحيل الله ..

بن ظافر
12-20-2012, 06:12 PM
الف شكر الله يعطيك العافية على هذا الموضوع

الكعبية
12-20-2012, 07:39 PM
نسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل وأن يرزقنا صلاح النية.


الله لايحرمك الاجر

تقديري

عــذبــة الـــروح
12-21-2012, 03:17 AM
جزاكِ الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكِ آمين

انوثه طاغيه
12-21-2012, 09:54 PM
جزاك الله ووالديك الجنه ..

أَسْعَدْنِي هَذَا الْمُرُور الْعَاطِر وَالْمُتَابَعَة الْمُمَيِّزَة
و ازْدَانَت مُشَارَكَتِي بِوُجُوْد تَوْاقِيْعَكـ عَلَى صَفْحَتِي
فَلَا حَرَّمْنَا الْلَّه مِن حُضُوْرِكـ وَمُشَارَكَتكـ مَعَنَا
وَلَكِ جَزِيْل الْشُكْر والتقدير

سد الوادي
12-21-2012, 10:11 PM
جزاك الله خير

وكتب لك الاجر ,فكرة راائعة ومفيدة دنيا وآخرة

تحيتي لك

انوثه طاغيه
12-22-2012, 01:08 PM
حظوركم شرف تهواه ابجدياتي
خالص الوود لقلوب تحمل الصفاء

انوثه طاغيه
12-22-2012, 01:11 PM
1 / مقدمة الشارح للأربعين النووية ! من دورة الأربعين النووية !




بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني أخواتي الحبيبات :

أخترت لكن شرح فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ،
فهو شرح ماتع وغزير بالفوائد والأحكام .
أحرصن على ضبط العلم والعمل به .






مقدمة الشارح

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:

الحافظ النووي: هو محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي . - رحمه الله -

من أصحاب الشافعي المعتبرة أقواله،ومن أشدّ الشّافعية حرصاً على التأليف، فقد ألّف في فنونٍ شتّى، في الحديث وعلومه،

وألّف في علم اللغة كتاب تهذيب الأسماء واللغات ، وهو في الحقيقة من أعلم الناس، والظاهر - والله أعلم - أنه من أخلص الناس في التأليف، لأن تأليفاته - رحمه الله - انتشرت في العالم الإسلامي،فلا تكاد تجد مسجداً إلا ويقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين)، وكتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته، فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية.


http://www.betek.info/vb/images/smilies/ar5.gif

وهو - رحمه الله - مجتهدٌ، والمجتهد يخطئ ويصيب، وقد أخطأ - رحمه الله - في مسائل الأسماء والصفات، فكان يؤول فيها لكنه لاينكرها، فمثلاً: ( استوى على العرش ) يقول أهل التأويل معناها: استولى على العرش، لكن لاينكرون: (استوى) لأنهم لو أنكروا الاستواء تكذيباً لكفروا، أما من ينكر إنكار تأويل وهو لايجحدها فإن كان لتأويله مساغ في اللغة العربية فإنه لايكفر، أما إذا لم يكن له مسوّغ في اللغة العربية فهذا موجب الكفر. مثل أن يقول: ليس لله يدٌ حقيقة، ولا بمعنى النعمة،أو القوة، فهذا كافر؛ لأنه نفاها نفياً مطلقاً
[1] . فهم يصدقون به ولكن يحرفونه.


http://www.betek.info/vb/images/smilies/ar5.gif

ومثلُ هذه المسائل التي وقع منه - رحمه الله - خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمّة، ولانظن أن ماوقع منه إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ - ولو في رأيه - وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور، وأن يكون ماقدّمه من الخير والنّفع من السعي المشكور، وأن يصدق عليه قول الله تعالى http://www.jr0o0o.com/vb/images/smilies/frown.gifإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)(هود: الآية114)


[2]


http://www.betek.info/vb/images/smilies/ar5.gif

فالنووي نشهد له فيما نعلم من حاله بالصلاح، وأنه مجتهد، وأن كل مجتهد قد يصيب وقد يخطئ، إن أخطأ فله أجر واحد، وإن أصاب فله أجران. وقد ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها هذا الكتاب: الأربعون النووية، وهي ليست أربعين،بل هي اثنان وأربعون، لكن العرب يحذفون الكسر في الأعداد فيقولون: أربعون. وإن زاد واحداً أو اثنين، أونقص واحداً أواثنين.
http://www.betek.info/vb/images/smilies/ar5.gif


هذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها،لأنها منتخبة من أحاديث عديدة. وفي أبواب متفرقة،بخلاف غيرها من المؤلفات فلو نظرنا إلى عمدة الأحكام لوجدناها منتخبة؛ لكنها في باب واحد وهو باب الفقه، أما الأربعون


النووية فهي في أبواب متفرقة متنوعة. ونحن نستعين بالله تعالى في التعليق عليها. والله الموفّق.

انوثه طاغيه
12-22-2012, 01:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي الراغبين في المشاركة في دورة حفظ الاربعين نووية رجاء حطوا شعار المشاركة في تواقيعكم
http://im14.gulfup.com/T9Ge2.gif
هدا بالنسبة للاعضاء الدكور

http://im14.gulfup.com/eWv93.gif
وهدا بالنسبة للاناث.
وبارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم.

انوثه طاغيه
12-22-2012, 01:15 PM
ماهى الاربعين النووية


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أصل"الأربعون النووية" أن أبو عمرو بن الصلاح -رحمه الله تعالى- جمع في مجلس من مجالس تدريسه للحديث، جمع الأحاديث الكلية التي يدور عليها علم الشريعة، فجعلها ستة وعشرين حديثًا، فنظر فيها العلامة النووي -رحمه الله- فزادها ستة عشر حديثًا، فصارت الأحاديث التي اختارها النووي ثنتين أو اثنين وأربعين حديثًا، فسميت بالأربعين النووية تجوزًا.
ثم زاد عليها الحافظ الإمام عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي ثمانية أحاديث كلية أيضًا، وعليها مدار فهم بعض الشريعة، فصارت خمسين حديثًا، وهي التي شرحها في كتابه المسمى "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم".

وأصل هذه الأحاديث في اختيارها على أنها جوامع كلم تدور عليها قواعد أمور الدين، فمنها :

ما يتصل بالإخلاص .
ومنها ما هو في بيان الإسلام وأركانه، والإيمان وأركانه.
ومنها ما هو في بيان الحلال والحرام .
ومنها ما هو في بيان الآداب العامة .
ومنها ما هو في بيان بعض صفات الله -جل وعلا-
ومنها في توقيف العبادات .
ومنها قاعدة الحلال والحرام .
ومنها قاعدة القدر.
وغيرها من القواعد الكلية المهمة التي تدور عليها أصول الشريعة الإسلامية .


هذه الأربعين نالت اهتمام أهل العلم من بعد الإمام النووي رحمه الله، حتى شرحها عددٌ من أهل العلم :

لاشك أن هناك شروحٌ مطولة مثل شرح ابن رجب رحمه الله، وهو شرح ميزته التطويل، فيذكر في الغالب جميع ما تحتوي عليه هذه الأحاديث، ويستحضر المسائل المستنبطة من هذه الأحاديث، ويدلل عليها من القرآن، من السنة، إذا كانت تحتوي على أحكام يفصلها، إذا كانت تحتوي على الترهيب والترغيب يستطرد في ذلك .

ومثل شرح ابن دقيق العيد شرح موجز، هذا الشرح الموجز يأتي بأهم المعاني التي يحتوي عليها الحديث.

اللهم علمنا ما ينفعنا و إنفعنا بما علمتنا و زدنا علما
في حفظ الله

انوثه طاغيه
12-22-2012, 09:41 PM
http://i3.tagstat.com/image07/c/6c41/017B052f6N1.gif
دعوة خاصة من قلب الانوثه لكل من زار موضوعي
لا تفوت لحظة في دكر الله.

انوثه طاغيه
12-22-2012, 09:59 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة
للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




http://www.4muhammed.com/40-nawawi/pics/3.gif





شرحا وتلاوة وتصميما وإعرابا وفوائد مختلفة




اهتم علمائنا وسلفنا الصالح رحمهم الله بهذه الأربعين أيما اهتمام


ومن هذا المنطلق اجتهد إخوانكم في موقع


لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم


بجمع خدمات مختلفة لكل حديث شريف من الأربعين النووية


فإن أصبنا فمن الله وحده وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان


المحتوى والمصادر






أورد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم - حفظه الله - في كتابه ( الدليل إلى المتون العلمية):


متن الأربعين النووية ( الأربعون في مباني الإسلام وقواعد الأحكام ) للإمام محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسين النووي المتوفي سنة (676هـ) - رحمه الله تعالى -.


وهو متن مشهور، اشتمل على اثنين وأربعين حديثاً محذوفة الإسناد في فنون مختلفة من العلم كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث؛ لما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات.


وقد قال المؤلف في مقدمته ـ بعدما تكلم عن الأحاديث التي رأى جمعها ـ: ثم أتبعها بباب في ضبط خفي ألفاظها، لكن هذا الباب لا وجود له في كثير من طبعات الأربعين النووية التي وقفت عليها وكذا شروحها، وقد ذكره صاحب كتاب الوافي في شرح الأربعين النووية، كما ذكره الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان في مقدمة شرحه للأربعين ص(42).


فرغ المؤلف من تأليفها ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادي الأولى سنة (668هـ).
ولم يشتهر كتاب في الأربعين مثل اشتهار أربعين النووي، قال في كشف الظنون: ) وقد اعتنى العلماء بشرحه وحفظه فكثرت شروحه ، ثم ذكر جملة منها ، كما تكلم عن شروح الأربعين عامة.


أصل المتن:


أصله مجلس أملاه الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح المتوفي سنة (643هـ) - رحمه الله تعالى - سماه ( الأحاديث الكلية ) جمع فيه الأحاديث التي يقال: إن مدار الدين عليها، وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة بلغت (26) حديثاً.


ثم إن الإمام النووي أخذ هذه الأحاديث وزاد عليها تمام (42) حديثاً وسمى كتابه بـ( الأربعين ) ، واشتهرت هذه الأربعون التي جمعها وكثر حفظها ونفع الله بها.


طبعاته:


طبع هذا المتن عدة مرات منها:ـ


1 ـ طبعة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سنة (1395هـ) ومعها الأحاديث التي زادها الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -.


2 ـ طبعة دار الكتب العلمية في بيروت سنة(1401هـ) شرح غريبها ومشكل ألفاظها وحققها الشيخ رضوان محمد رضوان.


3 ـ طبعة مؤسسة الرسالة في بيروت سنة (1402هـ) ضبط ألفاظها وشرح معانيها الشيخ محيي الدين مستو.


4 ـ طبعة دار الرائد العربي في بيروت سنة (1404هـ) باعتناء الشيخ عبد العزيز السيروان.


5 ـ طبعة مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت سنة (1416هـ).


6 ـ في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر دون تاريخ، وعليها تقرير للشيخ هاشم بن محمد الشرقاوي.


7 ـ طبعة دار البخاري للنشر والتوزيع في القصيم دون تاريخ.


شروح الأربعين النووية:


1 ـ ( الأربعون النووية وشرحها ) تأليف صاحب المتن الإمام النووي - رحمه الله تعالى - طبع عدة مرات منها:-


أ ـ ضمن مجموعة الحديث النجدية بالمطبعة السلفية ومكتبتها بالقاهرة سنة (1379هـ) وعليه تعليقات لطيفة للشيخ محب الدين الخطيب - رحمه الله تعالى -.


ب ـ وطبع مرةً أخرى الطبعة الثانية سنة (1973م) بمطابع قطر الوطنية وألحق بالشرح المذكور بعض الأفكار والاستنباطات ومقدمة لكل حديث أحد المخلصين ولم يذكر اسمه.


جـ ـ الطبعة التي بتحقيق الشيخ محيي الدين الجراح سنة (1393هـ) دون ذكر اسم المطبعة.


د ـ طبعة دار المطبوعات الحديثة في جدة سنة (1405هـ).


هـ ـ كما نشرته دار المجتمع في جدة سنة (1413هـ).


و ـ كما نشرته مكتبة النهضة الحديثة في مكة المكرمة، باعتناء صاحبها الشيخ عبد الشكور بن عبد الفتاح فداء.


ز ـ طبع آمون للطباعة والتجليد بالقاهرة، نشر الدار المصرية اللبنانية، بتحقيق الشيخ أحمد عبد الله باجور، دون تاريخ.


2 ـ شرح ابن دقيق العيد للعلامة تقي الدين أبي الفتح محمد بن علي بن وهب المصري القشيري الشهير بابن دقيق العيد، وهو لقب كان يغلب على جد له إذ لبس طيلساناً أبيض في يوم عيد فقيل إنه كدقيق العيد المتوفي سنة (702هـ) - رحمه الله تعالى -.


طبعاته:


وقد طبع هذا الشرح عدة مرات منها:ـ


أ ـ في المطبعة المنيرية في مصر دون تاريخ.


ب ـ طبعة مكتبة القاهرة في مصر دون تاريخ بتصحيح الشيخ طه محمد الزيني.


جـ ـ طبعه مؤسسة دار العلوم في بيروت سنة (1400هـ).


د ـ في مطابع المدينة المنورة نشر مكتبة التراث الإسلامي في مصر.


هـ ـ طبعة دار الأرقم بالرياض سنة (1416هـ).


3 ـ شرح العلامة الشيخ نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الحنبلي المتوفي سنة (716هـ) - رحمه الله تعالى -، واسمه ( التعيين في شرح الأربعين ) نشرته مؤسسة الريان في بيروت والمكتبة المكية في مكة المكرمة سنة (1419هـ) بتحقيق الشيخ أحمد حاج محمد عثمان في مجلد.


4 ـ شرح العلامة الشيخ سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني المتوفي سنة(791هـ) - رحمه الله تعالى -، وقد طبع في المطبعة العامرة في مصر سنة (1326هـ) وفي مطبعة الرسمية بتونس سنة (1882م) كما طبع على هامش شرح البركوي والأفكرماني المطبوع في تركيا سنة (1323هـ).


5 ـ شرح الحافظ ابن رجب المسمى ( جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم ) تأليف الإمام الحافظ الفقيه زيد الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن رجب المتوفي سنة (795هـ) - رحمه الله تعالى -، شرح في كتابه المذكور الأربعين النووية، وعددها (42) حديثاً كما تقدم، وزاد عليها ثمانية أحاديث سردها في مقدمة شرحه المذكور ولهذا سماه (جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم)، وهو أجل شروح الأربعين النووية وأكثرها فائدة.


طبعات جامع العلوم والحكم:


طبع عدة مرات منها:ـ


أ ـ في الهند في آمر تسر دون تاريخ ، بتصحيح الشيخين عبد الغني الغزنوي وعبد الواحد الغزنوي.


ب ـ في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة (1346هـ).


جـ ـ في المطبعة المذكورة الطبعة الثالثة سنة (1382هـ).


د ـ في مطابع الأهرام في مصر بتحقيق الشيخ محمد الأحمدي أبو النور دون تاريخ، صدره بمقدمة مهمة عن الشرح المذكور، صدر من هذه الطبعة جزءان اشتمل كل جزء على شرح عشرة أحاديث ولم يصدر بعدهما شيء حتى الآن.


هـ ـ طبعة المؤسسة السعيدية في الرياض في ثلاث مجلدات.


و ـ طبعة مؤسسة الرسالة في بيروت الطبعة الثانية سنة (1412هـ) بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ إبراهيم باجس مقابلة على ثلاث نسخ خطية جزءان في مجلد واحد.


ز ـ طبعة دار الفرقان في الأردن باعتناء الشيخ محمد بن عبد الرزاق الرعود.


ح ـ طبعة دار الصحابة للتراث في طنطا سنة (1415هـ) بتحقيق ودراسة الشيخ طارق أحمد محمد عبد المنعم في مجلدين، اعتمد المحقق على طبعة الشيخ شعيب الأرناؤوط ، وزاد عليها المقابلة على نسخة رابعة ،وتوسع في تخريج الأحاديث.


مختصرات هذا الشرح ( جامع العلوم والحكم )


قام الشيخ سليم بن عيد الهلالي باختصار الشرح المذكور وسماه ( إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم ) طبعته دار ابن الجوزي في الدمام الطبعة الأولى سنة (1412هـ) له مقدمة مفيدة تكلم فيها عن بعض طبعاته الشرح المذكور وغير ذلك.


وعاد بنا الكلام إلى شروح الأربعين:


6 ـ شرح الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكي المتوفي سنة (974هـ) - رحمه الله تعالى - واسمه( الفتح المبين بشرح الأربعين ) طبع في المطبعة الميمنية في مصر سنة (1317هـ) وعليه حاشية للشيخ حسن بن علي المدابغي المتوفي سنة (1170هـ) - رحمه الله تعالى -، ثم طبع بعد ذلك عدة مرات، كما قامت بتصويره دار الكتب العلمية في بيروت سنة (1398هـ).


7 ـ شرح الشيخ أحمد بن حجازي الفشني المتوفي سنة (978هـ) - رحمه الله تعالى - واسمه ) المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية) فرغ منه سنة (978هـ) طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية في مصر دون تاريخ، كما طبع على هامش شرح الشبرخيتي الآتي.


8 ـ شرح الشيخ أبي الفضل محمد ولي الدين بن علي سالم الشبشيري المتوفي سنة (989هـ) - رحمه الله تعالى -، واسمهhttp://www.jr0o0o.com/vb/images/smilies/smile.gif الجواهر البهية في شرح الأربعين النووية ) طبع على هامش ) مصباح الظلام وبهجة الأنام في شرح نيل المرام من أحاديث خير الأنام ) للشيخ محمد بن عبد الله الجرداني المطبوع في المطبعة العامرة الشرفية بمصر سنة (1318هـ).


كما طبع في مطابع دار الطباعة والنشر الإسلامية ـ القاهرة ـ نشر نزار مصطفى الباز الطبعة الأولى دون تاريخ ، في مجلد.


9 ـ شرح الشيخ إبراهيم بن مرعي بن عطية الشبرخيتي المتوفي سنة (1106هـ) - رحمه الله تعالى - واسمه ( الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديثاً النووية ) طبع في المطبعة الأزهرية سنة (1280هـ) كما طبع في المطبعة المحمدية في مصر سنة (1316هـ) ، ثم طبع بعد ذلك عدة مرات، كما قامت دار الفكر ببيروت بتصويره دون تاريخ.


10 ـ شرح الشيخ ملا علي بن سلطان بن محمد القاري الهروي المكي الحنفي المتوفي سنة (1114هـ) - رحمه الله تعالى - واسمه ( المبين المعين لفهم الأربعين ) طبع في المطبعة الجمالية في مصر سنة (1328هـ).


11 ـ شرح العلامة الشيخ محمد حياة السندي المتوفي سنة (1163هـ) - رحمه الله تعالى - وهو أحد مشايخ الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -، طبعته دار رمادي للنشر بالدمام الطبعة الأولى سنة (1415هـ) بتحقيق الشيخ حكمت بن أحمد الحريري، كما نشرته ثانية دار المعالي ـ الأردن ـ سنة (1419هـ).


12 ـ حاشية الشيخ عبد الله بن محمد النبرواي الشافعي المتوفي سنة (1275هـ) - رحمه الله تعالى - اسمها ( عروس الأفراح ) طبعت في مطبعة بولاق بمصر سنة (1291هـ) كما طبعت في المطبعة الكستلية سنة (1329هـ).


13 ـ شرح الشيخ محمد بن عبد الله الجرداني الدمياطي الشافعي المتوفي سنة (1331هـ) - رحمه الله تعالى -، طبع باسم: ( الجواهر اللؤلؤية في شرح الأربعين النووية ) باعتناء الشيخ يوسف بن علي بديوي، نشر اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق، الطبعة الأولى سنة (1417هـ) في مجلد طبعته مكتبة القاهرة في مصر.


14 ـ شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري المالكي المتوفي سنة (1348هـ) - رحمه الله تعالى -، نشرته مكتبة القاهرة بالقاهرة.


15 ـ الشروح الأربعة على الأربعين النووية، تأليف أربعة من علماء فاس وهم المشايخ:-


1 ـ أحمد بن محمد التاودي ابن سودة. 2 ـ عبد القادر بن أحمد بن شقرون. 3 - محمد بن أحمد بنيس. 4 ـ الطيب بن عبد المجيد ابن كيران، طبعت في مطبعة حاضرة فاس بتنميق العربي الأزرق في المغرب سنة (1309هـ).


16 ـ ( النزهة البهية في شرح أحاديث الأربعين النووية ) للشيخ قاسم القيسي، نشرته جمعية الآداب الإسلامية في بغداد سنة (1372هـ).


17 ـ شرح الشيخ عبد الله بن صالح المحسن المدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، كما شرح الأحاديث الثمانية التي زادها الحافظ ابن رجب واسمه: ( الشرح الموجز المفيد ) وهو شرح على طريقة المتأخرين من ذكر الحديث ثم مفرداته ثم الفوائد المستنبطة منه ثم الشرح الإجمالي، طبع في مطبعة السعادة في مصر الطبعة الثانية سنة (1390هـ).


18 ـ ( التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية ) للشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري المتوفي سنة (1317هـ)، - رحمه الله تعالى -، نشر المكتبة السلفية بمصر سنة (1380هـ)، ومعها شرح الأحاديث التي زادها ابن رجب.


19 ـ ( شرح الألفاظ الغريبة في الأربعين النووية ) تأليف الشيخ محيي الدين مستو، طبع في مؤسسة الرسالة سنة (1397هـ).


20 ـ ( الوافي في شرح الأربعين النووية ) للدكتور مصطفى البغا والشيخ محيي الدين مستو، طبع عدة مرات منها الطبعة السابعة سنة (1413هـ) نشر دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق.


21 ـ ( المختار في شرح الأربعين النووية ) للشيخ عبد الخالق مسعود نشرته مكتبة المنار في الأردن سنة (1403هـ).


22 ـ ( المختار من شرح الأربعين النووية ) للشيخ محمد أديب الحمود نشرته مكتبة المنار في الأردن سنة (1403هـ).


23 ـ ( البيان في شرح الأربعين النووية ) للشيخ خالد البيطار ، نشرته مكتبة المنار في الأردن سنة (1407هـ).


24 ـ ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية ) بقلم الشيخ ناظم بن محمد سلطان طبعته الدار السلفية في تونس الطبعة الأولى سنة (1408هـ)، كما طبعته ثانية دار الهجرة للنشر والتوزيع سنة (1410هـ).


25 ـ ( شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية ) للشيخ محمود بن عبد القادر الأرناؤوط، وهو شرح مختصر نشرته دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت الطبعة الثانية سنة (1411هـ).


26 ـ ( شرح الأربعين النووية في ثوب جديد ) للشيخ عبد الوهاب بن رشيد بن صالح أبو صفية، الطبعة الثانية، نشر دار البشير سنة (1413هـ).


27 ـ ( شرح الأربعين النووية ) تأليف الدكتور محمد بكار زكريا ، نشر دار البشائر الإسلامية في بيروت الطبعة الثانية (1414هـ).


28 ـ ( إيضاح المعاني الخفية في الأربعين النووية ) للشيخ محمد تاتاي، قامت بنشره دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع في المنصورة بمصر، الطبعة الأولى سنة (1414هـ) في مجلد والثانية سنة (1418هـ).


29 ـ ( من مشكاة النبوة شرح الأربعين النووية ) للشيخ محمد صالح فرفور المتوفي سنة (1407هـ) نشرته جمعية الفتح الإسلامي في دمشق.


30 ـ ( شرح الأربعين حديثاً النووية وملحقاته: الإشارات إلى ضبط الألفاظ المشكلات ) تحقيق ودراسة الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، نشر دار قتيبة في بيروت الطبعة الأولى سنة (1411هـ).


الشروح المخطوطة:


1 ـ شرح تاج الدين عمر بن علي اللخمي الفاكهاني المتوفي سنة (734هـ) - رحمه الله تعالى - المسمى ( المنهج المبين ) يوجد منه نسخة في مكتبة الحرم المكي برقم (1243) ورقمه الخاص (417)، كما أن الشارح المذكور اختصر شرحه وسماه (مختصر المنهج المبين) منه نسخة في مكتبة الحرم المكي رقمها العام (1200)والخاص (75).


2 ـ ( المعين على تفهم الأربعين ) للإمام أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي المعروف بابن الملقن المتوفي سنة (804هـ) رحمه الله تعالى ، منه نسخة في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة في (218)صفحة.


3 ـ ( البرود الطلسية في شرح الأربعين النووية ) للشيخ عبد الوهاب بن مصطفى بن محمد الكفردا علي الحلبي الشهير بابن طلس المتوفي سنة (1355هـ) - رحمه الله تعالى -، منه نسخة في الخزانة الطلسية.


4 ـ ( المبادئ التربوية المستنبطة من الأربعين النووية ) للشيخ عوض ابن رده الساعدي، رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة (1408هـ).


5 ـ ( الأفكار النورانية في شرح الأربعين النووية ) للشيخ محمد بن العز الحجازي من علماء القرن العاشر، كان حياً سنة (912هـ) وفيها فرغ من الكتاب المذكور رحمه الله تعالى ، مجلد كبير منه نسخة في دار الكتب العمومية.


شروح الأربعين المسجلة:


1 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في (15) شريطاً.


2 ـ شرح الشيخ محمد بن صالح المنجد في (43) شريطاً.


3 ـ شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في (10) أشرطة.


4 ـ شرح الشيخ عبد الله السعد في أشرطة وهي شرح لخمسة أحاديث فقط.

انوثه طاغيه
12-24-2012, 09:32 PM
شرح الأربعين النووية

للشيخ محمد بن صالح بن العثيمين

الحديث الأول

(عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ تعالى عنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)[3]


رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَهْ البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجَّاج بن مسلم القشيري النيسابوري، في صحيحيهما اللَذين هما أصح الكتب المصنفة.


الشرح

عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ وهو أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه،آلت إليه الخلافة بتعيين أبي بكر الصديق رضي الله عنه له، فهو حسنة من حسنات أبي بكر، ونصبه في الخلافة شرعي، لأن الذي عينه أبو بكر، وأبو بكر تعين بمبايعة الصحابة له في السقيفة، فخلافته شرعية كخلافة أبي بكر، ولقد أحسن أبو بكر اختياراً حيث اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وفي قوله سَمِعْتُ دليل على أنه أخذه من النبي
بلا واسطة. والعجب أن هذا الحديث لم يروه عن رسول الله إلا عمر رضي الله عنه مع أهميته، لكن له شواهد في القرآن والسنة. ففي القرآن يقول الله تعالى: (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ )(البقرة: الآية272) فهذه نية، وقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً )(الفتح: الآية29) وهذه نيّة.

وقال النبي لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِيْ بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلَهُ فِي فِيّ امْرَأَتِك[4] فقوله: تَبْتَغِي بِها وَجْهَ اللهِ فهذه نية، فالمهم أن معنى الحديث ثابت بالقرآن والسنة. ولفظ الحديث انفرد به عمر رضي الله عنه، لكن تلقته الأمة بالقبول التام، حتى إن البخاري رحمه الله صدر كتابه الصحيح بهذا الحديث.


قوله : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى لهذه الجملة من حيث البحث جهتان: نتكلم أولاً على مافيه من البلاغة:
فقوله: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ فيه من أوجه البلاغة الحصر، وهو:إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه،وطريق الحصر: إِنَّمَا لأن (إنما) تفيد الحصر، فإذا قلت: زيد قائم فهذا ليس فيه حصر، وإذا قلت: إنما زيد قائم، فهذا فيه حصر وأنه ليس إلا قائماً. وكذلك قوله : وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .

وفي قوله : وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ من البلاغة:
إخفاء نية من هاجر للدنيا، لقوله: فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ولم يقل: إلى دنيا يصيبها، والفائدة البلاغية في ذلك هي: تحقير ماهاجر إليه هذا الرجل، أي ليس أهلاً لأن يُذكر، بل يُكنّى عنه بقوله: إلى ماهاجر إليه.

وقوله: مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ الجواب:
فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فذكره تنويهاً بفضله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ ولم يقل:إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، لأن فيه تحقيراً لشأن ما هاجر إليه وهي: الدنياأو المرأة.


* أما من جهة الإعراب، وهو البحث الثاني:

فقوله : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ مبتدأ وخبر، الأعمال: مبتدأ، والنيات: خبره.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى أيضاً مبتدأ وخبر، لكن قُدِّم الخبر علىالمبتدأ؛ لأن المبتدأ في قوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى هو: مانوى متأخر.
فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ هذه جملة شرطية، أداة الشرط فيها: مَنْ، وفعل الشرط: كانت، وجواب الشرط: فهجرته إلى الله ورسوله.
وهكذا نقول في إعراب قوله: وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا .


أما في اللغة فنقول:
الأعمال جمع عمل، ويشمل أعمال القلوب وأعمال النطق، وأعمال الجوارح، فتشمل هذه الجملة الأعمال بأنواعها:

فالأعمال القلبية: مافي القلب من الأعمال: كالتوكل على الله، والإنابة إليه، والخشية منه وما أشبه ذلك.
والأعمال النطقية: ماينطق به اللسان، وما أكثر أقوال اللسان، ولاأعلم شيئاً من الجوارح أكثر عملاً من اللسان، اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن.
والأعمال الجوارحية: أعمال اليدين والرجلين وما أشبه ذلك.


الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ النيات: جمع نية وهي: القصد. وشرعاً: العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى الله تعالى، ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ أي لكل إنسانٍ مَا نَوَى أي ما نواه.

وهنا مسألة: هل هاتان الجملتان بمعنى واحد، أو مختلفتان؟

الجواب: يجب أن نعلم أن الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد، ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل. ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى. وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان،

يقول أولهما: إن الجملتان بمعنى واحد، فقد قال النبي إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وأكد ذلك بقوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .
والرأي الثاني يقول: إن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لامن باب التوكيد.

* والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً، وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.

* والصواب: أن الثانية غير الأولى، فالأولى باعتبار المنوي وهو العمل. والثانية باعتبار المنوي له وهو المعمول له، هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا. ويدل لهذا مافرعه عليه النبي في قوله: فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وعلى هذه فيبقى الكلام لاتكرار فيه.

والمقصود من هذه النية تمييز العادات من العبادات، وتمييز العبادات بعضها من بعض.

* وتمييز العادات من العبادات مثاله:

- أولاً:الرجل يأكل الطعام شهوة فقط، والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله عزّ وجل في قوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا )(الأعراف:الآية31) فصار أكل الثاني عبادة، وأكل الأول عادة

- ثانياً: الرجل يغتسل بالماء تبرداً، والثاني يغتسل بالماء من الجنابة، فالأول عادة، والثاني: عبادة، ولهذا لوكان على الإنسان جنابة ثم انغمس في البحر للتبرد ثم صلى فلا يجزئه ذلك، لأنه لابد من النية،وهو لم ينو التعبّد وإنما نوى التبرّد.


ولهذا قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات.

عبادات أهل الغفلة عادات مثاله: من يقوم ويتوضأ ويصلي ويذهب على العادة. وعادات أهل اليقظة عبادات مثاله: من يأكل امتثالاً لأمر الله، يريد إبقاء نفسه، ويريد التكفف عن الناس، فيكون ذلك عبادة. ورجل آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يترفّع بثيابه، فهذا لايؤجر، وآخرلبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني، فهذا يؤجر. ورجل آخر لبس يوم الجمعة أحسن ثيابه لأنه يوم جمعة، والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي ، فهو عبادة.

* تمييز العبادات بعضها من بعض مثاله:

رجل يصلي ركعتين ينوي بذلك التطوع، وآخر يصلي ركعتين ينوي بذلك الفريضة، فالعملان تميزا بالنية، هذا نفل وهذا واجب، وعلى هذا فَقِسْ.

*إذاً المقصود بالنيّة: تمييز العبادات بعضها من بعض كالنفل مع الفريضة، أوتمييز العبادات عن العادات.

واعلم أن النية محلها القلب، ولايُنْطَقُ بها إطلاقاً،لأنك تتعبّد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والله تعالى عليم بما في قلوب عباده، ولست تريد أن تقوم بين يدي من لايعلم حتى تقول أتكلم بما أنوي ليعلم به، إنما تريد أن تقف بين يدي من يعلم ماتوسوس به نفسك ويعلم متقلّبك وماضيك، وحاضرك. ولهذا لم يَرِدْ عن رسول الله ولاعن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتلفّظون بالنيّة ولهذا فالنّطق بها بدعة يُنهى عنه سرّاً أو جهراً، خلافاً لمن قال من أهل العلم: إنه ينطق بها جهراً، وبعضهم قال: ينطق بها سرّاً ، وعللوا ذلك من أجل أن يطابق القلب اللسان.

ياسبحان الله، أين رسول الله عن هذا ؟ لوكان هذا من شرع الرسول لفعله هو وبيّنه للناس، يُذكر أن عاميّاً من أهل نجد كان في المسجد الحرام أراد أن يصلي صلاة الظهر وإلى جانبه رجل لايعرف إلاالجهر بالنيّة، ولما أقيمت صلاة الظهر قال الرجل الذي كان ينطق بالنية: اللهم إني نويت أن أصلي صلاة الظهر، أربع ركعات لله تعالى، خلف إمام المسجد الحرام، ولما أراد أن يكبّر قال له العامي: اصبر يارجل، بقي عليك التاريخ واليوم والشهر والسنة، فتعجّب الرجل.

وهنا مسألة: إذا قال قائل: قول المُلَبِّي: لبّيك اللهم عمرة، ولبيك حجّاً، ولبّيك اللهم عمرة وحجّاً، أليس هذا نطقاً بالنّية؟

فالجواب: لا، هذا من إظهار شعيرة النُّسك، ولهذا قال بعض العلماء: إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة، فإذا لم تلبِّ لم ينعقد الإحرام، كما أنه لولم تكبر تكبيرة الإحرام للصلاة ما انعقدت صلاتك. ولهذا ليس من السنّة أن نقول ما قاله بعضهم: اللهم إني أريد نسك العمرة، أو أريد الحج فيسّره لي، لأن هذا ذكر يحتاج إلى دليل ولادليل. إذاً أنكر على من نطق بها، ولكن بهدوء بأن أقول له: يا أخي هذه ما قالها النبي ولا أصحابه، فدعْها.
فإذا قال: قالها فلانٌ في كتابهِ الفلاني؟ .
فقل له: القول ما قال الله تعالى ورسوله .

وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى هذه هي نيّة المعمول له، والناس يتفاوتون فيها تفاوتاً عظيماً، حيث تجد رجلين يصلّيان بينهما أبعد مما بين المشرق والمغرب أو مما بين السماء والأرض في الثواب، لأن أحدهما مخلص والثاني غير مخلص.

وتجد شخصين يطلبان العلم في التّوحيد، أو الفقه، أو التّفسير، أو الحديث، أحدهما بعيد من الجنّة والثاني قريب منها، وهما يقرآن في كتاب واحد وعلى مدرّسٍ واحد. فهذا رجل طلب دراسة الفقه من أجل أن يكون قاضياً والقاضي له راتبٌ رفيعٌ ومرتبة ٌرفيعة،والثاني درس الفقه من أجل أن يكون عالماً معلّماً لأمة محمدٍ فبينهما فرق عظيم. قال النبي مَنْ طَلَبَ عِلْمَاً وَهُوَ مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يُرِيْدُ إِلاِّ أَنْ يَنَالَ عَرَضَاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ [5]، أخلص النية لله عزّ وجل .

* ثم ضرب النبي مثلاً بالمهاجر فقال:

فَمَنْ كَانَتْ هِجرَتُهُ الهجرة في اللغة: مأخوذة من الهجر وهو التّرك.
وأما في الشرع فهي: الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.

وهنا مسألة: هل الهجرة واجبة أو سنة؟

والجواب: أن الهجرة واجبة على كل مؤمن لايستطيع إظهار دينه في بلد الكفر، فلايتم إسلامه إذا كان لايستطيع إظهاره إلا بالهجرة، وما لايتم الواجب إلا به فهوواجب. كهجرة المسلمين من مكّة إلى الحبشة، أو من مكّة إلى المدينة.

فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ كرجل انتقل من مكة قبل الفتح إلى المدينة يريد الله ورسوله،أي: يريد ثواب الله، ويريد الوصول إلى الله كقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)(الأحزاب: الآية29) إذاً يريد الله: أي يريد وجه الله ونصرة دين الله، وهذه إرادة حسنة.

ويريد رسول الله: ليفوز بصحبته ويعمل بسنته ويدافع عنها ويدعو إليها والذبّ عنه،ونشر دينه، فهذا هجرته إلى الله ورسوله، والله تعالى يقول في الحديث القدسي مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرَاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعَاً [6] فإذا أراد الله،فإن الله تعالى يكافئه على ذلك بأعظم مما عمل.


*وهنا مسألة: بعد موت الرسول هل يمكن أن نهاجر إليه عليه الصلاة والسلام؟

والجواب: أما إلى شخصه فلا، ولذلك لايُهاجر إلى المدينة من أجل شخص الرسول ، لأنه تحت الثرى، وأما الهجرة إلى سنّته وشرعه فهذا مما جاء الحث عليه وذلك مثل: الذهاب إلى بلدٍ لنصرة شريعة الرسول والذود عنها. فالهجرة إلى الله في كل وقت وحين، والهجرة إلى رسول الله لشخصه وشريعته حال حياته، وبعد مماته إلى شريعته فقط.

نظير هذا قوله تعالى: ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرسول )(النساء: الآية59) إلى الله دائماً، وإلى الرسول نفسه في حياته، وإلى سنّته بعد وفاته.

فمن ذهب من بلدٍ إلى بلد ليتعلم الحديث، فهذا هجرته إلى الله ورسوله، ومن هاجر من بلد إلى بلد لامرأة يتزوّجها، بأن خطبها وقالت لاأتزوجك إلا إذا حضرت إلى بلدي فهجرته إلى ماهاجر إليه. فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا بأن علم أن في البلد الفلاني تجارة رابحة فذهب إليها من أجل أن يربح، فهذا هجرته إلى دنيا يصيبها، وليس له إلا ما أراد. وإذا أراد الله عزّ وجل ألا يحصل على شيء لم يحصل على شيء.

قوله رحمه الله: (رواه إماما المحدّثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري من بخارى وهو إمام المحدّثين ومسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصحّ الكتب المصنّفة أي صحيح البخاري وصحيح مسلم وهما أصحّ الكتب المصنّفة في علم الحديث، ولهذا قال بعض المحدّثين: إن ما اتفقا عليه لايفيد الظن فقط بل يفيد العلم.


وصحيح البخاري أصحّ من صحيح مسلم، لأن البخاري - رحمه الله - يشترط في الرواية أن يكون الراوي قد لقي من روى عنه، وأما مسلم- رحمه الله - فيكتفي بمطلق المعاصرة مع إمكان اللقيّ وإن لم يثبت لقيه، وقد أنكر على من يشترط اللقاء في أول الصحيح إنكاراً عجيباً، فالصواب ما ذكره البخاري - رحمه الله - أنه لابد من ثبوت اللقي.

لكن ذكر العلماء أن سياق مسلم - رحمه الله - أحسن من سياق البخاري، لأنه - رحمه الله- يذكر الحديث ثم يذكر شواهده وتوابعه في مكان واحد، والبخاري - رحمه الله - يفرِّق، ففي الصناعة صحيح مسلم أفضل، وأما في الرواية والصحة فصحيح البخاري أفضل.

تشاجر قومٌ في البخاري ومسلم
وقالوا: أيّ زين تقدّم
فقلت: لقد فاق البخاري صحة لديّ
كما فاق في حسن الصناعة مسلم

قال بعض أهل العلم: ولولا البخاري ما ذهب مسلم ولا راح، لأنه شيخه.

فالحديث إذاً صحيح يفيد العلم اليقيني، لكنه ليس يقينياً بالعقل وإنما هو يقيني بالنظر لثبوته عن النبي

نواااااره
12-24-2012, 09:49 PM
ماشاالله تبارك الله الله يجزاك خير و لا يحرمك الاجر ..

انوثه طاغيه
12-25-2012, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحديث الثاني

عن عمر أيضاً قال : ( بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله : ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً “ . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه !
قال : فأخبرني عن الإيمان .
قال : ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره “ .
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان .
قال : ” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك “ .
قال : فأخبرني عن الساعة .
قال : ” ما المسؤول عنها بأعلم من السائل “ .
قال : فأخبرني عن أماراتها .
قال : ” أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان “ .
ثم انطلق ، فلبثت ملياً ، ثم قال : ” يا عمر أتدري من السائل ؟ “ .
قلت : الله ورسوله أعلم .
قال : ” فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم “ . رواه مسلم

===============================
معاني الكلمات
طلع علينا : أي ظهر علينا .
رجل : هو جبريل أتى إلى النبي بصورة رجل لا يعرفونه .
لا يرى عليه أثر السفر : أي لا يرى عليه علامة السفر وهيئته .
لا يعرفه منّا أحد : أي معاشر الصحابة .
أخبرني عن الإسلام : أي ما هو الإسلام .
ووضع كفيه على فخذيه : أي فخذي نفسه كهيئة المنادي .
فعجبنا له يسأله ويصدقه : أي أصابنا العجب من حاله ، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق .
أخبرني عن الساعة : أي أخبرني عن وقت مجيء يوم القيامة .
أماراتها : علاماتها .
الحفاة : جمع حاف ، وهو من لا نعل له في رجليه .
العراة : جمع عار ، وهو من لا ثياب على جسده .
العالة : جمع عائل ، وهو الفقير .
رعاء الشاء : جمع راع ، وهو الحافظ ، والشاء : جمع شاة ، وهي واحدة الضأن .
أن تلد الأمة ربتها : قال النووي : ” جاء في رواية : ربها ، وفي أخرى : بعلها ، قال الأكثرون من العلمكاء : هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها “ .

===============================
الفوائد :1-
1- استحباب السؤال في العلم .
وقد قال تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
وقد قيل : السؤال نصف العلم .

2- وجاء في بعض روايات هذا الحديث في أوله :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو , فطلبنا إليه أن نجعل له مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه , قال : فبنينا له دكاناً من طين كان يجلس عليه ".
استنبط منه الإمام القرطبي استحباب جلوس العالم بمكان يختص به ويكون مرتفعاً إذا احتاج لذلك لضرورة تعليم ونحوه .

3- السؤال عن العلم النافع في الدنيا والآخرة ، وترك السؤال عما لا فائدة فيه .

4- ينبغي لمن حضر مجلس علم، ورأى أن الحاضرين بحاجة إلى معرفة مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها ـ وإن كان هو يعلمها ـ لينتفع أهل المجلس بالجواب.
فقد كان غرض جبريلَ عليه السلام من أسئلته هذه أن يتعلم المسلمون ، وهذا ما بينه النبيُّ بقوله : “ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أتاكم يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ” .
وفي رواية أبي هريرة عند البخاري ومسلم: “ هَذَا جِبْرِيلُ أَرَادَ أَنْ تَعَلَّمُوا إِذْ لَمْ تَسْأَلُوا ” .

5- قال النووي : ” وينبغى للسائل حسن الأدب بين يدي معلمه ، وأن يرفق في سؤاله “ .
و يشهد لهذا ما في رواية عطاء بن السائب عن يحيى بن يعمر فقال أدنو يا رسول الله قال نعم فدنا ثم قام فتعجبنا لتوقيره رسول الله ثم قال أدنو يا رسول الله قال نعم فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله .
وفي رواية علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابن عمر عند أحمد ما رأينا رجلاً أشد توقيراً لرسول الله من هذا .

6- الحديث دليل على أن الإسلام غير الإيمان .
فالإسلام هو الأعمال الظاهرة .
والإيمان هو الأعمال الباطنة .

7- استحباب الدنو من العالم والقرب منه .

8- أن حسن السؤال من أسباب تحصيل العلم .
قيل لابن عباس : ” بما بلغت العلم ؟ قال : بلسان سؤول ، وقلب عقول “ .
وقال الزهري : ” العلم خزانة مفتاحها المسألة “ .
وسئل الأصمعي : ” بما نلت ما نلت ؟ قال : بكثرة سؤالي ، وتلقفي الحكمة الشرود “ .

9- بيان نوع من أنواع الوحي ، ومن أنواع الوحي :
الرؤيا الصادقة – الإلقاء في الروع – أن يراه على صورته التي خلق عليها – أن يكلمه من وراء حجاب .

10- مشروعية الرحلة في طلب الحديث .
ورحل جابر بن عبد الله شهراً كاملاً في مسألة .
وكان سعيد بن المسيب يقول : ” إن كنت لأسهر الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد .

11- استدل بهذا الحديث جمهور العلماء على أن الإسلام غير الإيمان .
والصحيح في هذه المسألة : ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : حيث قال :
” إذا قرن الإسلام بالإيمان فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة من نطق اللسان وعمل الجوارح ، والإيمان الأعمال الباطنــة من العقيدة وأعمال القلوب ، ويدل لهذا التفريق قوله تعالى ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، ويدل لذلك أيضاً حديث عمر بن الخطاب .. ثم ذكر حديث الباب “ .

12- وجوب الإيمان بالملائكة .
والملائكة : عالم غيبي خلقوا من نور ، جعلهم الله طائعين له متذللين له .
وعددهم كثير :
قال تعالى : " وما يعلم جنود ربك إلا هو " .
وقال : ( ... فإذا البيت المعمور وإذا يدخله سبعون ألف ملك لا يعودون عن آخرهم ) .
وقال : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا ملك ساجد أو راكع ) .
أطت : صاحت
خلقوا من نور :
قال : ( خلقت الملائكة من نور ) . رواه مسلم
ولكل ملك وظيفة :
فجبريل موكل بالوحي .
وإسرافيل موكل بنفخ الصور .
وميكائيل موكل بالقطر والنبات .
ومالك خازن النار .
ورضوان قال ابن كثير : ” وخازن الجنة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث .
وهم أجساد :
قال تعالى : " جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى ".

13- وجوب الإيمان بالرسل .
والرسول : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه .
والإيمان بالرسل يتضمن :
أنهم صادقون في ما قالوه من الرسالة ، ونؤمن بأسماء من علمنا اسمه منهم ، ومن لم نعرف اسمه فنؤمن به إجمالاً ، قال تعالى :" منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ".
أولهم نوح : قال تعالى : " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " .
وآخرهم محمد : قال تعالى : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " .
من كفر برسول كفر بجميع الرسل : قال تعالى : " كذبت قوم نوح المرسلين " مع أن قومه لم يأتهم إلا نبي واحد .
فإن قيل : كيف الجمع بين كون محمد خاتم النبيين وبين نزول عيسى في آخر الزمان ؟
الجواب : أن عيسى لا ينزل على أنه رسول ، ولا يأتي بشرع جديد ، ولكنه يجدد شرع النبي .

14- وجوب الإيمان بالكتب ، وما من رسول إلا أنزل الله معه كتاباً .
قال تعالى : " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان " .
والكتب التي علمنا اسمها ، منها : القرآن ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور .

15- وجوب الإيمان باليوم الآخر ، وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده .
ويشمل كل ما يكون بعد موت الإنسان من البعث والنشور وتطاير الصحف والقبر والجنة والنار .

16- وجوب مراقبة الله تعالى .
قال تعالى { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }.
وقال جل ثناؤه : { إن الله كان عليكم رقيبا }.
وقال تقدست أسماؤه "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْءَانٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " .

17- أن النبي ص لا يعلم الغيب .

18- وفيه إجابة السائل بأكثر مما سأل .
فإن النبي لما أجاب السائل عن الساعة ؟ بجواب جامع " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " لم يكتف بذلك وإنما زاده أن بين له بعض أماراتها ، فقال " وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الأَمَةُ رَبَّتهَا ، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ ، فِي خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ "، ثُمَّ تَلا النَّبِيُّ ":" إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ " الآيَةَ .

19- أنه لا يدري أحد متى الساعة ، وقد استأثر الله بعلمها ، فلم يطلع على ذلك ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً.
قال تعالى : " يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله " .
وقال تعالى : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها . فيم أنت من ذكراها . إلى ربك منتهاها " .
قال ابن كثير : ” أي ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين “ .
لكن هي قريبة :
قال تعالى : " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون " .
وقال تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر " .

20- أن للساعة علامات تدل على قربها ، وقد ذكر النبي في الحديث علامتان من هذه العلامات :
الأولى : أن تلد الأمة ربتها . ( وسبق تفسيرها ) .
االثانية : أن ترى أسافل الناس يصيرون رؤساء وتكثر أموالهم ويشيدون المباني العالية مباهاة وتفاخراً على عباد الله .
قال القرطبي : ” المقصود الإخبار عن تبدل الحال ، فاستولى أهل البادية على الأمر ، وتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف همومهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به ، وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان “ .

21- ذم تشييد المباني على وجه المباهاة والتفاخر .
قال : ( أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لابد منه ) . رواه أبو داود

22- دلالة على فساد الزمن بين يدي الساعة ، حيث تضعف الأخلاق، ويكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
وتنعكس الأمور وتختلط ، حتى يصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها، وتسند الأمور لغير أهلها، ويكثر المال في أيدي الناس، ويكثر البذخ والسَّرف، ويتباهى الناس بعلو البنيان، وكثرة المتاع والأثاث، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس، يعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم.

23- وفيه بيان قدرة الملك على التمثل بالصورة البشرية ، وفيه أيضا جواز رؤية الملك أو سماع كلامه .
قال الحافظ ابن حجر :" وفيه أن الملك يجوز أن يتمثل لغير النبي فيراه ويتكلم بحضرته وهو يسمع , وقد ثبت عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة ".
قال البيهقي : ” وروينا عن جماعة من الصحابة أن كل واحد رأى جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي “ .

24- أن العالم إذا سئل عن شيء ولم يعلمه أن يقول : الله أعلم ، وهذا دليل على الورع والدين .
وقد سئل أي البقاع أفضل ؟ فقال : ( لا أدري حتى أسأل جبريل ... ) . رواه ابن حبان
وقال ابن مسعود : ” أيها الناس ، من علم منكم شيئاً فليقل ، ومن لم يعلم فليقل لما لا يعلم : الله أعلم “.
وقال ابن عجلان : ” إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتلة “ .

24- قوله " أتاكم يعلمكم دينكم " فيه أن الإيمان والإسلام والإحسان تسمى كلها ديناً .

25- استحباب حضور مجالس العلم على أحسن هيئة وأكملها ، فقد جاء وصف السائل بكونه " شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر "، ووصفه في رواية البيهقي " أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحاً ، كأن ثيابه لم يمسّها دنس "؛ وهذا دليل النظافة وحسن الهيئة

26- فيه أن ليس للإمام أو نوابه ، ولا للعالم أن يحتجبوا دون حاجات الناس ومصالحهم ؛ لقوله : ( كان النبي بارزاً يوماً للناس ) .

27- دليل صدق النبي في قوله " أوتيت جوامع الكلم " فإن هذا الحديث على وجازته اشتمل على فوائد كثيرة ، وعوائد وفيرة ، حتى اعتبر أصلاً لعلوم الشريعة .
قال القرطبي : ” هذا الحديث يصلح أن يقال له أم السنة , لما تضمنه من جمل علم السنة “ .
__________________

انوثه طاغيه
12-28-2012, 12:15 PM
الحديث الثالث

عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png يَقُوْلُ: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)[50]


الشرح

عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هذه كنية، عبد الله بن عمر هذا اسم علم.

والكنية: كل ما صدر بأبٍ، أو أم، أو أخ، أو خالٍ، أو ما أشبه ذلك. والعلم: اسم يعين المسمى مطلقاً.

رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال العلماء: إذا كان الصحابي وأبوه مسلمين فقل: رضي الله عنهما، وإذا كان الصحابي مسلماً وأبوه كافراً فقل: رضي الله عنه .

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ: بُنِيَ الإِسْلامُ الذي بناه هو الله عزّ وجل، وأبهم الفاعل للعلم به، كما أُبهم الفاعل في قوله تعالى: ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) (النساء:الآية28) فلم يبين من الخالق، لكنه معلوم، فما عُلم شرعاً أو قدراً جاز أن يبنى فعله لما لم يسم فاعله.

عَلَى خَمْسٍ أي على خمسِ دعائم.

شَهَادَة أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ (شهادة) يجوز فيها وجهان في الإعراب:

الأول: الضم (شهادةُ) بناء على أنها خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي شهادة.

والثاني: الكسر (شهادةِ) على أنها بدل من قوله: خمس، وهذا البدل بدل بعض من كل.

وقد سبق الكلام على الشهادتين في شرح حديث جبريل عليه السلام[51]

وَإِقَامِ الصّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البّيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَان وهذا سبق الكلام عليه في شرح حديث جبريل عليه السلام[52].

لكن في هذا الحديث إشكال وهو:تقديم الحج على الصوم.

والجواب عليه أن يقال: هذا ترتيب ذكري، والترتيب الذكري يجوز فيه أن يقدم المؤخر
كقول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده

فالترتيب هنا ترتيب ذكري.

وقد سبق في حديث جبريل تقديم الصيام على الحج،

ونقول في شرح الحديث:

إن الله عزّ وجل حكيم، حيث بنى الإسلام العظيم علىهذه الدعائم الخمس من أجل امتحان العباد.

- الشهادتان: نطق باللسان، واعتقاد بالجنان.

- إقام الصلاة: عمل بدني يشتمل على قول وفعل، وما قد يجب من المال لإكمال الصلاة فإنه لا يعد منها، وإلا فمن المعلوم أنه يجب الوضوء للصلاة، وإذا لم تجد ماءً فاشتر ماءً بثمن ، ومن المعلوم أيضاً أنك ستستر العورة في الصلاة وتشتري السترة بمال لكن هذا خارج عن العبادة، ولذلك نقول:إن الصلاة عبادة بدنية محضة.

- إيتاء الزكاة: عبادة مالية لا بدنية، وكون الغني يجب أن يوصلها للفقير، وربما يمشي وربما يستأجر سيارة، هذا أمر خارج عن العبادة، ولهذا لو كان الفقير عند الغني أعطاه الدراهم مباشرة بدون أي عمل، ولا نقول: اذهب أيها التاجر إلى أقصى البلد ثم ارجع.

- صوم رمضان: عبادة بدنية لكن من نوع آخر، الصلاة بدنية لكنها فعل، والصيام بدني لكنه كف وترك، لأنه قد يسهل على الإنسان أن يفعل،ويصعب عليه أن يكف، وقد يسهل عليه الكف ويصعب عليه الفعل، فنوعت العبادات ليكمل بذلك الامتحان، فسبحان الله العظيم.

- حج البيت: هل يتوقف الحج على بذل المال؟

فيه تفصيل: إذا كان الإنسان يحتاج إلى شد رحل احتاج إلى المال، لكن هذا خارج العبادة، هذا من جنس الوضوء للصلاة.
وإذا قدرنا أن الرجل في مكة فهل يحتاج إلى بذل المال؟

الجواب: إذا كان يستطيع أن يمشي على رجليه فلا يحتاج إلى بذل المال، والنفقة من الأكل والشرب لابد منها حتى وإن لم يحج.

لذلك الحج - عندي- متردد بين أن يكون عبادة مالية، أوعبادة بدنية مالية، وعلىكل حال إن كان عبادة مالية بدنية فهو امتحان.

فصارت هذه الحكمة العظيمة في أركان الإسلام أنها:

بذل المحبوب، والكف عن المحبوب، وإجهاد البدن، كل هذا امتحان.

بذل المحبوب: في الزكاة ،لأن المال محبوب إلى الإنسان،كما قال الله عزّ وجل: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8] وقال:( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر:20)

والكف عن المحبوب: في الصيام كما جاء في الحديث القدسي: يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِيْ [53].

فتنوعت هذه الدعائم الخمس على هذه الوجوه تكميلاً للامتحان، لأن بعض الناس يسهل عليه أن يصوم، ولكن لا يسهل عليه أن يبذل قرشاً واحداً، وبعض الناس يسهل عليه أن يصلي،ولكن يصعب عليه أن يصوم.

ويذكر أن بعض الملوك وجبت عليه كفارةفيها تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. فاجتهد بعض العلماء وقال لهذا الملك: يجب عليك أن تصوم شهرين متتابعين ولا تعتق، فقيل للمفتي في ذلك فقال: لأن الشهرين أشق على هذا الملك من إعتاق رقبة، والمقصود بالكفارة محو ما حصل من إثم الذنب، وأن لا يعود.

فنقول: هذا استحسان لكنه ليس بحسن وفي غير محله لأنه مخالف للشرع، فألزمه بما أوجب الله عليه وحسابه على الله عزّ وجل، وليس إليك.

المهاجر07
12-28-2012, 12:19 PM
بارك الله فيك وأسأل الله أن ينفع بهذا الطرح المبارك

تراتيــــل
12-28-2012, 12:21 PM
جهود مميزه يالغلا
سلمت يمناك وكتب الله اجرك..

انوثه طاغيه
12-30-2012, 05:56 AM
عنْ أبي عبدِ الرَّحمنِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصَّادِقُ المصْدُوقُ: { إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثمَّ يُرْسَلُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فيهِ الرُّوحَ، وَيُؤمَرُ بأرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ. فَوَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيَدْخُلَهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فيَسْبِقَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلَهَا}) رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

انوثه طاغيه
01-02-2013, 05:26 PM
الحديث الخامس




عَنْ أُمِّ المُؤمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ : (مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) [59] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn1) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)


الشرح


كُنّيَتْ عائشة رضي الله عنها بأم المؤمنين لأنها إحدى زوجات النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png، وجميع أمهات المؤمنين تكنى بهذه الكنية، كما قال الله عزّ وجل: ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )(الأحزاب: الآية:6] فكل زوجات النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png أمهات المؤمنين.


وقوله: أُمِّ عَبْدِ اللهِ هذه كنية، وهل وُلِدَ لها - رضي الله عنها- ولدٌ أم لا؟
والجواب: أنه ذكر بعض أهل العلم أنه ولد لها ولد سقط لم يعش، وذكر آخرون أنه لم يولد لها لا سقط ولا حي، ولكن هي تكنّت بهذه الكنية،لأن أحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرّحمن.[60] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn2)


وقوله: عَائِشَةَ هذا اسم أُم المؤمنين وهي ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، تزوجها النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ولها ست سنين، وبنى بها ولها تسع سنين، وروت للأمة علماً كثيراً وفقهاً غزيراً، فهي رضي الله عنها من المحدثات، ومن الفقيهات.


مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ (من) شرطية. و: (أحدث) فعل الشرط، وجواب الشرط: (فهو رد) واقترن الجواب بالفاء لأنه جملة اسمية، وكلما كان جواب الشرط جملة اسمية وجب اقترانه بالفاء،


وعلى هذا قول الناظم فيما يجب اقترانه بالفاء:
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس


وقوله: فَهُوَ رَدٌّ أي مردود. فـ: رَدٌّ مصدر بمعنى مفعول، والمصدر يأتي بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول، ومن إتيانه بمعنى المفعول قول الله تعالى:( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ ) (الطلاق: الآية6) أي محمول.


وقوله: مَنْ أَحْدَثَ أي أوجد شيئاً لم يكن .


فِيْ أَمْرِنَا أي في ديننا وشريعتنا.


مَا لَيْسَ مِنْهُ أي مالم يشرعه الله ورسوله.


فَهُوَ رَدٌّ فإنه مردود عليه حتى وإن صدر عن إخلاص، وذلك لقول الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) [البينة:5] ولقوله تعالى: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)


وفي روايةٍ لمسلم: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهوَ رَدٌّ وهذه الرواية أعم من رواية مَنْ أَحْدَثَ ومعنى هذه الرواية: أن من عمل أي عمل سواء كان عبادة، أو كان معاملة، أو غير ذلك ليس عليه أمر الله ورسوله فإنه مردود عليه.


*وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، دل عليه قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )(الأنعام: الآية153] وكذلك الآيات التي سقناها دالة على هذا الأصل العظيم.


وقد اتفق العلماء - رحمهم الله - أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين:
أولهما: الإخلاص . والثاني: المتابعة للرسول http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ، والمتابعة أخذت من هذا الحديث ومن الآية التي سقناها.



من فوائد هذا الحديث:


.1تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن قصد، ولو كان القلب يرق لذلك ويقبل عليه، لأن هذا من عمل الشيطان.
فإن قال قائل: لو أحدثت شيئاً أصله من الشريعة ولكن جعلته على صفة معينة لم يأتِ بها الدين، فهل يكون مردوداً أو لا .؟
والجواب: يكون مردوداً، مثل ما أحدثه بعض الناس من العبادات والأذكار والأخلاق وما أشبهها، فهي مردودة .


* وليعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة: سببه ، وجنسه، وقدره، وكيفيته، وزمانه، ومكانه.
فإذا لم توافق الشريعة في هذه الأمور الستة فهو باطل مردود، لأنه أحدث في دين الله ما ليس منه.


أولاً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في سببه: وذلك بأن يفعل الإنسان عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سبباً مثل: أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة، فهذا مردود.


مع أن الصلاة أصلها مشروع، لكن لما قرنها بسبب لم يكن سبباً شرعياً صارت مردودة.


مثال آخر: لو أن أحداً أحدث عيداً لانتصار المسلمين في بدر، فإنه يرد عليه، لأنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سبباً.


ثانياً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الجنس، فلو تعبّد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة،مثال ذلك: لو أن أحداً ضحى بفرس،فإن ذلك مردود عليه ولا يقبل منه، لأنه مخالف للشريعة في الجنس، إذ إن الأضاحي إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل، والبقر، والغنم.


أما لو ذبح فرساً ليتصدق بلحمها فهذا جائز، لأنه لم يتقرب إلى الله بذبحه وإنما ذبحه ليتصدق بلحمه.


ثالثاً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في القدر: فلو تعبد شخص لله عزّ وجل بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه، ومثال ذلك: رجل توضأ أربع مرات أي غسل كل عضو أربع مرات،فالرابعة لا تقبل، لأنها زائدة على ما جاءت به الشريعة، بل قد جاء في الحديث أن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png توضأ ثلاثاً وقال: مَنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ[61] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn3) .


رابعاً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الكيفية: فلو عمل شخص عملاً، يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته، لم يقبل منه، وعمله مردود عليه.
ومثاله: لو أن رجلاً صلى وسجد قبل أن يركع، فصلاته باطلة مردودة، لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية.


وكذلك لو توضأ منكساً بأن بدأ بالرجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه فوضوؤه باطل، لأنه مخالف للشريعة في الكيفية.


خامساً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الزمان: فلو صلى الصلاة قبل دخول وقتها، فالصلاة غير مقبولة لأنها في زمن غير ما حدده الشرع.
ولو ضحى قبل أن يصلي صلاة العيد لم تقبل لأنها لم توافق الشرع في الزمان.


ولو اعتكف في غير زمنه فإنه ليس بمشروع لكنه جائز، لأن النبيhttp://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png أقرّ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على الاعتكاف في المسجد الحرام حين نذره.


ولو أن أحداً أخّر العبادة المؤقتة عن وقتها بلا عذر كأن صلى الفجر بعد طلوع الشمس غير معذور، فصلاته مردودة، لأنه عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله.


سادساً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في المكان: فلو أن أحداً اعتكف في غير المساجد بأن يكون قد اعتكف في المدرسة أو في البيت، فإن اعتكافه لا يصح لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف،فالاعتكاف محله المساجد.


فانتبه لهذه الأصول الستة وطبق عليها كل ما يرد عليك.


وهذه أمثلة على جملة من الأمور المردودة لأنها مخالفة لأمر الله ورسوله.


المثال الأول:من باع أو اشترى بعد الأذان الثاني يوم الجمعة وهو ممن تجب عليه الجمعة فعقده باطل، لأنه مخالف لأمر الله ورسوله.


فلو وقع هذا وجب رد البيع، فيرد الثمن إلى المشتري وترد السلعة إلى البائع، ولهذا لما أُُخبِر النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngبأن التمر الجيد يؤخذ منه الصاع بصاعين والصاعين بثلاثة قال: رده، أي رد البيع لأنه على خلاف أمر الله ورسوله.


المثال الثاني:لو تزوج بلا ولي فالزواج باطل،لأن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png قال: لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيّ [62] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn4).


المثال الثالث: لو طلق رجل امرأته وهي حائض فهل يقع الطلاق أو لا يقع؟.
والجواب فيه خلاف بين العلماء،ولما ذُكِر للإمام أحمد رحمه الله القول بأنه لا يقع الطلاق في الحيض قال: هذا قول سوء.


وهذا قول الإمام أحمد -رحمه الله- وناهيك به علماً في الحديث والفقه، وقد أنكر هذا القول .


وكذلك ينكرون القول بعدم وقع الطلاق في الحيض، ويرون أن الطلاق في الحيض يقع ويحسب طلقة.


لكن هناك من يقول: إنه لا يقع كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- والمسألة خلافية، لكني ذكرتها حتى لا تتهاونوا في إفتاء الناس بعدم وقوع الطلاق في الحيض، بل الزموهم به لأنهم التزموه،كما ألزم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس بالطلاق الثلاث لما التزموه، مع أن طلاق ثلاث في عهد النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png وعهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر الثلاث واحدة، لكن لما تجرأ الناس على المحرم ألزمهم به رضي الله عنه وقال: لا يمكن أن ترجع إلى زوجتك، فأنت الذي ألزمت نفسك.


قلت هذا لأن الناس الآن تلاعبوا، حيث يأتيك رجل عامي ويقول:إنه طلق زوجته في الحيض من عشر سنين، فتقول له: فإنه قد وقع، فيقول لك: إنه طلاق في الحيض فيكون بدعياً،يقول هذا وهو عامي لايعرف الكوع من الكرسوع لكن لأن له هوى.


فهل يمكن أن نفتي مثل هذا ونقول له:طلاقك لم يقع؟!
الجواب: لا يمكن،لأنه أمامنا مسؤولية يوم القيامة،بل نقول: ألزمت نفسك فلزمك،أرأيت لو أنه حين انتهت عدتها من تلك الطلقة وتزوجها رجل آخر فهل تأتي إليه وتقول:المرأة امرأتي؟!!.
الجواب: لا يقول هذا،فإذا كان هو الذي ألزم نفسه بذلك فكيف نفتح له المجال.
على كل حال؛الطلاق في الحيض أكثر العلماء يقولون إنه يقع،والذين يقولون ليس بواقع قال الإمام أحمد عن قولهم:إنه قول سوء، يعني: لا ينبغي أن يؤخذ به.


المثال الرابع:رجل باع أوقية ذهب بأوقية ونصف،فهذا البيع باطل، لأن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngقال لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل سواء بسواء[63] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn5).


المثال الخامس:رجل صلى في ثوب مغصوب فجمهور العلماء يقولون:تصح صلاته،لأن النهي ليس عن الصلاة،وإنما النهي عن الثوب المغصوب سواء صليت أو لم تصل،فالنهي هنا لا يعود إلى الصلاة،والنبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png لم يقل: لا تصلوا في الثوب المغصوب،بل نهى عن الغصب وحرمه ولم يتعرض للصلاة.


المثال السادس:رجل صلى نفلاً بغير سبب في أوقات النهي،فعمله هذا مردود لأنه منهي عنه لنفسه.


المثال السابع:صام رجل عيد الفطر،فصومه هذا مردود لأنه منهي عنه لنفسه.


المثال الثامن: توضأ رجل بماء مغصوب، فإنه يصح لأن النّهي عن غصب الماء لا عن الوضوء بالماء المغصوب.


فإذا ورد النهي عن نفس العبادة فهي غير صحيحة، وإذا كان النهي عاماً فإنه لا يتعلق بصحة العبادة.


المثال التاسع: رجل غش إنساناً بأن خدعه في البيع فالبيع صحيح، لأنّ النّهي عن الغش، ولذلك إذا قبل المغشوش بهذا البيع صح البيع، قال النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png : لاَ تَلَقُّوا الجَلَبَ والجلب: هو الذي يأتي به الأعراب إلى البلد من المواشي والأطعمة وغير ذلك فَمَنْ تَلَقَّى فَاشْتَرَى مِنْهُ، فَإِذَا أَتَى سَيِّدُهُ السُّوْقَ فَهُوَ بِالخَيَار[64] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn6) ولم يقل: فإن الشراء باطل، بل صحح الشراء وجعل الخيار لهذا المتلقى منه. وهو المغشوش المخدوع.


إذاً فرقٌ أن ينصبَّ النّهي عن العمل نفسه أو عن أشياء خارجة عنه، فإذا كان عن العمل نفسه فلا شك أنه مردود لأنك لو صححته لكان في ذلك محادّة لله ورسوله، أما إذا كان عن أمر خارج فالعمل باق على الصحة،والإثم في العمل الذي فعلته وهو محرم .


المثال العاشر: رجل حج بمال مغصوب بأن غصب بعيراً وحج عليها، فالحج صحيح، هذا هو قول الجمهور وهو الصحيح، لكنه آثم بغصب هذه الناقة مثلاً - أو السيارة - لأن هذا خارج عن العبادة، إذ قد يحج الإنسان بدون رحل .


وقال بعضهم: لا يصح الحج، وأنشد:
إذا حججتَ بمالٍ أصلُهُ سُحْتٌ ضفما حججتَ ولكنْ حجَّتِ العيرُ


رواية مسلم: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ منطوق الحديث: أنه إذا لم يكن عليه أمر الله ورسوله فهو مردود، وهذا في العبادات لا شك فيه، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يقوم دليل علىمشروعيتها.


فلو أن رجلاً تعبد لله عزّ وجل بشيءٍ وأنكر عليه إنسان، فقال: ما الدليل على أنه حرام؟ فالقول قول المنكر فيقول: الدليل: هو أن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يقوم دليل على أنها مشروعة.


أماغير العبادات فالأصل فيها الحل، سواء من الأعيان، أو من الأعمال فإن الأصل فيها الحل.


مثال الأعيان: رجل صاد طيراً ليأكله، فأُنكر عليه، فقال: ما الدليل على التحريم؟ فالقول قوله هو، لأن الأصل الحل كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً )(البقرة: الآية29) .


ومثال الأعمال:غير العبادات الأصل فيها الحل، مثال ذلك: رجل عمل عملاً في بيته، أو في سيارته، أو في لباسه أو في أي شيء من أمور دنياه فأنكر عليه رجل آخر فقال:أين الدليل على التحريم؟ فالقول قول الفاعل لأن الأصل الحل.


فهاتان قاعدتان مهمتان مفيدتان.
فعليه فنقول: الأقسام ثلاثة:


الأول: ما علمنا أن الشرع شرع من العبادات، فيكون مشروعاً.
الثاني: ما علمنا أن الشرع نهى عنه، فهذا يكون ممنوعاً.
الثالث: ما لم نعلم عنه من العبادات، فهو ممنوع.


أما في المعاملات والأعيان: فنقول هي ثلاثة أقسام أيضاً:
الأول: ما علمنا أن الشرع أذن فيه، فهو مباح، مثل أكل النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png من حمر الوحش[65] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftn7).
الثاني: ما علمنا أن الشرع نهى عنه كذات الناب من السباع، فهذا ممنوع.
الثالث: ما لم نعلم عنه، فهذا مباح، لأن الأصل في غير العبادات الإباحة.







[59] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref1) سبق تخريجه صفحة (13)



[60] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref2) أخرجه مسلم ، كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء (2132).



[61] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref3) -أخرجه الإمام أحمد- في مسند المكثرين، (6684) ، والنسائي – كتاب : الطهارة، باب الاعتداء في الوضوء، (140، وابن ماجه، كتاب: الطهارة وسننها، باب: ما جاء في القصد في الوضوء وكراهة التعدي فيه، (422)



[62] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref4) - أخرجه أبو داود- كتاب: النكاح، باب: في الولي، (2083)، وابن ماجه - كتاب: النكاح، باب: لا نكاح إلا بولي، (1881)، والترمذي – كتاب: النكاح، باب: ما جاء في استئمار البكر والثيب، (1108).



[63] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref5) - أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب بيع الفضة بالفضة، (2176)، ومسلم، كتاب المساقاة، باب الربا، (1584) (75)



[64] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref6) أخرجه مسلم، كتاب: البيوع، باب: تحريم تلقي الجلب، (1519) (17)



[65] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-07.HTM#_ftnref7) أخرجه مسلم كتاب: الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، (1941)،(37)

انوثه طاغيه
01-11-2013, 10:44 AM
الحديث السادس


الحَلالُ والحَرَام
عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
: رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ



: سمعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ
وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ
فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ
وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ
كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ
أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه
أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ
وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب


رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

مفردات الحديث
بَيِّن : ظاهر
مُشْتَبِهَات : جمع مشتبه ، وهو المشكل
لما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة
لا يَعْلَمُهُنَّ : لا يعلم حكمها
اتَّقَى الشُّبُهَاتِ : ابتعد عنها
وجعل بينه وبين كل شبهة أو مشكلة وقاية
اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ : طلب البراءة أو حصل عليها
لعرضه من الطعن ولدينه من النقص
وأشار بذلك إلى ما يتعلق بالناس
وما يتعلق بالله عز وجل
الْحِمَى : المحمي ، وهو المحظور على غير مالكه
أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ : أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه
مضغة : قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ في الفم



المعنى العام

الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن
وبينهما أمور مشتبهات


: معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام

حلال واضح -

لا يخفى حله
كأكل الخبز ، والكلام ، والمشي ، وغير ذلك


وحرام واضح -

كالخمر والزنا ، ونحوهما


وأما المشتبهات -

فمعناه أنها ليست بواضحة الحل والحرمة
ولهذا لا يعرفها كثير من الناس
وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس
فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة
ولم يكن نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد
فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي


ومن الورع ترك الشبهات
مثل عدم معاملة إنسان في ماله شبهة
أو خالط ماله الربا
أو الإكثار من مباحات تركها أولى

أما ما يصل إلى درجة الوسوسة
من تحريم الأمر البعيد
فليس من المشتبهات المطلوب تركها

: ومثال ذلك

ترك النكاح من نساء في بلد كبير
خوفاً من أن يكون له فيها محرم
وترك استعمال ماء في فلاة لجواز تنجسه
فهذا ليس بورع ، بل وسوسة شيطانية



: وقال الحسن البصري

ما زالت التقوى بالمتقين
حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام



: وروى عن ابن عمر أنه قال

إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام
سترة من الحلال لا أخرقها


لكل ملك حمى ، وإن حمى الله في أرضه محارمه

الغرض من ذكر هذا المثل
هو التنبيه بالشاهد على الغائب
وبالمحسوس على المجرد


فإن ملوك العرب
كانت تحمي مراعي لمواشيها وتتوعد من يقربها
والخائف من عقوبة الملك
يبتعد بماشيته خوف الوقوع
وغير الخائف
يتقرب منها ويرعى في جوارها وجوانبها
فلا يلبث أن يقع فيها من غير اختياره
فيعاقب على ذلك


ولله سبحانه في أرضه حمى
وهي المعاصي والمحرمات
فمن ارتكب منها شيئاً
استحق عقاب الله في الدنيا والآخرة
ومن اقترب منها بالدخول في الشبهات
يوشك أن يقع في المحرمات



صلاح القلب


يتوقف صلاح الجسد على صلاح القلب
لأنه أهم عضو في جسم الإنسان
وهذا لا خلاف فيه من الناحية التشريحية والطبية
ومن المُسَلَّم به أن القلب
هو مصدر الحياة المشاهدة للإنسان
وطالما هو سليم يضخ الدم بانتظام
إلى جميع أعضاء الجسم
فالإنسان بخير وعافية


والمراد من الحديث صلاح القلب المعنوي
والمقصود منه صلاح النفس من داخلها
حيث لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى
وهي السريرة


: صلاح القلب في ستة أشياء


قراءة القرآن بالتدبر -
وخلاء البطن -
وقيام الليل -
والتضرع عند السَّحَر -
ومجالسة الصالحين -
وأكل الحلال -

والقلب السليم هو عنوان الفوز
عند الله عز وجل
: قال تعالى

يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ
إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

الشعراء 88-89



ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح الجوارح
فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة ما يريده الله
لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده الله
فسارعت إلى ما فيه رضاه وكفت عما يكره
وعما يخشى أن يكون مما يكرهه وإن لم يتيقن ذلك




يفيد الحديث


الحث على فعل الحلال -
واجتناب الحرام -
وترك الشبهات -
والاحتياط للدين والعرض -
وعدم تعاطي الأمور الموجبة لسوء الظن -
والوقوع في المحظور
الدعوة إلى إصلاح القوة العاقلة -
وإصلاح النفس من داخلها وهو إصلاح القلب -
سد الذرائع إلى المحرمات ، وتحريم الوسائل إليها -

صدى الأمواج
01-11-2013, 04:33 PM
ألف شكر وجزاك ? كل خير ..

انوثه طاغيه
01-11-2013, 04:49 PM
واياك ي رب
منور حياك ربي

ابو زياااد2009
01-11-2013, 06:14 PM
http://img233.imageshack.us/img233/1349/88hg4.gif

انوثه طاغيه
01-11-2013, 09:26 PM
أبو زيآآد
حيآآك آلله

انوثه طاغيه
01-15-2013, 11:57 PM
شرح الاربعين النووية


الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين



الحديث السابع



عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngقَالَ: )الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ([73] رواه مسلم


الشرح

قوله: عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ هذه كنية بأنثى، والغالب أن الكنية تكون بذكر، لكن قد تكون بأنثى لا سيما إذا اشتهر، وقد تكون بغير الإنسان كأبي هريرة مثلاً، فأبو هريرة رضي الله عنه اشتهر بهذه الكنية من أجل أنه كان معه هرة ألفها وألفته فكنّي أبا هريرة.

الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ الدين: مبتدأ والنصيحة خبر، وكلٌّ من المبتدأ والخبر معرفة. وعلماء البلاغة يقولون: إذا كان المبتدأ معرفة والخبر معرفة كان ذلك من طرق الحصر.

فقوله: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ مثل قوله: ما الدين إلا النصيحة، فإذا كان طرفا الجملة معرفتين كان ذلك من باب الحصر.

وقوله: الدِّيْنُ يعني بذلك دين العمل، لأن الدين ينقسم إلى قسمين:دين عمل ودين جزاء. فقوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4)
المراد به: دين الجزاء، وقوله تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: الآية3) المراد به: دين العمل.

وقوله هنا: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ المراد به دين العمل، والنصيحة بمعنى إخلاص الشيء.

وأبهم النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngلمن تكون النصيحة من أجل أن يستفهم الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك، لأن وقوع الشيء مجملاً ثم مفصلاً من أسباب رسوخ العلم،لأنه إذا أتى مجملاً تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل، فيأتي البيان والنفس متطلعة إلى ذلك متشوفة له،فيرسخ في الذهن أكثر مما لوجاء البيان من أول مرة.

و في بعض ألفاظه: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ ثَلاثَاً يعني قالها ثلاثاً الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة

قُلْنَا:لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه،ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ

* النصيحة لله تتضمن أمرين:

الأول:إخلاص العبادة له.
الثاني: الشهادة له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته.

* والنصيحة لكتابه تتضمن أموراً منها:

الأول: الذبّ عنه، بأن يذب الإنسان عنه تحريف المبطلين، ويبيّن بطلان تحريف من حرّف.

الثاني: تصديق خبره تصديقاً جازماً لا مرية فيه، فلو كذب خبراً من أخبار الكتاب لم يكن ناصحاً، ومن شك فيه وتردد لم يكن ناصحاً.

الثالث: امتثال أوامره فما ورد في كتاب الله من أمر فامتثله، فإن لم تمتثل لم تكن ناصحاً له.

الرابع: اجتناب ما نهى عنه، فإن لم تفعل لم تكن ناصحاً.

الخامس: أن تؤمن بأن ما تضمنه من الأحكام هو خير الأحكام، وأنه لا حكم أحسن من أحكام القرآن الكريم.

السادس: أن تؤمن بأن هذا القرآن كلام الله عزّ وجل حروفه ومعناه، تكلم به حقيقة، وتلقاه جبريل من الله عزّ وجل ونزل به على قلب النبيhttp://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين.


* والنصيحة لرسوله تكون بأمور منها:

الأول: تجريد المتابعة له، وأن لا تتبع غيره،لقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)

الثاني: الإيمان بأنه رسول الله حقاً، لم يَكذِب، ولم يُكذَب، فهو رسول صادق مصدوق.

الثالث: أن تؤمن بكل ما أخبر به من الأخبار الماضية والحاضرة والمستقبلة.

الرابع: أن تمتثل أمره.

الخامس: أن تجتنب نهيه.

السادس: أن تذبّ عن شريعته.

السابع: أن تعتقد أن ما جاء عن رسول الله فهو كما جاء عن الله تعالى في لزوم العمل به، لأن ما ثبت في السنة فهو كالذي جاء في القرآن . قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ )(النساء: الآية59) وقال تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)(النساء: الآية80) وقال تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (الحشر: الآية7)
.
الثامن: نصرة النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngإن كان حياً فمعه وإلىجانبه، وإن كان ميتاً فنصرة سنته http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png
وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْن :

أئمة جمع إمام، والإمام: القدوة كما قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ)(النحل: الآية120) أي قدوة، ومنه قول عباد الرحمن: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)(الفرقان: الآية74)

وأئمة المسلمين صنفان من الناس:

الأول: العلماء، والمراد بهم العلماء الربانيون الذين ورثوا النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngعلماً وعبادة وأخلاقاً ودعوة، وهؤلاء هم أولو الأمر حقيقة، لأن هؤلاء يباشرون العامة، ويباشرون الأمراء، ويبينون دين الله ويدعون إليه

الصنف الثاني: من أئمة المسلمين: الأمراء المنفذون لشريعة الله، ولهذا نقول: العلماء مبينون، والأمراء منفذون يجب عليهم أن ينفذوا شريعة الله عزّ وجل في أنفسهم وفي عباد الله.

* والنصيحة للعلماء تكون بأمورٍ منها:

الأول: محبتهم، لأنك إذا لم تحب أحداً فإنك لن تتأسّى به.

الثاني: معونتهم ومساعدتهم في بيان الحق، فتنشر كتبهم بالوسائل الإعلامية المتنوعة التي تختلف في كل زمان ومكان.

الثالث: الذبّ عن أعراضهم، بمعنى أن لا تقرّ أحداً على غيبتهم والوقوع في أعراضهم.

وإذا نسب إلى أحدٍ من العلماء الربانيين شيء يُستنكر فعليك أن تتخذ هذه المراحل:

المرحلة الأولى: أن تتثبت من نسبتهِ إليه، فكم من أشياء نسبت إلى عالم وهي كذب، فلابد أن تتأكد،

فإذا تأكدت من نسبة الكلام إليه فانتقل إلى المرحلة الثانية وهي:
أن تتأمل هل هذا محل انتقاد أم لا؟ لأنه قد يبدو للإنسان في أول وهلة أن القول منتقد، وعند التأمل يرى أنه حق، فلابد أن تتأمل حتى تنظر هل هو منتقد أو لا؟

المرحلة الثالثة: إذا تبيّن أنه ليس بمنتقد فالواجب أن تذبّ عنه وتنشر هذا بين الناس، وتبين أن ما قاله هذا العالم فهو حق وإن خالف ما عليه الناس.

المرحلة الرابعة: إذا تبين لك حسب رأيك أن ما نسب إلى العالم وصحت نسبته إليه ليس بحق،فالواجب أن تتصل بهذا العالم بأدب ووقار،وتقول: سمعت عنك كذا وكذا،وأحب أن تبين لي وجه ذلك، لأنك أعلم مني،فإذا بيّن لك هذا فلك حق المناقشة،لكن بأدب واحترام وتعظيم له بحسب مكانته وبحسب ما يليق به.

أما مايفعله بعض الجهلة الذين يأتون إلى العالم الذي رأى بخلاف مايرون، يأتون إليه بعنف وشدة،وربما نفضوا أيديهم في وجه العالم،وقالوا له:ما هذا القول الذي أحدثته؟ ما هذا القول المنكر؟ وأنت لا تخاف الله ، وبعد التأمل تجد العالم موافقاً للحديث وهم المخالفون له، وغالب ما يؤتى هؤلاء من إعجابهم بأنفسهم، وظنهم أنهم هم أهل السنة وأنهم هم الذين على طريق السلف، وهم أبعد ما يكون عن طريق السلف وعن السنة.
فالإنسان إذا أعجب بنفسه - نسأل الله السلامة - رأى غيره كالذر، فاحذر هذا.

الأمر الرابع من النصيحة للعلماء: أنك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول: هذا أعلم مني، بل تناقش بأدب واحترام، لأنه أحياناً يخفى على الإنسان الحكم فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء.

الخامس : أن تدلهم على خير ما يكون في دعوة الناس، فإذا رأيت هذا العالم محباً لنشر العلم ويتكلم في كل مكان وترى الناس يتثاقلونه ويقولون هذا أثقل علينا، كلما جلسنا قام يحدّث،فمن النصيحة لهذا العالم أن تشير عليه أن لا يتكلم إلا فيما يناسب المقام، لاتقل:إني إذا قلت ذلك منعته من نشر العلم، بل هذا في الواقع من حفظ العلم، لأن الناس إذا ملّوا سئموا من العالم ومن حديثه.

ولهذا كان النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png يتخول أصحابه بالموعظة، يعني لا يكثر الوعظ عليهم مع أن كلامه http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngمحبوب إلى النفوس لكن خشية السآمة، والإنسان يجب أن يكون مع الناس كالراعي يختار ما هو أنفع وأجدى.


* والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها:

أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم، لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام،سواء كان من قريش أومن غير قريش.

ثانياً: نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم، وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم .
وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات، فإن هذا جورٌ وظلم.
فمثلاً يذكر خصلة واحدة مما يُعيب به على الأمراء وينسى خصالاً كثيرة مما قاموا به من الخير، وهذا هو الجور بعينه.

ثالثاً: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها فقال عزّ وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منكم) [النساء:59] فجعل ذلك من مأموراته عزّ وجل، وما أمر الله تعالى به فهو عبادة.

ولا يشترط في طاعتهم ألاّ يعصوا الله،فأطعهم فيما أمروا به وإن عصوا الله، لأنك مأمور بطاعتهم وإن عصوا الله في أنفسهم.

رابعاً: ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور، وإذا امتلأت القلوب من ذلك حصل التمرّد وربما يحصل الخروج على الأمراء فيحصل بذلك من الشر والفساد ما الله به عليم.

وليس معنى قولنا: ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا،وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل. ولهذا أنكر أسامة بن زيد رضي الله عنه على قوم يقولون: أنت لم تفعل ولم تقل لفلان ولفلان يعنون الخليفة، فقال كلاماً معناه: (أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث به الخليفة) فهذا لا يمكن.

فلا يمكن للإنسان أن يحدث بكل ما قال للأمير، لأنه إذا حدث بهذا فإما أن يكون الأمير نفذ ما قال، فيقول الناس: الأمير خضع وذل، وإما أن لا ينفذ فيقول الناس: عصى وتمرّد.

ولذلك من الحكمة إذا نصحت ولاة الأمور أن لا تبين ذلك للناس،لأن في ذلك ضرراً عظيماً.

خامساً: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم، ولم يرخص النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngفي منابذتهم إلا كما قال:
أَنْ تَرَوا أي رؤية عين، أو رؤية علم متيقنة.
كُفْرَاً بَوَاحَاً أي واضحاً بيّناً.
عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ [74]أي دليل قاطع.

ثم إذا جاز الخروج عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج.

والجواب: لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان،إلا حيث يكون الخروج مصلحة،وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها، لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء،كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى يومنا هذا،حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلاربُّ العباد.

لكن بعض الناس تتوقد نار الغيرة في قلوبهم ثم يحدثون ما لا يحمد عقباه، وهذا غلط عظيم.

ثم إنا نقول: ما ميزان الكفر؟ فقد يرى البعض هذا كفراً و البعض لايراه كفراً، ولهذا قيد النبيhttp://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png
ذلك بقوله كُفْرَاً بَوَاحَاً ليس فيه احتمال،كما لو رأيته يسجد للصنم، أو سمعته يسب الله، أو رسوله أو ما أشبه ذلك.

قال: وَعَامَّتُهُمْ أي عوام المسلمين، والنصح لعامة المسلمين بأن تبدي لهم المحبة، وبشاشة الوجه، وإلقاء السلام، والنصيحة، والمساعدة ، وغير ذلك مما هو جالب للمصالح دافعٌ للمفاسد.

واعلم أن خطابك للواحد من العامة ليس كخطابك للواحد من الأمراء، وأن خطابك للمعاند ليس كخطابك للجاهل، فلكل مقام مقال، فانصح لعامة المسلمين ما استطعت.

وبهذا نعرف أن هذا الحديث على اختصاره جامع لمصالح الدنيا والآخرة.


من فوائد هذا الحديث:

.1أهمية النصيحة في هذه المواضع، وجه ذلك: أن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngجعلها الدين فقال: الدِّيْنُ النَّصِيْحةُ

.2حسن تعليم الرسولhttp://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png حيث يذكر الشيء مجملاً ثم يفصّله، لقوله: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ.

.3حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، وأنهم لن يدعوا شيئاً يحتاج الناس إلى فهمه إلا سألوا عنه، ومن ذلك لما ذكر النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngأن الدّجّال يمكث في الأرض أربعين يوماً، اليوم الأول كسنة قالوا يارسول الله: هذا اليوم الذي يبدو كسنة تكفينا فيه صلاة واحدة؟[75] فسألوا، ويتفرع على هذا : أن ما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم من أمور الدين فلا نسأل عنه لاسيما فيما يتعلّق بأسماء الله وصفاته، ولهذا عد الإمام مالك - رحمه الله - من سأل عن كيفية الاستواء، مبتدعاً، لأنه ابتدع سؤالاً لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم .

.4البداءة بالأهم فالأهم، حيث بدأ النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png بالنصيحة لله، ثم للكتاب، ثم للرسول http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngثم لأئمة المسلمين، ثم عامتهم.

وإنما قدم الكتاب على الرسول لأن الكتاب يبقى، والرسول يموت، على أن النصيحة للكتاب وللرسول متلازمان، فإذا نصح للكتاب نصح للرسول ، وإذا نصح للرسول نصح للكتاب.

.5وجوب النصيحة لأئمة المسلمين، وذلك بما ذكرناه من الوجوه بالنسبة للأمراء، وبالنسبة للعلماء.

.6الإشارة إلى أن المجتمع الإسلامي لابد له من إمام، والإمامة قد تكون عامة، وقد تكون خاصة.

فإمام المسجد إمام في مسجده، ولهذا قال أهل العلم: لا يجوز أن تقام الجماعة التي لها إمام راتب بدون إذن الإمام الراتب، لأن ذلك عدوان على حقه.
ولهذا أمر النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.pngالمسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمّروا أحدهم[76] لئلا يكون أمرهم فوضى.

وهذا الأمير الذي يؤمّرونه تجب طاعته فيما يتعلق بأحكام السفر، لأنهم جعلوه أميراً، فإذا تأمر على قومه في السفر وقال: يا فلان قم أصلح كذا، وهو يتعلق بالسفر وجب عليه أن يطيع، وإلا فلا فائدة في الإمرة.

أما لو قال الأمير لأحد رفقائه: يا فلان قدم لي نعالي، فلا يلزمه أن يطيع، لأنهم جعلوه أميراً فيما يتعلق بأمور السفر، وهذا لا يتعلق بأمور السفر.

ولو قال لأحدهم: يا فلان جهّز لنا الغداء، فإنه يلزمه لأن هذا يتعلق بالسفر.
ولو قال لهم: الآن ننزل في هذا المكان حتى يبرد الوقت فإنه يلزمهم، وهكذا ، وعليه فلابد للأمة الإسلامية من إمام .

والله الموفق .






[73] سبق تخريجه صفحة (78)


[74] - أخرجه البخاري – كتاب: الفتن، باب: قول النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png (( سترون بعدي أموراً تنكرونها)) ، (7555)، ومسلم – كتاب: الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية، (1709)، (42)، وفي البخاري ومسلم وردت بلفظ "عندكم من الله فيه برهان"


[75] - أخرجه مسلم – كتاب: الفتن، باب: ذكر الدجال وصفته وما معه، (2937)، (110)


[76] - أخرجه مسلم – كتاب: المساجد، باب: فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وفضل المساجد، (672)،(289)

انوثه طاغيه
02-05-2013, 06:26 PM
شرح الأربعين النووية

للشيخ محمد بن صالح بن العثيمين



الحديث الثامن



عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى) [77]رواه البخاري ومسلم


الشرح

أُمِرْتُ بالبناء لما لم يسمّ فاعلهُ، لأن الفاعل معلوم و هو الله عزّ وجل، وإبهام المعلوم سائغ لغة واستعمالاً سواء: في الأمور الكونية. أو في الأمور الشرعية.

- في الأمور الكونية: قال الله عزّ وجل: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً)(النساء: الآية28) والخالق هو الله عزّ وجل.

- وفي الأمور الشرعية: كهذا الحديث: أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ وكقوله http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاء [78]


وقوله: أُمِرْتُ أي أمرني ربي.
والأمرُ: طلب الفعل على وجه الاستعلاء، أي أن الآمر أو طالب الفعل يرى أنه في منزلة فوق منزلة المأمور، لأنه لو أمر من يساويه سمي عندهم التماساً، ولو طلب ممن فوقه سمي دعاءً وسؤالاً.


وقوله: أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ هذا المأمور به.
والمقاتلة غير القتل.

- فالمقاتلة: أن يسعى في جهاد الأعداء حتى تكون كلمة الله هي العليا.
-والقتل: أن يقتل شخصاً بعينه، ولهذا نقول: ليس كل ما جازت المقاتلة جاز القتل، فالقتل أضيق ولا يجوز إلا بشروط معروفة، والمقاتلة أوسع، قال الله تبارك وتعالى: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّه) (الحجرات: الآية9) فأمر بقتالها وهي مؤمنة لايحل قتلها ولا يباح دمها لكن من أجل الإصلاح.

ولذلك أمرت الأمة أن توافق الإمام في قتال أهل البغي الذين يخرجون على الإمام بشبهة، قالوا: فإذا قرر الإمام أن يقاتلهم وجب على الرعيّة طاعته وموافقته دفعاً للشر والفساد، وهنا نقاتل مسلمين لأجل إقامة العدل وإزالة الفوضى. وقاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة ولكن لايقتلهم، بل قاتلهم حتى يذعنوا للحق . حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله (حتى) هل هي للتعليل بمعنى أن أقاتل ليشهدوا، أو هي للغاية بمعنى أقاتلهم إلى أن يشهدوا؟

والجواب: هي تحتمل أن تكون للتعليل ولكن الثاني أظهر، يعني أقاتلهم إلى أن يشهدوا.

و(حتى) تأتي للتعليل وتأتي للغاية، فقوله تعالى: ( قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) (طـه:91)

فهذه للغاية ولا تصح للتعليل، لأن بقاءهم عاكفين علىالعجل لا يستلزم حضور موسى عليه السلام

وقوله عزّ وجل عن المنافقين: (لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )(المنافقون: الآية7) فحتى هنا للتعليل، يعني لا تنفقوا لأجل أن ينفضوا عن رسول الله، وليس المعنى لا تنفقوا حتى ينفضّوا، فإذا انفضّوا أنفقوا.

قوله : حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي حتى يشهدوا بألسنتهم وبقلوبهم، لكن من شهد بلسانه عصم دمه وماله، وقلبه إلى الله عزّ وجل.

أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي لا معبود حقّ إلا الله عزّ وجل، فهو الذي عبادته حقّ، وما سواه فعبادته باطلة.

وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ محمد: هوابن عبد الله، وأبرز اسمه ولم يقل: وأني رسول الله للتفخيم والتعظيم. ورسول الله: يعني مرسله.

وَيُقِيْمُوا الصَّلاةَ أي يفعلوها قائمة وقويمة على ماجاءت به الشريعة. والصلاة هنا عامة، لكن المراد بها الخاص، وهي الصلوات الخمس، ولهذا لو تركوا النوافل فلا يقاتلون .

وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ أي يعطوها مستحقّها. والزكاة: هي النصيب المفروض في الأموال الزكوية. ففي الذهب مثلاً والفضة وعروض التجارة: ربع العشر، أي واحد من أربعين. وفيما يخرج من الأرض مما فيه الزكاة: نصف العشر إذا كان يسقى بمؤونة، والعشر كاملاً إذا كان يسقى بلا مؤونة. وفي الماشية: كما هو في السُّنة.

فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أي شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة.
عَصَمُوا أي منعوا.
مِنِّي دِمَاءهَم وَأَمْوَالَهُم أي فلا يحل أن أقاتلهم وأستبيح دماءهم، ولا أن أغنم أموالهم، لأنهم دخلوا في الإسلام.

إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ هذا استثناء لكنه استثناء عام، يعني: إلا أن تباح دماؤهم وأموالهم بحق الإسلام، مثل: زنا الثيّب، والقصاص وما أشبه ذلك، يعني: إلا بحق يوجبه الإسلام.

وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى أي محاسبتهم على الأعمال على الله تعالى، أما النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png فليس عليه إلا البلاغ.

فهذا الحديث أصلٌ وقاعدةٌ في جواز مقاتلة الناس،وأنه لايجوز مقاتلتهم إلا بهذا السبب.


من فوائد هذا الحديث:

.1أن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png عبد مأمور يوجه إليه الأمر كما يوجّه إلى غيره لقوله: أُمِرْتُ.

.2جواز إبهام المعلوم إذا كان المخاطب يعلمه، لقوله: أُمِرْتُ فأبهم الآمر لأن المخاطب يعلم ذلك.

.3وجوب مقاتلة الناس حتى يقوموا بهذه الأعمال.

فإذا قال قائل: لماذا لا يكون الأمر للاستحباب؟
والجواب: لا يكون للاستحباب،لأن هذا فيه استباحة محرّم، واستباحة المحرّم لاتكون إلا لإقامة واجب.

ولهذا استدل بعض الفقهاء - رحمهم الله - على وجوب الختان بأن الختان قطع شيء من الإنسان محترم، والأصل التحريم فلا يجوز قطع أي عضو أوجلدة من بدنك، فلما استبيح هذا القطع دلّ على وجوب الختان، إذ لا يستباح المحرّم إلا لأداء واجب وعلى هذا فنقول: الأمر هنا للوجوب.

فرضية الجهاد:الجهاد قد يكون فرض كفاية، وقد يكون فرض عين، ولا يمكن أن يكون فرض عين على جميع الناس لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا ) (التوبة:122)
أي القاعدون ( فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة:122].

.4وجوب شهادة أن لا إله إلا الله بالقلب واللسان، فإن أبداها بلسانه ولاندري عما في قلبه أخذنا بظاهره ووكلنا سريرته إلى الله عزّ وجل ووجب الكفّ عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، ولا يجوز أن نتهمه ونقول: هذا الرجل قالها كاذباً، أو خوفاً من قتل أو أسر،لأننا لا ننقب عن قلوب الناس.

.5أنه لابد أن يعتقد الإنسان أن لا معبود حق إلا الله، فلا يكفي أن يعتقد أن الله معبود بحق، لأنه إذا شهدأن الله تعالى معبود بحق لم يمنع أن غيره يعبد بحق أيضاً. فلا يكون التوحيد إلا بنفي وإثبات: لا إله إلا الله، نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها لله عزّ وجل.

.6أن المقاتلة لا ترتفع إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، وأما الدخول في الإسلام فيكون بشهادة أن لا إله إلا الله، لكن لو شهدت طائفة أن لا إله إلا الله وأبت أن تشهد أن محمداً رسول الله فإنها تقاتل.
وشهادة أن محمداً رسول الله تستلزم: تجريد المتابعة له، وأن لايتبع من سواه، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ماعنه نهى وزجر، وأن لايعبد الله إلا بما شرع.

.7 وجوب إقامة الصلاة، لأنه إذا لم يقمها فإنه لا يمتنع قتاله، بل قد قال الفقهاء - رحمهم الله - يُقاتَل أهل بلد تركوا الأذان والإقامة وإن صلوا، لأن الأذان والإقامة من شعائر الدين الظاهرة، فإذا قال قوم: نحن لا نؤذن ولانقيم ولكن نصلي، وجب أن يقاتلوا.

واستدلّوا بأن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png كان إذا غزا قوماً أمسك حتى يطلع الفجر، فإن سمع أذاناً كفّ عن قتالهم، وإلا قاتلهم[79] .

كذلك قال الفقهاء: يقاتل أهل بلد تركوا صلاة العيد وإن لم تكن فرضاً على الأعيان كفريضة ا لصلوات الخمس.

قالوا: لأن صلاة العيد من شعائر الإسلام الظاهرة، فيقاتل أهل البلد إذا تركوا صلاتي العيدين

.8وجوب إيتاء الزكاة، لأنها جزء مما يمنع مقاتلة الناس.
ولابد أن يكون إيتاء الزكاة إلى مستحقّها، فلا يكفي أن يعطيها غنيّاً من أقاربه أو أصحابه لأن ذلك لايجزئ، لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:60)

.9إطلاق الفعل على القول، لقوله: إِذَا فَعَلُوْا ذَلِكَ مع أن في جملة هذه الأشياء الشهادتين، وهما قول، ووجه ذلك: أن القول حركة اللسان،وحركة اللسان فعل، ويصح إطلاق الفعل على القول بأن يكون القول في جملة أفعال،كما في الحديث، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من الأفعال بلا شك.

كما يطلق القول على الفعل، وهذا كثير كما في حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png حين تيمّم قال بيديه هكذا وضرب بهما الأرض[80]،وهذا فعل.

.10أن الكفار تباح دماؤهم وأموالهم، لقوله: عَصَمُوا مِنِّيْ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فيقتلون، أو يؤسرون حسب ما تقتضيه الحال، وتغنم أموالهم. وهذا مما اختصّ به النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ، فقد صحّ عنه أنه قال: أُعْطِيْتُ خَمْسَاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِيْ: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مِسِيْرَةَ شَهْر، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدَاً وَطَهُوْرَاً، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ مِنْ قَبْلِيَ ... [81]والغنائم هي أموال الكفار إذا أخذناها بالقتال. أما الأمم السابقة فلا تحل لهم الغنائم،وقد ورد أنهم يجمعونها ثم تنزل نار من السماء فتحرقها[82]

.11أنه قد يستباح الدم والمال بحق الإسلام وإن لم يكن من هذه المذكورات التي في الحديث، وقد نوقش أبو بكرٍ الصّديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة فأجاب: بأن الزكاة حق المال، والنبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png قال: إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وقال رضي الله عنه: والله لو منعوني عناقاً - أو قال: عقالاً - كانوا يؤدونه إلى النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png لقاتلتهم على ذلك[83].

وأسباب إباحة القتل في الإسلام ليس هذا موضع بسطها،لكنها معلومة بالتتبّع.

.12أن حساب الخلق على الله عزّ وجل، وأنه ليس على الرسول http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png إلا البلاغ، وكذلك ليس على من ورث الرسول إلا البلاغ، والحساب على الله عزّ وجل.

فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا لم تقبل دعوتك، فإذا أدّيت ما يجب عليك فقد برئت الذمة والحساب على الله تعالى،كما قال الله تعالى لنبيّه http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) [الغاشية:22-23] يعني لكن من تولى وكفر (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ*إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ )[الغاشية:24-26]
فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا رد قولك، أو إذا لم يقبل لأول مرة، لأنك أديت ما يجب عليك.

ولكن اعلم أنك إذا قلت حقاً تريد به وجه الله فلابد أن يؤثر، حتى لو رد أمامك فلابد أن يؤثر،وفي قصة موسى عليه السلام عبرة للدعاة إلى الله،وذلك أنه جُمعَ له السحرة من كل وجه في مصر، واجتمعوا، وألقوا حبالهم وعصيّهم حتى كانت الأرض تمشي ثعابين، حتى إن موسى عليه السلام خاف (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) (طـه:67)
فلما اجتمعوا كلهم قال لهم: (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (طـه:61)

كلمات يسيرة، قال الله عزّ وجل: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) (طـه:62)
يعني أنهم تنازعوا فوراً، والفاء في قوله: (فَتَنَازَعُوا) للسببية والترتيب والتعقيب.

فتأمل كيف أثرت هذه الكلمات من موسى عليه السلام بهؤلاء السحرة، فلابد لكلمة الحق أن تؤثر، لكن قد تؤثر فوراً وقد تتأخر. والله ا لموفق.



=============


[77] - أخرجه البخاري – كتاب: الإيمان، باب:: فإن تابوا وأقاموا الصلاة، (25)، ومسلم – كتاب: الإيمان، باب: الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة، (22)،(36).


[78] - أخرجه البخاري – كتاب: الأذان، باب: السجود على سبعة أعضاء، (809)، ومسلم- كتاب: الصلاة، باب: أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس في الصلاة، (490)،(230)


[79] - أخرجه مسلم – كتاب: الصلاة، باب: الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان، (382)،(9)


[80] - أخرجه البخاري – كتاب: التيمم، باب: المتيمم هل ينفخ فيهما، (338)، ومسلم – كتاب: الحيض، باب: التيمم، (368)،(110)


[81] - أخرجه البخاري – كتاب: التيمم، باب، (325)، ومسلم – كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب، (521)، (3)


[82] - أخرجه الترمذي- كتاب: تفسير القرآن، باب: من سورة الأنفال، (3085)


[83] - أخرجه البخاري- كتاب: الزكاة، باب: أخذ العناق في الصدقة، (1456)، ومسلم- كتاب الإيمان، باب: الأمر بقتالالناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة، (20)، (32)