هنوفا
11-08-2002, 10:28 PM
بذرة ، تتصالح مع الأرض ، يتبادلان الدفء وأناشيد الوجد ، يتماسكان بخيوط الوعد لأيامٍ خضراء ، تحلم البذرة بالطول والحول ، تحلم بالتسامي على شقوق الأرض المظلمة ، على حرِّها حدّ النار ، على سكونها المميت تحلم بانطلاقة أوراقها وأفرعها لفضاءات الهواء ، الوجود أكثر وضوحاً وبراح ، الرحابة تشمل الأشياء ببياضها المغسول ، الحياة أقرب للحلم ، وسوعاً وشسوعا ، تحلم البذرة بارتقاءٍ مشروع ، وتظل تكبر وتكبر ، ولكنها تعلم ، حقيقتها الثابتة وتؤمن بها ، إنها وحين تثقلها الثمار والبذور لا تنشد ملاذاً غير أمها الأرض ، والتي تظل رحماً دافئاً ، ووعداً بالفضاءات الجديدة . وما بين رحلتها في أعماق الأرض وفضاءات الوجود الواسعة ، تبحث البذرة عن معنىً يفسِّر طموحها ! هي الحياة إذن !!
وكلما أرهقتها الريح تتكئ على أمها الأرض ، التي كلما تسامت البذرة شجرةً في فراغ الكون العريض كلما أمعنت في التمسك بجذورها عميقاً بين حناياها ، وهذه حكمة الأمومة ، وتتقلب البذرة في أطوار البنوة الكثيرة تبدأ طفلةً تلامس بأوراقها الناعمة صحن خدِّ أمها الأرض الدافئة كلما مرّ على أهدابها نسيم ، وتفتأ تتراقص في أيام و ليال مراهقتها صوب حبٍّ جديد لعصفورٍ أعتاد أن يغنيها من إحدى الفروع ، وربما تراقصت ضعفاً عند ريحٍ قاتلة ، وتتحول إلى قلبٍ ناضج وفكرٍ واع ، لا تحركها الرياح الهائجة ولا تورِّد خدّيها ملاطفة النسمات الحائرة ، وتبدو أعمق في علاقتها مع الأرض ، أمٌّ الوعد ، والوجد ، وسنين الخلق ، ووعي التجربة ، ودنِّ الإلهام ، وخيوط الالفة لجلابيب الهناءة ، ومنتهى الشوق .
نبت شتلةً خضراء حد البرودة التي ينشدها أهلنا في الخضرة ، ولم تأتي شهور الصيف الحارقة على خضرته ووسامة أوراقه ، كان من بين جفاف مواسمه وحريق ( عصار ) الصيف وشّح مياه الأمل على أحواضه ينادي .. كانت تحيا على رحيق الوعي ، وتنتح على أوراقها ندى الطموح ، وتغسل ريش عصافيرها اليابس بفيض دموعها ولحون أشواقها لفضاءات الهوى والهواء ( وقلّما تصبر شتلة ) لم تسقها الأرض حبّ الوعد وقناعة الوصول ولم يصالح النسيم خدودها رغبةً في مطالعات المستقبل ، وكانت حولها الشتول تذبل ثم تزوي في أركان الحوض موتاً للفكرة والوعي وتخضّر خضاراً زائفاً باعته الأيام بماء الواقع الآسن ،
وكلما داعب نسيم الأمس الحائر أوراقها المملوءة حياةً وحياء ، كلما فاضت على حوضها الذي صبرت معه على سنين الضنك الأولى وصابرَها كذلك ، طرحاً جديداً من البذور والثمار لتشقِّق شتلات أخر ، ولوّن أحلامه بلون حاضره وغنّى غنائية العطبراوي " في الأسى ضاعت سنيني فإذا متُّ اذكريني " إنها قصيدة جديدة المعاني في عالم الحبّ والإخلاص ، أو كنا قد نسيناك حتى تتمنّى الذكرى ؟
هذا بعض من واقع حياتي التي كنت أحلم بحلم كبير وسرعان ما يذهب الحلم مع الأماني أدراج الرياح 00 انها الحياة ولا وسيلة سوى الصبر والرضا بما قدر لنا 0 ارجو السموحه على الإطالة
وكل عام وانتم بخير
أختكم
وكلما أرهقتها الريح تتكئ على أمها الأرض ، التي كلما تسامت البذرة شجرةً في فراغ الكون العريض كلما أمعنت في التمسك بجذورها عميقاً بين حناياها ، وهذه حكمة الأمومة ، وتتقلب البذرة في أطوار البنوة الكثيرة تبدأ طفلةً تلامس بأوراقها الناعمة صحن خدِّ أمها الأرض الدافئة كلما مرّ على أهدابها نسيم ، وتفتأ تتراقص في أيام و ليال مراهقتها صوب حبٍّ جديد لعصفورٍ أعتاد أن يغنيها من إحدى الفروع ، وربما تراقصت ضعفاً عند ريحٍ قاتلة ، وتتحول إلى قلبٍ ناضج وفكرٍ واع ، لا تحركها الرياح الهائجة ولا تورِّد خدّيها ملاطفة النسمات الحائرة ، وتبدو أعمق في علاقتها مع الأرض ، أمٌّ الوعد ، والوجد ، وسنين الخلق ، ووعي التجربة ، ودنِّ الإلهام ، وخيوط الالفة لجلابيب الهناءة ، ومنتهى الشوق .
نبت شتلةً خضراء حد البرودة التي ينشدها أهلنا في الخضرة ، ولم تأتي شهور الصيف الحارقة على خضرته ووسامة أوراقه ، كان من بين جفاف مواسمه وحريق ( عصار ) الصيف وشّح مياه الأمل على أحواضه ينادي .. كانت تحيا على رحيق الوعي ، وتنتح على أوراقها ندى الطموح ، وتغسل ريش عصافيرها اليابس بفيض دموعها ولحون أشواقها لفضاءات الهوى والهواء ( وقلّما تصبر شتلة ) لم تسقها الأرض حبّ الوعد وقناعة الوصول ولم يصالح النسيم خدودها رغبةً في مطالعات المستقبل ، وكانت حولها الشتول تذبل ثم تزوي في أركان الحوض موتاً للفكرة والوعي وتخضّر خضاراً زائفاً باعته الأيام بماء الواقع الآسن ،
وكلما داعب نسيم الأمس الحائر أوراقها المملوءة حياةً وحياء ، كلما فاضت على حوضها الذي صبرت معه على سنين الضنك الأولى وصابرَها كذلك ، طرحاً جديداً من البذور والثمار لتشقِّق شتلات أخر ، ولوّن أحلامه بلون حاضره وغنّى غنائية العطبراوي " في الأسى ضاعت سنيني فإذا متُّ اذكريني " إنها قصيدة جديدة المعاني في عالم الحبّ والإخلاص ، أو كنا قد نسيناك حتى تتمنّى الذكرى ؟
هذا بعض من واقع حياتي التي كنت أحلم بحلم كبير وسرعان ما يذهب الحلم مع الأماني أدراج الرياح 00 انها الحياة ولا وسيلة سوى الصبر والرضا بما قدر لنا 0 ارجو السموحه على الإطالة
وكل عام وانتم بخير
أختكم