أبو ريان
07-01-2012, 12:20 AM
كان المعتمد بن العباد أمير الأندلس وكان يجلس هو وإمرأته على العرش وكانت الخادمات تحمل الجرار
التي يوضع بها الماء ويذهبن للبئر ويعبونها ويضعوها في الأماكن المخصصة لشًرب فعجبت امرأة المعتمد بهذا وفقالت للمعتمد:
أريد أن أصنع مثلهن
فقال المعتمد: لا. وكيف تفعلي هذا وأنتي الأميرة الكبيرة هنا..
فقالت: لا بل أريد أن أفعل
فأمر المعتمر الخدم فصنعو جراراً من ذهب وجعل الخادمات ينظفن التراب الذي حول البئر وأتى المعتمر بمسكٍ وعنبر
وخلطهم مع الزعفران ووضعهم مع التراب وأعطى لأمرأته وبناته الجرار فذهبوا وعبوا الماء من البئر ووضوعه مرة واحدة وانتهوا ..
فمضت الأيام ووقعت دولة الأندلس وسقطت إمارة المعتمد وحبس في منطقة اسمها: أغمات (بالمغرب)
وبعدما مر سنوات عدة ذهب بنات المعتمر ليزوروه في السجن وقد اشتدَ بهم الفقر فرأوا أباهم مقيداً والأغلال في يديه ونظر اليهم وقال:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسـورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهـنٌ يغزلن للناس لا يملكن قطميـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً عيونهنّ فعـاد القلـب موتـورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرةً أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيـةً تشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيد الأقـذاء واتسخـت كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره وقبل كان بماء الـورد مغمـورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهرك إن تأمـره ممتثـلاً لما أمرت وكان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ فردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـهأ وبات يهنأ باللـذات مسـرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت فإنما بات في الأحـلام مغـرورا
http://www.sarkosa.com/vb/imgcache/24437.imgcache.jpeg
التي يوضع بها الماء ويذهبن للبئر ويعبونها ويضعوها في الأماكن المخصصة لشًرب فعجبت امرأة المعتمد بهذا وفقالت للمعتمد:
أريد أن أصنع مثلهن
فقال المعتمد: لا. وكيف تفعلي هذا وأنتي الأميرة الكبيرة هنا..
فقالت: لا بل أريد أن أفعل
فأمر المعتمر الخدم فصنعو جراراً من ذهب وجعل الخادمات ينظفن التراب الذي حول البئر وأتى المعتمر بمسكٍ وعنبر
وخلطهم مع الزعفران ووضعهم مع التراب وأعطى لأمرأته وبناته الجرار فذهبوا وعبوا الماء من البئر ووضوعه مرة واحدة وانتهوا ..
فمضت الأيام ووقعت دولة الأندلس وسقطت إمارة المعتمد وحبس في منطقة اسمها: أغمات (بالمغرب)
وبعدما مر سنوات عدة ذهب بنات المعتمر ليزوروه في السجن وقد اشتدَ بهم الفقر فرأوا أباهم مقيداً والأغلال في يديه ونظر اليهم وقال:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسـورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهـنٌ يغزلن للناس لا يملكن قطميـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً عيونهنّ فعـاد القلـب موتـورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرةً أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيـةً تشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيد الأقـذاء واتسخـت كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره وقبل كان بماء الـورد مغمـورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهرك إن تأمـره ممتثـلاً لما أمرت وكان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ فردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـهأ وبات يهنأ باللـذات مسـرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت فإنما بات في الأحـلام مغـرورا
http://www.sarkosa.com/vb/imgcache/24437.imgcache.jpeg