المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم


محبكم في الله
06-21-2012, 09:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عندما كنت اقرأ سورة النساء,, استوقفتني هذه الآيه,, إلتبس عليا فهم معناها..إجى في بالي عن الغيبه..
فلجأت لكتب التفسير.. وشاركوني استفادتي من معنى هذه الآيه الكريمه../
/
قوله تعالى: ( لَاْ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيْعًا عَلِيْمًا ) النساء/148/

يعني : لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم ، فيجوز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم وأن يدعو عليه ، قال الله تعالى : " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " ( الشورى - 41 ) ، قال الحسن : دعاؤه عليه أن يقول : اللهم أعني عليه اللهم استخرج حقي منه ، وقيل : إن شتم جاز أن يشتم بمثله لا يزيد عليه .


ينهى الله عباده عن قول السوء، إلا من وقع عليه ظلم، فيباح له أن يشكو ظالمه، ويذكر ما فيه من سوء، والله - سبحانه - سميع لكلام المظلوم، عليم بظلم الظالم، ويجازيه على عمله . تمنع القوانين الوضعية أى إنسان أن يجاهر بفاحش القول أو سيئه يوجهه إلى آخر، والعلة فى ذلك لدى تلك القوانين هى حماية أسماع الناس من أن تتأذى من مثل هذا الجهر وحماية أخلاقهم من أن تندس إليها تلك القبائح، لأن في ذلك أذى لمن وجه إليه هذا السوء!

قال [ علي ] بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ) يقول : لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد ، إلا أن يكون مظلوما ، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه ، وذلك قوله : ( إلا من ظلم ) وإن صبر فهو خير له .


وقال الحسن البصري : لا يدع عليه ، وليقل : اللهم أعني عليه ، واستخرج حقي منه . وفي رواية عنه قال : قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه .

وقال عبد الكريم بن مالك الجزري في هذه الآية : هو الرجل يشتمك فتشتمه ، ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه ; لقوله : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) [ الشورى : 41 ] .

يقول السعدي: يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول ، أي : يبغض ذلك ، ويمقته ، ويعاقب عليه ، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن : كالشتم ، والقذف ، والسب ونحو ذلك ، فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله .

ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول : كالذكر ، والكلام الطيب الليِّن .
وقوله : ( إِلا مَن ظُلِمَ ) أي : فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه ، ويجهر بالسوء لمن جهر له به ، من غير أن يكذب عليه ، ولا يزيد على مظلمته ، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه ، ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته أولى ، كما قال تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )"


**لذلك علماء الفقه استثنوا المظلوم حينما يشتكي على من ظلمه أن يتكلم للقاضي ماذا حدث دون أن يعد هذا غيبة، حينما تشتكي على إنسان ظلمك بلسانه لقاض نزيه فلك أن تقول ما قال فيك، وهذه مقالة سوء، إنك معفو من أن تؤاخذ، لأنك تأخذ حقك بهذا..

في هذه الآية توجيه لمجتمع المؤمنين من أجل أن يبقى نقياً طاهراً، وأن تبتعد عنه مقالة السوء،
دمتم بعافيه..
المصدر:
تفسير البغوي
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
التفسير المطول للدكتور محمد راتب النابلسي

نواااااره
06-21-2012, 10:05 PM
الله يجزاك خير ..

عــذبــة الـــروح
06-22-2012, 07:00 PM
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك آآمين

سد الوادي
06-23-2012, 10:40 PM
بارك الله فيك

وكتب لك الاجر والمثوبة

ولك تحيتي

أبو ريان
06-27-2012, 09:41 PM
أحسنت الطرح أحسن الله إليك وكتب لك أجره ..
تقديري ..

ليالي جنوبية
07-03-2012, 06:25 AM
الله يكتب لك الاجر والثواب على الطرح
وجزاك الله خير واثقل الله بها موازين حسناتك