المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اصول في عقيدة اهل السنةوالجماعة


سد الوادي
06-15-2012, 12:19 AM
أصــــــول
في

عقيدة أهـل السنة والجماعة


بقلم

الشيخ سليمان بن محمد اللهيميد
السعودية / رفحاء

الدرس الاول

أنــواع التوحيد

التوحيد : هو إفراد الله بالعبادة .
أنـــــواعه ثــلاثــة :

توحيد الربوبية

وهو العلم والاعتقاد بأن الله هو المنفرد بالخلق والرزق والتدبير .
بالخلق : أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله .
بالرزق : أن يعتقد الإنسان أنه لا رازق إلا الله .
بالتدبير : أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله .

توحيد الألوهية

وهو إفراد الله بالعبادة بجميع أنواعها ، كالمحبة والدعاء والنذر وغيرها .
وهذا التوحيد هو الذي وقع فيه النزاع بين الأمم ورسلهم .
ومن أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب .
كما قال تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ﴾ .
فالدعاء يجب أن يكون لله : ﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ﴾ .
والذبح يجب أن يكون لله : ﴿ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ﴾ .
وهكذا جميع العبادات لا يجوز صرفها لغير الله .

توحيد الأسماء والصفات

وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه في كتابه ، ووصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ، مثل :
الحي : اسم من أسماء الله ، بدليل قوله تعالى : ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم[1] ﴾ .
ومعناه :الحي الذي له الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولم تلحق بزوال .
كما قال تعالى : ﴿ وتوكل على الحي الذي لا يموت ﴾ .
السيد : اسم من أسماء الله ، بدليل السنة ، فقد قال صلى الله عليه و سلم : ( السيد هو الله ) . رواه أبو داود
ومعناه : أي السؤدد الحقيقي الكامل كله لله .

سد الوادي
06-15-2012, 12:20 AM
الدرس : 2
كلمـة التـوحيـد



( لا إله إلا الله )

معناها : لا إله { بحق } إلا الله .
{ بحق } لأن هناك آلهة كثيرة موجودة ، كما قال تعالى : ﴿ وما ظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ﴾ .
وكما قال تعالى : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ﴾ .
فأوضح سبحانه في هذه الآية أنه هو الحق ، وأن ما ادعاه الناس من دونه هو الباطل .

شروطها التي لا ينتفع قائلها إلا باجتماعها :

١-الأول : العلم بمعناها نفياً وإثباتاً .
لا إله : أي نافياً جميع ما يعبد من دون الله .
إلا الله : أي مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته .
والدليل قوله صلى الله عليه و سلم : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) . رواه مسلم

٢- الثاني : اليقين المنافي للشك .
لقوله تعالى : ﴿ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ﴾ .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) . رواه مسلم
وقال صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة رضى الله عنه : ( من لقيت وراء هذا الحائط يشـهد أن لا إله إلا الله مسـتيقناً بها قلبه فبشـره بالجنة ) . رواه مسلم

٣-الثالث : الانقياد لها ظاهراً وباطناً .
قال تعالى : ﴿ ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ﴾ .

٤-الرابع : القبول لها فلا يرد شيئاً من لوازمها .
قال تعالى : ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾ .

٥ -الخامس : الإخلاص فيها .
قال تعالى : ﴿ فاعبد الله مخلصاً له الدين ﴾ .
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله ) . متفق عليه

٦-السادس : الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط .
قال صلى الله عليه و سلم : ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار )
وقال صلى الله عليه و سلم للأعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال : ( والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أفلح إن صدق ) . متفق عليه

٧-السابع : المحبة لها ولأهلها ، والموالاة والمعاداة لأجلها .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان[2] : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) . متفق عليه
وقال الله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ لا تجدوا قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ﴾ .


وقد جمع بعضهم شروط لا إله إلا الله في هذا البيت :


علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقكَ مع محبـةٍ وانقيـادٍ والقبـول لها

سد الوادي
06-15-2012, 12:20 AM
الدرس : 3


الشـــرك

تعريفه :
( هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله ) .
وهو أعظم ما نهى الله عنه ، وهل أعظم من أن يجعل مع الله شريك في ألوهيته أو ربوبيته أو أسمائه وصفاته ؟
ـ وهو أعظم الذنوب وذلك لأمور :
1. لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية ، وهذا أعظم الظلم .
قال تعالى : ﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾ .
2. أن الله أخبر أنه لا يغفر لمن لم يتب منه .
قال تعالى : ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ .
3. أن الله أخبر أن الله حرم الجنة على المشرك وأنه مخلد في النار .
قال تعالى : ﴿ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ﴾ .
4. أن الشرك يحبط بجميع الأعمال .
قال تعالى : ﴿ ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ لئن أشركت ليحبطن عملك ﴾ .
5. أن المشرك حلال الدم والمال .
قال تعالى : ﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ .
6. أنه أكبر الكبائر .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ... ) . متفق عليه

ـ ينقسم الشرك إلى قسمين :
..............................شرك أكبر ـ وشرك أصغر
أولاً : الشرك الأكبر :
وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله ، كدعاء غير الله ، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله والقبور والجن والشياطين .
ثانياً : الشرك الأصغر :
لا يخرج من الملة ، لكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .
مثل : الحلف بغير الله تعالى إن لم يقصد تعظيم المحلوف به، قال
صلى الله عليه و سلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) . رواه أبو داود
*وكأن يحلف بالكعبة ، أو الآباء ، أو الأولاد ، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أو الأمانة ، أو غير ذلك .
*وقول ما شاء الله وشئت ، قال صلى الله عليه و سلم للرجل لما قال له : ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله نداً ، قل ما شاء الله وحده )[3]. رواه أبو داود
*وكلبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، ومثل تعليق التمائم خوفاً من العين وغيرها ، إذا إعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه ، فهذا شرك أصغر .
أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغير الله .

ـ يجب على الإنسان أن يخاف من الشرك .
قال الله تعالى عن الخليل : ﴿ واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ﴾[4] .
أي اجعلني وبني في جانب عبادة الأصنام[5] . وباعد بيننا وبينها .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( هذا به خطورة الشرك ، لأن سيد الأنبياء بعد نبينا كان يخاف من الشرك فوجب التأسي بهم وأن يكون أولى بالخوف منهم ) .

سد الوادي
06-15-2012, 12:21 AM
الدرس : 4




أركان الإيمان




أركان الإيمان ستة أركان هي : 1-الإيمان بالله و2-ملائكته و3-كتبه و4-رسله
و5-البعث بعد الموت و6-الإيمان بالقدر خيره وشره .
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم لما سأله جبريل ما الإيمان قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) .

1 } الإيمان بالله :



هو الإيمان بوجود الله بانفراده بربوبيته وانفراده بألوهيته ، والإيمان بالأسماء والصفات .
والدليل على وجود الله تعالى أربعة أدلة هي :
العقل ـ والحس ـ والفطرة ـ والشرع .
أما العقل :
لأن هذه المخلوقات لا بد لها من خالق أوجدها ، إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ، لأن الشيء لا يخلق نفسه لأنه قبل وجوده معدوم ، ولا يمكن أن يوجد صدفة ، لأن كل حادث لا بد له من محدث .
أما الحس :
فإن الإنسان يدعو الله يقول : يا رب ، ثم يستجاب له .
أما الفطرة :
فإن كثيراً من الناس الذين لم تنحرف فطرهم يؤمنون بالله وبوجوده حتى البهائم .



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( خرج سليمان يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها ، رافعة قوائمها إلى السماء تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، ليس بنا غنى عن سقياك ، فقال : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ) . رواه أحمد
أما الشرع :
فالكتب السماوية كلها تنطق بذلك ، وما جاءت به من أحكام منتظمة لمصالح الخلق تدل على أنها من رب العالمين .



2 } الإيمان بالملائكة :
الملائكة : عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء .

والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور :
أ ) الإيمان بوجودهم .
ب ) الإيمان بمن علمنا اسمه منهم ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً .
ج ) الإيمان بمن علمنا صفاتهم ، كصفة جبريل فقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم ( أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق ) .
د ) أن لكل واحد منهم وظيفة خاصة به ـ نعلم من وظائفهم :
جبريل : موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح .
إسرافيل : موكل بنفخ الصور ، وهو أيضاً أحد حملة العرش .
ميكائيل : موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان .
عددهم كثير :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قصة الإسراء والمعراج حين رفع له البيت المعمور في السماء السابعة : ( فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ) . رواه مسلم
خلقوا من نور :
قال صلى الله عليه و سلم : ( خلقت الملائكة من نور ) . رواه مسلم


3 } الإيمان بالكتب :
المراد بها الكتب التي أنزلها تعالى على رسله رحمة للخلق وهداية لهم .



والإيمان بها يتضمن أربعة أمور :
ا ) الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً .
ب ) الإيمان بمن علمنا اسمه منها ، كالقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى ، والزبور الذي أوتيه داود ، وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن بها إجمالاً .
ج ) تصديق ما صح من أخبارها ، كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يعدل أو يحرف من الكتب السابقة .

د ) العمل بأحكام ما لم ينسخ منها ، والتسليم به سواء ألهمنا حكمه أو لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن .
4 } الإيمان بالرسل :



والإيمان بهم يتضمن أربعة أمور :
أ ) الإيمان بأن رسالتهم حق ، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع[6] .
ب ) الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه ، مثل محمد وإبراهيم وموسى ونوح . . . وأما من لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالاً[7] .
ج ) تصديق ما صح عنهم من أخبارهم .
د ) العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم ، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه و سلم المرسل إلى جميع الناس .
ـ وأولهم نوح ، كما قال تعالى : ﴿ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ﴾ .
ـ وآخرهم محمد صلى الله عليه و سلم ، قال تعالى : ﴿ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ﴾ .



ـ واتفقت جميع دعوة الرسل على الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك ، قال تعالى : ﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ .
الرسول من بعثه الله إلى قوم كفار وجاءهم بشرع جديد ،
أما النبي من أوحي إليه وأمر بالتبليغ .
ـ وأما الفروض المتعبدة في العبـادات وغيـرها مختلفة ، كما قال تعالى : ﴿ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ﴾ أي سبيلاً وسنة .



5 } الإيمان باليوم الآخر :
اليوم الآخر : يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء .
والإيمان به يتضمن :
الإيمان بما يكون بعد الموت من : البعث ، والحشر ، والحساب ، ونعيم القبر وعذابه ، والجنة والنار[8] .


6 } الإيمان بالقدر خيره وشره :
هو علم الله تعالى بمقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ثم إيجادها .

ومراتب القدر عند أهل السنة والجماعة أربعة مراتب :

1. العلم .
وهو أن يؤمن الإنسان إيماناً جازماً بأن الله تعالى بكل شيء عليم جملة وتفصيلاً .
قال تعالى : ﴿ والله عليم حكيم ﴾ .

وقال سبحانه : ﴿ لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ﴾ .
2. الكتابة .
وهو أن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء .

.3. المشيئة .
قال تعالى : ﴿إن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب ﴾
وهي الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله .
.4. الخلق .
قال تعالى : ﴿ وربك يخلق ما يشاء ويختار ﴾ وهي أن يؤمن بأن الله خالق كل شيء ، فما من موجود في السموات ولا في الأرض إلا خالقه الله .
قال تعالى : ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾ .

سد الوادي
06-15-2012, 12:21 AM
الدرس : 5


الولاء والبراء

معنى الولاء والبراء :
الولاء : هو حب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
البراء : هو بغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية يجب محبته وموالاته ونصرته ، وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده .
ـ أهمية عقيدة الولاء والبراء :
1 } أنها أوثق عرى الإيمان .
كما قال صلى الله عليه و سلم : ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) . رواه أبو داود
2 } أنها جزء من معنى الشهادة .
فإن [ لا إله ] من [ لا إله إلا الله ] معناها البراء من كل ما يعبد من دون الله .
3 } أنها شرط في الإيمان .
كما قال صلى الله عليه و سلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله )[9]
الشاهد : ( وكفر بما يعبد ) ،فهو شرط إن كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه .
4 } أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر .
قال تعالى : ﴿ ومن يتولهم منكم فإنه منهم ﴾ .

ـ كيفية البراء من الشرك وأهله :
1. البراءة القلبية .
وهي أن تبغض المشركين والشرك بقلبك وتكرههم وتتمنى زوالهم[10] .
وهذا القسم فرض لازم لا يمكن أن يسقط لأنه متعلق بالقلب .
قال صلى الله عليه و سلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ) . رواه مسلم
2. براءة اللسان .
وذلك بالتصريح بأنك تبغض الكفار ، والتصريح أن دينهم باطل وأنهم كفار .
والدليل على هذا قوله تعالى : ﴿ قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ﴾ قل : أي بلسانك .
وقوله تعالى : ﴿ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ﴾ وهذا تصريح باللسان أنه براء من دينهم .
وهــــذا القســـم واجب مع القدرة[11] .
3. براءة الجوارح[12] .
وذلك بمجاهدتهم بالجوارح وتكسير معبوداتهم ومساجدهم وقتلهم .
لقوله تعالى : ﴿ يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ﴾ .
وقول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده . . . ) . رواه مسلم
وهذا القسم يجب مع القدرة ويسقط مع العجز .

سد الوادي
06-15-2012, 12:22 AM
الدرس : 6
رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة

معتقد أهل السنة في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة أنهم يرونه في الآخرة عياناً بأبصارهم في عرصات القيامة وفي الجنة ويكلمهم ويكلمونه .
قال تعالى : ﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ .
﴿ ناضرة ﴾ من النضارة ، أي حسنة بهية مشرقة مسرورة .
﴿ناظرة ﴾ أي تراه عياناً .
وقال تعالى : ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ .
فالحسنى الجنة ، والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم كما فسرها بذلك النبي صلى الله عليه و سلم ، فقد روى مسلم في صحيحه عن صهيب رضى الله عنه قال :قال رسـول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا دخل أهل الجنـة الجنـة ، قال يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ، ثم تلا هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) .

وقال صلى الله عليه و سلم : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ، لا تضامُّون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) . متفق عليه
ورؤيته في الجنة هي أعظم نعيم الجنة .

قال ابن القيم : ( إن أفضل نعيم الآخرة وأجله وأعلاه على الإطلاق هو النظر إلى وجه الرب عز وجل وسماع خطابه ) .
ولهذا كان صلى الله عليه و سلم يقول : [ وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ] وعاقب الكفار بأن حجب نفسه عنهم ، كما قال تعالى : ﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذِ لمحجوبون ﴾ .
لا يرى الله في الدنيا .
قال ابن تيمية : ( قد ثبت في صحيح مسـلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( واعلموا أن أحداً لن يرى الله حتى يموت ، ولهذا اتفق سلف الأمة وأئمتها أن الله يرى في الآخرة وأنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه )[13] .

سد الوادي
06-15-2012, 12:23 AM
الدرس : 7

القـرآن كلام الله

تعريفه :
القرآن الكريم كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه و سلم المتعبد بتلاوته .
وعقيدة أهل السنة والجماعة فيه :
أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .
( كلام الله )
قال تعالى : ﴿ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ﴾ يعني : القرآن .
( منزل )
قال تعالى : ﴿ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ﴾ .
وقال سبحانه : ﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾ .
( غير مخلوق )
قال تعالى : ﴿ ألا له الخلق والأمر ﴾ .
فجعل الأمر غير الخلق ، والقرآن من الأمر ، لقوله تعالى : ﴿ وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ﴾ .
( منه بدأ )
أي هو الذي ابتدأ به وتكلم به أولاً .
( وإليه يعود )
كما جاء في الحديث عن حذيفة مرفوعاً : ( ... ليسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى منه آية ) رواه ابن ماجه
ـالقرآن الكريم بريء مما وصفه به المكذبون به من قولهم : ( أنه شعر ) .
فقال تعالى : ﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ﴾ .
ـ وقال بعضهم : ﴿ إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر ﴾ .
فقال سبحانه متوعداً هذا القائل :
﴿ سأصليه سقر ﴾ .

سد الوادي
06-15-2012, 12:23 AM
الدرس : 8


علـــو الله





علو الله ينقسم إلى قسمين :
1.علو صفة : بمعنى أن صفاته عليا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه[14].
2.علو ذات : بمعنى أن ذاته تعالى فوق جميع مخلوقاته ، وهذا يثبته أهل السنة والجماعة .
وقد دل على علو الله الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة .
أولاً / الكتاب :
قد تنوعت دلالته على علو الله :
فتارة بالفوقية ، قال تعالى : ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾ وتارة بذكر العلو مثل قوله تعالى : ﴿ وهو العلي العظيم ﴾ وتارة بصعود الأشياء مثل قوله تعالى : ﴿ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ﴾ .
وتارة كونه في السماء : ﴿ ءأمنتم من في السماء ﴾ .
ثانياً / السنة :
فقد دلت على علو الله بأنواعها القولية والفعلية والإقرارية .
القولية ، كقوله صلى الله عليه و سلم : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) .
والفعلية ، فمثل رفع إصبعه إلى السماء وهو يخطب على المنبر يوم الجمعة يقول : ( اللهم أغثنا ) .متفق عليه
والتقريرية ، ففي حديث معاوية بن الحكم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للجارية : ( أين الله ؟ قالت : في السماء ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة ) . رواه مسلم
ثالثاً / العقل :
فإن العلو صفة كمال ، والسفل صفة نقص ، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده .
رابعاً / الفطرة :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( أما الفطرة فقد دلت على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية ، فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجـد في قلبـه ضـرورة الاتجاه نحو العلو لا يلتفت عن ذلك يمنة ويسرة ) .
رابعاً / الإجماع :
فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله تعالى فوق سماواته مستو على عرشه .

سد الوادي
06-15-2012, 12:23 AM
الدرس : 9


الإيمان بفتنة القبر ونعيمه وعذابه


فتنة القبر :سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه .
وهي ثابتة بالكتاب والسنة .
قال تعالى : ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله تعالى : ﴿ يثبت الله الذين آمنوا ... ) . متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة الدجال ) . رواه مسلم

والسائل ملكان ( منكر ونكير ) .
لقوله صلى الله عليه و سلم : ( إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ... )
رواه الترمذي
عذاب القبر ثابت بظاهر القرآن وصريح السنة وإجماع أهل السنة .
قال تعالى : ﴿ النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ... ﴾ .
وعن ابن عباس ( أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ... ) . رواه مسلم
وعنه قال : ( مرَّ النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، ... ) . متفق عليه
وقد اتفق السلف على إثبات عذاب القبر ونعيمه .
أســباب عذاب القبر :
ـ الغيبة ، والنميمة ، وعدم التنزه من البول .
لحديث ابن عباس السابق وفيه قال : ( مرّ النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة[15] ، وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله ) . متفق عليه
وفي رواية : ( يمشي بالغيبة[16] ) . رواه ابن ماجه




وقال صلى الله عليه و سلم: ( تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ) . صحيح



ـ الغلول من الغنيمة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر ، فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً ، غنمنا المتاع والطعام والثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد له ، وهبه له رجل من جذام ، فلما نزلنا قام عبد رسول الله صلى الله عليه و سلم يحُل رحله ، فرمي بسهم فكان فيه حتفه ، فقلنا : هنيئاً له الشهادة يا رسول الله ؟ فقال :
كلا والذي نفس محمد بيده ، إن الشملة لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم يصبها المقاسم ) .
متفق عليه

سد الوادي
06-15-2012, 12:24 AM
الدرس : 10

الإيـمان بالبعــث


البعث : إحياء الأموات يوم القيامة .
وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : ﴿ قل بلى وربي لتبعثن ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ﴾ .
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء ليس فيها علم لأحد ) . متفق عليه
( بيضاء عفراء ) أي غير شديدة البياض ، يضرب إلى الحمرة .
( ليس فيها علم لأحد ) ليس بها علامة سكنى ولا بناء ولا أثر .
وأجمع المسلمون على ثبوت البعث يوم القيامة .
ومن كذب بالبعث فهو كـافر
قال تعالى : ﴿ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ﴾ .
قال ابن كثير في تفسيره :
وقد ذكر في هذه السورة ( البقرة ) مما خلقه من إحياء الموتى في خمسة مواضع :
﴿ ثم بعثناكم من بعد موتكم ﴾ .
وهذه القصة : ﴿ فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ﴾ .
وقصة ( الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ) .
وقصة ( الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها ) .
وقصة ( إبراهيم والطيور الأربعة[17]) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( وهذا الميل سواء ميل المسافة أو ميل المكحلة ، فإنها قريبة ، وإذا كانت هذه حرارتها في الدنيا ، وبيننا وبينها من البعد شيء عظيم ، فكيف إذا كانت على الرؤوس بقدر ميل ) .
ويحشر الناس حفاة عراة .
كما قال صلى الله عليه و سلم : ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ) .
( حفاة ) ليس عليهم نعال .
( عراة ) ليس عليهم لباس للجسد .
( غرلاً ) لم ينقص من خلقهم شيء .
متجدد كاملاً لم ينقص منه شيئاً كما قال تعالى : ﴿ كما بدأنا أول خلق نعيده ﴾ .
فائــدة :
أول من يكسى إبراهيم .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بموعظة فقال : يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلاً ﴿ كما بدأنا أول خلق نعيده ﴾ ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ) . متفق عليه

وقيل في الحكمة من ذلك :

لأنه ألقي في النار عرياناً ، وقيل : لم يكن في الأولين والآخرين لله عبد أخوف من إبراهيم ، فتعجل له كسوته أماناً له ليطمئن قلبه ، وقيل : يحتمل أن يكون ذلك لما جاء به الحديث من أنه أول من أمر بلبس السراويل إذا صلى مبالغة في التستر وحفظاً لفرجه من أن يماس مصلاة ، ففعل ما أمر به فيجزى بذلك أن يكون أول من يستر يوم القيامة . والله أعلم ؛.

سد الوادي
06-15-2012, 12:24 AM
الدرس : 11

دنو الشمس من الخلائق


أي تقرب من الخلائق .

عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل ، فيكون الناس في العرق على قدر أعمالهم ، فمنهم من يأخذه العرق إلى عقبيه ، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من يأخذه إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً ) .رواه مسلم


من يسلم من الشمس :
جاء في الحديث عن أبي هريرةرضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه و سلم : ( سـبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) . متفق عليه

وجاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من سره أن يظله الله في ظله فلينظر عن معسر أو يضع عنه )
(في ظله ) المراد ظل يخلقه الله في ذلك اليوم يظلل من يستحقون أن يظلهم الله في ظله .

سد الوادي
06-15-2012, 12:24 AM
الدرس : 12

الحسـاب

المراد به : اطلاع الله عباده على أعمالهم

وهو ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين .

قال الله تعالى : ﴿ إن إلينا إيابهم . ثم إن علينا حسابهم ﴾ .

وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول في صلاته : ( اللهم حاسبني حساباً يسيراً ) . رواه أحمد
وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة
والعقل يقتضي ذلك :
لأننا كلفنا بعمل فعلاً وتركاً ، والعقل والحكمة تقتضيان أن من كلف بعمل فإنه يحاسب عليه ويناقش فيه .
صفة حســاب المؤمن :
( أن الله يخلو به فيقرره بذنوبه حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله له سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته ) .
وأما الكفار والمنافقين :
( فينادى بهم على رؤوس الخلائق ، هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) .
ـالحساب يشمل جميع الخلائق إلا من استثناهم النبي صلى الله عليه و سلم وهم : ( سبعون ألفاً من هذه الأمة يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب )[18] .
وأول ما يحاسب هذه الأمة .
لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق ) . متفق عليه
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( نحن آخر الأمم وأول من يحاسب ) . رواه ابن ماجه
وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة
لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ) . رواه الترمذي

سد الوادي
06-15-2012, 12:25 AM
الدرس : 13
الميــــزان


الميزان : ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد .
وقد دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف .
قال تعالى : ﴿ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه . . . ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ ونضع الموازين القسط . . . ﴾ .
وقال رسول الله e : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه
وهو ميزان حقيقي حسي .
له كفتان ولسان توزن به الأعمال .
ففي حديث عبد الله بن عمرو عن النبي e في صاحب البطاقة قال : ( فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ) . رواه الترمذي
وهو ميزان واحد[19] .
وهذا قول الأكثر ، للحديث السابق : ( . . . ثقيلتان في الميزان . . . ) .
وأما جمعه في القرآن فبإعتبار الموزون .
والذي يوزن هو العمل .
للآية السابقة : ﴿ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . . . ﴾ .
والحديث السابق : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان ) .
وقيل : الذي يوزن صحائف الأعمال .
لحديث صاحب البطاقة : ( فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ) .
وقيل : العامل نفسه .
لحديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ) . متفق عليه

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( وجمع بعض العلماء بين هذه النصوص بأن الجميع يوزن ، أو أن الوزن حقيقة للصحائف ، وحيث أنها تثقل وتخف بحسب الأعمال المكتوبة صار الوزن كأنه للأعمال ، وأما وزن صاحب العمل فالمراد قدره وحرمته ، وهذا جمع حسن ) .

سد الوادي
06-15-2012, 12:25 AM
الدرس : 14






الحـوض






الحوض : مجمع الماء .

وشرعاً : حوض الماء النازل من الكوثر في عرصات يوم القيامة للنبي صلى الله عليه و سلم .
وقد دل عليه السنة المتواترة وأجمع عليه أهل السنة .
قال صلى الله عليه و سلم : ( إني فرطكم على الحوض ) . متفق عليه
( الفرط ) هو الذي يتقدم الوارد ليصلح لهم الحياض .
صفة الحوض :
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبداً ) . متفق عليه
( كيزانه كنجوم السماء ) يعني في الكثرة ، وقيل : يعني تضيء وتلمع كنجوم السماء .
وفي رواية : ( وأحلى من المسك ) .
ـ يصب له ميزابان من الجنة .
عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن شراب الحوض فقال : ( أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغث فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق ) . رواه مسلم
( يغث ) يصب ، ( ميزابان ) نهران ، ( ورق) فضة .
ـ الحوض موجود الآن .
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ) .
قال النووي : ( هذا تصريح بأن الحوض حقيقي على ظاهره ، وأنه مخلوق موجود اليوم ) .
ـ أول من يرده فقراء المهاجرين .
عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن حوضي من عدن إلى عمّان البلقاء ، ماؤه أشـد بياضاً من اللبن ، . . . أول الناس وروداً عليه المهاجرين الشـعث رؤوســاً ، الدنس ثيـاباً ، الذين لا يتكحون المنعمات ... ) . رواه أحمد
( الشعث رؤوساً ) تغيرت رؤوسهم في الهجرة والجهاد .
( الدنس ثياباً ) توسخت ثيابهم من فقرهم وقلة ذات يدهم .
ـ يُحرم أهل البدع من الشرب من الحوض .
عن ابن مسـعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( أنا فرطكم على الحـوض ، وليرفعن رجال منكم ، ثم ليختلجُن دوني ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) . متفق عليه
( ليختلجن ) ليقتطعن .
وفي رواية : ( إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ) .

سد الوادي
06-15-2012, 12:26 AM
الدرس : 15
الصـراط

وهو لغة : الطريق .
وشرعاً : الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة .
وهو ثابت بالكتاب والسنة وقول السلف .
قال تعالى : ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ .
فسرها ابن مسعود وجماعة أن المراد المرور على الصراط .
وقال صلى الله عليه و سلم : ( ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ) . رواه مسلم
واتفق أهل السنةعلى إثباته
لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم .
ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( . . . فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مُسَلّم ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ) متفق عليه
وفي صحيح مسلم : ( . . . تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول : ربِّ سلم سلم ، حتى تعجز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ) .
وفي صحيح البخاري : ( حتى يمر آخرهم يسحب سحباً ) .
فائـــدة :
قال ابن القيم :
( فمن هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم ، الذي أرسل به رسله ، وأنزل به كتبه ، هدي هناك إلى الصراط المستقيم ، الموصل إلى جنته ودار ثوابه .
وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم .
وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط )[20]‘[21] .

سد الوادي
06-15-2012, 12:26 AM
الدرس :16


الجنة والنـار

الجنة : الدار التي أعدها الله في الآخرة للمتقين .
النار : الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين .
وهما مخلوقتان الآن .
لقوله تعالى في الجنة : ﴿ أعدت للمتقين ﴾ .
وفي النار : ﴿ أعدت للكافرين ﴾ . أي هيئت .
وقال صلى الله عليه و سلم حين صلى صلاة الكسوف : ( إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقوداً ولو أخذته أكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط أفظع منه ) . متفق عليه
وعن أنس رضي الله عنه أن رسـول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( وأيم الذي نفسـي بيده ، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، قالوا : وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار ) . متفق عليه
والجنة والنار لا تفنيان .
قال تعالى:﴿ جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ﴾
والآيات في تأبيد الخلود في الجنة كثيرة .
وأما النار فذكرت في ثلاث مواضع :
قال تعالى في الجن : ﴿ ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً ﴾ .
وقال تعالى في النساء : ﴿ ولا ليهديهم طريقاً إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً ﴾
وقال سبحانه في الأحزاب : ﴿ إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً خالدين فيها أبداً ﴾
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( يُجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار ، فيقال : يا أهل الجنة ، هل تعرفون هذا ، فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم ، هذا الموت ، قال : ويقال : يا أهل النار ، هل تعرفون هذا ؟ قال : فيشرئبون وينظـرون ويقـولون : نعم ، هذا الموت ، قال : فيؤمر به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ) .متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ) .متفق عليه
فوائـــد :
1. أكثر ما يدخل الناس الجنة وأكثر ما يدخلهم النار :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : تقوى الله وحسن الخلق ، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : الفم والفرج ) . رواه الترمذي
2. بعض الأسباب الموجبة لدخول الجنة :
1 } قراءة آية الكرسي بعد كل فريضة ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ) .
2 } المحافظة على صلاة الفجر والعصر ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( من صلى البردين[22] دخل الجنة ) .
3 } التلفظ بالشهادة مع العمل ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة )
4 } الذكر بعد الوضوء ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلاالله لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ) .
5 } سؤال الله الجنة ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ) .
6 } طلب العلم لله ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) .
7 } السنن الرواتب ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ) .

سد الوادي
06-15-2012, 12:27 AM
الدرس : 17

الإيمان قول وعمل واعتقاد
الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ) . رواه مسلم
( شهادة أن لا إله إلا الله ) هذا قول .
( إماطة الأذى عن الطريق ) هذا عمل .
( الحياء ) عمل قلبي .
فتبين بهذا أن الإيمان يشمل هذه الأشياء كلها شرعاً .
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
كما قال تعالى : ﴿ ويزداد الذين آمنوا إيماناً ﴾ .
وقوله سبحانه : ﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾ .
وقوله تعالى : ﴿ هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للنساء لما وعظهن : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن )[23] .

سد الوادي
06-15-2012, 12:27 AM
الدرس : 18


الصحـابـة 1

من أصول أهل السنة محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر محاسنهم ، والترحم عليهم ، والاستغفار لهم ، واعتقاد فضلهم وسابقتهم ، والسكوت عما شجر بينهم .
فقد أثنى الله عليهم في كتابه أعظم ثناء حيث قال :
﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ﴾ .
والترحم عليهم والاستغفار لهم تحقيقاً لقوله تعالى :
﴿ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ﴾ .
وسلامة القلب واللسان لهم .
سلامة القلب : من البغض والحقد والكراهية .
سلامة اللسان : من السب والشتم وكل ما لا يليق .
فقلوبهم مملوءة بالحب والتقدير والاحترام لهم .
وقد حذر الرسول صلى الله عليه و سلم من سبهم .
فقال : ( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه )رواه مسلم
( أحد ) جبل عظيم . ( المد ) ربع الصاع . ( ولا نصيفه ) أي نصفه .
ـ فهم خير القرون : لقوله صلى الله عليه و سلم : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ) .
ـ وهم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمته ، فمنهم تلقت الأمة الشريعة .
ـ ما كان على أيديهم من الفتوحات الواسعة العظيمة .
ويمسكون عما شجر بينهم .
وما وقع بينهم[2] (http://www.quraan-sunna.com/vb/showthread.php?p=596466#_ftn2) هم فيه معذورون ، لأنهم مجتهدون مصيبون أو مجتهدون مخطئون ، والمجتهد إن أصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد .
كما قال صلى الله عليه و سلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ) . متفق عليه

_____

1. الصحابي : كل من اجتمع مع النبي صلى الله عليه و سلم مؤمناً به ومات على ذلك .
2. ما وقع منهم فهي قليلة بالنسبة لما لهم من المحاسن والفضائل .

سد الوادي
06-15-2012, 12:27 AM
الدرس : 19


عدم القطع لأحد بجنة أو نار

من أصول أهل السنة عدم القطع لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه و سلم ، لكن يرجون للمحسن الثواب ، ويخافون على المسيء العقاب .
فالشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل ، فهي موقوفة على الشرع ، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له ، ومن لا فلا ، لكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء .
وممن شهد لهم النبي صلى الله عليه و سلم بالجنة :
العشرة .
كما جاء في الحديث قال : ( أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة في الجنة ) . رواه الترمذي
وممن شهد لهم النبي صلى الله عليه و سلم بالجنة :
الحسن والحسين .
فقد قال صلى الله عليه و سلم: ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) . رواه الترمذي
ثابت بن قيس .
فقد قال صلى الله عليه و سلم : ( إنك لست من أهل النار ، ولكنك من أهل الجنة ) . رواه البخاري
بلال بن رباح .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لبلال : ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ) . رواه مسلم
عكاشة بن محصن .
فإنه لما ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، قال : ( ادع الله أن يجعلني منهم ؟ فقال : أنت منهم ) . متفق عليه
وغيرهم .

سد الوادي
06-15-2012, 12:28 AM
الدرس : 20


البـــدعة

تعريفها :
لغة : الشيء المستحدث .
واصطلاحاً : ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه من عقيدة أو عمل .
وهي حرام .
لقوله تعالى : ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ﴾ .
وقال صلى الله عليه و سلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) . رواه أبو داود
وقال صلى الله عليه و سلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . متفق عليه
قال الحافظ ابن رجب : ( قوله صلى الله عليه و سلم : " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد " فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، والدين بريء منه ، سواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ( والبدعة تستلزم محاذير فاسدة :
فأولاً : تستلزم تكذيب قول الله تعالى : ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ ، لأنه إذا جاء ببدعة جديدة يعتبرها ديناً ، فمقتضاه أن الدين لم يكمل .
ثانياً : تستلزم القدح في الشريعة ، وأنها ناقصة فأكملها هذا المبتدع .
ثالثاً : تستلزم القدح في المسلمين الذين لم يأتوا بها ، فكل من سبق هذه البدع من الناس دينهم ناقص ، وهذا حق .
رابعاً : من لوازم هذه البدعة أن الغالب أن من اشتغل ببدعة انشغل عن سنة .
خامساً : أن هذا البدع توجب تفرق الأمة ، لأن هؤلاء المبتدعة يعتقدون أنهم هم أصحاب الحق ، ومن سواه على ضلال ، وأهل الحق يقولون : أنتم الذين على ضلال فتتفرق قلوبهم ) .
أي إحداث أو ابتداع إنما هو استدراك على الشريعة وجرأة قبيحة ، وهو مخالف لقوله صلى الله عليه و سلم :
( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ) .رواه مسلم
وقول أبي ذر : ( تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما من طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكر لنا منه علماً قال : فقال صلى الله عليه و سلم : ( ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بيّن لكم ) . رواه الطبراني
من أقــوال الســلف :
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ، وكل بدعة ضلالة ) . رواه الدارمي
وقال مالك : ( من ابتدع في الإسـلام بدعة يراها حسـنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة ، لأن الله يقول : ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً ) .
بعض البدع :
الاحتفال بالمولد النبوي .
الجهر بالنية ، الاحتفالات بالمناسبات الدينية كمناسبة الإسراء والمعراج ، ومناسبة الهجرة النبوية .



انتــهى بفضــل الله

أســـال الله أن ينفع لهـــا

المصــدر : هنــــا (http://www.almotaqeen.net/book/open.php?cat=2&book=65)

ضحكة خجولة
07-07-2012, 05:43 PM
يجزااك ربي الجنة

سلمت يمناكـ ..|~

سد الوادي
07-07-2012, 11:02 PM
ضحكة خجولة

ويجزاك ربي الفردوس الاعلى

ويكتب لك الاجر والمثوبة

ويسلمك من كل باس