ابوفهد العمري
09-13-2011, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطرقنا في الاجزاء السابقة الى ذكريات القرية والرعي والزراعة والصبا فذكريات الشباب فالدراسة .
والآن نختم بهذا الجزء عن السفر لمواصلة الدراسة وقبل الوظيفة .
جال في الذاكرة كيف تم السفر بعد الثالث المتوسط .
كانت المدرسة حولنا تقف عند المتوسط ولم يكن هناك ثانوي الا في المدن او شبه المدن مما يظطر البعض الى السفر اما للوظيفة ان كانوا في سن التوظيف او لمواصلة الدراسة ان كانوا لازالوا صغارا او التوقف والبقاء في القرية لحين يتمكن من قص ( تابعيه ) ( حفيظة نفوس ) قبل بطاقة الاحوال . ثم يسافر للتوظيف في وظيفة وكان الاغلبية ينخرطون في السلك العسكري .
وتذكرت كيف عرضت على الوالد رغبتي في السفر ,
سألني الى اين ؟
قلت الى الرياض .
وسأل عن رغبتي ؟
قلت اواصل الدراسة هناك .
وافق على السفر ووفر لي مبلغ اتوقع انه كل ما كان معه انذاك ( 100) ريال .
جهزت نفسي من الليل باوراقي . شهادة الدراسة المتوسطة وشهادة الميلاد وحسن السيرة والسلوك .
تذكرت ساعة وادعت والدي ووالدتي واخواني وذهبت مشيا على الاقدام حتى وصلت طريق ابها الطائف وكان حينها ترابي غير معبد وهناك انتظرت حتى مرني سيارة مور سدس شاحنه وركبت معه في السلة فوق وكان يسير رحمة الله عليه بسرعة مخيفه . تغدينا وتعشينا في الطريق ونمنا في الطريق قبل ان نصل الى الطائف .
تذكرت عندما لقينا الاسفلت قبل الباحه في بلاد غامد وكان قبله ( قهوة ) يستريح فيها المسافرون قبل السير على الاسفلت وكيف تغير الحال .
تذكرت عندما وصلت الطائف وكان بعد الظهر اليوم الثاني .
وقفت مندهش محتار لا اعرف ماذا اعمل او الى اين اتجه .
بدأت الوم نفسي واتذكر ديرتي واسأل نفسي ما الذي جبرني على هذا الموقف ؟
اخذت اصول واجول بناظري يمينا وشمالا سيارات كثيرة وشوارع وعالم لم اتعود عليهم احسست بالغربة فعلا .
اتت صلاة العصر وانا مكاني صلينا في مصلى ترابي في الموقف تعبت من الوقوف جلست على صخرة كانت قرب الموقف .
مر بي صاحب السيارة التي اتينا فيها يا الله كانني رأيت والدي لم اعرف الا هذا الشخص ناديته يا عم :
التفت لي قال : انت اللي جيت معنا من الديره ؟
قلت نعم .
قال : وليش واقف هنا ؟
شرحت له وضعي .
قال طيب ولا يهمك انا اوقف لك دباب وتركب معه الى موقف الرياض ومن هناك تركب مع اي تاكسي .
وفعلا اوقف لي دباب وركبت معه حتى انه رحمة الله عليه هو من دفع له الاجار .
وصلت الموقف وسألت صاحب الدباب كيف اسافر ؟
قال ولا يهمك ونزلت ونزل معي وجاء اللي عليه سرى التحميل , وسأل : الرياض ؟ قلنا نعم .
قال هات اوراقك وانتظر هنا السرى علينا ونمشي بعد شوي .
وجلست على كرسي ( قعادة ) في القهوة وكان موقف طريف ضحك عليه احد الجالسين حتى كاد يغمى عليه .
( جلست واذا بتلك الاشياء تتحرك امامي ليست من الانس ولا من الجن , اناظر لها وانا مندهش وخائف جدا والرجل يعمر شيشه امامي وهو يناظرني ويضحك بينه وبين نفسه . احسست ان الرجل يراقبني نظرت اليه . قال : وهو يبتسم وش فيك ؟ قلت لا ولا شيء .
قال تدري وش هو ذا ؟ قلت لآ زاد من الضحك وقال هذا تلفزيون واللي فيه كراتين وانفك بالضحك من قلبه وحسيت بلاحراج ولكنني مشيتها )
المهم سافرنا وطول ليلنا وصلنا الرياض مع الاشراق او بعده وسألت صاحب التاكسي كيف اصل الى المعهد الذي قررت اواصل دراستي فيه . وشرح لي الوضع .
نزلت واذا بالرياض اكبر من الطائف واذا المشكلة هي نفسها الا انني صار عندي فكرة كيف اسوي .
اوقفت سيارة هايلكس وعلمته بوجهتي واوصلني الرجل ما قصر وانهيت التسجيل بقي عليه توقيع الشيخ او العمدة .
قلت للمدير انا جاي من بني عمرو والله ما اعلم اين اسير هنا .
وكان معه شخص اسأل الله ان يرحمه ويغفر له قال جب اوراقك وبعد الظهر تقابلني هنا .
سألت الرجل من انت قال انا عمري وسجلت احد اقاربي هنا .
اعطيته اوراق العمدة وذهب وبقيت انا عند باب المعهد انتظر حتى اذن للصلاة وصلينا واذا بالرجل واقف عندي قال هذه اوراقك جاهزة سلمتها وانهيت التسجيل .
واستمرت الدراسة في المعهد ثلاث سنوات وكنا مجموعة من شباب الوادي والقرى المجاورة ذقنا فيها الحلو والمر ومرعلينا من الفقر الى درجة اننا ندرس الى الظهر ونكتب عند البريد الى الساعة العاشرة مساءا لنحصل على قوت يومنا وساكنين السنة الاولى في بدروم في منفوحه والسنة الثانية في صندقة لا ماء ولا كهرباء في حر الرياض ومع ذلك كانت تلك الصندقة شعلة من الحياة الجميله .
اما السنة الثالثة فتحسن الوضع وتم اسكاننا في سكن خاص للمعهد واصبحت الامور جيده .
كل هذه الامور جالت في الذاكرة فحبيت ان اضعها هنا لعل منها الفائدة مع العلم اننا ومع هذه الظروف الصعبة حققنا ولله الحمد نتائج ممتازة في الثانوية مما اهلنا للالتحاق بالكلية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطرقنا في الاجزاء السابقة الى ذكريات القرية والرعي والزراعة والصبا فذكريات الشباب فالدراسة .
والآن نختم بهذا الجزء عن السفر لمواصلة الدراسة وقبل الوظيفة .
جال في الذاكرة كيف تم السفر بعد الثالث المتوسط .
كانت المدرسة حولنا تقف عند المتوسط ولم يكن هناك ثانوي الا في المدن او شبه المدن مما يظطر البعض الى السفر اما للوظيفة ان كانوا في سن التوظيف او لمواصلة الدراسة ان كانوا لازالوا صغارا او التوقف والبقاء في القرية لحين يتمكن من قص ( تابعيه ) ( حفيظة نفوس ) قبل بطاقة الاحوال . ثم يسافر للتوظيف في وظيفة وكان الاغلبية ينخرطون في السلك العسكري .
وتذكرت كيف عرضت على الوالد رغبتي في السفر ,
سألني الى اين ؟
قلت الى الرياض .
وسأل عن رغبتي ؟
قلت اواصل الدراسة هناك .
وافق على السفر ووفر لي مبلغ اتوقع انه كل ما كان معه انذاك ( 100) ريال .
جهزت نفسي من الليل باوراقي . شهادة الدراسة المتوسطة وشهادة الميلاد وحسن السيرة والسلوك .
تذكرت ساعة وادعت والدي ووالدتي واخواني وذهبت مشيا على الاقدام حتى وصلت طريق ابها الطائف وكان حينها ترابي غير معبد وهناك انتظرت حتى مرني سيارة مور سدس شاحنه وركبت معه في السلة فوق وكان يسير رحمة الله عليه بسرعة مخيفه . تغدينا وتعشينا في الطريق ونمنا في الطريق قبل ان نصل الى الطائف .
تذكرت عندما لقينا الاسفلت قبل الباحه في بلاد غامد وكان قبله ( قهوة ) يستريح فيها المسافرون قبل السير على الاسفلت وكيف تغير الحال .
تذكرت عندما وصلت الطائف وكان بعد الظهر اليوم الثاني .
وقفت مندهش محتار لا اعرف ماذا اعمل او الى اين اتجه .
بدأت الوم نفسي واتذكر ديرتي واسأل نفسي ما الذي جبرني على هذا الموقف ؟
اخذت اصول واجول بناظري يمينا وشمالا سيارات كثيرة وشوارع وعالم لم اتعود عليهم احسست بالغربة فعلا .
اتت صلاة العصر وانا مكاني صلينا في مصلى ترابي في الموقف تعبت من الوقوف جلست على صخرة كانت قرب الموقف .
مر بي صاحب السيارة التي اتينا فيها يا الله كانني رأيت والدي لم اعرف الا هذا الشخص ناديته يا عم :
التفت لي قال : انت اللي جيت معنا من الديره ؟
قلت نعم .
قال : وليش واقف هنا ؟
شرحت له وضعي .
قال طيب ولا يهمك انا اوقف لك دباب وتركب معه الى موقف الرياض ومن هناك تركب مع اي تاكسي .
وفعلا اوقف لي دباب وركبت معه حتى انه رحمة الله عليه هو من دفع له الاجار .
وصلت الموقف وسألت صاحب الدباب كيف اسافر ؟
قال ولا يهمك ونزلت ونزل معي وجاء اللي عليه سرى التحميل , وسأل : الرياض ؟ قلنا نعم .
قال هات اوراقك وانتظر هنا السرى علينا ونمشي بعد شوي .
وجلست على كرسي ( قعادة ) في القهوة وكان موقف طريف ضحك عليه احد الجالسين حتى كاد يغمى عليه .
( جلست واذا بتلك الاشياء تتحرك امامي ليست من الانس ولا من الجن , اناظر لها وانا مندهش وخائف جدا والرجل يعمر شيشه امامي وهو يناظرني ويضحك بينه وبين نفسه . احسست ان الرجل يراقبني نظرت اليه . قال : وهو يبتسم وش فيك ؟ قلت لا ولا شيء .
قال تدري وش هو ذا ؟ قلت لآ زاد من الضحك وقال هذا تلفزيون واللي فيه كراتين وانفك بالضحك من قلبه وحسيت بلاحراج ولكنني مشيتها )
المهم سافرنا وطول ليلنا وصلنا الرياض مع الاشراق او بعده وسألت صاحب التاكسي كيف اصل الى المعهد الذي قررت اواصل دراستي فيه . وشرح لي الوضع .
نزلت واذا بالرياض اكبر من الطائف واذا المشكلة هي نفسها الا انني صار عندي فكرة كيف اسوي .
اوقفت سيارة هايلكس وعلمته بوجهتي واوصلني الرجل ما قصر وانهيت التسجيل بقي عليه توقيع الشيخ او العمدة .
قلت للمدير انا جاي من بني عمرو والله ما اعلم اين اسير هنا .
وكان معه شخص اسأل الله ان يرحمه ويغفر له قال جب اوراقك وبعد الظهر تقابلني هنا .
سألت الرجل من انت قال انا عمري وسجلت احد اقاربي هنا .
اعطيته اوراق العمدة وذهب وبقيت انا عند باب المعهد انتظر حتى اذن للصلاة وصلينا واذا بالرجل واقف عندي قال هذه اوراقك جاهزة سلمتها وانهيت التسجيل .
واستمرت الدراسة في المعهد ثلاث سنوات وكنا مجموعة من شباب الوادي والقرى المجاورة ذقنا فيها الحلو والمر ومرعلينا من الفقر الى درجة اننا ندرس الى الظهر ونكتب عند البريد الى الساعة العاشرة مساءا لنحصل على قوت يومنا وساكنين السنة الاولى في بدروم في منفوحه والسنة الثانية في صندقة لا ماء ولا كهرباء في حر الرياض ومع ذلك كانت تلك الصندقة شعلة من الحياة الجميله .
اما السنة الثالثة فتحسن الوضع وتم اسكاننا في سكن خاص للمعهد واصبحت الامور جيده .
كل هذه الامور جالت في الذاكرة فحبيت ان اضعها هنا لعل منها الفائدة مع العلم اننا ومع هذه الظروف الصعبة حققنا ولله الحمد نتائج ممتازة في الثانوية مما اهلنا للالتحاق بالكلية .