المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قدم لوالديك هديه..


ابو زياااد2009
09-11-2011, 05:20 PM
بر الأم مقدم على بر الأب :





الأم هي التي حملتك في بطنها أشهراً تسعاً في الغالب وتحملت آلام الحمل والوضع حتى كأنها ترى الموت رأي عين ، ثم قاست وجع الوضع آلاماًجسام ، ثم بعد ذلك أرضعتك حولين أو أقل ، وتكبدت المشاق والتبعات في رعايتكوالعناية بك وتحملت التعب الكثير في تمريضك والاهتمام بك وكثرة الخدمة والتربيةوالحنان والإشفاق عليك .

وهي تسهر الليالي من أجل راحتك، وتقوم بك حال صراخك،وتحتضنك عند خوفك وقلقك واضطرابك، كانت تفديك بنفسها من كل شر ومكروه، تجوع هيلتشبع أنت ، وتعطش هي لتروى أنت ، تسهر هي لتنام أنت .

ثم هي تحضن صغيرها وتحن عليه وتدفئه في الأيام الباردة خوفاًعليه من الأمراض الهالكة ، وتقوم بتلطيف الجو له في اليوم الحار خوفاً عليه من ضربةالشمس وشدتها ، فهي أشد عناية بطفلها من غيرها ولذلك استحقت حقها مضاعفاً ثلاث مراتعلى حق الأب، عن أبي هريرةtقال : جاء رجل إلىرسول اللهrفقال : يارسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ((أمك))قال : ثم من ؟ قال : ((أمك))قال : ثم من ؟ قال : ((أمك))قال : ثم من ؟ قال : (( أبوك)) [ متفق عليه ] .

وفي رواية لمسلم : يارسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال : (( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك ))،فحق الأم مضاعف على حق الأب بثلاثة أضعاف .

وتوصل الأم وتبر وتطاع وإن كانتغير مسلمة لحديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قالت : قدمت على أمي وهيمشركة في عهد رسول اللهr، فاستفتيت رسول اللهrقلت : قدمت على أمي وهي راغبة ( طامعة عندي تسألني شيئاً )أفأصل أمي ؟ قال :(( نعم صلي أمك )) [ متفق عليه] .

وما وافقها النبيrعلى صلتها لأمها إلا لعظم حق الأم عند الله تعالى،وأنها مقدمة في البر على غيرها لأنها ضعيفة لا تأخذ بحقها، ولا تستطيع الدفاع عننفسها ، فهي تحتاج إلى من يدافع عنها ويساعدها على تدبير أمورها وقضاء شؤونها لهاوتوصيلها لزيارة رحمها وإعادتها، وغير ذلك من الأمور التي لا تستطيع أداءها بنفسها .

وعنمعاوية بن جاهمة رضي الله عنهما أن جاهمة جاء إلى النبيrفقال : يارسول الله أردت أنأغزو وقد جئت أستشيرك ، فقالr : (( هل لك من أم )) ؟قال : نعم ، قال : (( فالزمها فإن الجنة عند رجلها)) وفي رواية : (( الزمها فإن الجنة تحتأقدامها)) [ النسائي وأحمد بسند صحيح] .
قال بن عباس رضي الله عنهما : (( إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة ))[ البخاري في الأدب المفرد وهو صحيح في الصحيحة ] .

وبر الأم من الأمور التي تساعد على جلاء المعصية وذهاب حرها بإذنالله تعالى إذا وجد من صاحب المعصية أو الذنب التوبة والإقبال على الله تعالىوالإنابة إليه سبحانه ، فقد روي عن أبي بكر بن حفص أن رجلاً قال : يارسول الله إنيأصبت ذنباً عظيماً ، فهل لي من توبة ؟ قال : (هل لكمن أم)؟ قال : لا ، قال :(هل لك من خالة ؟)قال : نعم ،قال :( فبرها )( حديثحسن رواه البغوي في شرح السنة ) ، وفي الحديثالمتفق عليه ، عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم :[ الخالة بمنزلة الأم ] ، فهلهناك أعظم من بر الوالدة ؟ انظر كيف كان برها سبباً لمحو الذنوب والمعاصي ، ودافعاًلمحوها ، وذلك لعظم شأن الأم عند الله تعالى ، وعند عدم وجود الأم فهناك بر الخالةلأنها بمنزلة الأم في الحنان والعطف والرعاية بصغار أختها ، فاستحقت هي الأخرى هذهالمنزلة العظيمة من نبي الرحمة والهدى عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم . ولهذا قالمكحول : برالوالدينكفارة للكبائر ، ولا يزال الرجل قادراً على البرمادام في فصيلته من هو أكبر منه .
وعن أبي بردة أنه شهد بن عمر، ورجليماني يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره وهو يقول :





إني لهابعيرها المذللْ.... إن أُذعرتْ ركابها لمأُذعَرْ


ثم قال :((يا بن عمر ؟ أتراني جزيتها ؟ قال : لا ، ولا بزفرة واحدة ))[صحيح الإسناد وهو عند البخاري في الأدب المفرد] .
فانظر إلى ذلك الرجل الذي حمل أمه على ظهره وطاف بها حول الكعبة سبعة أشواط، على ما في ذلك من مشقة وألم، وتعب ونصب ، ثم سأل بن عمر، هل جازى أمه على ما قامت به من حمل وولادة وإرضاع ورعاية وعناية وتكبير، فأجابه بن عمر، لا، ولا بزفرة، أي ولا بطلقة واحدة من طلقات الولادة - فلا إله إلا الله - كم في زماننا هذا، من يبكي أمه ظلماً وعدواناً ، وقسوة وعقوقاً ؟ فكم من عاق لها ؟ وكم من محزن لها ؟ فأين هؤلاء القوم عن أولئك السلف، رحم الله الأولين والآخرين .

وعن بن عباس قال : قال رسول الله r:(( من أصبح مطيعاً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وإن كان واحداً فواحد، ومن أمسى عاصياً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحداً فواحد))، قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال : (( وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه )) .

ولما ماتت أم إياس الذكي القاضي، بكى عليها فقيل له في ذلك فقال : كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فغلق أحدهما .

وكان رجل من المتعبدين يقبّل كل يوم قدم أمه فأبطأ يوماً على أصحابه فسألوه فقال : كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات .

ابو زياااد2009
09-11-2011, 05:23 PM
وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبةt، عن النبيr قال :(( إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال))[ متفق عليه ].

وقيل لعلي بن الحسين إنك من أبر الناس، ولا تأكل مع أمك في صفحة فقال : أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق إليه عيناها فأكون قد عققتها.

تذكر أيها الابن وتذكري أيتها البنت !

تذكرا ! زمن حمل الأم بكما في بطنها وأنه علة من العلل ، ووقت أن كانت تلدكما وهي مما بها من آلام وأوجاع ، ليست
من الأحياء ولا من الأموات .

وتذكرا ! ما يحدث لها من نزيف لدمها من أجل أن تعيشا .

وتذكرا ! أنكما كنتما تمصان دمها مدة الرضاع، وسرورها بكما لا وصف له ولا مثيل .

وتذكرا ! تنظيفها لبدنكما وملابسكما من الأقذار والأوساخ .

وتذكرا ! خوفها وفزعها عندما يعتريكما مرض أو سقم .

وتذكرا ! حرصها عليكما على أن تعيشا لها ولو حرمت نفسها الطعام والشراب .

وتذكرا ! سهرها وألمها عندما تتوجعان وتتألمان ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

ثم بعد أن يشب الصغيران ويكبران يقابلان ذلك بالعقوق ونكران الجميل، فيكيلان للأم المسكينة كيلاً من الكلمات القاسية، ويمطرانها بوابل من اللعن ومد اليد ، والرجل ، ويقومان بنهرها وقهرها وتوبيخها والتأفف منها، والدعاء عليها، والتكبر عليها .

بل قد تعامل الأم الحنون معاملة الخدم، فليلها ونهارها طبخ ونفخ، وتنظيف وترتيب للبيت، بل ويأمرانها أن تقوم بتربية أولادهما، ومن شدة عقوق الابن يقوم باستخدامها خادمة لزوجته فالأم الضعيفة التي تعبت وقاست ألم الموت بتربية ذلك الابن، تقابل بعد ذلك بأن تكون خادمة لتلك الزوجة العاقة أيضاً، وإلا لما رضيت بذلك . وفي نهاية المطاف تطرد الأم المسكينة من البيت ، فتتشرد في الشوارع والأزقة ، وتبحث عن مأوى فلا تجد ، وتتلمس الطعام فلا يحصل لها ؟

ولسان حال ألام يقول : يابني ؟ ألم أحملك في بطني تسعة أشهر؟ ألم ألدك وأنا أرى الموت بعيني ؟ ألم أرضعك ؟ ألم أطعمك ؟ ألم أسقك ؟ ألم ألبسك ؟ ألم أنظفك ؟ ألم أبك ألماً حين مرضك ؟ ألم أفرح لنجاحك وتفوقك ؟ أتقابل الإحسان بالإساءة ؟ أتقابل الحسنة بالسيئة ؟ يابني اتق الله في ؟ يابني ارحم ضعفي وعجزي وقلة حيلتي ؟ حسبي الله ونعم الوكيل ، ولسانها يلهج بالدعاء لك رغم ذلك بأن يحفظك الله لها وأن لا يريها فيك مكروهاً ، وهي تقول : اللهم أصلح ابني، ووفقه للعطف علي ، والرأفة بي، اللهم اجعله يرحم ضعفي وكبر سني فإني لا أقوى على رفض أوامره، وأوامر زوجته ، اللهم وفقه للبر بي قبل موتي، أنت حسبي ووكيلي .

لا حول ولا قوة إلا بالله ! أهكذأ أيها العاقان ؟ تقابلان الرحمة بالغلظة، أتقابلان العطف والحنان، بالشدة والجفاء ؟ أهكذا تقابلان البر بالعقوق ؟ والله لتندمان إن لم تتوبا إلى الله قبل موتهما وموتكما ، فبروا آباءكم تبركم أبناؤكم .

فمن أراد السعادة والراحة والاطمئنان والفوز بالجنة، فليبر أمه، لأن الجنة تحت قدميها، فهي الجنة أو النار، ولأن رضى الله في رضى الوالد وسخط الله في سخط الوالد .

لا تنسيا أن الله أمر وألزم وأوجب بر الوالدين، ومن الوالدين الأم فلها أعظم الحق والبر والصلة بعد حق الله تعالى وحق نبيه r وتجب صلتها حتى ولو كانت على غير الإسلام، وذلك مصداقاً لقوله تعالى : ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)) [لقمان 15] .
ولذلك أمر النبي r أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تصل أمها مع أن أمها كافرة .

فتجب طاعة الوالدة وإن أمرتك بأي أمر إلا أن يكون في ذلك الأمر معصية لله، فإن كان ذلك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ولكن تجب صلة الوالدة وبرها ، وتطاع حتى ولو كانت كافرة أو فاسقة لأن لها حق القرابة .

ومما فشا وانتشر واستشرى عند بعض الناس، أن يلعن والديه – والعياذ بالله – وهذه هي الحالقة التي تحلق الدين من قلوب أولئك الناس، وقد جاء النهي والتحذير والتحريم لمن تسبب في لعن والدية فما بالك بمن يلعنهما أصلاً، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله r قال : (( من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه)) قالوا : يارسول الله، وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال : (( نعم، يسب أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه، فيسب أمه )) [ متفق عليه ] .
وفي رواية : (( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه )) قيل : يارسول الله : كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : (( يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه )) .

فمن بر الوالدين أن يمسك الإنسان لسانه عن شتم الناس وسبهم ، أو لعن والديهم حتى لا يكون سبباً في لعن والديه، والأم أحد الوالدين، فلا تعرضها للسب والشتم وتكون سبباً في العقوق

ابو زياااد2009
09-11-2011, 05:27 PM
-5- بر الأب :




الأب هو رب الأسرة وعائلها الأول بعد الله عز وجل فهو الذي يعمل ليل نهار من أجل أن يجلب لأبنائه الطعام والشراب واللباس وغير ذلك مما يحتاجه الأبناء ، إذا مرض أحد الأبناء أسرع الأب بنجدته وإسعافه وتمريضه، هو من يقوم بتوصيل الأبناء إلى مدارسهم وإرجاعهم إلى المنزل، الأب ذلك الإنسان العطوف الحنون، الذي يحمل بين جنبيه قلباً كبيراً مملوءاً حباً وشفقة ورحمة لصغاره وأبنائه، يلهو ويمرح معهم ويداعبهم تارة، ويعلمهم ما ينفعهم تارة، يتحمل الصعاب ويقتحم الشدائد الجسام من أجل راحة أبنائه وإسعادهم، يوفر لهم كل ما يفيدهم ويعينهم على طاعة ربهم، يعلم أبنائه الصلاة صغاراً ويزجرهم ويضربهم عليها كباراً، حتى يعتادونها ويطيقونها .

يعلم أبنائه ما ينفعهم ولا يضرهم، يدخلهم حلقات تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات، ويختار لهم أصدقاء الخير، وأصحاب الصلاح، ويجنبهم أصدقاء الشر وأصحاب الزيغ والفساد، وأهل الضلال .

فحري بكل ابن وابنة أن يقدرا لوالدهما هذا الجهد ويشكران له حُسِن التربية، وحسن التعليم ، وواجب على الأبناء البر بأبيهما عند كبره وبعد موته فله أكبر الحق في ذلك، وتذكروا أيها الأبناء فرحة الأب بنجاحكم وتفوقكم، وتذكروا مدافعته عنكم بيده ولسانه ممن يعتدي عليكم، وتذكروا راحته واطمئنان قلبه عندما يراكم حوله جلوساً، وتذكروا دعاءَه لكم بأن يصلحكم ربكم ويهديكم ويفتح على قلوبكم ويا لفرحته عندما يرى أحدكم أو جميعكم في أعلى الوظائف والمناصب، والفرحة التي لا تعدلها فرحة عندما يراكم كما أراد متمسكين بشرع الله وسنة نبيه r ، فهذه والله الأمنية التي يتمناه كل أب وأم لأبنائهم .

فالأب جنة أو نار للأبناء، فمن بر والده وأطاعه واحترمه ووقره كان من الفائزين السعداء، ومن عق والده وعصاه وأهانه وحقره كان من الخاسرين الأشقياء ، وأعلم أن الدين لابد أن يرجع إلى صاحبه، فالبر والعقوق دين، فمن بر أبيه بره ابنه، ومن عق أبيه عقه ابنه، وهكذا الأيام يداولها الله عز وجل بين الناس .

قال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً }[ الأحقاف ] .
وقال تعالى :{ وبالوالدين إحساناً }[ النساء ]، وقالr: (( الوالد أوسط أبواب الجنة )) [الترمذي وهو حسن صحيح] .
وقالr:(( لا يدخل الجنة قاطع رحم )) [ متفق عليه ] .
وقالr:(( إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه ))[ صحيح الجامع ]، أي أن يصل صديق أبيه بعد موته .

فانظر كيف أمر النبي r بصلة قرابة الأب بعد موت الأب، فما بالك بصلة الأب نفسه وبره وطاعته وتوقيره واحترام رأيه ، فإنها منزلة عظيمة وهمة عالية، لابد أن يتطلع إليها كل الأبناء والبنات على حد سواء .

فلا بد للأبناء أن يقابلوا ذلك الإحسان والجميل والحب والعطف والشفقة من الأب بأكثر منه . لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[ من صنع إليه معروفاً فقال لفاعله : جزاك الله خيراً ، فقد أبلغ في الثناء ] ( المشكاة 3024 وهو حديث جيد ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : [ من لم يشكر الناس لم يشكر الله ] ( الترمذي وأحمد وإسناده صحيح انظر المشكاة3025 )ويصدق ذلك قوله تعالى :{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً}( النساء 86 ). فإذا

كان ذلك في السلام والتحية فما بالك أيها الابن وأيتها البنت بالتربية والتعليم الذي كلف الوالد جهداً ووقتاً ومالاً ، ألا يستحق منا جميعاً أن نكافئه على الأقل بمثل ما قدم ؟ بلى والله ! إذن أين الهمة ؟ وأين الطاعة بالمعروف ؟ وأين البر والإحسان ؟

ابو زياااد2009
09-11-2011, 05:30 PM
6-الدعاء لهما :





لقد دعا المولى جل وعلا وحث الدعاء للوالدين لأنهما أصلالأبناء، فلذلك وجب الدعاء لهما في حياتهما وبعد موتهما، قال تعالى :{ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } [ الإسراء ] .

وقد حث النبيrعلى الدعاء للوالدين بعد موتهما براً بهما ، فقال عليهالصلاة والسلام : (( إذا مات بن آدم، انقطع عملهإلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) [ مسلم ] .

وذكر العلماء أن أفضل ما يقدم للوالدين من البر بعدموتهما هو الدعاء لهما، وعلى الابن أن يتخير مواضع إجابة الدعاء، والمواطن التييستجاب فيها الدعاء ، حتى يقدم ذلك لوالديه براً بهما .

فيجدالابن ويجتهد في الدعاء لوالديه حتى يصل ذلك لهما وينفعهما عند ربهما بعد موتهما،ويدعو لهما بالرحمة والمغفرة وأن يجزل لهما المثوبة والأجر ويغفر لهما الزللوالوزر، وأن يعفو عنهما ويتجاوز عنها ، ويغفر لهما ما قدما وما أخرا وما أسررا وماأعلنا ، وأن يجعل الجنة مآلهما، وأن ينجيهما من النار، إلى غير ذلك من الدعاء لهما .

ومنالبر بهما بعد موتهما زيارة قبرهما والدعاء لهما والزيارة تخص الرجال فقط أماالنساء فلا يجوز لهن ذلك للنهي الوارد من النبيr : [ لعن الله زائراتالقبور ] ( أحمد والترمذي وبن ماجة ) . ومعلوم أن اللعن لا يكون إلا على أمر محرم .

وكذلك زيارة أصدقاء الأب بعد موته والتحرز من صداقة عدوهما بعد موتهما لمافي ذلك من العقوق لهما .





7- استئذانهما :




من بر الوالدين ومن طاعتهما واحترام رأيهما أن لا يجاهد الابن إلا بإذنهما، فقد أمر النبي r بذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى نبي الله r فاستأذنه في الجهاد، فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم، قال : (( ففيهما فجاهد )) .
وعن أبي سعيدt أن رجلاً من أهل اليمن هاجر إلى رسول الله r فقال : (( هل لك أحد باليمن ؟ قال : أبواي ، قال : أذنا لك ؟ قال : لا، قال : فارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد، وإلا فبرهما ))[أبو داود] .

فبر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله، وهو أوجب الواجبات، ومقدم على فروض الكفاية والتطوع .

وهذا الاستئذان إذا لم يكن الجهاد فرض عين فحينئذ لا يجب استئذان الأبوين للجهاد .

وإذا كان خروج الابن لغير الجهاد فيستحب له أن يستأذنهما لذلك الغرض رجاء بركة دعوتهما وحصول المقصود من ذلك، وإلا فإنه لا يجب عليه أن يستأذنهما ذلك .

ومما يجب والله أعلم أنه لا يختار الابن أو الابنة الصديق أو الصديقة إلا بإذنهما، لأنهما إن لم يوافقا على ذلك الصديق أو الصديقة ففي ذلك من العقوق ما فيه . وقد يورد نفسه المهالك باختيار ما لم يرض والديه .

ابو زياااد2009
09-11-2011, 05:32 PM
8- زيارتهماومساعدتهما وتقديم الهدية لهما :




زيارةالوالدينمن أوجب الواجبات التي لا غنى للأبناء عنها، وذلك من أجل تفقد أحوالهما ورعايتهما ومعرفة ما يحتاجان إليه من متطلبات الحياة وضرورياتها، فزر والديك وأدخل على قلوبهما الانشراح والفرح والسرور والغبطة بزيارتك لهما ، وتجاذب معهما أطراف الحديث وليكن ذلك بلطف ولين جانب منك، واحذر أثناء حديثك معهما أن ترفع صوتك عليهما أو تقاطعهما أثناء حديثهما، وإن رأيت أنهما قد رغبا في النوم والراحة فلتقطع حديثك بكل أدب واحترام حتى لا تحرجهما، فلن يقولا لك أخرج، ولكن تفهماً منك أنت لما يريدان ، وعليك أن تستشف ذلك من نظرهما وكلامهما وحركتهما . فزرهما كلما رغبا في ذلك، ولا أفضل ولا أجمل عند الوالدين من أن يدخل ابنهما عليهما بهدية تدخل السرور والبهجة عليهما وتزيد صلة الرحم وتقويها، خصوصاً بعد زواج الأبناء، فإن الأب والأم يحسان بفراغ كبير في المنزل ويشعران بشيء من الوحدة، وبعض العناء والتعب وذلك لأنهما قبل ذلك كانا يشعران بالراحة والاطمئنان عندما كان الأبناء بينهما وحولهما ومعهما ، يضحكان ويلعبان ويتحدثان مع هذا وهذه، وكان الأبناء يقومان بخدمات والديهم، وإجابة طلباتهم وتلبيتها، أما بعد زواج الأبناء وخروجهم من منزل والديهم فيشعر الأبوان بالوحدة وعدم الاطمئنان وبعض التعب والكدر، ويشعران بوقت فراغ كبير ، حيث ملأ الأبناء قلوب والديهم محبة وعطفاً ، وامتلأ البيت بحركاتهم وسكناتهم ولعبهم والضحك ، فمن أجل ذلك وجب على الأبناء رعاية الوالدين وزيارتهما وتفقد حالهما وإجابة دعوتهما، وتلبية طلبهما بكل حب وتقدير وإخلاص وعدم تذمر، والتودد إليهما والتحبب لهما وزيارتهما في كل وقت وحين .

وما أجمل أن يدخل الابن والبنت على والديهما بهدية وإن كانت ذات قيمة قليلة، فالقيمة معنوية وليست نقدية ، فمعناها عند الأبوين كبير ولن تشعر بذلك إلا إذا وصلت إلى ما وصلا إليه من كبر وتقدم في السن، ففرحتهما بالهدية قد لا تعدلها فرحة، وقد قال عليه الصلاة والسلام :(( تهادوا تحابوا))[ حسن ، انظر الإرواء 1601 ] .

فالهدية تقع بمكان بالنسبة للمهداة إليه بغض النظر عن قيمتها المادية، ولكن العبرة بقيمتها المعنوية حيث أنها تدخل السرور على الوالدين ويحسان بإقبال أبنائهما عليهما وعدم جفائهما، فتسود المحبة بين الأبناء والآباء، ويزيد الترابط أكثر وأكثر مما يزيد معه البر بالوالدين .

وما أجمل أن يقوم الأبناء بمساعدةالوالدين في جميع أعمالهما، فالوالدان أكثر ما يحتاجان إلى أبنائهما عند كبرهما وطعنهما في السن، فهما في هذه الحالة يريدان أن يقدم الأبناء لهما مزيد المساعدة والعون، فواجب الأبناء مد يد العون والمساعدة في كل شيء يحتاجه الوالدان حتى يردوا لوالديهم ولو شيئاً يسيراً من الواجب الذي عليهم تجاه آبائهم وأمهاتهم .

فمن واجب الأبناء مساعدة الوالد في جلب طلبات المنزل وتوصيل من هم أصغر منهم إلى مدارسهم وإعادتهم إلى المنزل مرة أخرى، ومساعدة الوالد في زيارته للناس وأثناء زيارة الناس له، وذلك بتقديم كل ما من شأنه زيادة في البر، ومن واجب البنات مساعدة الأم في شؤون المنزل من طبخ وكنس وتنظيف وترتيب وإعداد الطعام وتقديمه ، ورفعه بعد الفراغ منه وتنظيفه ، واستقبال الضيوف من النساء وتقديم المشروبات، ثم توديعهن، على أن تكون الأم هي المشرفة والمربية في ذات الوقت، فهي تعطي النصائح والتوجيهات السليمة والسديدة بدون إحراج أو رفع صوت على بناتها لكي يقمن بواجبهن على أكمل وجه، وهكذا فواجب المساعدة للوالدين كبير ، وقد يحتاج الوالدان إلى زيارة الأبناء إذا كانوا في مناطق أخرى بعيدة عنهم ، فأقول : أيها الأبناء ؟ أعينوا والديكم على ذلك بالتودد لهما والتكرار والإلحاح في طلب الزيارة منهما ، فأطب لهما الطعام والكلام ، وحث الزوجة والأبناء على احترام والديك ، واحذر من التذمر بطول مكوثهما عندك أو زيارتهما لك ، وانظر كم مكثت عندهما من العمر ودهر السنين ، صاحبهما في هذه الدنيا معروفاً .

ولا يقتصر الاهتمام بالوالدين على ما ذكرت فقط بل يتعدى إلى أكثر من ذلك .

ابو زياااد2009
09-11-2011, 05:36 PM
9- المحافظة على سمعتهما :



المحافظة على سمعتهما الطيبة وهذا من الحقوق التيللوالدين على الأبناء ، وذلك بامتثال أوامرهما واجتناب نواهيهما، وتقبل آرائهما،واختيار الجليس الصالح، والبعد عن مجالسة الأشرار والفساق من الناس، حتى لا تضيعسمعة الأبناء ومن ثم لا يُساء إلى سمعة الوالدين . والحذر من كل ما من شأنه أن يكون سبباً فيالقدح في الوالدين أو الإساءة إليهما ، ويكون ذلك بالسفر إلى الخارجمن أجل أمور محرمة لا ترضي الله عز وجل ، ولا ترضي نبيهrثم لا ترضي أحداً من الناس ،أو استعمال المخدرات والمسكرات ، أو شرب الدخان ، أو التعرض لنساء المسلمين فيالأسواق والطرقات ، أو ارتكاب الفواحش المحرمة كالزنا واللواط ـ والعياذ بالله ـ أوغير ذلك من الأمور المحرمة أو المعيبة التي تقدح في الشخص نفسه أو من يعوله ويقومعليه بالتربية والتعليم .





10- إجابة نداء هما بسرعة :



ومن حقوق الوالدين على الأبناء المسارعة في إجابة نداء الوالدين وعدم التلكؤ وعدم التذمر أو الانزعاج من ذلك ،ولا يقدم نداء أحد عليهما ، بل يُقبل الأبناء على تلبية طلبات الوالدين بكل حب وشوق وتطلع إلى خدمتهما لأن لهما قدمالسبق والتقدم في التربية وحسن التعليم والقيام بواجب الأبناء على أكمل وجه وأحسنه، فلا أقل من يرد الأولاد لوالديهم هذا الفضل . بل الواجب أن يتسابق الأبناء فيخدمة والديهم كل يريد رضاهما وصفحهما عنه . وليحذر الأبناء كل الحذر من التأفف أوالكسل في إجابة نداءهما .



11- عدم الدخول عليهما إلابإذنهما:





فإذا أراد الأبناء زيارةالوالدين فلا بد من استئذانهما في ذلك، لأنهما قد يكونانفي حالة لا يريدان من أبناءهما أن يشاهدوهما عليها، أو قد يكونا قد خلدا للراحة بعضالوقت، أو قد يكونا لم يتهيئا للزيارة، فينبغي على الأبناء أخذ الإذن بالدخول على الوالدين حتى لا يقعان في إحراج مع أبنائهم .





12- احترامهماعند الجلوس وعند المشي :





فلا ينبغي للابن أن يجلس في مكان أعلى من والديه ولايوازيهما في ذلك، بل يجلس في مكان هو أخفض من مكانهما حتى لا يترفع عليهما ويرى فينفسه فضيلة عليهما فيدفعه ذلك إلى الغرور والعجب والتكبر، ومما لا ينبغي أيضاً أنيمشي أمامهما بل يمشي خلفهما، وإذا صعدا مكان مرتفعاً أو درج أو سلم كان الابنخلفهما حتى لو تعثرا استطاع أن يكون درعاً لهما من السقوط، وأثناء نزولهما من مكانمرتفع أو سلم أو درج فينبغي أن يكون الابن أمامهما، فلو سقط أحدهما استطاع الابن أنيقيه بنفسه ، ويقع هذا العمل وذاك الصنيع من البر بمكان .





13- عدم التكبرعليهما :





فيحرم على الابن أن يتكبر على والديه لأنهما أصله فلولاالله عز وجل ثم الوالدين لما وجد على هذه الأرض ، ثم لو عرف ذلك الابن منأي شيء خلق ؟ وماذا يحمل ؟ وماذا سيكون مصيره بعد الموت ؟ لما تكبر على والديه ولاعلى أحد من الناس، فأوله نطفة قذرة ويحمل في بطنه العذرة وأخره جيفة نتنه، ثم ليسمن برهما أن يتكبر الابن عليهما، بل إن ذلك من العقوق المحرم بل من أشد العقوق .


فيحرم على الابن أن ينتسب إلى غير والديه من أجل منصب أو مكانة أو عرض منأعراض الدنيا يحصل عليه ليشعر في نفسه بأنه أفضل من والديه، بل لا بد أن يتحببإليهما ويتودد لهما ويرأف بهما ويعطف عليهما أكثر من ذي قبل، لأنه لم يصل إلى ذلكالمنصب والمكانة إلا ببركة دعائهما بعد الله عز وجل .



بليرفع رأسه شامخاً وبكل فخر وعزة يقول هذا أبي وهذه أمي، فإن فعل ذلك فليبشر بالخيرمن الله عز وجل . وإن أساء لهما بعد حصوله على مناصب الدنيا الزائلة فسيكون المصيرالخسران والوبال إن سخطا عليه وغضبا ، فما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع . ومنتواضع لله رفعه ، ومن تعاظم وتكبر على الله وعلى عباد الله وضعه الله عز وجل حتىيكون مثل الذر هواناً وصغاراً له واحتقاراً .