تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : «أَبْلاَهُ مُسْتَوْصَفٌ خُصُوْصِيّ»


الأزدية
08-15-2011, 11:18 AM
اعجبتني فنقلتها



وهوَ مَثَلٌ يُقَالُ في المُطْرِقِ السَّاهي، وقَدْ دَهَتْهُ مِنْ دُنْيَاهُ الدَّوَاهي،


وصَارَ لِشِدَّةِمَصَائبِه، يَنْتِفُ أَطْرَافَ شَوَارِبِه،


وعَيْنَاهُ في المَدَى مُـحَمْلِقَـتَان، وعَلَى شَفَتِهِ يَتَدَلَّى اللِّسَان،


والمُسْتَوْصَفُ الـخُصُوْصِيُّ مَصْيَدَة، ظَاهِرُهُ الرَّأْفَةُ وبَاطِنُهُ المَنْكَدَة،


يَمْتَصُّ أَمْوَالَ المَسَاكِيْن، ويَقْطَعُ مِنْهُمْ بِسِكِّيْن،


الدَّاخِلُ إلَيْهِ مَـخْدُوْع،والـخَارِجُ مِنْهُ مَفْجُوْع،


يُظْهِرُ في الصَّحِيْحِ العِلَل، ويُدْنِي مِنَ العَلِيْلِ الأَجَل.


وأَصْلُ المَثَلِ أَنَّ رَجُلاً قَرَصَتْهُ نَمْلَة، ولَـمْ تُصِبْهُ مِنَ القَرْصَةِ أَيَّةُ عِلَّة،




فوَسْوَسَ لَهُ أَصْحَابُهُ الـخَوَاصّ،بِمُرَاجَعَةِ المُسْتَوْصَفِ الـخَاصّ،


وذَلِكَ لِسُرْعَتِهِ في إنْجَازِالمَهَامّ، ولِكَثْرَةِ ازْدِحَامِ المُسْتَوْصَفِ العَامّ،


وأَوْصَوْهُ بِتَضْمِيْدِ مَكَانِ القَرْصَة، وأَلاّ يَتْرُكَ لِعَوْدَةِ الأَلَـمِ فُرْصَة،


فوَثَبَ الرَّجُلُ إلى المَكَانِ المُشَارِ إلَيْه، ودَفَعَ أُجْرَةَ التَّضْمِيْدِوالكَشْفِ عَلَيْه،


ثُمَّ أَشْخَصُوْهُ إلى طَبِيْبٍ أَقْرَع، لِلْفَهْلَوَةِ فيوَجْهِهِ مَرْتَع،


وعَلَيْهِ نَظَّارَةٌ سَمِيْكَة، والشَّهَادَاتُ تَـمْلأُشَبَابِيْكَه،


فلَـمَّا رَأَى القَرْصَةَ وَلْوَل، واسْتَدْعَى مُسَاعِدِيْهِ واسْتَعْجَل،


وأَمَرَ بِنَقْلِهِ إلى غُرْفَةِ الإسْعَاف، وطَلَبَ مِنَ الرَّجُلِ بِطَاقَةَ الصَّرَّاف،



ثُمَّ شَدَّ حِزَامَ البِنْطَال، واقْتَـرَبَ مِنْهُ وقَال:


لَقَدْ رَأَيْتُ وَرَبِّناالمَعْبُوْد، بِعَيْنِي التي سَيَأْكُلُها الدُّوْد،




قَرْصَةً لَـمْ أَرَ مِثْلَهَاعَلَى الإطْلاق، ولا أَعْرِفُ أَخْطَرَ مِنْها عَلَيَّ الطَّلاق،


ولِذا سَنُجْرِيلَكَ التَّحَالِيْلَ الفَوْرِيَّة، ونُخْضِعُكَ لِبَعْضِ الأَشِعَّةِالمَقْطَعِيَّة،


فإنْ كَانَتِ النَّتِيْجَةُ كَمَا في البَال، فلا بُدَّ فَوْراًمِنَ الاسْتِئْصَال،


وسَنَقُصُّ أَوَّلاً إصْبَعَكَ المَقْرُوْص، فإنِ انْتَقَلَتِالعَدْوَى مِنَ المَقْصُوْص،


(,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,)، لا بُدَّمِنِ اسْتِئْصَالِ الكَفّ،


وقَدْ نَسْتَأْصِلُ أَعَلَى السَّاعِد، والبِنْكِرْيَاسَ والكَبِدَ الزَّائد،


ورُبَّمَـا اضْطُرِرْنا إلى بَتْرِ رِجْلَيْك، وقَدْنَـنْـزِعُ إحْدَى كُلْيَتَيْك،


فوَقِّعْ عَلَى وَرَقَةِ المُوَافَقَة، وهُنَاعَلَى الفَاتُوْرَةِ المُرَافِقَة،


وبِحَقِّ ما أَكَلْنَاهُ مِنْ عَيْشٍ ومِلْح،إنَّ هَدَفَنا العِلاجُ ولَيْسَ الرِّبْح،


فإنْ أَخَذَتْكَ بِالشَّكِّ لَـجَاجَة،فإنَّ الفُلُوْسَ آخِرُ حَاجَة،


ومِثْلُكَ نَرْفَعُهُ عَلَى الرُّؤوْس،ونُعَالِـجُهُ مِنْ غَيْرِ فُلُوْس،


ولَكِنَّهُ ثَمَنُ الدَّوَاءِ وغُرْفَةِالإنْعَاش، وقِيْمَةُ ما سَنَـنْسَاهُ فِيْكَ مِنْشَاش.


فوَقَّعَ المِسْكِيْنُ عَلَىالأَوْرَاق، وهوَ بَيْنَ الذُّهُوْلِ والإشْفَاق،




فلَـمَّا أُجْرِيَتْ لَهُالعَمَلِيَّات، وأَفَاقَ مِنْ خَدَرِ الإغْمَاءات،


شَخَصَ بِعَيْنِهِ اليُسْرَى،حَيْثُ لَـمْ يَـجِدِ الأُخْرَى،


فَصَوَّبَ عَيْنَهُ الشَّاخِصَة، ووَجَدَجُثَّـتَهُ نَاقِصَة،


القُطْنُ يَمْلأُ كُوْعَه، وسَاقُهُ اليُمْنَى مَقْطُوْعَة،


ورِجْلُهُ اليُسْرَى مَشْلُوْلَة، وإحْدَى أُذُنَيْهِ مَنْشُوْلَة،


وضِرْسُهُ الصِّنَاعِيُّ مُنْتَـهَب، إذْ كَانَ مَصْنُوْعاً مِنْ ذَهَب،


وشَعَـرَ أَنَّ بَطْنَهُ بَادِي الارْتِـخَاء، لِكَثْرَةِ ما سُلِبَ مِنْهُ مِنْ أَعْضَاء،


وبَيْنَمَـا هُوَ يَفْحَصُ المَسَالِك، ويَتَحَقَّقُ مِنْ وُجُوْدِها هُنَالِك،


إذْدَخَلَ عَلَيْهِ الطَّبِيْبُ المُحْتَال، وبَارَكَ لَهُ عَلَى تَـحَسُّنِ الـحَال،


ووَصَفَ لَهُ عِلاجَاتٍ وَافِرَة، ودَلَّهُ عَلَى الصَّيْدَلِيَّةِ المُجَاوِرَة،


فأَخَذَ الرَّجُلُ يَبْكِي مِنَ البَلْوَى، ويَتَوَعَّدُ الطَّبِيْبَ بِالوَيْلِ والشَّكْوَى،


فرَمَقَهُ الطَّبِيْبُ وابْتَسَم، ونَاوَلَهُ الوَرَقَةَ والقَلَم،


وقَالَ: أُوْصِيْكَ بِحُسْنِ الصِّيَاغَة، ومُرَاعَاةِ قَوَاعِدِ النَّحْوِوالبَلاغَة،


وإنْ شِئتَ التَّقْوِيْم، فأَنا مُدَرِّسٌ قَدِيْم.


فلَمْ يَمْلِكِ الرَّجُلُ إلاّأَنِ اسْتَدْعَى ذَوِيْه، فأَخْرَجُوْهُ حَامِلِيْنَ ما بَقِيَ فِيْه،




وتَأَمَّلَ مَرَّةً أُخْرَى أَوْصَالَه، فأَنْشَدَ وهوَ عَلَى النَّقَّالَة:


إلَيْكَ يَا خَالِقِي شَكَاةً *** مِنْ مُدِّعِي الطِّبِّ وَاللُّصُوْصِ


أَتَيْتُهُمْ طَالِباً ضَمَاداً *** فَعَوَّقُوْنِي عَنِ الـخُلُوْصِ



وَأَشْخَصُوْنِي إلى طَبِيْبٍ *** وَيْلاهُمِنْهُ وَمِنْ شُخُوْصي



غَالَى بِإرْجَافِهِ فَـتَـبّاً *** لِشَارِبٍ مِنْ دَمِي مَصُوْصِ



وَكَانَ في رَأْسِهِ بَرِيْقٌ *** كَأَنَّهُ لَـمْعَةُ الفُصُوْصِ



مَنْ صَدَّقَ القُرْعَ فَهْوَ شَخْصٌ *** –لا شَكَّ– مِنْ أَحْمَقِ الشُّخُوْصِ



عَرَّى أَكَاذِيْبَهُمْ ثِقَاتٌ *** وَذَمَّهُمْ ثَابِتُ النُّصُوْصِ



وَحَذَّرَتْ مِنْهُمُ الوَصَايَا *** وَحَالَتِي بِالـحِذَارِ تُوْصي



قَدْ كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُسْتَصِحّاً *** وَالآنَ أَصْبَحْتُ عُوْدَ خُوْصِ



أَسْعَى بِنَقَّالَتِي حَثِيْثاً *** كَأَنَّنِي أَمْتَطِي قَلُوْصي



يَقُوْلُ مَنْ رَاعَهُ بَلائي: *** أَبْلاَهُ مُسْتَوْصَفٌ خُصُوْصي



منقول
(,,,,,,,,,,,,,,,,) وضعته محل عبارة فيها قسم لغير الله

بن ظافر
08-15-2011, 05:11 PM
نعم الا ختيار الله يعطيك العافية


عَرَّى أَكَاذِيْبَهُمْ ثِقَاتٌ *** وَذَمَّهُمْ ثَابِتُ النُّصُوْصِ




وَحَذَّرَتْ مِنْهُمُ الوَصَايَا *** وَحَالَتِي بِالـحِذَارِ تُوْصي




قَدْ كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُسْتَصِحّاً *** وَالآنَ أَصْبَحْتُ عُوْدَ خُوْصِ




أَسْعَى بِنَقَّالَتِي حَثِيْثاً *** كَأَنَّنِي أَمْتَطِي قَلُوْصي




يَقُوْلُ مَنْ رَاعَهُ بَلائي: *** أَبْلاَهُ مُسْتَوْصَفٌ خُصُوْصي