الهاشم
11-26-2003, 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم المرسلين
أما بعد أورد أليكم أعزائي أحدى تطبيقات الهندسة النفسية وهي طريقة تحويل المناط وسوف أسعى أن أبين كيفية أستخدام هذه الطريقة بمثال للأقلاع عن التدخين و أبدأ مستعينا بالله شرح هذه الطريقة
في القرآن الكريم قصة نبي الله موسى مع الرجل الصالح [فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقهاقال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاإمرا ] الكهف < 71> اي انطلق موسىو الرجل الصالح يمشيان على ساحل البحر حتى مرت بهما سفينة فعرفوا الرجل الصالح فحملوهما بدون أجر فلما ركبا السفينة عمد الرجل الصالح إلى فأس فقلع لوحا من ألواح السفيتةحتى أصبحت عاطلة عن العمل فقال موسىمستنكرا لقد فعلت أمرا منكرا عظيما اي أن سلوك الرجل الصالح في نظر موسى كان سلوكا منكرا فقد حملهما القوم بغير أجر و ماكان للرجل الصالح أن يجازيهم بخرق سفينتهم ثم تمضي القصة حتى يبدا الرجل الصالح بأخبار موسى عن سبب خرقه للسفينة
[أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبهاو كان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا] الكهف <79>
و المعنى أن السفينة كانت لأناس ضعفاء لا يقدرون على مدافعة الظلم ويشتغلون بها في البحر بقصد التكسب فأردت بخرقها أن أجعلها معيبة لئلا يغتصبها الملك الظالم لأن الملك الظالم كان يغتصب كل سفينة صالحة لا عيب فيها هنا أوضح الرجل الصالح القصد من فعله و كان القصد في ذهن موسى < أخرقتها لتغرق أهلها > أما الآن فقدوضح له قصد آخر و هو حماية مصالح أرباب السفينة.
لكل سلوك قصد مرتبط به و عندما نجد أن هناك قصدا نقول أن هناك تحويل للمناط و المناط من الأناطة وهي التعليق و الألصاق و العلة
ففي البت التالي يقول السمؤل
تعيرنا أن قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل
نجد هنا عملية تحويل للمناط فهي تعير السمؤل بقلة عددقومه وقلة العدد مرتبطة بالضعف وهو امر سلبي ولكن السمؤل يحول المناط الىقضية الكرم فقومه قليلو العدد لأنهم كرام وهي ميزة ايجابية وفي كتب الادب العربي كثير من القصص والحوادث
التي تتضمن تحويل المناط وفي الحديث الشريف< عجبا لأمر المؤمن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان
خيرا له
القصد والسلوك
تقوم فكرة تحويل المناط على التمييز بين السلوك والقصد المدخن يعلم أن التدخين ضار والضرر أمر سيئ أي أن التدخين سلوك ينطوي على قصد سلبي وهو الاضرار بالصحة ولكن من هو صاحب القصد ؟
انه جزء من نفس المدخن هناك اجزاء اخرى في نفس المدخن احدها يقول له إن التدخين ضار يجب أن تقلع عنه وهناك جزء آخر يقول له استمر في التدخين لأن فيه متعة فينشأ بينهما صراع نفسي بين الاستمرار على التدخين والاقلاع عنه فيشعر المدخن بالضيق لأن هناك جزءا في داخل نفسه يدعوه باستمرار التدخين الذي هو أمر ضار وكأن هناك عداء بين المدخن وبين ذلك الجزء من نفسه ولا بد من أن نلفت النظر أنه عند حديثنا عن أجزاء النفس لا نقصد به تعدد الشخصية ففي تعدد الشخصية يجهل الشخص الجزء الآخر من شخصيته الذي غالبا ما يكون مناقضا للشخصية الأساسية و الفرق واضح ولتبيان كيفية استخدام تحويل المناط لمساعدة المدخن على ترك التدخين سوف نستخدم المثال التالي:
فيما يلي يقوم الشخص زيد بدور المرشد الذي يستخدم تحويل المناط لجعل عمروالمدخن يترك التدخين
زيد :عمرو إنك ترغب في ترك التدخين استرخ قليلاوأذا أردت يمكنك أغماض عينيك واستمع لي
عمر : أنا جاهز
زيد : هل يمكنك التحدث مع ذلك الجزء من نفسك الذي يدعوك الى التدخين بكلمة أخرى اعتبر ذلك الجزءوكأنه شخص جالس في داخل نفسك تحدث إلى الجزء وقل له أريد أن أتحدث معك حول التدخين فهل أنت مستعد لذلك
عمر: نعم تحدثت معه ويقول انه مستعد للحوار
زيد : هل هناك علامة على استعداده ؟
عمر : هناك صوت يقول لي نعم
زيد : هذا جيد اذهب واسأله لماذا تطلب مني أن أدخن ؟ إنك طيب وتريد لي الخير وإني أفترض أن قصدك إيجابي عندما تطلب مني أن أدخن
عمر : نعم قد قلت له ذلك
زيد : اسأله ما هو هذا القصد ؟ وأخبرني عن جوابه خذ الوفت اللازم لذلك واعطني الجواب
عمر: لقد سألته ويقول بأن القصد من ذلك هو الاستمتاع
زيد اسأله هل هذا هو قصدك ؟ تأكد من ان إجابة الجزء هي نعم دون شك أو مواربة
عمر: يقول إنه متاكد
زيد : قل للجزء أشكرك كثيرا على نبلك وكرمك سوف ارجع إليك ثانية
والآن اذهب إلى جزء آخر في داخلك هو الجزء صاحب الأفكار الجديدة واطلب منه أن يذكر لك ثلاث وسائل جديدة توفر لك الاستمتاع وسوف يجد لك هذا الجزء الوسائل الثلاث التي تستطيع بأي منها تحقيق الاستمتاع المطلوب
عمرو : نعم
زيد: هل اقترح عليك ثلاث وسائل جديدة ؟
عمرو : نعم
زيد: اجع إلى الجزء الأول < صاحب السجائر > و قل له لقد شكرتك على هدفك النبيل الذي جعلك تدعونني إلى التدخين و هو هدف الاستمتاع و قد وجدت ثلاث وسائل جديدة لتحقيق الهدف نفسه هي كذا و كذا
< ربما تكون ممارسة الرياضة أو قراءة القرآن و ما إلى هنالك كل و طبيعته> فما هو رأيك ؟ هل أنت مستعد للتعاون في الاستمرار في تحقيق هدفك النبيل و لكن باستخدام هذه الوسائل الجديدة
عمرو : قلت له
زيد : ما كان جوابه
عمرو : يقول نعم أنه مستعد للتعاون
زيد : اطلب منه التأكد من قبوله بالوسائل الجديدة التي ستحقق الغرض نفسه و بعد الأتفاق أشكره على ذلك
عمرو : فعلت
زيد : أذهب إلى الأجزاء الأخرى لتتأكد من عدم وجود جزء مخالف لمشروعك الجديد
عمرو : لا توجد معارضة
زيد : بعد التأكد من كل شيء أشكر جميع الأجزاء
عمرو : نعم قد فعلت
بعد عدة أسابيع رأينا عمرو و قد أقلع عن التدخين و لم يعد أليه
و نفع الله بنا و بكم و الحمد لله رب العالمين
ملاحظة: الموضوع نقلا عن الدكتور محمد التكريتي
منقول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم المرسلين
أما بعد أورد أليكم أعزائي أحدى تطبيقات الهندسة النفسية وهي طريقة تحويل المناط وسوف أسعى أن أبين كيفية أستخدام هذه الطريقة بمثال للأقلاع عن التدخين و أبدأ مستعينا بالله شرح هذه الطريقة
في القرآن الكريم قصة نبي الله موسى مع الرجل الصالح [فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقهاقال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاإمرا ] الكهف < 71> اي انطلق موسىو الرجل الصالح يمشيان على ساحل البحر حتى مرت بهما سفينة فعرفوا الرجل الصالح فحملوهما بدون أجر فلما ركبا السفينة عمد الرجل الصالح إلى فأس فقلع لوحا من ألواح السفيتةحتى أصبحت عاطلة عن العمل فقال موسىمستنكرا لقد فعلت أمرا منكرا عظيما اي أن سلوك الرجل الصالح في نظر موسى كان سلوكا منكرا فقد حملهما القوم بغير أجر و ماكان للرجل الصالح أن يجازيهم بخرق سفينتهم ثم تمضي القصة حتى يبدا الرجل الصالح بأخبار موسى عن سبب خرقه للسفينة
[أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبهاو كان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا] الكهف <79>
و المعنى أن السفينة كانت لأناس ضعفاء لا يقدرون على مدافعة الظلم ويشتغلون بها في البحر بقصد التكسب فأردت بخرقها أن أجعلها معيبة لئلا يغتصبها الملك الظالم لأن الملك الظالم كان يغتصب كل سفينة صالحة لا عيب فيها هنا أوضح الرجل الصالح القصد من فعله و كان القصد في ذهن موسى < أخرقتها لتغرق أهلها > أما الآن فقدوضح له قصد آخر و هو حماية مصالح أرباب السفينة.
لكل سلوك قصد مرتبط به و عندما نجد أن هناك قصدا نقول أن هناك تحويل للمناط و المناط من الأناطة وهي التعليق و الألصاق و العلة
ففي البت التالي يقول السمؤل
تعيرنا أن قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل
نجد هنا عملية تحويل للمناط فهي تعير السمؤل بقلة عددقومه وقلة العدد مرتبطة بالضعف وهو امر سلبي ولكن السمؤل يحول المناط الىقضية الكرم فقومه قليلو العدد لأنهم كرام وهي ميزة ايجابية وفي كتب الادب العربي كثير من القصص والحوادث
التي تتضمن تحويل المناط وفي الحديث الشريف< عجبا لأمر المؤمن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان
خيرا له
القصد والسلوك
تقوم فكرة تحويل المناط على التمييز بين السلوك والقصد المدخن يعلم أن التدخين ضار والضرر أمر سيئ أي أن التدخين سلوك ينطوي على قصد سلبي وهو الاضرار بالصحة ولكن من هو صاحب القصد ؟
انه جزء من نفس المدخن هناك اجزاء اخرى في نفس المدخن احدها يقول له إن التدخين ضار يجب أن تقلع عنه وهناك جزء آخر يقول له استمر في التدخين لأن فيه متعة فينشأ بينهما صراع نفسي بين الاستمرار على التدخين والاقلاع عنه فيشعر المدخن بالضيق لأن هناك جزءا في داخل نفسه يدعوه باستمرار التدخين الذي هو أمر ضار وكأن هناك عداء بين المدخن وبين ذلك الجزء من نفسه ولا بد من أن نلفت النظر أنه عند حديثنا عن أجزاء النفس لا نقصد به تعدد الشخصية ففي تعدد الشخصية يجهل الشخص الجزء الآخر من شخصيته الذي غالبا ما يكون مناقضا للشخصية الأساسية و الفرق واضح ولتبيان كيفية استخدام تحويل المناط لمساعدة المدخن على ترك التدخين سوف نستخدم المثال التالي:
فيما يلي يقوم الشخص زيد بدور المرشد الذي يستخدم تحويل المناط لجعل عمروالمدخن يترك التدخين
زيد :عمرو إنك ترغب في ترك التدخين استرخ قليلاوأذا أردت يمكنك أغماض عينيك واستمع لي
عمر : أنا جاهز
زيد : هل يمكنك التحدث مع ذلك الجزء من نفسك الذي يدعوك الى التدخين بكلمة أخرى اعتبر ذلك الجزءوكأنه شخص جالس في داخل نفسك تحدث إلى الجزء وقل له أريد أن أتحدث معك حول التدخين فهل أنت مستعد لذلك
عمر: نعم تحدثت معه ويقول انه مستعد للحوار
زيد : هل هناك علامة على استعداده ؟
عمر : هناك صوت يقول لي نعم
زيد : هذا جيد اذهب واسأله لماذا تطلب مني أن أدخن ؟ إنك طيب وتريد لي الخير وإني أفترض أن قصدك إيجابي عندما تطلب مني أن أدخن
عمر : نعم قد قلت له ذلك
زيد : اسأله ما هو هذا القصد ؟ وأخبرني عن جوابه خذ الوفت اللازم لذلك واعطني الجواب
عمر: لقد سألته ويقول بأن القصد من ذلك هو الاستمتاع
زيد اسأله هل هذا هو قصدك ؟ تأكد من ان إجابة الجزء هي نعم دون شك أو مواربة
عمر: يقول إنه متاكد
زيد : قل للجزء أشكرك كثيرا على نبلك وكرمك سوف ارجع إليك ثانية
والآن اذهب إلى جزء آخر في داخلك هو الجزء صاحب الأفكار الجديدة واطلب منه أن يذكر لك ثلاث وسائل جديدة توفر لك الاستمتاع وسوف يجد لك هذا الجزء الوسائل الثلاث التي تستطيع بأي منها تحقيق الاستمتاع المطلوب
عمرو : نعم
زيد: هل اقترح عليك ثلاث وسائل جديدة ؟
عمرو : نعم
زيد: اجع إلى الجزء الأول < صاحب السجائر > و قل له لقد شكرتك على هدفك النبيل الذي جعلك تدعونني إلى التدخين و هو هدف الاستمتاع و قد وجدت ثلاث وسائل جديدة لتحقيق الهدف نفسه هي كذا و كذا
< ربما تكون ممارسة الرياضة أو قراءة القرآن و ما إلى هنالك كل و طبيعته> فما هو رأيك ؟ هل أنت مستعد للتعاون في الاستمرار في تحقيق هدفك النبيل و لكن باستخدام هذه الوسائل الجديدة
عمرو : قلت له
زيد : ما كان جوابه
عمرو : يقول نعم أنه مستعد للتعاون
زيد : اطلب منه التأكد من قبوله بالوسائل الجديدة التي ستحقق الغرض نفسه و بعد الأتفاق أشكره على ذلك
عمرو : فعلت
زيد : أذهب إلى الأجزاء الأخرى لتتأكد من عدم وجود جزء مخالف لمشروعك الجديد
عمرو : لا توجد معارضة
زيد : بعد التأكد من كل شيء أشكر جميع الأجزاء
عمرو : نعم قد فعلت
بعد عدة أسابيع رأينا عمرو و قد أقلع عن التدخين و لم يعد أليه
و نفع الله بنا و بكم و الحمد لله رب العالمين
ملاحظة: الموضوع نقلا عن الدكتور محمد التكريتي
منقول