خربطلي
04-04-2011, 05:44 PM
في صباح كل يوم كنت التقي(يتحدث اللغة العربية بطلاقة ويحمل ماجستير في الادب العربي) جاري الألماني عند باب المصعد في البناية التي كنا نسكنها، وكنا نتبادل التحية وكل منا يذهب إلى وجهته، ومع مرور الوقت افتقدت لقاءه ولم أعد أره، فقمت بزيارته لأطمئن عليه..
وقد اخبرني بعد أن قام بضيافتي أنه ترك عمله لسبب ما، لذا فهو لا يخرج إلا في أوقات معينة! تطفلت عليه لمعرفة ما يعني بذلك، وهنا حكى لي قصته ليشبع فضولي وقال لي إنه قدم طلبا لمكتب العمل؛ ليبحث له عن فرصة عمل جديد تناسب مؤهلاته وخبراته، وقد أبديت له استغرابي وتعاطفي معه حين علمت أنه لم يدخر شيئا من المال، وسألته كيف سيتدبر أمر معيشته ودفع إيجار شقته وما إلى ذلك، هنا تبسم جاري وقال إن نظام العمل في ألمانيا قد كفل لكل شخص حقه في العمل والدولة معنية بصرف مرتب شهري مقنن لأي مواطن عاطل، بمسمى مقتضى ضرورة المعيشة أو الحياة من إيجار سكن وماء وكهرباء وتأمين صحي ومصروفات معيشة وفق مقاييس معينة، إلى أن تتوافر له فرصة عمل مناسبة، وهذا الأمر يجعل العاطل في وضع مقبول ولا يشعر بأن حياته ومستقبله في خطر.
فقلت له بعقلية العربي إذا أنت محظوظ!! حيث يمكن أن تعمل بعمل آخر وتستفيد من مرتب الدولة، هز رأسه بنوع من السخرية وقال لي إن هذه المستحقات التي تدفعها الدولة مقابل عمل مؤقت أقوم به حيث إنني ملزم بعمل (3 ساعات يوميا فقط) أي 15 ساعة في الأسبوع، ولدي جدول منظم للعمل في عدة مؤسسات أهلية وحكومية، وبأنه سيعمل في كل جهة مدة معينة تبدأ من العمل في دور الأيتام مرورا بدار المسنين، ثم دار المعوقين، ثم العمل في قسم طوارئ المستشفيات، ثم في البلديات والمرور وغيرها، وقال إن العمل ليس بالضرورة أن يتوافق مع مؤهلاتي أو خبراتي، إلا إذا وجد، فهذا جيد.
وأضاف أن نوعية العمل المؤقت مرهون بما هو متاح، فإما أن يكون بسيطا كمساعد سكرتيرا أو مرشدا أو مساعدا في تقديم خدمات من أي نوع، أو أن يكون العمل وضيعاّ كغسيل ونظافة المرافق أو المصابغ، أو مجهدا حسب ما تمليه حاجة الجهة التي سأعمل فيها.
وهنا أوضح جاري إلي أمرا بالغ الأهمية من أن هذا المسار شكل للمجتمع الألماني دراية وخبرة ومعرفة في كثير من جوانب عمل مؤسسات المجتمع المدني، مما انعكس أثره بشكل إيجابي في مجال العمل التطوعي فيما بعد.
وأشار إلى أن كثيرا من الذين مارسوا العمل المؤقت بتلك المؤسسات يجد متعة في تخصيص بعض من وقته للعمل التطوعي في إجازته الأسبوعية دون مقابل.
وأضاف جاري بقوله، إن هذه التشريعات والقوانين ساهمت في حماية العاطل من أي توجهات سلبية قد تخل بالأمن الاجتماعي أو الاقتصادي، حيث أشار إلى أن كثيرا من العاطلين قد يبحثون عن وسيلة عيش حتى لو كانت تلك الوسيلة مخلة في النظام العام، أو مخالفة للتشريعات والقوانين أو مضرة بالمجتمع فيما لو وصدت أبواب العمل أمامه، أو طال عليهم الأمد، وقال حينئذ تكون العواقب وخيمة وينتج عن ذلك تفشي ظواهر سلبية تغير خارطة النظام الاجتماعي والاقتصادي، وربما تجعل الدولة تصرف أموالا طائلة في معالجتها، قياسا بما يمكن أن تقدمه من ضمانات مالية للعاطلين عبر تلك الإعمال المؤقتة في مؤسسات وهيئات المجتمع المدني.
وأشار إلى أهمية هذا التوجه الذي ساهم بشكل إيجابي في تشكيل وعي ورقي المجتمع الألماني أخلاقياّ وفكريا، وقال إن هذا التوجه جعل الفرد مستقرا وآمناّ ومنتجاّ وفعالا في أي زمان ومكان، ما انعكس أثره إيجابيا على المسار الاجتماعي والاقتصادي وجعله محصنا من أي تداعيات أو أزمات في الحاضر والمستقبل.
يعني حتى بطالتهم فيها فوايد تدريب محافظة على الامن ............الخ
ترى كم نظام لدينا يخدم الوطن والمواطن في آن معا ؟؟
ما مدى استفادتنا من الفراغ لدى كثير من الشباب لتشغلهم الدولة قبل ما يشغلونها؟؟
ما مدى معرفتنا مواطنين وانظمة بالعمل التطوعي ولماذا هذا الجانب لدينا مهمل بالرغم من انا نحن اهل النخوة والفزعات
الموضوع يطول واكتفي بهذا :.
.................................................. .......تحياتي
وقد اخبرني بعد أن قام بضيافتي أنه ترك عمله لسبب ما، لذا فهو لا يخرج إلا في أوقات معينة! تطفلت عليه لمعرفة ما يعني بذلك، وهنا حكى لي قصته ليشبع فضولي وقال لي إنه قدم طلبا لمكتب العمل؛ ليبحث له عن فرصة عمل جديد تناسب مؤهلاته وخبراته، وقد أبديت له استغرابي وتعاطفي معه حين علمت أنه لم يدخر شيئا من المال، وسألته كيف سيتدبر أمر معيشته ودفع إيجار شقته وما إلى ذلك، هنا تبسم جاري وقال إن نظام العمل في ألمانيا قد كفل لكل شخص حقه في العمل والدولة معنية بصرف مرتب شهري مقنن لأي مواطن عاطل، بمسمى مقتضى ضرورة المعيشة أو الحياة من إيجار سكن وماء وكهرباء وتأمين صحي ومصروفات معيشة وفق مقاييس معينة، إلى أن تتوافر له فرصة عمل مناسبة، وهذا الأمر يجعل العاطل في وضع مقبول ولا يشعر بأن حياته ومستقبله في خطر.
فقلت له بعقلية العربي إذا أنت محظوظ!! حيث يمكن أن تعمل بعمل آخر وتستفيد من مرتب الدولة، هز رأسه بنوع من السخرية وقال لي إن هذه المستحقات التي تدفعها الدولة مقابل عمل مؤقت أقوم به حيث إنني ملزم بعمل (3 ساعات يوميا فقط) أي 15 ساعة في الأسبوع، ولدي جدول منظم للعمل في عدة مؤسسات أهلية وحكومية، وبأنه سيعمل في كل جهة مدة معينة تبدأ من العمل في دور الأيتام مرورا بدار المسنين، ثم دار المعوقين، ثم العمل في قسم طوارئ المستشفيات، ثم في البلديات والمرور وغيرها، وقال إن العمل ليس بالضرورة أن يتوافق مع مؤهلاتي أو خبراتي، إلا إذا وجد، فهذا جيد.
وأضاف أن نوعية العمل المؤقت مرهون بما هو متاح، فإما أن يكون بسيطا كمساعد سكرتيرا أو مرشدا أو مساعدا في تقديم خدمات من أي نوع، أو أن يكون العمل وضيعاّ كغسيل ونظافة المرافق أو المصابغ، أو مجهدا حسب ما تمليه حاجة الجهة التي سأعمل فيها.
وهنا أوضح جاري إلي أمرا بالغ الأهمية من أن هذا المسار شكل للمجتمع الألماني دراية وخبرة ومعرفة في كثير من جوانب عمل مؤسسات المجتمع المدني، مما انعكس أثره بشكل إيجابي في مجال العمل التطوعي فيما بعد.
وأشار إلى أن كثيرا من الذين مارسوا العمل المؤقت بتلك المؤسسات يجد متعة في تخصيص بعض من وقته للعمل التطوعي في إجازته الأسبوعية دون مقابل.
وأضاف جاري بقوله، إن هذه التشريعات والقوانين ساهمت في حماية العاطل من أي توجهات سلبية قد تخل بالأمن الاجتماعي أو الاقتصادي، حيث أشار إلى أن كثيرا من العاطلين قد يبحثون عن وسيلة عيش حتى لو كانت تلك الوسيلة مخلة في النظام العام، أو مخالفة للتشريعات والقوانين أو مضرة بالمجتمع فيما لو وصدت أبواب العمل أمامه، أو طال عليهم الأمد، وقال حينئذ تكون العواقب وخيمة وينتج عن ذلك تفشي ظواهر سلبية تغير خارطة النظام الاجتماعي والاقتصادي، وربما تجعل الدولة تصرف أموالا طائلة في معالجتها، قياسا بما يمكن أن تقدمه من ضمانات مالية للعاطلين عبر تلك الإعمال المؤقتة في مؤسسات وهيئات المجتمع المدني.
وأشار إلى أهمية هذا التوجه الذي ساهم بشكل إيجابي في تشكيل وعي ورقي المجتمع الألماني أخلاقياّ وفكريا، وقال إن هذا التوجه جعل الفرد مستقرا وآمناّ ومنتجاّ وفعالا في أي زمان ومكان، ما انعكس أثره إيجابيا على المسار الاجتماعي والاقتصادي وجعله محصنا من أي تداعيات أو أزمات في الحاضر والمستقبل.
يعني حتى بطالتهم فيها فوايد تدريب محافظة على الامن ............الخ
ترى كم نظام لدينا يخدم الوطن والمواطن في آن معا ؟؟
ما مدى استفادتنا من الفراغ لدى كثير من الشباب لتشغلهم الدولة قبل ما يشغلونها؟؟
ما مدى معرفتنا مواطنين وانظمة بالعمل التطوعي ولماذا هذا الجانب لدينا مهمل بالرغم من انا نحن اهل النخوة والفزعات
الموضوع يطول واكتفي بهذا :.
.................................................. .......تحياتي