سعد بن حسين
11-23-2003, 03:12 PM
لتبـدأ أفـراح العيــد .. كيف تكـون أفراحاً حقيقية !؟ )
(( الله أكـبر... الله أكـبر... الله أكـبر ...
لا إله إلا الله...الله أكبر... و لله الحمد..))
و تنتهـي عـبادة جـليلة حـافلة بالخـيرات والبركـات ،
لتبـدأ أفـراح الناس بالـعيد، يهـنئ بعضـهم بعضـاً و قـد تلألأت وجـوههم بالبشر،
و طفحـت قـلوبهم بالسـرور..
غـير أن أصحـاب القلـوب المتصلـة بالله، يستشفّـون ببصـائرهم التي صقلـها القـرب من الله..
يستشفّون أن أفـراح الـناس في يوم عـيدهم، ليسـت سوى نمـوذج مـصغر
يريد الله أن يقـرب به إلى النـاس تلك الأفــراح العظيمـة التي تقوم الآن في قـلوب المـقّربين من عبــاده
و هـم في أوج فرحـتهم، و احتفـالات أرواحـهم بتمـام صـيامهم، و توفيق الله لهـم في طـاعاتهم،
و بتوزيع الجـوائز التي وعـدهم الله على لسـان رسوله صلى الله عليه وسلم في يوم عيـدهم،
و هل مـع الجوائز إلاّ أفـراح تهتز لهـا النفس..؟!
يأتـي يوم الـعيد..
في أعـقاب تلك العـبادة الرائعـة التي ربطت القلـوب بخـالقها ربطاً كـانت لـه بركـاته و آثـاره و أنواره،
فيأتي الـعيد ليكـون يوم فرحـة لأهــل الأرض يشـاركهم أهـل السمـاء ابتهاجـهم
و سعـادتهم فـلا تزال الملائكـة منشغلة بالدعــاء و الاستغفـار للذين آمـنوا،
و اتقـوا، و أروا الله من أنفسهـم جـهداً يرضى الله به عـنهم.
و يتضح لـدى عـامة الخلــق أنه لا أحـلى من نهـار بوم الـعيد،
فكـأنما لبسـت السمـاء ثياباً جـديدة و ازيّنت، و كسـت الأرض بكـرمها المعـهود،
فتـلألأت روابيها، و نواحـيها حتى فاض جمـالها على وجـوه سائر الخـلق،
فـاهـتزت نفوس الـناس و هي تكـبر الله في أرجـاء كـل جـامع حـتى تهتز جـدرانه:
الله أكـبر... الله اكـبر... لا إلـه إلا الله ...الله اكـبر.. .الله أكـبر و لله الحـمد.
و يتردد صـدى الصـوت في أرجاء السمـاء لينفض عن الأرض رعـونات أهلها..!
يالـها من لحــظات روحـية صافية،
يشعـر الإنسـان أنه قـد نفض روحـه خلال رمضـان ثلاثين نفـضة حـتى أشرقت،
و يأتي هـذا التكـبير لينفضـها نفضة خــاصة يذكـرها :
بـأن الله أكـبر من كـل قوى الكـون ، فـلا ينبغي للمسـلم أن يخـشى إلا الكـبير المتـعال..
و كـذلك يذكـرّها : أن الله اكـبر من طـاعتها مهـما اجتهـدت في تلك الطـاعة..
و من ثم تعمـل هـذه المعـاني عملـها،
فتتزين القلـوب المـؤمنة أشد مـما يتزين الصغـار بثيابهم الجـديدة المبرقـشة..
و تطـرب الأرواح العـارفة طـرباً خـاصاً بها، أعظـم ممـا يطـرب الأطفـال بدراهمـهم
و ألعـابهم و زيناتهم و ضحـكاتهم التي تصـيب الناس بعـدوى الفــرح..
إنه العـيد الذي تهـتز فيه الحيـــاة في عـيون الـناس،
غـير أن كثيرين -لـلأسف - تشـدهم هـذه الزينات و البهـارج إلى منعـطفات الطـريق
فينسـابون في التـيار، فـإذا هـم ينسون الله،
و قـد كــان مــلء سمعـهم و أبـصارهم،
و إذا هـم يعرضـون عنه سبحـانه، و قد كـانوا في ذروة إقبـالهم عليه..!!
تلهـيهم هذه الأفــراح و الزينات و الاحـتفالات، فـينسون كــثيراً..
و قد كـان الأصـل الأصـيل أن هـذه السـعادة الغـامرة التي تطـفو على الوجــوه،
و هــذه الثغـور المتـلألئة بالابتسـام المملـوءة بالضحـكات و البهجـة..
كـان الأصـل الأصيل :
أن تزيدهم قربـاً على قـرب ، و نوراً علـى نور،
ذلك حـين تقفز إلـى قـلوبهم – و هـم يرون هذه المشـاهد الرائـعة-
تقفز إلى قلـوبهم مـباشرة أفــراح يوم القيـامة،
و كـيف سيكـون الابتهــاج و السـرور و الانتشـاء الحــقيقي :
حـين ينـادي المنـادي علـى رؤوس الخــلائق :
لقـد فـاز فـلان بن فـلان فـإلى الجـنة!!
فترحـب به المـلائكة، و تهتز لـه الجـنان، و تطـرب لـه الحـور،
و يخـرج لاستقبـاله الوالـدان كـأنهم اللؤلؤ المنـثور...
فـي أبهى مشهـد و أعـجب منظـر رأته عــينان..!
و هـل بعد تلك الفرحـة فرحـة؟!
و هـل يمكـن أن نسـمي أفـراح النـاس مهـما عـظمت أفـراحاً
إذا قـارناهـا بأفـراح ذلك الإنسـان و هـو يكـاد يخـرج من إطـار عـقله و نفـسه
لشـدة اهـتزاز روحـه و قلبه بالفرحـة العامـرة التي لا تسعها سمـاء و لا أرض..!؟
يقينـاً إن أفــراح الناس في دنياهم لـيست سوى لـعب أطفال بالنسبة لتلك الفرحــة الكــبرى..!!
فعـلى الإنســان أن يجعـل كـل فـرح من أفراح الدنيا، يراه أو يـمر به أو يسمـع عنه،
مجـرد نموذج مصغر، و مُذكّـر بتلك الأفــراح التي لا توصف ،
يوم تزفه الملائكــة زفتها الخاصـة إلى جنـان و نعيـم
و خلـود لا مـوت، و سعـادة بلا حـزن..
غير أن ذلك لا يمنعـه أن يشـارك النـاس أفـراحـهم و سعـادتهم و سرورهـم
بل أن أمــثال هذه القلـوب هـم وحـدهم الذين يستطيـعـون أن يشيعـوا في أجـوائهم
سعــادة حقيقة لا تكـلف فيها، و حـبوراً صـادقاً لا غـبش عليه،
و بهجـة خـاصة لا غبـار فيها، و لا خـداع معها..
ألا فـاستعـدوا أيها الصغـار يثيابكم، و هـداياكـم، و دراهمكـم، و ألعـابكم،
و أشيعـوا حـيثما تحـركتكم عـدوى السعـادة،
و ليبـارك الله قـلوبكم الغـضة حـتى تشب على الإيمـان العميق
و المعـرفة الـجـيدة بـالله،
فتعـرفوا عـندئذ أن أفــراح القلــوب المقبلة على الله لا تساويها أفــراح في الــدنيا،
و لكنـها قـد تشبه أفــراح أهــل الجــنة ..!!
افرحــوا أيها النـاس في أيام عـيدكم هذه ،
غيـر أن علـيكم أن لا تنسـوا أن لكـم أخـوة و أخــوات يريدون منكـم مواســاة
فـلا تنسـوهم في غمـار فرحــتكم وبهجـتكم ،
لا تنسـوا أن تواسـوهم بقـليل أو كـثير ..
بل لا تنسـوا مـا يمـرون به من محـن وبلاء ..
فـاحمدوا الله على العـافية ، واعرفـوا كــيف تؤدون شكـر نعمـة العـافية .
ثم ان عليكـم أن تحـذروا كل الحـذر :
فـلا تجعلـوا من أفـراحـكم مركـباً إلى سخـط الله و غضـبه،
فــان الشيطـان يتربص بكـم، ليغـريكم بالانحـراف اليسير ثم يعقبه الانحــراف الـكبير و العيـاذ بـالله..
و أخــيرا لا يسعـنا إلى أن نقــول للجــميع :
تقـبل الله مـنا و منكـم صـالح الأعمـال،
و كـل عــام و أنتـم في موفــور الصحـة وكـمال العـافية ،
مـع زيـادة إيمـان
وكـل ساعـة ولحـظة وأنـتم إلـى الله أقـرب وأحـــب
والســـلام عليكم..
محبكم في الله سعد
(( الله أكـبر... الله أكـبر... الله أكـبر ...
لا إله إلا الله...الله أكبر... و لله الحمد..))
و تنتهـي عـبادة جـليلة حـافلة بالخـيرات والبركـات ،
لتبـدأ أفـراح الناس بالـعيد، يهـنئ بعضـهم بعضـاً و قـد تلألأت وجـوههم بالبشر،
و طفحـت قـلوبهم بالسـرور..
غـير أن أصحـاب القلـوب المتصلـة بالله، يستشفّـون ببصـائرهم التي صقلـها القـرب من الله..
يستشفّون أن أفـراح الـناس في يوم عـيدهم، ليسـت سوى نمـوذج مـصغر
يريد الله أن يقـرب به إلى النـاس تلك الأفــراح العظيمـة التي تقوم الآن في قـلوب المـقّربين من عبــاده
و هـم في أوج فرحـتهم، و احتفـالات أرواحـهم بتمـام صـيامهم، و توفيق الله لهـم في طـاعاتهم،
و بتوزيع الجـوائز التي وعـدهم الله على لسـان رسوله صلى الله عليه وسلم في يوم عيـدهم،
و هل مـع الجوائز إلاّ أفـراح تهتز لهـا النفس..؟!
يأتـي يوم الـعيد..
في أعـقاب تلك العـبادة الرائعـة التي ربطت القلـوب بخـالقها ربطاً كـانت لـه بركـاته و آثـاره و أنواره،
فيأتي الـعيد ليكـون يوم فرحـة لأهــل الأرض يشـاركهم أهـل السمـاء ابتهاجـهم
و سعـادتهم فـلا تزال الملائكـة منشغلة بالدعــاء و الاستغفـار للذين آمـنوا،
و اتقـوا، و أروا الله من أنفسهـم جـهداً يرضى الله به عـنهم.
و يتضح لـدى عـامة الخلــق أنه لا أحـلى من نهـار بوم الـعيد،
فكـأنما لبسـت السمـاء ثياباً جـديدة و ازيّنت، و كسـت الأرض بكـرمها المعـهود،
فتـلألأت روابيها، و نواحـيها حتى فاض جمـالها على وجـوه سائر الخـلق،
فـاهـتزت نفوس الـناس و هي تكـبر الله في أرجـاء كـل جـامع حـتى تهتز جـدرانه:
الله أكـبر... الله اكـبر... لا إلـه إلا الله ...الله اكـبر.. .الله أكـبر و لله الحـمد.
و يتردد صـدى الصـوت في أرجاء السمـاء لينفض عن الأرض رعـونات أهلها..!
يالـها من لحــظات روحـية صافية،
يشعـر الإنسـان أنه قـد نفض روحـه خلال رمضـان ثلاثين نفـضة حـتى أشرقت،
و يأتي هـذا التكـبير لينفضـها نفضة خــاصة يذكـرها :
بـأن الله أكـبر من كـل قوى الكـون ، فـلا ينبغي للمسـلم أن يخـشى إلا الكـبير المتـعال..
و كـذلك يذكـرّها : أن الله اكـبر من طـاعتها مهـما اجتهـدت في تلك الطـاعة..
و من ثم تعمـل هـذه المعـاني عملـها،
فتتزين القلـوب المـؤمنة أشد مـما يتزين الصغـار بثيابهم الجـديدة المبرقـشة..
و تطـرب الأرواح العـارفة طـرباً خـاصاً بها، أعظـم ممـا يطـرب الأطفـال بدراهمـهم
و ألعـابهم و زيناتهم و ضحـكاتهم التي تصـيب الناس بعـدوى الفــرح..
إنه العـيد الذي تهـتز فيه الحيـــاة في عـيون الـناس،
غـير أن كثيرين -لـلأسف - تشـدهم هـذه الزينات و البهـارج إلى منعـطفات الطـريق
فينسـابون في التـيار، فـإذا هـم ينسون الله،
و قـد كــان مــلء سمعـهم و أبـصارهم،
و إذا هـم يعرضـون عنه سبحـانه، و قد كـانوا في ذروة إقبـالهم عليه..!!
تلهـيهم هذه الأفــراح و الزينات و الاحـتفالات، فـينسون كــثيراً..
و قد كـان الأصـل الأصـيل أن هـذه السـعادة الغـامرة التي تطـفو على الوجــوه،
و هــذه الثغـور المتـلألئة بالابتسـام المملـوءة بالضحـكات و البهجـة..
كـان الأصـل الأصيل :
أن تزيدهم قربـاً على قـرب ، و نوراً علـى نور،
ذلك حـين تقفز إلـى قـلوبهم – و هـم يرون هذه المشـاهد الرائـعة-
تقفز إلى قلـوبهم مـباشرة أفــراح يوم القيـامة،
و كـيف سيكـون الابتهــاج و السـرور و الانتشـاء الحــقيقي :
حـين ينـادي المنـادي علـى رؤوس الخــلائق :
لقـد فـاز فـلان بن فـلان فـإلى الجـنة!!
فترحـب به المـلائكة، و تهتز لـه الجـنان، و تطـرب لـه الحـور،
و يخـرج لاستقبـاله الوالـدان كـأنهم اللؤلؤ المنـثور...
فـي أبهى مشهـد و أعـجب منظـر رأته عــينان..!
و هـل بعد تلك الفرحـة فرحـة؟!
و هـل يمكـن أن نسـمي أفـراح النـاس مهـما عـظمت أفـراحاً
إذا قـارناهـا بأفـراح ذلك الإنسـان و هـو يكـاد يخـرج من إطـار عـقله و نفـسه
لشـدة اهـتزاز روحـه و قلبه بالفرحـة العامـرة التي لا تسعها سمـاء و لا أرض..!؟
يقينـاً إن أفــراح الناس في دنياهم لـيست سوى لـعب أطفال بالنسبة لتلك الفرحــة الكــبرى..!!
فعـلى الإنســان أن يجعـل كـل فـرح من أفراح الدنيا، يراه أو يـمر به أو يسمـع عنه،
مجـرد نموذج مصغر، و مُذكّـر بتلك الأفــراح التي لا توصف ،
يوم تزفه الملائكــة زفتها الخاصـة إلى جنـان و نعيـم
و خلـود لا مـوت، و سعـادة بلا حـزن..
غير أن ذلك لا يمنعـه أن يشـارك النـاس أفـراحـهم و سعـادتهم و سرورهـم
بل أن أمــثال هذه القلـوب هـم وحـدهم الذين يستطيـعـون أن يشيعـوا في أجـوائهم
سعــادة حقيقة لا تكـلف فيها، و حـبوراً صـادقاً لا غـبش عليه،
و بهجـة خـاصة لا غبـار فيها، و لا خـداع معها..
ألا فـاستعـدوا أيها الصغـار يثيابكم، و هـداياكـم، و دراهمكـم، و ألعـابكم،
و أشيعـوا حـيثما تحـركتكم عـدوى السعـادة،
و ليبـارك الله قـلوبكم الغـضة حـتى تشب على الإيمـان العميق
و المعـرفة الـجـيدة بـالله،
فتعـرفوا عـندئذ أن أفــراح القلــوب المقبلة على الله لا تساويها أفــراح في الــدنيا،
و لكنـها قـد تشبه أفــراح أهــل الجــنة ..!!
افرحــوا أيها النـاس في أيام عـيدكم هذه ،
غيـر أن علـيكم أن لا تنسـوا أن لكـم أخـوة و أخــوات يريدون منكـم مواســاة
فـلا تنسـوهم في غمـار فرحــتكم وبهجـتكم ،
لا تنسـوا أن تواسـوهم بقـليل أو كـثير ..
بل لا تنسـوا مـا يمـرون به من محـن وبلاء ..
فـاحمدوا الله على العـافية ، واعرفـوا كــيف تؤدون شكـر نعمـة العـافية .
ثم ان عليكـم أن تحـذروا كل الحـذر :
فـلا تجعلـوا من أفـراحـكم مركـباً إلى سخـط الله و غضـبه،
فــان الشيطـان يتربص بكـم، ليغـريكم بالانحـراف اليسير ثم يعقبه الانحــراف الـكبير و العيـاذ بـالله..
و أخــيرا لا يسعـنا إلى أن نقــول للجــميع :
تقـبل الله مـنا و منكـم صـالح الأعمـال،
و كـل عــام و أنتـم في موفــور الصحـة وكـمال العـافية ،
مـع زيـادة إيمـان
وكـل ساعـة ولحـظة وأنـتم إلـى الله أقـرب وأحـــب
والســـلام عليكم..
محبكم في الله سعد