مشاهدة النسخة كاملة : قصائد الدكتور العشماوي
ابوفواز
03-30-2011, 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اقدم لكم بعض قصائد الشاعر عبدالرحمن العشماوي
يــا واقـفـاً
مالي أراك تقلبُ النظرا
وكأن قلبك لايحس بما
يجري ولا يستشعر الخطرا
وكأن ما في الكونِ من عبرٍ
ومن المواعظ واجهت حجرا
مالي أراك عقدتَ ألويةً
للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟
أو ما ترى شمس الضحى وإذا
جن الظلام، أما ترى القمرا ؟
أو ما ترى الأرض التي ابتهجت
أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟
يا هارباً من ثوب فطرته
أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟
أو ما ترى نار الظـلال رمت
لهباً إليك وأرسلت شررا؟
مالي أراك كريشة علقت
ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟
تصغي لقول المصلحين وإن
يتبع....
ابوفواز
03-30-2011, 11:23 PM
فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا
إن أحسن الناس اقـتديت بهم
وإذا أساؤا تتبع الأثرا
أتظل بين الناس إمعةً
يسري بك الطوفان حيث سرى؟
عجباً أما لك منهج وسط
كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟
يا ساكنا في دار غـفلته
متوارياً وتعاتب القدرا
أنسيت أن الأرض حـين ترى
الجفاف تراقب المطرا ؟
أنسيت أن الغصن يسلبه
فصل الخريف جماله النضرا
مالي أراك مذبذباً قـلقا
حيران يشكو طرفك السهرا
عرباته يوماً ولا انتظرا
فإلى متى تبقى بلا هدفٍ
اسماً كأنك تجهل السفرا ؟
هبت رياح المرجفين على
اسلامنا ، فلتحسن النظرا
أو ليس للقرآن جلجلة
في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟
أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق
رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!
خسر الجزوع وإن سعى سعياً
نحو المراد ، وفاز من صبرا
الأرض كل الأرض ترقبنا
وتقول : هذا بابي انكسرا
لم تسلك الدرب الصحيح فهل
ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟
إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ
وأخطأ تاب واعتذرا
هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ
فبها تسامى المجد وازدهرا
رفعت لواء الحق منذ هوت
أصنامها وضلالها اندحرا
هي واحة الدنيا فكم نشرت
ظلاً على من حج واعتمرا
فافخر بها إن المحب إذا
صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا
دع عنك من ماتت مشاعره
وفؤاده في حقده انصهرا
أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً
نحو التراب ويترك الثمرا ؟
فإلى متى أبقى تدنسني
مدنية ، وجدانها كفرا ؟
ولديكم الاسلام ينقذني
مما أعاني يدفع الخطرا
الأرض تدعونا انتركها
ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟
يا واقفاً والركب منطلقٌ
أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟
أو ما ترى في العصر عولمةٌ
جلبت إليك بنفعها الضررا
ولديك مفتاح الصعود بها
إن لم تكن ممن بها انبهرا
عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ
كم مركبٍ في موجه انغمرا
كن واضحاً كالشمس صافية
بيضاء يجلو نورها البصرا
ابوفواز
03-30-2011, 11:30 PM
يــا قــدس
ما كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ أبانوا **** فلقد يَذوبُ بما يقولُ لسانُ
لغة الوفاءِ شريفةٌ كلماتُها **** فيها عن الحبِّ الأصيلِ بَيانُ
يسمو بها صدقُ الشعور إلى الذُّرا **** ويزُفُّ عِطْرَ حروفها الوجدانُ
لغةٌ تَرَقْرَقَ في النفوس جمالُها **** وتألَّقتْ بجلالها الأَذهانُ
يجري بها شعري إليكم مثلما **** يجري إلى المتفضِّل العِرْفانُ
لغةُ الوفاء، ومَنْ يجيد حروفَها **** إلا الخبير الحاذق الفنَّانُ؟
أرسلتُها شعراً يُحاط بموكبٍ **** من لهفتي، وتزفُّه الألحانُ
ويزفُّه صدقُ الشعور وإِنَّما **** بالصدق يرفع نفسَه الإِنسانُ
أرسلتُ شعري والسَّفينةُ لم تزلْ **** في البحر، حار بأمرها الرُّبَّانُ
والقدس أرملةٌ يلفِّعها الأسى **** وتُميت بهجةَ قلبها الأحزانُ
شلاَّلُ أَدْمُعِها على دفَقاته **** ثار البخار فغامت الأَجفانُ
حسناءُ صبَّحها العدوُّ بمدفعٍ **** تَهوي على طلقاته الأركانُ
أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ **** شمَّاءَ ضاق بصبرها العُدوانُ
لْقَى إليها السَّامريُّ بعجله **** وبذاتِ أَنواطٍ زَهَا الشَّيْطَانُ
نَسي المكابرُ أنَّ عِجْلَ ضلالِه **** سيذوب حين َتَمُّسه النيرانُ
حسناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، ودارُها **** مهدومةٌ، ورضيعُها عُريانُ
وضَجيج غاراتِ العدوِّ يَزيدها **** فَزَعاً تَضَاعف عنده الَخَفقانُ
بالأمسِ ودَّعها ابنُها وحَليلُها **** وابنُ اْختها وصديقُه حسَّانُ
واليوم صبَّحتِ المدافعُ حَيَّها **** بلهيبها، فتفرَّق الجيرانُ
باتت بلا زوجٍ ولا إِبنٍ ولا **** جارٍ يَصون جوارَها ويُصَانُ
يا ويحَها مَلَكتْ كنوزاً جَمَّة **** وتَبيت يعصر قلبَها الِحرْمانُ
تَستطعم الجارَ الفقيرَ عشاءَها **** ومتى سيُطعم غيرَه الُجوْعَانُ
صارتْ محطَّمةَ الرَّجاء، وإنَّما **** برجائه يتقوَّت الإِنسانُ
يا قدسُ يا حسناءُ طال فراقُنا **** وتلاعبتْ بقلوبنا الأَشجانُ
من أين نأتي، والحواجزُ بيننا: **** ضَعْفٌ وفُرْقَةُ أُمَّةٍ وهَوانُ؟
من أين نأتي، والعدوُّ بخيله **** وبرَجْلهِ، متحفِّزٌ يَقْظَانُ؟
ويَدُ العُروبةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ **** للمعتدي وإشارةٌ وبَنانُ؟
ودُعاةُ كلِّ تقُّدمٍ قد أصبحوا **** متأخرين، ثيابُهم أَدْرَانُ
متحدِّثون يُثَرْثِرُون أشدُّهم **** وعياً صريعٌ للهوى حَيْرانُ
رفعوا شعارَ تقدُّمٍ، ودليلُهم **** لِينينُ أو مِيشيلُ أو كاهانُ
ومن التقدُّم ما يكون تخلُّفاً **** لمَّا يكون شعارَه العصيانُ
أين الذين تلثَّموا بوعودهم **** أين الذين تودَّدوا وأَلانوا؟
لما تزاحمت الحوائجُ أصبحوا **** كرؤى السَّراب تضمَّها القيعانُ
كرؤى السَّرابِ، فما يؤمِّل تائهٌ **** منها، وماذا يطلب الظمآنُ؟
يا قدس، وانتفض الخليلُ وغَزَّةٌ **** والضِّفتان وتاقت الجولانُ
وتلفَّت الأقصى، وفي نظراته **** أَلَمٌ وفي ساحاته غَلَيانُ
يا قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم يزلْ **** للجرح فيها جَذْوةٌ ودُخانُ
يا قدس، وانكسرتْ على أهدابها **** نَظَراتُها وتراخت الأَجفانُ
يا قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي **** قمرٌ يدنِّس وجهَه استيطانُ
ورأيتُ طوفانَ الأسى يجتاحُها **** ولقد يكون من الأسى الطوفانُ
كادت تفارق مَنْ تحبُّ ويختفي **** عن ناظريها العطف والتَّحنانُ
لولا نَسائمُ من عطاءِ أحبَّةٍ **** رسموا الوفاءَ ببذلهم وأعانوا
سَعِدَتْ بما بذلوا، وفوقَ لسانها **** نَبَتَ الدُّعاءُ وأَوْرَقَ الشُّكرانُ
لكأنني بالقدس تسأل نفسَها **** من أين هذا الهاطلُ الَهتَّانُ؟
من أين هذا البذلُ، ما هذا النَّدى **** يَهمي عليَّ، ومَنْ هُم الأَعوانُ؟
هذا سؤال القدس وهي جريحةٌ **** تشكو، فكيف نُجيب يا سَلْمانُ؟
ستقول، أو سأقول، ما هذا الندى **** إلاَّ عطاءٌ ساقه المَنَّانُ
هذا النَّدى، بَذْلُ الذين قلوبُهم **** بوفائها وحنانها تَزْدَانُ
أبناءُ هذي الأرض فيها أَشرقتْ **** حِقَبُ الزمان، وأُنزِل القرآنُ
صنعوا وشاح المجد من إِيمانهم **** نعم الوشاحُ ونِعْمَتِ الأَلوانُ
وتشرَّف التاريخ حين سَمَتْ به **** أخبارُهم، وتوالت الأَزمانُ
في أرضنا للناس أكبرُ شاهدٍ **** دينٌ ودنيا، نعمةٌ وأَمانُ
هي دوحةُ ضَمَّ الحجازُ جذورَها **** ومن الرياض امتدَّت الأَغصانُ
الأصل مكةُ، والمهاجَرُ طَيْبةٌ **** والقدسُ رَوْضُ عَراقةٍ فَيْنَانُ
شيمُ العروبة تلتقي بعقيدةٍ **** فيفيض منها البَذْلُ والإحسانُ
للقدس عُمْقٌ في مشاعر أرضنا **** شهدتْ به الآكامُ والكُثْبانُ
شهدت به آثارُ هاجرَ حينما **** أصغتْ لصوت رضيعها الوُديانُ
شهدت به البطحاء وهي ترى الثرى **** يهتزُّ حتى سالت الُحْلجانُ
ودعاءُ إبراهيمَ ينشر عطره **** في الخافقين، وقلبُه اطمئنان
هذي الوشائج بين مهبط وحينا **** والمسجد الأقصى هي العنوانُ
هو قِبلةٌ أُولى لأمتنا التي **** خُتمت بدين نبيِّها الأديانُ
أوَ لَمْ يقل عبدالعزيز وقد رأى **** كيف الْتقى الأحبار والرُّهبانُ
وأقام بلْفُورُ الهياكلَ كلَّها **** للغاصبين وزمجر البُركان
وتنمَّر الباغي وفي أعماقه **** حقدٌ، له في صدره هَيجَانُ
وتقاطرتْ من كلِّ صَوْبٍ أنْفُسٌ **** منها يفوح البَغْيُ والطغيانُ
وفدوا إلى القدس الشريف، شعارهم **** طَرْدُ الأصيل لتخلوَ الأوطانُ
وفد اليهود أمامهم أحقادهم **** ووراءهم تتحفَّرُ الصُّلبان
أوَ لم يقل عبدالعزيز، وذهنُه **** متوقدٌ، ولرأيه رُجْحَانُ
وحُسام توحيد الجزيرة لم يزلْ **** رَطْباً، يفوح بمسكه الميدانُ
في حينها نَفضَ الغُبارَ وسجَّلَتْ **** عَزَماتِه الدَّهناءُ والصُّمَّانُ
أوَ لم يَقُلْ، وهو الخبيرُ وإِنما **** بالخبرةِ العُظْمى يقوم كيانُُ:
مُدُّوا يدَ البَذْلِ الصحيحةَ وادعموا **** شعبَ الإِباءَ فإنهم فُرْسَانُ
شَعْبٌ، فلسطينُ العزيزةُ أَنبتتْ **** فيه الإباءَ فلم يُصبْه هَوانُ
شَعْبٌ إذا ذُكر الفداءُ بَدا له **** عَزْمٌ ورأيٌ ثاقبٌ وسنانُ
شعبٌ إذا اشتدَّتْ عليه مُصيبةٌ **** فالخاسرانِ اليأسُ والُخذلاُن
لا تُخرجوهم من مَكامنِ أرضهم **** فخروجُهم من أرضهم خُسران
هي حكمةٌ بدويَّة ما أدركتْ **** أَبعادَها في حينها الأَذهانُ
يا قُدْسُ لا تَأْسَي ففي أجفاننا **** ظلُّ الحبيبِ، وفي القلوبِ جِنانُ
مَنْ يخدم الحرمين يأَنَفُ أنْ يرى **** أقصاكِ في صَلَفِ اليَهودِ يُهانُ
يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
ياقدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ
ابوفواز
03-30-2011, 11:31 PM
يــا سـاكنــة القـلب
بين عينيك قطوف دانية
وغصون ترسم الظل..
على أطراف ثوب الرابية
أنت..
ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية
أنت..
ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد
أنت لفظ بارز ..
من كل أصناف الزيادات مجرد
أنت للشعر نغم
أنت فجر ..
يفرش النور على درب القلم
أنت .. ما أنت؟؟
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا
يمحو الألم
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي
وعني تهربين؟
ولماذا تسكتين؟
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟
ولماذا تطلقين السهم نحوي..
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي..
فهل تنتحرين؟؟
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين
فلماذا تهجرين؟؟
أنت..
من أنت؟؟
يد تفتح باب العافية
راحة تسمح عيني الباكية
وأنا..
طفل على باب الأماني ينتظر
شاعر يشرب كأس الحزن
يدعو يصطبر
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر
لم أحرك مقلة اليأس
ولم انظر بطرف منكسر
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين
شاعر يمسح بالحب ..
دموع البائسين
شاعر يفتح في الصحراء دربا..
للحيارى التائهين
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة
أنا من لا يجعل الحب تجارة
أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا..
من لا ينكر الود
ولا يحرق أوراق العهود
ما لأشواقي حدود
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي
وإلى قلبي تعود
راكض..
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون
ويجتاز السدود
راكض. . اتبع ظلي ..
وأدوس الظل أحيانا..
وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود
لم أصل بعد..
ولم ألمس يد الشمس
ولم اسمع تسابيح الرعود
راكض..
مازلت أستشرف ما بعد الوجود
لم أزل أبحث عن حور..
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه..
ويرضى بالقيود
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود
لا تقولي: أنت من؟
ولماذا تكتب الشعر
وعمن..
ولمن؟؟
أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن
حلمي يمتد من مكة ..
يجتاز حدود الأرض
يجتاز الزمن
حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن
حلمي..
أكبر من آفاق هذا العصر
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ
كتاب الله, والسنة, والحق الذي..
يهدم جدران الإحن
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟
أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن
أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن
أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي
وقلبي فيه حب وشجن ..
ابوفواز
03-30-2011, 11:48 PM
وقـفـة على أعـتـاب مستوطـنـة يهوديـة
يا أبي
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..
أدماها الضجرْ ..
هذه قريتنا تشكو ..
وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..
يا أبي ..
وجهك معروق ..
وهذا دمع عينيك انهمرْ ..
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..
صفراء الشجرْ ..
ما الذي يجري هنا يا أبتي ..
هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!
يا أبي ..
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..
وفي طلعته لون الأسى ..
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..
صوتَ الأذانْ ..
عجبًا ..
صوتُ الأذانْ ؟؟
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..
تروي من حكاياتِ الزمانْ :
( كان في الماضي وكان )
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..
ينساب على هذي التِّلالْ ..
فلماذا سكت اليومَ ..
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!
يا أبي ..
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..
ساحت في الطرقْ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟
يا أبي ..
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..
وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..
وبه عطر أمانينا يفوحُ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!
هذه القرية ما عادتْ لنا ..
هذه القرية كانت آمنهْ ..
هي بالأمس لنا ..
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ
ابوفواز
03-30-2011, 11:51 PM
رثـــــاء أب
هزي جذوعك يا غصون اللوز
في وطني الحبيب
فلربما صار البعيد لنا قريب
ولربما غنت عصافير الصفاء
وغرد القمري
وابتسم الكئيب
هزي غصونك
وانثري في الأرض لوزك يا جذوع
ودعي النسيم يثير أشجان الفروع
ودعي شموخك يا جذوع اللوز
يهزأُ بالخضوع
هزي غصونك
ربما سمع الزمان صدى الحفيف
ولربما وصل الفقير إلى رغيف
ولربما لثم الربيع فم الخريف
هزي غصونك
ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا
بريدَهْ
ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى
ظل القصيدة
أنا يا جذوع اللوزِ
أغنيةٌ على ثغر اليقين
أنا طفلة نظرت إلى الأفاق
رافعة الجبين
أنا من ربا المرزوق
تعرفني ربوع بني كبير
أملي يغرد يا جذوع اللوز
في قلبي الصغير
وأبي الحبيب يكادُ بي
من فرط لهفته يطير
أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة
مركبةً صغيرة
أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام
ذاكرة البصيرة
لأرى خيال أبي وكان رعيتي
وأنا الأميرة
كم كنت أمشط رأسهُ
وأجر أطراف العمامةْ
وأريه من فرحي رُباً خضراً
ومن أملي غمامةْ
كم كنت أصنع من تجهمه
إذا غضب، ابتسامهْ
أنا ياجذوع اللوز
بنت فقيد واجبه مساعد
أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي
وصبري عن حمى قلبي
تباعدْ
أنا طفلة تُدعى عهود
أنا صرخةٌ للجرح
تلطم وجه من خان العهودْ
أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ
خالطها الألمْ
صوتي يردد في شمم
عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت
خيل الذكرياتْ
فهي التي تُدني إلى الأحياء
صورة من نأى عنهم
وماتْ
عفواً
إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس
واحترق الأملْ
فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ
وأنا أرددُ في وجلْ
يا ويل عباد الإمامة والإمامْ
أو ما يصونون الذِّمامْ
كم روعوا من طفلةٍ مثلي
وكم قتلوا غلامْ
ولكم جنوا باسم السلامِ
على قوانين السلامْ
ياويل عُبَّاد القبورْ
هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ
وفي وجه الكرامة كالبثور
هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا
وضيقٌ في الصدور
يا ويل أرباب الفتنْ
كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ
كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا
وكم قطعوا فَنَنْ
كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي
فإذا بهم
يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ
عفوا أبي الغالي
أراك تُشيح عني ناظريكْ
وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق
ساعيةً إليك
ألبستنا ثوب الوقار
ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ
إني لأطرب حين أسمع من يقول
هذا شهيد أمانته
بذل الحياة صيانةً لكرامته
أواهُ لو أبصرتَ
زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ
ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون
إحساس الأماجدْ
أواه لو أبصرت ما فعل الأسى
ببني كبير
كل القلوب بكتْ عليك
وأنت يا أبتي جدير
أنا يا أبي الغالي عهود
أنسيتَ يا أبتي عهود
أنا طفلةٌُ عزفتْ على أوتار بسمتها
ترانيم الفرح
رسمتْ جدائلُها لعين الشمس
خارطة المرَحْ
كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ
فصفا فؤادي وانشرحْ
أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ
يسألنَ عنك رحاب قريتنا
وصوت الساقيهْ
أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟
كلُّ النجوم تسابقت نحوي
تزفُّ لي العزاءْ
والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ
والليل هزَّ ثيابه
فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء
تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب
ما بال عينِ الشمس ترمقنا
بأجفان الغروبْ
وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي
ومتى تؤوب؟؟
وإلى متى تجتثُّ فرحتنا
أعاصير الخطوب
هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا
لحن البكاءْ
هذي سواقي الماء في وديان قريتنا
على جنباتها انتحر الغُثاءْ
هذا المساءْ
يُفضي إلى آفاق قريتنا
بأسرار الشَّقاء
يتساءل الرمان يا أبتي
ودالية العنب
والخوخ والتفاح يسألُ
والرطبْ
وزهور وادينا تشارك في السؤالْ
ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ
تنمُّ عن انفعالْ
ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد
كيف غابْ؟
ومتى تحركت الذئابْ؟
ومتى اختفى صوتُ البلابلِ
وانتشى صوتُ الغراب؟
يا ويح قلبي من سؤالٍ
لا أطيق له جوابْ
ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي
وأسد ساقية الدموعْ
أهوى رجوعك يا أبي الغالي
ولكنْ
لا رجوعْ
إن مُتَّ يا أبتي
وفارقت الوجودْ
فالموتُ فاتحة الخلودْ
ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى
بل مت صوناً للعهود
يا حزنُ
لا تثبتْ على قدمٍ
ولا تهجر فؤادْ
فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ
إن ماتَ - يا حزني - أبي
فالله حيٌّ لايموتْ
الله حيٌّ لايموتْ
ابوفواز
03-30-2011, 11:52 PM
عندما تبكي الفضيلة
أغلقت بابي ، من سيفتح بابي **** ومن الذي يسعى إلى إغضابي
العالم المسحور جُمع ها هنا **** في غرفتي واندس بين ثيابي
مابين آونةٍ وأخرى ألتقي **** بقوام راقصةٍ ووجهِ كَعَابِ
وأزور باريس التي ما زرتها **** وأزور لندن قِبلَةَ المتصابي
وأزور أمريكا التي أهديتها **** بعد التحية صادقَ الإعجابِ
وأزورو هوليود التي رسمتْ لنا **** صوراً تثير عواطفي ورغابي
ما الدين، مالخلُقُ الرفيع ومالذي **** تتعلقون به من الأسبابِ
أتريدون مني بعد هذا ركعةً **** تَنْدَى بذكر الخالقِ الوهاب
ابوفواز
03-30-2011, 11:54 PM
نَظرةٌ في شموخ اليُتم
أسمى صفاتِكَ أنْ تكون كريما **** وتكونَ بَراً بالعباد رحيما
أسمى صفاتِكَ أنْ تكونَ مميَّزاً **** بسداد رأيكَ في الأمور، حكيما
تسعى بكَ الدنيا، وأنتَ تقودُها **** بالحقِّ، تُسْعِدُ قلبها المهموما
تلقى الخطوبَ وأنتَ أرفَعُ هامةً **** منها، وتأنَف أنْ تعيش ذَميما
أسمى صفاتكَ أنْ ترى الدنيا بلا **** غَبَشٍ، وأنْ يبقى الفؤادُ سليما
أنْ تجعل التاريخَ يَمْلأُ كأسَه **** وتكونَ أنتَ رحيقَها المختوما
ترمي بسهمكَ، لا لِتَقْتُلَ آمناً **** لكنْ لتحرُسَ خائفاً محروما
تسعى إلى كَسْبِ العلومِ تقرُّباً **** للهِ، لا ليُقَالَ: صار عليما
أسمى صفاتكَ أنْ تحلِّقَ عالياً **** بجناح عدلكَ، تنصر المظلوما
يا حاملَ الدُّنيا على كتفِ الرِّضا **** يا من رأيتُكَ للجَفاءِ غَريما
يا ساعياً للخير في العصر الذي **** ما زال حَبْلُ وفائه مصروما
للخير أغصانٌ تطيب ثمارُها **** فامنحْ جَناها خائفاً وعَديما
واحملْ إلى أفيائها الطفلَ الذي **** ما زال في حُفَرِ الشقاء مقيما
فلَرُبَّ ماسحِ أَدْمُعٍ من مقلةٍ **** تبكي، رأى فضلاً بهنَّ عَميما
انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ **** إلا صديقاً لليتيمِ حميما
وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ **** فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى مرسوما
وامسح بكفِّكَ رأسه، سترى على **** كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا مَفْغُوما
ولسوف تُبصر في فؤادكَ واحةً **** للحبِّ، تجعل نَبْضَه تنغيما
ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ **** تُهديك من زَهْر الحياةِ شَميما
ولسوف تُسعدكَ الرياضُ بنشرها **** وتريكَ وجهاً للحنانِ وسيما
انظرْ إلى وجه اليتيم وهَبْ له **** عَطْفاً يعيش به الحياةَ كريما
وافتحْ له كَنْزَ الحنانِ، فإنما **** يرعى الحنانُ، فؤادَه المكلوما
لولا الحنانُ لَمَا رأيتَ سعادةً **** لولا السماءُ لَمَا رأيتَ نجوما
لولا الرّياحُ لَمَا رأيتَ لَواقحاً **** لولا البحارُ لَمَا رأيتَ غيوما
لولا الغصونُ لما رأيتَ ظِلالَها **** لولا الرعودُ لَمَا سمعتَ هَزيما
لولا الربيعُ لما رأيتَ زُهورَه **** تشدو، ولا لامَسْتَ فيه نَسيما
يا كافلَ الأيتامِ، كأسُكَ أصبحتْ **** مَلأَى، وصار مزاجُها تسنيما
ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ **** منها نجهِّز للحياةِ عظيما
ونحوِّل الحرمانَ فيها نعمةً **** كُبْرى تُزيل عن الفؤادِ هموما
قَسَمَ الإلهُ على العباد حظوظَهم **** فالكلُّ يأخذ حَظَّه المقسوما
وسعادةُ الإنسانِ أن يرضى بما **** قَسَمَ الإلهُ، ويُعلنَ التَّسليما
قالوا: اليتيمُ، فقلتُ: أَيْتَمُ مَنْ أرى **** مَنْ كان للخلُقِ النَّبيل خَصيما
قالوا: اليتيمُ، فقلتُ أَيْتَمُ مَنْ أرى **** مَنْ عاشَ بين الأكرمينَ لَئيما
كم رافلٍ في نعمةِ الأبويْن، لم **** يسلكْ طريقاً للهدى معلوما
يا كافلَ الأيتام، كفُّكَ واحةٌ **** لا تُنْبِتُ الأشواكَ والزَّقُّوما
ما أَنْبَتَتْ إلاَّ الزُّهورَ نديَّةً **** والشِّيحَ والرَّيحانَ والقَيْصُوما
أَبْشِرْ فإنَّ الأَرْضَ تُصبح واحةً **** للمحسنين، وتُعلن التكريما
أبشرْ بصحبةِ خيرِ مَنْ وَطىءَ الثرى **** في جَنَّةٍ كمُلَتْ رضاً ونَعيما
قالوا: اليتيمُ، وأرسلوا زَفَراتهم **** وبكوا كما يبكي الصحيحُ سَقيما
قلت: امنحوه مع الحنانِ كرامةً **** فلرُبَّ عَطْفٍ يُوْرِثُ التَّحطيما
ولَرُبَّ نَظْرةِ مُشفقٍ بعثتْ أسىً **** في قَلبه، جَعَلَ الشفيقَ مَلُوما
قالوا: اليتيمُ، فَمَاج عطرُ قصيدتي **** وتلفَّتتْ كلماتُها تَعظيما
وسمعْتُ منها حكمةً أَزليَّةً **** أهدتْ إِليَّ كتابَها المرقوما:
حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي **** نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيما
ابوفواز
03-30-2011, 11:55 PM
يـــا صديقــاً
يــاصديقا عشــت أيـام صفـــاءٍ
تنـطــوي في ظلهـا الأوهـام طيـا
أيــن ذاك الـود يـــامنكـره
يوم كنــا ننسـج الحــب سويـا
صحـوة الحــاقـد يــاصــاحبنا
ربمـــا تـغـفو غـفــواً سـرمديا
راقــب الأيـام فــي رحــلتها
وترى الســابــح فــي أفكاره
وتـرى فيــهــا فـقيراً وغنيــا
وتــرى المغـمــوس فـي لـوعتـه
وتــرى فيهـــا عصيــاً وتـقيـا
كـلهـم يمضـي إلــى وجهتـــه
ثــم يــأتـــي المــوت لايترك شيا
يــافــؤادي لاتجامــل صاحبــاً
إن أراد الشر أوحــــاول غيا
عـبثاً حاولت أن أقـنـعـه
أن هـذا الحـقد لايـنفع حيا
فـأبى أن يقـنع اليــوم وقــد
تـقـنع الايــام مـن يبـقـى عصيا
خير مافي المرء إن رام الهــدى
وصــلاح الأمــر أن يبـقـى وفيــا
ابوفواز
03-30-2011, 11:56 PM
موازين الرجــال
تسير بها الأَوائل والتَّوَالي **** وترفع بيننا أسمى مثالِ
وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساطاً **** تطير به إلى رُتَب المعالي
سحائبُ من عقيدتنا، سقتْنا **** بماءٍ من مبادئنا زُلالِ
ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّاً **** يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ
ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّاً **** يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ
قوافل، ما مشتْ فيها مطايا **** على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ
ولا تخشى مواجهةَ الرَّزايا **** ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي
رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصناً **** له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي
ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ **** تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ
هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّا **** حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ
وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ **** تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ
رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ **** يفتِّش عن إجابتها سؤالي
رأيتُكِ في مواجهةِ القضايا **** تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي
دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ **** رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي
رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيشاً **** دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ
فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم **** ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!
نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ **** تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ
تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً **** وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال
عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديها **** لتضربَ من ينادي باعتدالِ
وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي **** ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!
وتَحتضن الذين بغوا علينا **** وداسونا بجيش الإحتلالِ
وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري **** بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!
هي الأرض التي مدَّتْ يديها **** موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي
لها تمثالُها الموصوفُ زوراً **** بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ
دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ **** وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟
نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّا **** سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!
ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ **** رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ
تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى **** وتقتحم البيوتَ على العيالِ
وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ **** بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ
ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ **** كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)
تُراهم ما رأوا طفلاً صَريعاً **** وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟
ولا سمعوا أَنينَ زهورِ يافا **** ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟
ولا سمعوا عن الأقصى حديثاً **** ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟
نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ **** رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ
كأني بالجَوائح قد أغارتْ **** على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي
أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكراَ **** يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ
يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ **** ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ
ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرينا **** بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ
أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَايا **** تُرينا صورةَ الوجه المثالي
ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْقاً **** يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ
وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ **** قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي
هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى **** لغايتها موازينَ الرِّجالِ
وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى **** بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ
عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً **** وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ
أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطانا **** عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ
فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً **** تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ
تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحايا **** مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي
تَحذِّرنا من الباغي علينا **** ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)
تبشِّرنا بنصر الله، إِني **** لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)
تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ **** عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى **** لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ **** إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ
ابوفواز
03-30-2011, 11:58 PM
لـيـس هذا عيدي
قابَلتني في فرحةٍ بالتحية **** ولها بسمة على الثغر حيه
خطوها راقص تقول سـروراَ **** هاهو العيد جئت أبغي الهديه
فتمطت في القلب آهة جرح **** وتساءلت والدموع سخيَّه
أي عيد رقصت شوقاً إليه ؟ **** أي عيد ذكرته يا أخيه ؟
أهو عيد للقدس عاد إلينا ؟ **** بعد أن دمَّرته أيد غبيَّه
عجبت أختي الصغيرة من حا **** لي وقالت في دهشة ورديَّه:
إنه عيدنا وعيد رفاقي **** عيد حلوى وذكريات غنيَّه
قم معي يا أخي نُؤرجح بعضاً **** في أراجيحنا ونلعب( فَيّه)
قلت يا أختُ (مرجحي ) وتغنَّي **** لم تزل نفسك الطهور نقيَّه
كنت طفلاَ يا أخت مثلك خِلواَ **** من همومي، وليس في القلب كيَّه
كم غدونا إلى البيوت صباحاَ **** يوم عيدي نحن الرفاق سويّه
وطلبنا من ربَّة البيت حلوى **** وسرقنا إذا استطعنا البقيَّه
كم هنئنا بمثل عيدك هذا **** فاصدحي بالرضى وعيشي هنيَّه
هو عيد الأطفال مثلك يا أختي **** وعيد الأبطال عيد البريَّه
ليس هذا عيدي ، فإن جراحي **** لم تزل يا حبيبة القلب حيَّه
ليس هذا عيدي ولكنَّ عيدي **** أن أرى أمتي تعود أبيَّه
ابوفواز
03-30-2011, 11:59 PM
قلعـة العلم
خفقان قلب الشعر أم خفقاني **** أم أنه لهب من الأحزانِ
ماذا يقول محدثي أحقيقة ما **** قال أم ضرب من الهذيان
مالي أرى ألفاظه كحجارة **** ترمي بها الأفواه للآذان
الشيخ مات عبارة ما خلتها **** إلا كصاعقة على الوجدان
أو أنها موج عنيف جائني **** يقتاد نحوي ثورة البركان
يا ليتني أستوقفت رنة هاتفي ***** قبل إستماع نداء من نادني
أو أني أغلقت كل خطوطه **** متخلصاً من صوته الرنانِ
الشيخ مات أما لديك عباره **** أخرى تعيد به إتزان جناني
قلي بربك أي شيء ربما **** أنقذتني من هذه الأشجان
قلي بربك أي شيء قال لي **** عجباً لأمرك يا فتى الفتيان
أنسيت أن الموت حقاً واقعاً **** ونهاية كتبت على الإنسان
أنسيت أن الله يبقى وحده **** وجميع من خلق المهيمن فاني
أنسيت لا والله لكني إلى باب **** الرجاء هربت من أحزاني
الشيخ مات صدقت أني مؤمن **** بالله مجبول على الإذعان
الشيخ لا بل قلعة العلم التي **** ملأت برأي صائب وبياني
هو قلعة العلم التي بنيت على **** ثقة بعون الخالق المنانِ
وأمامها هزمت دعاوى ملحد **** وارتد موج البغي والبهتان
وتتطايرت شبه العقول لأنها **** وجدت بناءاً ثابت الأركان
أنست بها نجدُُ ومهبط وحينا **** واسترشد القاصي بها والداني
هو قلعة ظلت تحاط بروضة **** خضراء من ذكر ومن قرآني
صان الإله عقيدة أمة **** في عصرنا المتذبذب الحيرانِ
ماذا تقول قصائد الشعر التي **** صارت بلا ثغر ولا أوزان
ماذا تقول عن بن باز أنها **** ستظل عاجزةً عن التبيان
ماذا تقول عن التواضع شامخاً **** وعن الشموخ يحاط بالإيمان
ماذا تقول عن السماحة والنهى **** عن فقه هذا العالم الرباني
مات بن باز للقصائد ان ترى **** حزن القلوب وادمع الأجفان
في عين طيبة أدمع فياضة **** تلقى دموع الطائف الولهان
والخرج تسأل والرياض ومكة **** عن قصة مشهورة العنوان
عن قصة الرجل الذي منحت **** له كل القلوب مشاعر إطمئنان
ما زالت أذكر صوته يسري **** إلى أعماقنا بمودة وحنان
يفتي وينصح مرشداً وموجهاً **** ومعلماً للناس دون توانِ
نوراً على الدرب ارتوى من فقه **** وسرت منابعه إلى الظمآن
يا رب قد أصغت إليك قلوبنا **** وتعلقت بك يا عظيم الشان
الشيخ مات عليه أندى رحمه **** وأجل مغفرة من الرحمان
ابوفواز
03-31-2011, 12:00 AM
إجلس يا رامي
يا رامي إجلس يا ولدي .... وتجنَّب قصفهم الدَّامي
يا رامي اجلس من خلفي .... وتترس منهم بعظامي
اجلس يا ولدي من خلفي .... لا تنهض فالموت أمامي
طلقات رصاص يا ويحي .... إلصق في ظهري يا رامي
طلقات رصاص يا ويحي .... ادخل في جسمي يا رامي
احذر فالأرض بما صنعوا .... تتزلزل تحت الأقدام
طلقات رصاص يا أبتي .... أُسكت يا ولدي يا رامي
أفديك بروحي يا أبتي .... أُسكت يا ولدي يا رامي
أحميك بجسمي يا أبتي .... أسكت فالله هو الحامي
احذر يا ولدي قد فتحوا .... رشاش الحقد المتنامي
طلقات رصاص صرخات .... ترسم خارطة الآلام
طلقات رصاص وسكون .... يتحدَّث عن موت غُلام
طلقات رصاص ما بالي .... لا أسمع صوتك يا رامي
يا فرحة عمري يا ولدي .... يا سرّ صفائي يا رامي
ما بالُ يديك قد ارتختا .... ما بالك تجمد يا رامي
قل لي يا ولدي حدثني .... بالغ في شتمي وخصامي
لكن يا ولدي لا تسكت ... لا تقتل زهرة أحلامي
أنفاسك يا رامي سكنت .... سكنت أنفاسك يا رامي
هل مات حبيبي هل طويت .... صفحته قبل الإتمام
يا أهل النَّخوة من قومي .... من يمن العرب إلى الشامِ
يا أهل صلاة وخشوع .... يا أهل لباس الإحرام
يا كلّ أب يرحم ابناً .... يا كلّ رجال الإسلام
يا أهل الأبواق أجيبوا .... يا أهل السَّبق الإعلامي
يا هيئة أمم مقعدة .... تشكو آلاف الأورامِ
يا مجلس خوف أحسبه .... أصبح مأجور الأقلامِ
يا أهل العولمة الكبرى .... يا أخلص جندالحاخامِ
يا من سطرتم مأساتي .... ورفعتم شأن الأقزامِ
يا أهل النّخوة في الدنيا .... أولستم أنصار سلام ؟
أسلام أن تسرق أرضي .... أن يقتل في حضني رامي ؟
ما بالي يتلاشى صوتي .... لم أبصر جبهة مقدامِ
طلقات رصاص أشلاءٌ .... نارٌ كالحة الإضرامِ
طلقات رصاص صُـبُّوها .... إن شئتم في قلبي الدامي
صـبُّوها في هامة رأسي .... وجميع عروقي وعظامي
فالآن تساوت في نظري .... أوصاف ضياءٍ و ظلامِ
والآن تشابه في سمعي .... صوت الرشاش وأنغامي
والآن سيمكث في قلبي .... لن يرحل من قلبي رامي
لن أنسى نظرته العطشى .... لن أنسى مبسمه الدّامي
لن أنسى الخوف يعلّقه .... بذراعي اليمنى وحزامي
حاولت استجداء الباغي .... وبعثت نداء استرحام
لكنِّ نداءاتي اصطدمت .... بجمود قلوب الأصنام
هل قتلوا رامي ؟ ما قتلوا .... فحبيبي مصدر إلهامي
مازال حبيبي يتبعني .... ويسـير ورائي و أمامي
سأجهز إخوته حتى .... يتألَّق فجرُ الإسلام !
ابوفواز
03-31-2011, 12:01 AM
مشاهد من يوم القيامة
وقفت جميع مشاعري تتأمل ...وفمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقظة... بل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى ... إلا دخانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيولها ... نحوي وباب الذهن عنها مقفل
أحسست أن إرادتي مسلوبة ... وشعرت أن مخاوفـي تترهل
وشعرت أني في القيامة واقف ... والناس في ساحاتها قد هرولوا
يسعون كالموج العنيف عيونهم ... مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب ... والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخرجت أثقالها وتأهبـت ... للحشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثال الفراش تقاطروا ... من كل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحولت من حولهم ... عهنا وكل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حولي بما في نفسهم ... لاه فلا معـط ولا متفضــل
كل الخلائق في صعيد واحـد ... جمعت فسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بينهـم ... هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بعضهـا ... يقتص من بعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت ... من بعضها نزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا ... صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا ... يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بعدما ... نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية ... إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى ... حولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يندب حظـه ... والدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون المألـه نفسـه ... يسعى بغـير بصيرة ويولول
وهناك كسرى تـاه عند إيوانه ... مترنـح فـي سـيره متملمـل
وهناك قيصر نفسـه مكسورة ... وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل
وهنا ابو جهل يراجع نفسـه ... عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل
يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا ... غير الذي كنـا نقـول ونعمـل
هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن ... فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل
سبحان ربك هؤلاء جميعهـم ... كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كفروا بمن أعطاهــم ... ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم ... عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى ... ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم ... فاليوم ينظر في الأمور ويبطل
واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه ... واليوم يشقى الفاسق المتحلل
واليوم يمتد الصراط فمسـرع ... نحو النعيم وزاحف متمهل
ومحمل بالذنب زلـت رجلـه ... فهوى ونار جهنم تستقبل
فأجلت طرفي ساعة فرأيت من ... أمر القيامة مايروع ويذهل
هذا أب يسعى إلـيه وحيـده ... وبمقلته ترقب وتـوسل
أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي .. شيء يسير لايمض ويثقل
شيء من الحسنات ينقذني وقـد ... خفت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتني فيما مضـى ... بذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبيه عنه مـرددا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال يسأل نفسه ... ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجموع حليلة ... كانت تفضله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويدك زوجتي ... فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الصبا ... أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي منزل ... ماكان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيك أؤمـل
قالت له والهـم يشعـل قلبهـا ... لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال حتى لاح في ... وسط الزحام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يركـض نحوهـا ... جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحشائهـا وتحملـت ... من أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا ... فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمع يغلب صـبرها ... نفسي أحق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا ... لاتستريح له النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا ... مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : ... أهل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا ... عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ماصدهم عن أكلـه بطلانـه ... وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالـذي ... يجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه ... طوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي ... من عنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العهود وعاش في ... دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه ... واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا ... سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم ... نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البائسـون أراهـم ... هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كل مختـال لـه ... فيما مضى كـبر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصر ناظري ... رجل يساق الى الجحيم ويعتــل
ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا ... حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشقي وهذه ... تجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي ... كانت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لناظـري ... روض وأزهـار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربها ... مسك بماء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجه مشـرق ... كالشمس ساطعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة ... للشاربـين وشربهـا لايثمـل
وبناؤها من فضـة من فوقهـا ... ذهب وعند الله ماهو افضـل
أقـل من فيهـا نصيبا حظـه ... أضعاف دنيانا وربـك يجـزل
رأيت فيها الساكنين ربوعهـا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
على الأرائك يجلسون حديثهم ... مستبشرين بما رأوه وحصلـوا
يتذكرون حوادث الدنيا الـتي ... صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا
طوبى لكم هذي منازلكم فمـا ... خابـت مساعي من يجد ويعمل
أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي ... وجه بدا وكأنما هـو مشعـل
وجه الرسول يشع نورا صادقـا ... قد جاء في حلل السعادة يغفل
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي ... نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا ... مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نهر كأن الـدر يجـري بينـه ... أو أنه النور الذي يتسلسـل
سبحـان ربك هاهنا حصل الذي ... ماكان لولا فضل ربك يحصل
ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن ... لاشيء يشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـى للخـلائـق كلهـا ... فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلهجون بذكـره ... والكون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا ... أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا
وصحوت من حلمي ونفسي بالذي ... شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل
وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي ... لهوى ..مظاهر نشوة لا تكمـل
وعلمت ان الله يمهـل عبــده ... عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة ... تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها ... عذبـا ويشدوا في رباها البلبل
ابوفواز
03-31-2011, 12:04 AM
مادلين أولبرايت
ما بالها أقبلت من غير توقـيت **** تسير مابين تصفيق وتصويت
رأيتها لارعـى الرحمن صورتها **** انسانة أقبلت في جسم خرتيت
في وجها صورة للمكر بارزة **** كأنها حين يبدو وجه عفريت
كأنها حين تبدو لناظرها شيطانة **** خرجت من بطن تابوت
من أين جاءت ؟ روى الراوي لنا **** خبراً بأنها من سلالات ابن مسحوت
أما ابن مسحوت فالنسابة اتفقوا **** بأنه جاء من أصلاب ابن مغلوت
وحدثتنا الروايات التي رويت **** بأن مفلوت ممن صادروا قوتي
وأنها انحدرت من صلبه ونمت **** نمو شوك وزقوم وحـلتيت
وأنها ولدت والليل مكتئب **** مابين مدخــل سـرداب وحانوت
وحدثتنا عن التخثير في دمها **** وأنها من بقايا جيش جالوت
وأنها لم يسر في دربها أحد **** إلا وضاع ولم يفرح بخريت
لو كنت املك يوماً أن أزوجها **** لكنت زوجتها من وحش تكريت
فربما اغتالها ليلاً وحنطها **** كما تحنط أشباح العفاريت
وربما سربت في جوفه حمماً **** من ريقها فتوارى في التوابيت
لو تنطق الأرض قالت حين تبصرها **** تمشي ملفلفة في جنحها موتي
طاف الممالك لم تصر كمنظرها **** ولامشابه قبح عين ياقوت
كأنما وجهها من سوء طلعته **** هو القفا وقـفاها وجه مسبوت
ثيابها قصرت حتى غدت مثلاً **** لكل ثوب قبيح النسج ممقوت
حوت يسير على رجلين حملتا **** بجثة ، فـتأمـــل مشية الحوت
أعوذ بالله من ساقين مامشتا **** إلا لزرع خلافات وتشـتيت
كأنما هي سعلاة لها شفة مقلوبة **** الصقت في وجه منحوت
في ذهنها فعل أمريكا التي فعلت **** فعل الجوارح في زغب الكتاكيت
وعندها سيف أمريكا تريق به دم **** الضعيف وتحمي رأس طاغوت
لابأس في عرفها من قتل كوكبة **** من الصغار ومن جور وتبكيت
وليس يزعجها هدم البيوت **** على سكانها وانتقاص الماء والقوت
ولا يضايقها غدر اليهود بنا **** ونـقـضهم عهد هاروت وماروت
وحرق مسجدنا الأقصى يروق لها **** فكم تجود ببارود وكبريت
سفينة الغدر مازالت تخوض بها **** محيط أطماعها والظالم النوتي
تصغي إلى قول أفاك يبادلها **** زوراً بزور لا تصغي لمكبوت
تدعوا لحفظ حقوق الناس وهي على **** سلب الحقوق تصب الخل في التوت
صاغت لنا صورة المأساة كاملة **** مابين مسجدنا الأقصى وبيروت
سألت عن قلب أمريكا فحدثني **** صلب الحديد بأخبار الديناميت
فقلت يارب جنبنا مكائدها **** واكتب لنا النصر في حفظ اليواقيت
يا كفر جالوت لا تفرح فسوف **** ترى ما سوف يصنعه إيمان طالوت
ابوفواز
03-31-2011, 12:05 AM
شـــاهد التاريــخ
اسقني من ماءِ نَهرِ الكوثرِ **** شَربَةً تغسل عني كدري
وانطلق بي في ميادين الهدى **** بحصانِ المكرُمَاتِ العبقري
لا تدعني واقفاً وحدي على **** مركب الحُزنِ الذي لم يَعبُرِ
لا تدعني خائفاً من حُلُمي **** ساهراً، همِّي يُغذِّي سهري
أرقبُ النجمَ الذي أَثكله **** في دُجَى الظلماءِ، فَقدُ القمر
اسقني ياحارسَ النَّبع ولا **** تَبقَ مثلَ الآدِبِ المُنتَقِرِ
فأنا أحمل قلباً خافقاً **** بوفاءٍ نادرٍ في البشَرِ
هذه كفّي التي صافحَها **** موسمُ الخصب بكفِّ المَطَرِ
مدَّها نحوَك حُبٌّ صادقٌ **** فَلتُصافحها بروح الزَّهَرِ
أَسأَلُ الأَمجادَ عن تاريخنا **** فتُريني منه أَبهَى الصُّوَر
وتُريني لوحةً مشرقةً **** نُقِشَت فيها أَجَلُّ العِبَرِ
وتُريني صورةَ المجد التي **** برزت في البيتِ عند الحجرِ
وتُريني المسجدَ الأقصى الذي **** ظلَّ يروي خبراً عن خَبَرِ
صامداً في رحلة الحق التي **** حفظت هذا البناءَ الأَثَريِ
ثابتاً كالجبل الضَّخم الذي **** واجهَ الأزَمانَ لم يندحرِ
عالياً كالكوكب الدُّريِّ في **** سُبُحاتِ الأُفُقِ المزدهرِ
كابتهاج الشمس في رَأدِ الضُّحَى **** في نهار الأَمَلِ المنتظَرِ
أيُّها المسجدُ، ما زلنا نرى **** شاهدَ التاريخ فوقَ المنبرِ
أنتَ أقصى أيُّها المسجدُ في **** داخلِ القلبِ عميقُ الأَثَرِ
لم تزل تُلقي علينا خُطبةً **** لَفظُها الصادقُ لم ينحدرِ
أيُّها الناسُ اسمعوني إنني **** سوف استنهضكم بالنُّذُرِ
أبحرت بي سُفُنُ الأيام في **** لُجَّةٍ ممزوجةٍ بالَخطَر
كان للأمواج فيها قصصٌ **** أسهبت فيها ولم تختصرِ
كم رأت عينايَ من جيلٍ مضى **** وطوى أيَّامَه في سَفَرِ
هكذا الدنيا، كما جرَّبتُها **** طولُ ما فيها شديدُ القِصَرِ
أيُّها الناسُ اسمعوا، إني أرى **** نارَ حربٍ قذفت بالشَّرَرِ
وأرى قَلبَ اليهوديِّ الذي **** لم يزل يعكس معنى سَقَرِ
وأرى خُطَّةَ حَربِ، ربما **** سبقت كلَّ لبيبٍ حَذِرِ
وأرى دائرةً مُحكَمَةً **** لم تزل واقفةً لم تَدُرِ
ربما دارت بنا نَحوَ الرَّدَى **** لو رضينا بحياةِ الخَدَرِ
أيُّها الناسُ أفيقوا، واذكروا **** صورةَ ابنِ العَلقميِّ الأَشِرِ
واذكروا بغدادَ كيف احترقت **** حين كانت هَجَماتُ التَّتَرِ
واذكروا دَورَةَ أيامِ الأسى **** كيف ساقَتنا إلى المنحدَرِ
واسألوا الأندلُسَ المفقودَ عن **** طائر العزم الذي لم يَطِرِ
أيُّها الناسُ، أنا مسجدكم **** مسجدُ المَسرَى لخير البَشَرِ
مرَّتِ الأحداثُ بي داميةً **** فأنا في وَردِها والصَّدَرِ
فلكم ذقتُ الأسى بعد الأسى **** من خياناتِ الصَّليبِ القَذِرِ
يالَها من ظُلمةٍ حالكةٍ **** سوَّدَت وجه المدى في نظري
ضاقَ بي الأَرحَبُ حتى خِلتُني **** لن أذوق الصَّفوَ بعد الكَدَرِ
وطواني البُؤسُ حتى هزَّني **** ذلك الشَّهمُ الأَبيُّ العبقري
أرسل النورَ إلى أروقتي **** وبغيث الحقِّ روَّى شجري
ما صلاحُ الدين إلا فارسٌ **** شدَّ من أزري وجلَّى بصري
قادني والليل مسكوبٌ على **** ساحتي والموجُ لم ينحسر
غسل الشاطىءَ من أدرانه **** ورمى نحوي بأغلى الدُّرَرِ
وأراني بسمةً مشرقةً **** وصفاءً في جبين القمرِ
ليت أيَّامي هنا قد وقفت **** عند رُمحِ الفارسِ المنتصرِ
ليتَها، لكنَّها أُمنيَّةٌ **** قتلتها غَدرَةٌ من غُدَرِ
وَعدُ بِلفُورَ الذي صيَّرني **** كسبايا الفُرسِ عند الخَزَرِ
أيُّها الناسُ أَفيقوا، وارحموا **** أمَلاً في قلبيَ المُنصَهِرِ
ما يَهودُ الغَدر إلا أَنفسٌ **** غُمِسَت في حقدها المُستَعِرِ
لم أزل أشربُ كأساً مُرَّةً **** من رزاياهم وأشكو ضَجَري
سلبوني نعمةَ الأمن التي **** حفظت قدري وصانت جوهري
زرعوا هَيكَلَهم قنبلةً **** فاحذروا من صوتها المُنفجرِ
ما يَهودُ الغدر إلَّا عُملَةٌ **** نُقِشَت فيها حروفُ البَطَرِ
عُملَةٌ زائفةٌ، قيمتُها **** في تضاعيف الرِّبا والمَيسِرِ
إن مضى قِردٌ، فقردٌ قادمٌ **** وخَبَال الرَّأي للمنتظر
ما لكم يا قوم، هل ترجون من **** قاتلِ الأطفالِ حُسنَ المَعشَرِ؟!
آهِ من أمَّتنا ما لبثَت **** تخسر المجدَ، كأن لم تَخسَرِ
كسَدَت سوق الدَّعاوى حَولَها **** وهي في سوق الدَّعاوى تشتري
أزهرت كلُّ الرُّبَى من حولها **** وهي في جَدب الأسى لم تُزهِرِ
لم تزل تستنجدُ الغَربَ، وهل **** عندَه إلاَّ جنونُ البَقَرِ
كيف ترجو من سرابٍ كاذبٍ **** شَربَةً للظامىء، المُحتضِرِ؟؟!
مسجدُ الاقصى أنا، أُخبركم **** أنني لا أَنثني للخطر
منهج الإسلام عندي واضحٌ **** فبه أسمو عن المنحَدَرِ
وبه أسلك دَربَ المجد، لا **** اشتكي من شوكه والحُفَرِ
صاحبي منكم، هو الشَّهمُ الذي **** يجعل الغُصنَ قريبَ الثَّمَرِ
صاحبي منكم هو الحادي الذي **** يُسمع القُدسَ نشيد الظَّفَرِ
صاحبي، مَن لايُريني غَفلَةً **** ويُريني جَبهةَ المنكسرِ
صاحبي مَن يحمل القرآن في **** قلبه يكسر بابَ الضَّجَرِ
صاحبي طفلٌ أَبيٌّ لم يَزَل **** يُسمع الدنيا غناءَ الحَجَرِ
ابوفواز
03-31-2011, 12:07 AM
ذات الوشــاح
أزهارُ الوادي,.
تَبعَثُ عِطرَ شذاها
ورحيق الطَّلِّ,.
يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها
أهدابُ الشمس,.
تُراقب خَيط رُؤاها
ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها
وهواها نارٌ,.
تحرق مَن خَلفِ البابِ,.
تُلَوِّحُ للشمس يَداها
وأمام البابِ عيونٌ,.
تُغمَضُ حين تَراها
قامتُها تسمع وَقع خطاها وخطاها تسمع هَمسَ ثراها
وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.
ويهتف حين يراها
من سرَّبَ في عينيها النومَ,.
ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.
مَن غطاها؟؟
ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها؟؟
وأباح لجيش الرُّعبِ حماها؟
مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.
ومن أغواها؟؟
ولماذا امتص رحيق براءتها,.
ووراء جدار الحسرة ألقاها؟
مَن أطفأ شمعة بسمتها,.
ولماذا انقلبت شفتاها؟
مَن مزَّق فضل عباءتها
وبثوب الاغراء كساها؟
من أحرق قمح بيادرها
وبحب الحنظل غذَّاها؟
ولماذا عكَّر منبعها
وبكأس الأوهام سقاها؟
ولماذا اغتال محاسنها
بالصمت وعد خطاياها؟
مَن تلك، وكيف تحدِّثنا
عن أنثى نجهل فحواها؟
ولماذا صِرتَ تلاحقنا
بحكايا نجهل مغزاها؟
عمن تسألنا، عن ليلى
فلماذا تبعث ذكراها؟!
ولماذا لا تسأل قيسا
ليصور بعض سجاياها؟!
وليقرع باب قبيلتها
بالحب ليطلب لقياها
عمن تسألنا، عن لُبنَى
أو سُعدى او مَن والاها؟
مهلا,.
فسؤالي عن أخرى
يخفق بالحب جناحاها
حيرني وصف ملامحها
والشعر بعالمها تاها
عيناها,, كيف أصورها
والأفق الحالم عيناها
ربطت بالسحر ضفائرها
وعليه تلاقى جفناها
فكأن البدر استنسخها
وكأن الحسن تبناها
أسألكم عن ذات وشاحٍ
صبحها الرعب ومساها
تشكو والليل يلاحقها
يدفن في الظلمة شكواها
وأبوها يفتل شاربه
يغمض عينيه ويتباهى
وأخوها الأكبر يتغنى
في بلد الغربة بسواها
وأخوها الأوسط يتلهى
بنوادي الليل ويغشاها
وأخوها الأصغر يتلقى
زيف القنوات وطغواها
أما أبناء عمومتها
فقلوب تطفو بهواها
أسألكم عن أجمل انثى
رُفِعَت للخالق كفاها
شجر الزيتون موائدها
والتين المثمر حلواها
تضحك للشمس مآذنها
والبدر يتوق لنجواها
اسألكم عن ذات وشاحٍ
تمسك بالجمرة يُمناها
أنتم أخلفتم موعدها
ونقضتم بالذل عُراها
اسأل عن أجمل فاتنة
صوبها الغدر وأدماها
تشهد بالجرح مآذنها
ويحدِّث عنها أقصاها
والمسرى يسمع صرختها
ويكاد إلينا ينعاها
لو كان لها عين تبكي
لاجتاحت بالدمع رباها
عاشقة أسرف عاشقها
في الهجر، فمن يتولاها؟؟
ابوفواز
03-31-2011, 12:08 AM
حـــوار مع التــاريــخ
أَفقِْ أَيُّها التّاريخُ ، نَبِّهْ رِجالَنَا ..... فَيارُبَّ مَرْموقٍ لهُ أَلْفُ هَفْوَةِ
َأِفْق أَيُّها التاريخُ ، أَدْرِكْ حَقيقَتي ..... فَعَنْ نَهْجَ ديني لن تَضِلَّ مَسيرَتي
أَفِق ، و انتَظِر من أُمَّتي وَثَباتِها ..... فَلَن تَقِفَ الأعْداءُ في وَجْهِ وَثْبَتي
فَلي من كِتابِ اللهِ أَعظمُ رائدٍ ..... ومِنْ سُنَّةِ العَدْنانِ أَعْظَمُ قُدْوَةِ
أَفِقْ فالفُؤادُ الحُّرِ لا يَعْرِفُ الخَنا ..... ولن تَصْلُحَ الأَيامٌ إلا بِسُنَّتي
سَفَحَتْ دَمَ الأَحْقادِ دُونَ شَريعَتي ..... وأَعْدَدْتُ للأَيامِ كامِلَ عُدَّتي
وكَيْفَ يَنالُ اليَأْسُ قَلْبًا مُوَحِّدًا ..... إلى اللهِ يَرْنو مُؤْمِنًا كُل لَحْظَةِ
أُخوتًنا في اللهِ ، مَهْما تَباعَدَتْ ..... مَسافاتُ أَوْطاني مِثالُ الأُخُوَّةِ
عَليها بَنى أَسلافُنا صَرْحَ مَجْدِنا ..... فَكَيْفَ هَدَمْنا صَرْحَنا بالتَّعَنُّتِ
وقُلْ لَلعِدى مَهْمَا يَجُورُنَ إننَا ..... حَمَلْنا إلى الدُّنْيا مَعالِمَ نَهْضَةِ
وَإِنّا سَنَمْضي في الطَّريقِ الذي مَضى ..... على نَهْجِهِ أَسْلافُنَا سَيْرَ حِكْمَةِ
وَإِنْ تَكُ أَوْطاني تَشَتَتَ جَمْعُها ..... فَعَمّا قَريب سَوْفَ تَمْضي بِهِمَّةِ
أَيا أُمَّةَ الإِسْلامِ لا زِلْتُ صامِدًا ..... ولا زُلْتُ رَغْمَ الصَّدِّ والهَجْرِ أُمَّتِي
لَكَ اللهُ مازالَ الزَّمانُ مُغَرِّدًا ..... عَلى قِمَّةِ الإِسْلامِ أَعْظَمُ قِمَّةِ
ُخذُوا كُلَّ ما تَبْغونَ إِلا كَرامَتي ..... فَمَوْتي لَذيذٌ في سَبيلِ عَقيدَتي
بَني أُمَّتِي ، إِنّ الحَياةَ رَخيصَةُ ..... إِذا لَمْ نَقُمْ فيها بإِحْياءِ شِرْعَةِ
أَفِيقُوا ، فَما للذِّئْبِ يا قَوْمُ ذِمَّةُ ..... وأَكْبَرُ عارٍ أَنْ أُضَيِّعَ ذِمَّتي
ابوفواز
03-31-2011, 12:10 AM
بــوح وشـكـوى
إلهى من سناك قبستُ نوري **** وأنبت المحبة في ضميري
أعوذ بنور وجهك يا إلهـي **** من البلوى ومن سوء المصير
أفرُ إليك من نكدي ويأسي **** ومن عفن الضلالة في شعوري
فقيراً جئت بابك يا إلاهي **** ولستُ إلى عبادك بالفقير
غنى عنهمو بيقين قلبي **** وأطمع منك في الفضل الكبير
إلهي ما سألت سواك عوناً **** فحسبي العون من رب قدير
إلهي ما سألت سواك عفواً **** فحسبي العون من ربق غفور
إلهي ما سألت سواك هديا **** فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يا إلهي **** فمن عوني سواك ومن مجيري
إليك رفعتُ يا ربي دعائي **** أجـود عليه بالدمع الغزير
لأشكو غربتي في ظل عصر **** ينكس رأسه بين العصور
أرى فيه العداوة بين قومي **** وأسمع فيه أبواق الشرور
وألمح عزة الأعداد حولي **** وقومي ، ذلهم يُدمي شعوري
أرى في كل ناحية سؤالاً **** ملحتاً ، والحقيقة في نفوري
وأسمع في فم الأقصى نداءً **** ولكن العزائم في فتور
إلهي ما يئسنا إذ شكونا **** فإن اليأس يفتكُ بالضمير
لنا يا رب إيمان يرينا **** جلال السير في الدرب العسير
تضيق بنا الحياة وحين نهفو **** إلى نجواك نحظى بالسرور
ابوفواز
03-31-2011, 12:11 AM
وقفــة أمام عام الحزن
لمن يتدفَّق النَّغَمُ؟
وماذا يكتب القَلَمُ ؟!
ومَنْ ترثي قصائدُنا؟
وكيف يُصوَّر الألمُ؟
إذا كان الأسى لَهَباً
فقُلْ لي: كيف أبتسمُ؟
وقُلْ لي: كيف يحملني
إلى آفاقه الحُلُمُ؟
إذا كانتْ مَوَاجعُنا
كمثل النَّارِ تضطرمُ
فقُلْ لي: كيف أُطْفِئُها
وموجُ الحزن يَلْتِطم؟!
أَعامَ الحُزْنِ، قد كَثُرَتْ
علينا هذه الثُّلَمُ
كأنَّك قد وعَدْتَ المَوْت
َ وعداً ليس ينفصمُ
فأنتَ تَفي بوعدكَ،
وهوَ يمضي ـ مسرعاً ـ بِهِمُو
ألستَ ترى رِكَاب الموتِ
بالأَحباب تنصرمُ؟!
ألستَ ترى حصونَ العلمِ
ـ رَأْيَ العينِ ـ تنهدم؟
نودِّع ها هنا عَلَماً
ويرحل من هنا عَلَمُ
جهابذةُ العلوم مضوا
فدمعُ العين ينسجم
مضوا ـ وجميعُ مَنْ وردوا
مناهلَ علمهم ـ وَجَموا
تكاد الآلةُ الحًدْبَا
ءُ، والأَقدام تزدحِم
تطير بهم إلى الأعلى
وبالجوزاءِ تلتحمُ
أكادُ أقول: إنَّ الشِّعرَ،
لم يَسْلَمْ له نَغَمُ
وإنَّ عقاربَ الساعاتِ
لم يُحْسَبْ لها رقمُ
تشابهتِ البدايةُ والنهايةُ
واختفتْ "إرَمُ"
ونفَّــذ سَدُّ مَأْرِبَ كلَّ
ما نادى به "العَرِمُ"
هوى نجمُ الحديثِ كما
هوتْ من قبله قِمَمُ
وكم رجلٍ تموتُ بموتهِ
الأَجيــالُ والأُمَــــــــــمُ
أَناصرَ سُنَّة المختارِ،
دَرْبُــكَ قَصْــدُه أَمَـــمُ
رفعتَ لــواءَ سنَّـتنـا
ولم تَقْصُرْ بك الهِمَمُ
قَضَيْتَ العمرَ في عملٍ
بـه الأَوقــاتُ تُغْــتَـنَـمُ
خَدَمْتَ حديثَ خيرِ النَّاسِ،
لـم تسأمْ كمـن سئمـــوا
حديثُ المصطفى شُرِحَتْ
بــه الآيـــاتُ والحِكَــــــمُ
فنحن بنور سنَّتـــه
إلى القرآنِ نحتكـــمُ
خَدَمْتَ حديثَ خير النَّاسِ،
لم تُنْصِتْ لمن وَهِمـــــُوا
ولم تُشْغَلْ بما نثروا
من الأهواءِ أو نظموا
سَلِمْتَ بعلمك الصافي
من "البَلْوَى" وما سَلموا
غَنِمْتَ بما اتجهْتَ له
ومَنْ نشروا الهدى غَنموا
ومَنْ جعل العُلا هَدفاً
فلن ينتابَه السَّأَمُ
أَناصرَ سنَّة الهادي
سقاكَ الهاطلُ العَمَمُ
بكتْكَ الشَّامُ ـ وَيْحَ الشَّامِ ـ
أخفــتْ بَـــدْرَها الظُّـــلَمُ
وخيَّم فوق "أَرْدُنِها"
سحابٌ غـَيْــثُـــه الأَلمُ
بكتْ "ألبانيا" لعبتْ
بها أحقادُ من ظلموا
وعشَّش في مرابعها
بُغاثُ الطير والرَّخَمُ
بكاكَ المسجدُ القُدْسيُّ
والمدَنيُّ، والحَرَمُ
بكتْكَ سلاسلُ الكتبِ
التي كالدُّرِّ ، تنتظم
فسلسلةُ الأحاديث
التي صحَّتْ لمن فهموا
وسلسلةُ الأحاديث
التي ضَعُفَتْ لمن وَهموا
وتحقيقُ الأسانيد
التي ثبتتْ لمن علموا
علومٌ كلُّها شَرَفٌ
تعزُّ بعزِّها القِيَمُ
أناصرَ سنَّةِ الهادي
لنا من ديننا رَحِمُ
لقيتُكَ دونَ أن ألقاكَ،
تُورق بيننا الشِّيَمُ
لقيتُكَ في ظِلالِ العلمِ
والأزهارُ تبتسم
تجمِّعنا محبَّةُ خير
مَنْ سارتْ به قَدَمُ
خَدَمْتَ جَلال سنَّته
فيا طُوبى لمن خَدَموا
رحلْتَ رحيلَ مَنْ أخذوا
من الأمجادِ واقتسموا
كأنَّك لم تُدِرْ قلماً
ولم يُجْرِ الحديثَ فَمُ
حزنَّا، كيف لم نحزنْ
وشِرْيانُ القلوبِ دَمُ؟
ولكنَّا برغم الحزنِ
لم يشطحْ بنا الكَلِمُ
نعبِّر عن مَواجعنا
وبالإسلام نلتزمُ
ولولا أنَّ أَنْفُسَنا
بربِّ الكون تعتصمُ
لَمَاجتْ بالأسى وغدتْ
أمام الحزن تنهزم
ابوفواز
03-31-2011, 12:12 AM
عندما يعزف الرصاص
نسـبى و نطرد يا أبي و نباد **** فإلى متى يتطاول الأوغاد
وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا **** وإلى متى تتقرح الأكباد
نـصحـوا على عزف الرصاص كأننا **** زرع وغارات العدو حصاد
ونبيت يجلدنـا الشتاء بسوطه **** جلدا فما يغشي العيون رقاد
يتسامر الأعداء في أوطاننا **** ونصيبنا التشريد والإبعاد
وتفرخ الأمراض في أجسادنا **** أواه مما تحمل الأجساد
كم من مريض مل منه فراشه **** ما زاره آسٍ ولا عوّاد
نشرى كأنا في المحافل سلعة **** ونباع كي يتمتع الأسياد
في نهر (جيحون) الحزين مراكب **** غرقت ودنس صفوه الإلحاد
وعلى ضفاف النهر جثة زورق **** يبكي على أشلائها الصياد
وأمامه دار على جدرانها **** صور يجدد رسمها ويعاد
صور تلونها دماء أحبة **** غرسوا أصول المكرمات وشادوا
رحلوا وللقرآن في أعماقهم **** ألق أضاء نفوسهم فانقادوا
أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا **** إحن يحرك جمرها الحساد
أو ما ترى من فوق كل ثنية **** صنما يزيد غروره العباد
نصحوا على أصوات ألف مبشر **** عزفوا لنا أوهامهم فأجادوا
جاءوا وسيف الجوع يخلع غمده **** فشدوا بألحان الغذاء وجادوا
أما دعاة المسلمين فهمهم **** أن تكثر الأموال والأولاد
هم في الخوالف حين ينطق مدفع **** وإذا تحدث درهم رواد
أرأيت أظلم يا أبي من صاحب **** تختال في أعماقه الأحقاد
يسعى ليبني بالخداع حياته **** أرأيت صرحا في الهواء يشاد
أين الأحبة يا أبي أو ما دروا **** أنـَّا إلى ساح الفناء نقاد ؟
أو ما دروا كم دمية في أرضنا **** تعلو وكم يزري بنا استعباد؟
أو ما لنا في المسلمين أحبة **** فيهم من العوز المميت سداد؟
ما بال إخواننا استكانوا يا أبي **** لا شامنا انتفضت ولا بغداد؟
قالوا الحياد وتلك أكبر كذبة **** فحيادهم ألا يكون حياد
هذي بساتين الجنان تزينت **** للخاطبين فأين من يرتاد؟
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا **** أو مالنا سعد ولا مقداد؟
نامت ليالي الغافلين وليلنا **** أرق يذيب قلوبنا وسهاد
سلت سيوف المعتديـن وعربدت **** وسيوفنا ضاقت بها الأغماد
هذا هو الأقصى يلوك جراحه **** والمسلمون جموعهم آحاد
دمع اليتامى فـيه شاهد ذلة **** وسواد أعينهن فيه حداد
أواه يا أبتي على أمجادنا **** يخـتال فوق رفاتها الجلاد
خمسون عاما أتخمت سنواتها **** ذلا فكل زمانها إخلاد
ها نحن يا أبتي يسير وراءنا **** ليل له فوق السواد سواد
ها نحن يا أبتي نبيت هنا ولا **** طـنب لخيمتنا ولا أوتاد
أهو القنوط يهد ركن عزيمتي **** وبه ظلام مخاوفي يزداد
أهو القنوط فأين إيماني بمن **** خلق الوجود وما له أنداد
يا أمة ما زال يكتب نثرها **** طه ويروي شعرها حماد
ويرتب الحلاج دفتر فكرها **** ويقيم مأتم عرسها حداد(1)
ترعى حماها كل سائبة وفي **** تمزيقها تتجمع الأضداد
تصغي لأغنية الهوى فنهارها **** نوم ثقيل والمساء سفاد
أجدادنا كتبوا مآثر عزها **** فمحا مآثر عزها الأحفاد
يا ليل أمتنا الطويل متى نرى **** فجرا تغرد فوقه الأمجاد
ومتى نرى بوابة مفتوحة **** للحق تقصـر عندها الآماد
أنا يا أبي طفل و لكن همتي **** فجر به يحلو لي استشهاد
لا تخش يا أبتي علي فربما **** قامت على عزم الصغير بلاد
ولربما مات القوي بسيفه **** وقضى على مال الغني كساد
في سيف عنترة الفوارس قوة **** ما كان يعرف سرها شداد
قل لي بربك يا أبي هل ننزوي **** خوفا فليس للعدو قياد
دعنا نسافر في دروب آبائنا **** ولنا من الهمم العظيمة زاد
ميعادنا النصرالمبين فإن يكن **** موت فعند إلهناالميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة **** فالموت فـي درب الهدى ميلاد
ابوفواز
03-31-2011, 12:13 AM
لغة الحجارة
أبتاه ما زالت جراحي تنزفُ **** والليل أعمى والمدافع تقصفُ
بيني وبين مطامحي ألف يد **** هذي تريق دمي وهذي تغرفُ
ليل التخاذل سيطرت ظلماته **** والقلب بالهمّ الثقيل مغلفُ
وتثائب الصمت الطويل ومقلتي **** ترنو الى الافق البعيد وتذرفُ
وأمام باب الدار يرقبني الردى **** وعلى النوافذ ما يخيف ويرجفُ
من أين أخرج يا أبي والى متى **** أحيا على خدر الوعود وأضعفُ
نشقى وتجار الحروب قلوبهم **** بلقاء من شربوا دمي تتشرفُ
ويسومنا الاعداء شر عذابهم **** فإلى متى لعدوّنا نتلطف ؟
ها نحن يا أبتي نعيد لقومنا **** شرف الدفاع عن الحمى ونشرّفُ
طال انتظار صغاركم فتحركوا **** لما رأو أن الكبار توقفوا
وتلفتوا نحو السلاح فما رأوا **** إلا الحصى من حولهم تتلهف
عزفوا بها لحن البطولة والحصى **** في كف من يأبى المذلة تعزف
هذي الحجارة يا أبي لغة لنا **** لما رأينا أننا لا ننصف
لما رأينا أن حاخاماتهم **** يتلاعبون بنا فيرضى الأسقف
لما رأينا أن أمتنا على **** أرض الخلاف قطارها متوقف
ماذا نؤمل يا أبي من فاسق **** يلهو ومن متدين يتطرف ؟
جيش الحجارة يا أبي متقدم **** والمعتدي بسلاحه متخلف
أنا لا أتوق الى الفناء وإنما **** موت الكريم على الشهادة أشرف
بيني وبين حصى بلادي موعد **** ما كان يعرفه العدو المرجف
يتعوذ الرشاش من طلقاتها **** ويفر منها المستبد الأجوف
لغة الحجارة يا أبي ، رسمت لنا **** وعد الإباء ووعدها لا يخلف
وغدت تنادينا نداء صادقا **** وفؤادها من ضعفنا يتألف
لا تألفوا هذا الركون الى العدا **** فالمرء مشدود الى ما يألف
هزوا سيوف الحق في زمن على **** كتفيه من ظلم العدا ما يجحف
عفواً أبي فقصائدي مجروحة **** تشكو معانيها وتبكي الأحرف
وقلوبنا مشحونة باليأس في **** زمن يداس به الضعيف ويجرف
يتطلع الاقصى اليّ وحوله **** عين تراقبه وسمع مرهف
ويد مجمدة على الرشاش لم **** تغسل بماء منذ ساء الموقف
في وجه صاحبها نفور صارخ **** وعلامة للغدر ليست توصف
هذا هو الاقصى وطائر مجده **** يشدوا بألحان الهدى ويرفرف
تتحلق الاعوام في ساحاته **** حِلَقاً تسبّح للإله وتهتف
ويقبّل التاريخ ظاهر كفه **** وبثوبه جسد العلا يتلحف
واليوم يرقبنا بطرف ساهر **** ويداه من هول المصيبة ترجف
ما زال يدعو يا أبي وفؤاده **** من كل معنى للتخاذل يأنف
يا أمة ما زلت أنشد مجدها **** شعراً يطاوعني صداه ويسعف
المجد مجدك إنما أزرى به **** راع يتيه وعالم يتزلّف
وشبيبة هجرت مبادئ دينها **** وغدت لأفكار العدا تتلقّف
يا زورق أحلام في بحر الأسى **** هذي يدي رغم القيود تجدف
وبوارج الأعداء تختزن الردى **** ربّانها متطاول متعجرف
واجهت يا أبتي الخطوب وعدتي **** قلب عصاميّ وحسٌ مرهف
وتوجهٌ لله يجعل هامتي **** أعلى ، وإن جار الطغاة وأسرفوا
أبتاه لن يحمي حمى أوطاننا **** إلا حسام لا يُفلّ ومصحفُ
ابوفواز
03-31-2011, 12:14 AM
غـــريــب
غريب وأوطاني تُداس وأمتي ***** تعاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب وهل في هذه الدار منزل؟ ***** لمن في سواها تستقر منازله
ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى ***** خميساً من الأبطال سارت جحافله
يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة ***** فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله
أقافلة الإسلام هيا تحفزي ***** وسيري فإن الشر سارت قوافله
أيا أمتي قد يأنس المرء بالهـوى ***** ويشتاق للدنيا وفيها مشاغلُه
ويمضي مع الأيام يشدو بحبها ***** وفيها ولو يدري تقيم مقاتله
غريب .. ختار الحياض وماؤها ***** غثاء وحوض الدين تصفو مناهله
وكم من صديق تحسب الخير قصده ***** فتبدو على مر الليالي مهازله
ومن سار في الدنيا بغير طريقة ***** فقد بات والأوهام سم يداخله
تناول من الأغضان ما تستطيعه ***** ودعك من الغصن الذي لا تطاوله
ابوفواز
03-31-2011, 12:14 AM
الأمــل القادم
أنى تغيب ونور وجهك ساطع …. وضباء حبك في الفؤاد رواجع
أنى تغيب وأنت في عيني ضحى …. يزهو وبرق في خيالي لامع
أنى تغيب وأنت بين جوانحي …. شمس وفي الظلماء بدر طالع
أنى تغيب وأنت ظل عندما …. تشتد رمضائي إليه أسارع
حاصرتني في نصف دائرة الهوى …. وأنا بحظي من حصارك قانع
من أين أخرج والسياج يحيط بي …. من كل ناحية وأمرك قاطع
وأنا أقول لظبية الشعر التي …. ربيتها إن المسافر راجع
يا ظبية الشعر اطمئني إنني …. ما زلت في كتب الحنين أراجع
في القلب شيء قيل لي هو لوعة …. وأنا أقول هو الحريق اللاذع
وبمقلتي نهر سينقص قدره …. لو قلت هذي في العيون مدامع
وأمام أبواب المشاعر نبتة …. في غصنها ثمر المودة طالع
يا ظبية الشعر المؤجج في دمي …. تيهي فصيتك في فؤادي ذائع
عاقبتني لما شكوت وإنما …. أشكو لأن الحق فينا ضائع
ولأن جدران الكرامة هدمت …. في أمتي والذل فيها شائع
ولأنني أبصرت ثعبان الهوى …. في نابه المشؤوم سم ناقع
ولأنني أبصرت ما لم تبصري …. فهناك ذئب عند بابك قابع
إني أقول لمن يعاتبني أفق …. فأنا بسيف الشعر عنك أقارع
أنظر إلى لون السلام وطعمه …. مر مذاقته ولون فاقع
قالوا السلام أتى فتابعنا الذي …. وصفوا فبان لنا الكلام الخادع
قلنا لهم أين السلام فما نرى …. إلا أكف الواهمين تبايع
شتان بين مسالم ومتاجر …. إن المتاجر للكرامة بائع
في كف داعية السلام مزاهر …. وبكف تجار السلام مقامع
أرأيت في الدنيا سلاما عادلا …. تدعو إليه قنابل ومدافع
إني لأخجل حين أضحك لاهيا …. وقد ارتمى في الأرض طفل جائع
إني لأخجل حين أشغل بالهوى …. وعفاف ليلى البسنوية دامع
إني لأخجل حين أبصر أمتي …. تهفو إلى أعدائها وتوادع
ما زلت أدعوها ويجمد في فمي …. صوت المحب ولا يجيب الخاضع
ما زلت أدعوها وألف حكاية …. تروى عن الأهل الذين تقاطعوا
عن إخوة ركبوا الخلاف مطية …. وإلى سراديب الشقاق تدافعوا
يا أمة يسمو بها تاريخها …. ويسوقها نحو الضياع الواقع
يا أمة تصغي إلى أهوائها …. وتسد سمعا حين يصدع صادع
يا أمة ما زلت أسأل حالها …. عنها فتنطق بالجواب فواجع
ما لي أراك فتحت أبواب الهوى …. وقبلت ما يدعو إليه الطامع
يممت غربا والحقائق كلها …. شرق وفي يدك الدواء الناجع
ما لي أراك مددت للمال الربا …. جسرا وفي القرآن عنه قوارع
أنسيت حرب الله وهي رهيبة …. أوما لديك من العقيدة رادع
أو غاية الإسلام عندك أن يرى …. لك في الوجود معامل ومصانع
أنسيت أن الناس فيك معادن …. أنسيت أن الأرض فيك مواضع
لا تخدعي بعض الوجوه قبيحة …. وتزينها للناظرين براقع
وإذا أراد الله نزع ولاية…. عمي البصير بها وصم السامع
يا أمتي عوتبتُ فيك وإنما …. خشي المعاتب أن يسوء الطالع
قالوا تدافع بالقصائد قلت …. بل بيقين قلبي عن حماك أدافع
شبت عن الطوق الحروف فما …. بها حرف يزيف رؤيتي ويخادع
أسلمت للرحمن ناصيتي فما …. تلهو القصائد أو يغيب الوازع
إني أتوق إلى انتصار عقيدة …. فيها لأنهار النجاة منابع
قالوا : تروم المستحيل ؟ فقلت …. بل وعد من الرحمن حق واقع
والله لو جرف العدو بيوتنا …. ورمت بنا خلف المحيط زوابع
لظللت أؤمن أن أمتنا لها …. يوم من الأمجاد أبيض ناصع
هذي حقائقنا وليست صورة …. وهمية فيها العقول تنازع
أنا لن أمل من النداء فربما …. أجدى نداء من فؤادي نابع
ابوفواز
03-31-2011, 12:15 AM
في خـيمــة الحـب
شعري وحبي فيكَ يلتقيانِ .... وعلى المسير إليكَ يتَّفقانِ
فتحا ليَ الباب الكبيرَ وعندما .... فَتحا رأيتُ خمائلَ البستانِ
ورأيتُ نَبعاً صافياً وحديقةً .... محفوفةً بالشِّيحِ والرَّيحانِ
ورأيتُ فيها للخُزامى قصةً .... تُروَى موثَّقةً إلى الحَوذانِ
ودخلتُ عالمَكَ الجميلَ فما رأت .... عينايَ إلاَّ دَوحةَ القرآنِ
تمتدُّ فوق السالكين ظِلالُها .... فيرون حُسنَ تشابُكِ الأغصانِ
ورأيتُ بستانَ الحديثِ ثمارُه .... تُجنى لطالب علمِه المتفاني
ورأيتُ واحات القصيم فما رأت .... عينايَ إلاّ منزلي ومكاني
لما دخلتُ رأيتُ وجهَ عُنيزةٍ .... كالبدر ليلَ تمامِه يلقاني
ورأيتُ مسجدَها الكبيرَ وإِنما ..... أبصرتُ صرحاً ثابتَ الأركانِ
ورأيتُ محراباً تزيَّنَ بالتُّقى .... وبصدق موعظةٍ وحُسنِ بيانِ
وسمعتُ تكبير المؤذِّن إنني ..... لأُحبُّ صوتَ مؤذِّنٍ وأذانِ
الله أكبر تصغر الدنيا إذا .... رُفعت وتكبرُ ساحةُ الإيمانِ
الله أكبر عندها يَهمي النَّدَى ..... ويطيب معنى الحبِّ في الوجدانِ
يا شيخُ قد ركضت إليكَ قصيدتي .... بحروفها الخضراءِ والأوزانِ
في ركضها صُوَرٌ من الحبِّ الذي .... يرقى بأنفسنا عن الأضغانِ
في خيمة الحبِّ التقينا مثلما .... تلقى منابعَ ضَوئها العينانِ
يا شيخ هذا نَهرُ حبي لم يزل .... يجري إليكَ معطَّرَ الجَرَيانِ
ينساب من نَبع المودَّةِ والرِّضا.... ويزفُّ روحَ الخصب للكثبانِ
حبٌّ يميِّزه الشعور بأننا .... نرقى برُتبَتِه إلى الإحسانِ
والحبُّ يسمو بالنفوس إذا غدا .... نبراسَها في طاعة الرحمنِ
هذي فتاواكَ التي أرسلتَها .... لتضيءَ ذهنَ السائلِ الحيرانِ
فيها اجتهدتَ وحَسبُ مثلكَ أن يُرى .... منه اجتهادٌ واضح البرهانِ
فَلأَنتَ بين الأجر والأَجرين في .... خيرٍ من المولى ورفعةِ شانِ
يحدوك إيمانٌ بأصدقِ ملَّةٍ ..... كَمُلَت بها إشراقةُ الأَديانِ
فَتوَاكَ ترفُل في ثيابِ أَمانةٍ ..... وتواضُعٍ للخالق الديَّانِ
فَتواكَ ترحل من ربوع بلادنا ..... عَبرَ الأثيرِ مضيئةَ العنوانِ
سارت بها الرَّكبانُ من يَمَنٍ إلى .....شامٍ .. إلى هِندٍ إلى إيرانِ
وصلت إلى أفريقيا بجنوبها ..... وشمالها .. ومضت إلى البلقانِ
ومن الولايات البعيدة أبحرت ..... من بَعدِ أوروبا إلى الشيشانِ
فَتواكَ نورٌ في زمانٍ أُلبِسَت ..... فيه الفتاوى صِبغَةَ الهَذَيانِ
وغَدَا شِعارُ اللَّابسين مُسُوحَها ..... فَتوايَ أمنحُها لمن أعطاني
يا ويلهم دخلوا من الباب الذي ..... يُفضي بداخله إلى الخُسرانِ
يا شيخُ ما أنتم لأمتنا سوى ..... نَبعٍ يُزيل غشاوةَ الظمآنِ
علَّمتمونا كيف نجعل همَّنا ..... في خدمة الأرواحِ لا الأبدانِ
علَّمتمونا كيف نُحسن ظنَّنا ..... بالله في سرٍّ وفي إعلانِ
علَّمتمونا أنَّ وَعيَ عقولنا..... يسمو بنا عن رُتبَةِ الحَيَوانِ
يا شيخَنا أَبشر .. فعلمكُ واحة ٌ..... فيها ثمارٌ للعلومِ دَوانِ
حَلَقاتُ مسجدك الكريمِ منارةٌ ..... للعلم تمسحُ ظُلمَةَ الأَذهانِ
بينَ الحديثِ وبينَ آي كتابنا ..... تمضي بكَ السَّاعاتُ دونَ تَوَانِ
وعلوم شرع الله خيرُ رسالةٍ ..... في الأرض ترفع قيمة الإنسانِ
يا شيخَنا دعواتُنا مبذولةٌ ...... رُفِعت بها نحو السَّماءِ يَدَانِ
نرجو لكم أجرا وسابغَ صحَّةٍ ..... وسعادةً بالعفو والغفرانِ
يا شيخُ لا والله ما اضطربت على ..... ثغري حروفي أو لَوَيتُ لساني
هو حبُّنا في الله أَثمَرَ غُصنُه ..... شعراً يبثُّ كوامنَ الوُجدانِ
هذا بناءُ الخير أنتَ بَنَيتَه ...... وعلامةُ التوفيق في البنيانِ
ابوفواز
03-31-2011, 12:16 AM
تألقي يا حروف الشعـر
لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا **** فمـذ عرفتك وجه الفجر ما غابا
ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت **** ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا
ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت **** ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا
تزينت لك أشعاري فكم سكبت **** عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا
وكم أثارت جنون الحرف فـارتحلت **** ركابه في مدى شعري وما آبا
تألقي يا حروف الشعر واتخذي **** إلى شغاف قلوب الناس أسبابا
وصافحي لهب الأشواق في مهج **** محروقة واصنعي للحب جلبابا
وسافري في دروب الذكريات فقد **** ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
وصففي شعر أوزاني فقد عبثت **** بشعرها صبوات الريح أحقابا
وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية **** كتبتها حين كان الفجر وثابا
وحين كانت شفاه الطل منشدة **** لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا
وحين كان شذى الأزهار منطلقاً **** في كل فج وكان العطر منسابا
تألقي يا حروف الشعر واقتحمي **** كهف المساء الذي ما زال سردابا
ومزقي رهبة في البدر تجعلـه **** أمام بوابة الظلماء بوابا
وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة **** تزيده في دروب العزم أدرابا
يا قلب يا منجم الإحساس في جسد **** ما ضـل صاحبه درباً ولا ذابا
قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها **** وأقبلت نحوك الآهات أسربا
وأشعل الحزن في جنبيك موقده **** وأغلقت دونك الأفراح أبوابا
ماذا أصابك يا قلبي ألست على **** عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا
حددت فيك معاني الحب ما رفعت **** إليك غائله الأحقاد أهدابا
صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت **** حرب ولاحرك الباغون أذنابا
ولا تقرب منك اليأس بل يئست **** آماله فانطوى بالهم وانجابا
فكيف تغرق في بحر جعلت على **** أمواجه مركباً للصبر جوابا
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا **** يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها **** غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا
انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى **** ظـلاً وسوف ترى ورداً وعنابا
قال الفؤاد أعرني السمع لست كما **** تظن أغلق مـن دون الرضا بابا
لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها **** صبر وقد أصبح الإحساس شبابا
يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى **** فما رأى في عيون الناس ترحابا
وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت **** لها المآسي تحـد الظفر والنابا
نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ **** يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا
وأرسلت دمعة في الليل ساخنة **** فأرسل الليل دمع الطل سكابا
ضاعت معالم بيت كان يسترها **** عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا
فكيف تطلب تغريد البلابل في **** روض يُشيع به الطغيان إرهابا
هون عليك فؤادي لست منهزما **** حتى أراك أمام الحزن هيابا
هون عليك فؤادي واتخذ سببا **** إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا
وقل لمن بلغ الإحساس غايته **** منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا
لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها **** حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا
أما ترين ضياء الشمس كيف بدا **** مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا
لكنها لم تطاوع يأسها فمضـت **** تخيط من نورها للبدر جلبابا
ما حركت شفة غضبي ولا شتمـت **** وما أثارت على ما كان أعصابا
مضت على نهجها المرسوم في ثقة **** وأعربت عن سداد الرأي إعرابا
لو أنها شغلت بالليل تشتمه **** لما رأت في نجوم الليل أحبابا
كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أمـلاً **** واستمنحي رازقاً للخلق وهابا
فعندها سترين الأفق مبتسماً **** والشمس ضاحكة والفجر وثابا
ابوفواز
03-31-2011, 12:17 AM
حوار في ساحة المطاف
مــــرَّ عامٌ، أهكذا مرَّ عامُ **** هكـــذا طوَّفتْ بنا الأيّــــامُ؟!
مرَّ عامٌ، كأنَّما مرَّ شهرٌ **** عجباً، هل تلاشـت الأعوامُ؟!
كيف صار المولود فينا رَضيعاً **** ومتى حُقَّ للرضيع الفِطامُ؟
ومتى أصبح الفَطيم غُلاماً **** ومتى جاوز البلوغَ الغُلامُ؟
ومتى أصبح الغُلام لدينا **** رجلاً، تَحتفي به الأقلامُ؟
ثم أضحى شيخاً حنَتْه الليالي **** فهو كالجذع مالَ منه القَوامُ
ليت شعري، أهكذا العمرُ يَمضي **** حين يمضي، وما يُحسُّ الأَنامُ؟؟
كنتُ في ساحةِ المطاف وقلبي **** مُطمئنٌّ، والطَّائفون الْتِحَامُ
كنت في ساعةٍ، تحلِّق روحي **** في مَداها، وتُشرق الأحلامُ
ها هنا تلتقي نفوسُ البَرايا **** يافثٌ هاهُنا و حَامٌ و سَامُ
صورةُ الحجِّ لوحةٌ من جلالٍ **** تتجلى فـيها أمورٌ عظامُ
كنت أستوقف الخيالَ فيأبى **** كيف باللهِ، يُوقَفُ الإلهامُ؟!
طافَ بي حينَها شعورٌ عجيبٌ **** بسؤالٍ يُماطُ عنه اللِّثامُ
مَوْسِمَ الحجِّ، كيف عُدْتَ إِلينا **** بعد شهرٍ، وَوَعـْدُ لُقْياكَ عامُ؟
كنتَ بالأمس عندنا، دون شكٍ **** نظري فيكَ دائماً لا يُضامُ
كنتَ بالأمس في المشاعر تمشي **** في خشوعٍ، لباسُكَ الإِحرامُ
حولَك الناسُ بالأُلوفِ تلبِّي **** فـتجيب البِطَاحُ والآكامُ
كنتَ بالأمس في المقام تُصلِّي **** لو سألنا، أجاب عنك المقامُ
كنتَ ترمـي الجِمَارَ بعد زَوالٍ **** للحصى، حينما رَمَيْتَ، ضِرامُ
كنتَ بالأمس في طوافِ وداعٍ **** تسأل اللهَ أنْ يطيب الختامُ
أوَ ما بِتَّ في مِنَىً قبلَ شهرٍ **** ودليلي على المبيتِ الخيامُ
أوَ ما كُنتَ في رُبَى عَرَفاتٍ **** واقفاً، والجموعُ فيها قيامُ
أيّها الحَجُّ، كيف عُدْتَ، أَجبْني **** قبل أنْ يُعجزَ اللِّسانَ الكلامُ؟
أنتَ رُكْنٌ مُخصّصٌ بزمانٍ **** مثلما خُصَّ بالزمانِ الصِّيامُ
فلماذا أتيتنا بعد شهرٍ **** قبل أنْ يتركَ العيونَ المَنام؟
مدَّ كفَّا إليَّ، يمسح رأسي **** وعلى ثغره يلوح ابتسامُ
قال لي ضاحكاً : لقد مرَّ عامٌ **** منذ ودَّعـتكم، وأنتم نيامُ
ودليلي، هذي المشاعر تنمو **** وعليها صَرْحُ العَطاءِ يُقام
كلَّ عام تمتدُّ فيها جسورٌ **** ودروبٌ، بها تخفُّ الزِّحام
خدْمةٌ للحجيج تُسعد قلبي **** واحتفاءٌ بشأنهم واهتمامُ
خَيْرُ هذي البقاع يَمْتَدُّ فوقي **** كلَّ عامٍ، كما يُمَدُّ الغَمام
مَرَّ عامٌ على طوافِ وَدَاعي **** حَدَثتْ فيه حادثاتٌ جِسَامُ
ودليلي تَجدُّدُ الجرحِ فيكم **** والنفوسُ التي طَواها الحِمَامُ
والبيوتُ التي تُهدَّم ظُلْمَاً **** والضحايا، والقتلُ، والإِجرامُ
ودليلي انتفاضةٌ فجَّرَتْها **** في فلسطينَ طفلةٌ وغُلامُ
والثَّكالى، قلوبهنَّ انكسارٌ **** يتلظَّى ببؤسها الأَيتامُ
ودليلي الشيشانُ تُخْبِرُ عنها **** كلَّ يومٍ أشلاؤها والحُطَامُ
ودليلي كشميرُ في القلب منها **** حَسراتٌ، لهنَّ فيه احتدامُ
ودليلي العراقُ ما زال يبكي **** ويُغنِّي بجرحه (صَدَّامُ)
لو سألنا بغدادَ عنه لقالتْ **** صِحّةُ الاسم عندنا (هَدَّام)
ودليلي نهايةٌ لنظامٍ **** عالميٍّ يَفرُّ منه النّظامُ
وانكشافُ الغطاءِ عَمَّا يُسمَّى **** بسلامٍ، وليس فيه سَلاَمُ
مَرَّ عامٌ، لديَّ أَلْفُ دليلٍ **** فلماذا تَسْتَغلِقُ الأَفهامُ؟
مرَّ عام شهوره ناطقاتٌ **** ما بها لـَكْنَةٌ ولا إِعجامُ
تُشرق الشمسُ فيه كلَّ صَباحٍ **** ويُغطّيه في المساءِ الظلامُ
وَيَهُلُّ الهلالُ فيه، ويبقى **** في نُموٍّ، حتى يكونَ التَّمَامُ
مرَّ عامٌ، هذي الحقيقةُ، لكنْ **** أنتم الغافلون عمَّا يُرامُ
صار يُلهيكم التكاثُرُ حتى **** فَرِحَ (القَسُّ) وانتشى (الحَاخامُ)
وبدا للبعيد منكم خضوعٌ **** فرماكم، وطاوعتْه السِّهامُ
لم يُصِبْكم إلاَّ لأنَّ خُـطاكم **** وقفتْ حَيْثُ ساخت الأَقدامَ
وإذا نالت المذلَّةُ قوماً **** طافَ أعداؤهم عليهم وحاموا
واستباحوا دَمَ الكرامةِ فـيهم **** ليت شعري متى يُفيق الكرامُ؟!
فلماذا تُخبِّئونَ رؤوساً **** مثلما تدفن الرؤوسَ النَّـعَامُ؟
موسمَ الحجِّ، يا حبيبَ قلوبٍ **** صاغها من ضيائه الإِسلامُ
مرَّ عامٌ، نعم، ولكنَّ مثلي **** في مَرامي سؤالهِ، لا يُلام
قَصُرتْ خُطْوَةُ الزَّمانِ وفينا **** أيُّها الموسم الحبيب انهزامُ
أثقلتْنا بالهمِّ دُنيا، هَواها **** طُحْلبيٌّ، والوَجْهُ منها جَهَامُ
بعضُنا لم يزلْ يُخادع بعضاً **** ولكَم يَتْبَعُ الخداعَ انتقامُ
كلُّنا نعرف انتقاصَ اللَّيالي **** وقليلٌ منَّا الذين استقاموا
كلُّنا، أيُّها الحبيبُ نُغنِّي **** غيرَ ألحانِ مجدِنا، والسّلاَمُ
ابوفواز
03-31-2011, 12:18 AM
تـســولي
ما أنت الا مثلٌ من شعبكِ المرحل
مدي يديكِ .. أطلبي لا تخجلي
فربماوجدت كفنا لزوجك المجندلِ
وربما وجدت كسرة من خبزكِ المفضلِ
وربما وجدتِ رقعةٌ لثوبكِ المهلهلِ
وربما وجدتِ آثراً من بيتكِ المزلزلِ
لا تقلقي من رؤية الطائرة المحلقة
وثورة القنبلة المحرقة
لا تقلقي من صحفٌ مأجورةٌ ملفقة
ان هدموا منزلكِ الصغير فاسكتي
لا تصرخي ولا تعاتبي ولا تبكتي
فربما أصبحتي في قائمة الارهاب
اذا صرختي او بكيتي او بالغتي في العتاب
تسولي ياأختنا تسولي
لا تشتكي ولا تولولي
فعندك الرصيف خير منزلِ..نعم
ففي الرصيف راحة من مطبخ وغرفه وغرسة ومكتل
هم يرسمون ياأخيتي وجة الطريق الامثل
فلا تولولي .. لا تغضبي
فانهم لم يقصدوا ان يهدموا البيوت والمساجد
لم يقصدوا ان ينثروا أشلاء ركعٌ وساجدِ
قد يخطىْ الطيار يا اخيتي
وتخطىْ المقاصدِ
وربما ينحرف الصاروخ او يعاندِ
وربما تدحرجت قنبلة بريئة
وأشعلت بيوتكم أجزاؤها المضيئة
وأحدثت مالم يكن في الخطة الجريئة
تسولي يا أختنا تسولي
فحربهم تلاحق الجناة في الجبال
لم يقصدوا ان يقتلوا الاطفالِ
اطفالكم هم الذين ضيقوا المجالِ
فانهم هداهم الالة يلعبون
ويسرحون في ربوعكم ويمرحون
هم يخرجون لحظة الزلزال
يواجهون القصف والاهوال
كم يخطىء الاطفال يا أخيتي
تسولي يا أختنا تسولي
فحربهم تريد ان تزيل عنكم الشقاء
>
لم يقصدوا ان يقتلوا الشيوخ والنساء
شيوخكم قد اخطأوا
وأخطأت نساؤكم فكلكم خطاء
لانكم هداكم الالة تخرجون في العراء
وتهربون حينما تمطركم قنابل الوفاء
نعم قنابل الوفاء
اليس يرمي قبلها او بعدها الغذاء ؟؟
كم يخطىء الشيوخ يا أخيتي وتخطىء النساء
تسولي .. يا أختنا تسولي
لابأس ان يموت طفلك الصغير
وان يموت جده الكبير
وان يئن قلبك الكسير
وان تشب في دياركم السعير
لابأس ان تضربكم طائرة تغير
قائدها يمسك علبة عصير
جهازها يرقب في جبالكم تحرك الخيول والحمير
لانها وسيلة لنقلكم خطيرة
تحملكم ظهورها في الطرق العسير
هداكم الالة يا أخيتي
فعندكم أسلحةٌ مثيرة
لابأس ان يراقبوا مسيرة الحمارة الثيثة
وحركات القطة الغثيثة
فربما تطلق من اذنها بودرة للجمرة الخبيثة
تسولي .. يا أختنا تسولي
فربما تسللت من أرضكم فراشة
عنيفة قوية الهشاشة
وقطعت مسافة تقصر او تطول
وحينما تحقق الوصول
تفجرت في برجهم والناس في ذهول
ألستِ ياأخيتي في عصرنا العجيب ؟؟
بعقلةِ وفكرةِ الغريب
فربما تحولت فراشةٌ من أرضكم صغيرة
وأصبحت طائرةٌ كبيرة
واصطدمت ببرجِهم وأوقدت سعيرة
وأصبحت فراشةالارهابِ جديرةٌ بالضرب والعقاب
تسولي .. يا أختنا تسولي
فربما وجدت عابراً يمد كف مفضلِ
لا تشتكي ,,!!
أتشكين المر يا اخيتي الى نبات حنظل ؟؟
أتشكين هدم منزلِ الى ضمير معولِ
لاتشتكي ورددي أدعية وحوقلي
وسبحي وهللي وأبشري
فالليل مهما طال سوف ينجلى ؟؟؟
ابوفواز
03-31-2011, 12:19 AM
الــبــاحــة اليوم
صوتي لصوتك يا قلبي الحنون صدى **** فاهتف بلحن الرضى واجعل أساك فدى
أنخْ هنا ركبك الساري، فأنت على **** أرض ستُنبت أزهار الهناء غدا
أسمعْ رُبى غامدٍ لحناً، تردّده **** زهرانُ، فالدّرب صار اليوم متّحدا
إنّي حفرتُ روابي الشعر، أزرعها **** حباً، وصدقاً وللإنسان ما قصدا
يا فهدُ .. ها أنت والأزهار راقصة **** من حولنا تزدهي حبا لمن وفدا
الباحةُ – اليوم – لحن سوف أنشده **** شعراً، وتُنشدُه هذي الرُّبى أبدا
أرضيتها بلقاء، سوف يحفظه **** تاريخها زمنا، لا يعرف العددا
سمعتُ أزهارها تحكي، وقد حلفت **** بالله صدقا، إذا أحسنتم المددا
لتصبحنّ مثال الحسن في بلد **** لكم محاسنه ... أنعم به بلدا
وعدتُ قلبي بحلم كنتُ أرقبه **** إنّ الفتى من يفي دوماً بما وعدا
وها أنا اليوم ألقي الشعر تسمعني **** ربوعها، وأرى في ربعها فهدا
شعرا يعيش على أنغامه أملي **** ويقتل اللحن فيه الحزن والكمدا
يشدو به "حُزنةُ" العالي، وينقله **** لحناً شجياً إلى كل الربوع "شدا"(1)
أفنيتُ فيها شباب الحرف أنظمه **** وصفاً لها. كلما قرّبته ابتعدا
يا بلبل النغم العذب الذي غرست **** ألحانه عبر هاتيك الرّبوع صدا
إن كنت تشدو على أغصانها فعلى **** غصون قلبي عصفور الهناء شدا
يا شعر غرّد على أيك المشاعر في **** صدق فقد يؤنسُ التغريد من وجدا
هذا اللقاء الذي نحياه، ينقلني **** إلى زمان، أضاء المشرقين هدى
رأيت فيه رسول الله، يملؤه **** عدلا، وكان لمن يحتاجه سندا
وقد رأيت به الصدّيق ممتثلاً **** كما رأيت به الفاروق متّقدا
ولم تزل تسمع الأيام صرخته **** ويشرب الدهر منها عزّة وفدى
قد قالها عمر الفاروق في ثقة **** بالله، يمهرها الأموال والولدا
فلو تعثّر في صنعاء راحلة **** براكب، كنت مسئولا ومنتقدا
من حقّق النصر في بدر ومن جعل **** الأحزابَ، بالرغم من إحكامها، بددا؟
ومن طوى الأرض للإسلام طائعه **** إلا الذي لم يزل في حكمه أحدا
إنا نكوّن بالإسلام رابطة **** مهما اختلفنا فقد صرنا بها جسدا
لو اشتكى كدرا ماءُ الخليج شكا **** منه الفرات، ولم ينس الأسى بردى
ليس التزمّت طبعاً في عقيدتنا **** ولا التّحلّل .. إنّا نبتغي رشدا
وليس من يمتطي للمجد همّته **** كمن قضى عمره لهوًا فضاع سُدى
لا يعرفُ الحرّ إلا من تعامُلهِ **** ولا الشجاع الفتى إلا إذا صمدا
قد يغرق المرء في لذّاته، ويرى **** دنياه نشوى ويأتي عيشُه رغدا
حتى إذا ما تمادى في غوايته **** تبدّلت حاله بعد الرضى نكدا
مهما غفا الناس إعراضاً فلن يجدوا **** من دون ربهم الرحمن ملتحدا
في كل ذرّة رمل من جزيرتنا **** معنى من العزّ، بالبشرى يسيل ندى
تمّت لنا نعم الرحمن في بلد **** كالمنهل العذب، كم من ظامئ وردا
إليه تهفو قلوب المسلمين على **** بُعد المسافات، والإسلام منه بدا
دستورنتا الحق، لا نرضى به بدلا **** به نسـير إلى أهدافـنا صُعُدا
فبالهدى نجعل الأيّام ناعمةً **** تزهو.. وإن أحكمتْ أعداؤنا العُقدا
نمضي بإيماننا، و الله يكلؤنا **** ما خاب من مدّ لله الكريم يدا
ابوفواز
03-31-2011, 12:20 AM
مــن أعــماق الـقـلب
أختاه، دونك حاجز وستار **** ولديك من صدق اليقين شعار
عودي إلى الرحمن عوْداً صادقاً **** فيه يزول الشرّ والأشرارُ
وبه يعود إلى البلاد أمانُها **** وبه يُفّكُ عن الخليج حصارُ
أختاه، دينُك منبع يروي به **** قلب التقي وتشرق الأنوارُ
وتلاوة القرآن خير وسيلةٍ **** للنصر، لا دفّ ولا مزمار
هو في احتدام القيظ ظلّ وارف **** وإذا التوى وجه النهار دثارُ
ودعاؤك الميمون في جنح الدّجى **** سهم تذوب أمامه الأخطار
الكون_ يا أختاه_ ليس قصيدة **** منثورة، في لحنها استهتار
الكون ليس بما حوى ألعوبة **** كلا، ولكن بالقضاء يُدار
يروي السياسيون ألف حكاية **** وتسوق ما لم يعرفوا الأقدار
أختاه حولك روضة مخضرة **** تختال فوق ربوعها الأشجار
نبع ونهر لا يجف مسيله **** أبدا، وجذع شامخ وثمار
دين تهون به الخطو، وتزدهي **** في ظله همم، ويمسح عار
ولديك يا أختاه منه ذخيرة **** يحمى بها عرض، ويحفظ جار
ولديك تاريخ عريق شامخ **** يحلو به للمؤمن استذكار
في منهج "الخنساء" درس فضيلة **** وبمثله يسترشد الأخيار
أختاه، يصمد للحوادث مخلص **** فيما يقول ويسقط السمسار
في كفك النشأ الذين بمثلهم **** تصفو الحياة وتحفظ الآثار
هزي لهم جذع البطولة، ربما **** أدمى وجوه الظالمين صغار
غذي صغارك بالعقيدة، إنها **** زاد به يتزود الأبرار
لا تستجيبي للدعاوى، أنها **** كذب وفيها للظـنون مثار
إعلام هذا العصر شر ظاهر **** فعلى يديه تزور الأخبار
وعلى يديه تشاع كل رذيلة **** وعلى يديه تشوه الأفكار
وبه تشب النار يوقد جمرها **** وبه يثار من الشكوك غبار
أختاه عين الفجر ترقب ما جرى **** وغدا ستشرب نوره الأزهار
وسيحرق الليل الطويل ثيابه **** ولسوف تهتك دونه الأستار
وسيكتب القمر المنير حكاية **** عن حزنه وستفضح الأسرار
وستعزف الشمس المضيئة نورها **** ولسوف تهدم عندها الأسوار
أختاه، كم من ظالم يبني له **** ملكا، فيهدم ملكه القهار
أين الجبابرة الذين تسلطوا **** ذهبوا، وظل الواحد الجبار
لا ترهبي التيار أنت قوية **** بالله مهما استأسد التيار
تبقى صروح الحق شامخة وان **** أرغى وأزبد عندها الإعصار
إن البناء وإن تسامق واعتلى **** ما لم يشيد بالتقى ينهار
قد يحصد الطغيان بعض ثماره **** لكن عقبى الظالمين دمار
ابوفواز
03-31-2011, 12:21 AM
لأقصى يناديكم
قُطع الطريقُ عليّ يا أحبابي **** ووقفتُ بين مكابر ومحابي
ذكرى احتراقي ما تزالُ حكاية **** تُروى لكم مبتورة الأسبابِ
في كل عامٍ تقرؤون فصولَها **** لكنكم لا تمنعون جَنابي
أوَ ما سمعتم ما تقول مآذني **** عنها ، وما يُدلي به محرابي؟
أوَ ما قرأتم في ملامح صخرتي **** ما سطّرته معاولُ الإرهابِ؟
أوَ ما رأيتم خنجرَ البغي الذي **** غرسته كفُّ الغدر بين قِبَابي؟
أخَواي في البلد الحرامِ وطيبةٍ **** يترقبانِ على الطريقِ إيابي
يتساءلان متى الرجوع إليهـما **** يا ليتني أسطيعُ ردّ جوابِ
وَأنا هُـنا في قبضة وحشيّة **** يقف اليهوديُّ العنيدُ ببابي
في كفّه الرشاش يُلقي نظرة **** نارية مسمومةَ الأهدابِ
يرمي به صَدرَ المصلّي كلُما **** وافى إليّ مطهّرَ الأثوابِ
وإذا رأى في ساحتي متوجّهاً **** للهِ ، أغلقَ دونَه أبوابي
يا ليتني أستطيعُ أن ألقاهما **** وأرى رحابَهما تضمُّ رحابي
أَوَلستُ ثالثَ مسجدينِ إليهما **** شدّتْ رِحالُ المسلم الأوّابِ؟
أوَ لم أكن مهدَ النبوّاتِ التي **** فتحت نوافذَ حكمةٍ وصوابِ؟
أوَ لم أكن معراجَ خير مبلّغٍ **** عن ربّه للناس خيرَ كتابِ ؟
أنا مسجد الإسراء أفخرُ أنني **** شاهدتُه في جيْئة وذَهابِ
يا ويحكم يا مسلمون ، كانّما **** عَقِمَتْ كرامتكم عن الإنجابِ
وكأنَّ مأساتي تزيدُ خضوعكم **** ونكوص همّتكم على الأعقابِ
وكأنّ ظُـلْمَ المعتدين يسرُّكم **** وكأنّكم تستحسنون عذابي
غيّبتموني في سراديب الأسى **** يا ويلَ قلبي من أشدّ غيابِ
عهدي بشدْو بلابلي يسري إلى **** قلبي ، فكيف غدا نعيقَ غُرابِ ؟!
وهلال مئذنتي يعانق ماعلا **** من أنجمِ وكواكبٍ وسحابِ
أفتأذنون لغاصبٍ متطاولٍ **** أنْ يدفن العلياء تحت ترابي؟!
يا مسلمون ، إلى متى يبقى لكم **** رَجعُ الصدى، وحُثالةُ الأكوابِ ؟؟
يا مسلمون ، أما لديكم هِمّة **** تجتاز بالإيمان كلّ حجابِ ؟؟
أنا ثالث البيتين هل أدركتمو **** أبعادَ سرّ تواصُل الأقطابِ؟!
إني رأيتُ عيونَ من ضحكوا لكم **** وأنا الخبيرُ بها ، عيونَ ذئابِ
هم صافحوكم والدماءُ خضابُهم **** وا حرّ قلبي من أعزّ خَضَابِ
هذي دماءُ مناضلٍ ، ومنافـحٍ **** عن عرضه ، ومقاوم وثّابِ
ودماءُ شيخٍ كان يحملُ مصحفاً **** يتلو خواتَم سورة الأحزابِ
ودماءُ طفلٍ كان يسألُ أمّهُ **** عن سرّ قتل أبيه عندَ البابِ
إني لأخشى أن تروا في كفّ مَن **** صافـحتموه ، سنابلَ الإغضابِ
هم قدّموا حطباً لموقد ناركم **** وتظاهروا بعداوة الحطّابِ
عجَباً أيرعى للسلام عهوده **** مَنْ كان معتاداً على الإرهابِ؟؟
من مسجد الإسراء أدعوكم إلى **** سفْرِ الزمان ودفتر الأحقابِ
فعلّكم تجدون في صفحاتهِ **** ما قلتُهُ ، وتُثمّنون خطابي
ابوفواز
03-31-2011, 12:21 AM
قــالوا تطرف جيلنــا
صبح تنفس بالضياء وأشرقا **** الصحوة الكبرى تهز البيرقا
وشبيبة الإسلام هذا فيلق **** في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا
وقوافل الإيمان تتخذ المدى **** دربا وتصنع للمحيط الزورقا
وحروف شعري لا تمل توثبا **** فوق الشفاه وغيب شعري أبرقا
وأنا أقول وقد شرقت بأدمعي **** فرحا وحق لمن بكى أن يشرقا
ما أمر هذه الصحوة الكبرى **** سوى وعد من الله الجليل تحققا
هي نخلة طاب الثرى فنما **** لها جذع قوي في التراب وأعذقا
هي في رياض قلوبنا زيتونة **** في جذعها غصن الكرامة أورقا
فجر تدفق من سيحبس نوره **** أرني يدا سدت علينا المشرقا
يا نهر صحوتنا رأيتك صافـيا **** وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى
ورأيت حولك جيلنا الحر الذي **** فتح المدى بوابة وتألقا
قالوا تطرف جيلنا لما سما **** قدرا وأعطى للبطولة موثقا
ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى **** ومضى على درب الكرامة وارتقا
أو كان إرهابا جهاد نبينا **** أم كان حقا بالكتاب مصدقا
أتطرف إيماننا بالله في عصر **** تطرف في الهوى وتزندقا
إن التطرف ما نرى من غفلة **** ملك العدو بها الزمام وأطبقا
إن التطرف ما نرى من ظالم **** أودى بأحلام الشعوب وأرهقا
لما رأى جريان صحوتنا طغى **** وأباح أرواح الشباب وأزهقا
ما زال ينسج كل يوم قصة **** تروى وقولا في الدعاة ملفقا
إن التطرف أن يسافر مسلم **** في لهوه سفرا طويلا مرهقا
إن التطرف أن نرى من قومنا **** من صانع الكفر اللئيم وأبرقا
إن التطرف أن نبادل كافرا **** حبا ونمنحه الولاء محققا
إن التطرف أن نذم محمدا **** والمقتدين به ونمدح عفلقا
إن التطرف أن نؤمن بطرسا **** وهو الذي من كأس والده استقى
إن التطرف وصمة في وجه من **** جعلوا صليبهم الرصاص المحرقا
إن التطرف في اليهود سجية **** شربوا به كأس العداء معتقا
إن التطرف أن يظل رصاصنا **** متلعثما ورصاصهم متفيهقا
يا من تسائلني وفي أجفانها **** فيض من الدمع الغزير ترقرقا
وتقول لي رفـقا بنفسك إننا **** نحتاج منك الآن أن تترفقا
أو ما ترى أهل الضلالة أصبحوا؟ **** يتعقبون شبابنا المتألقا
لا تجزعي إن الفؤاد قد امتطى **** ظهر اليقين وفي معارجه ارتقى
غذيت قلبي بالكتاب وآيه **** وجعلت لي في كل حق منطقا
ووطئت أوهامي فما أسكنتها **** عقلي وجاوزت الفضاء محلقا
أنا لا أخدر أمتي بقصائد تبني **** على هام الرياح خورنقا
يسمو بشعري حين أنشد صدقه **** أخلق بمن عشق الهدى أن يصدقا
أوغلت في حزني وأوغل في دمي **** حزني وعصفور القصيدة زقزقا
أنا يا قصيدة ما كتبتك عابثا **** كلا ولا سطرت فيك تملقا
عيني وعينك يا قصيدة أنورا **** دمعا وشعرا والفؤاد تحرقا
قالوا قسوت ورب قسوة عاشق **** حفظت لمن يهوى المكان الأعمقا
بعض الرؤوس تظل خاضعة فما؟ **** تصحو وما تهتز حتى تطرقا
خوان أمته الذي يشدو لها **** بالزيف والتضليل حتى تغرقا
خوان أمته الذي يرمي لها **** حبلا من الأوهام حتى تشنقا
كالذئب من يرمي إليك بنظرة **** مسمومة مهما بدا متأنقا
شتان بين فتى تشرب قلبه **** بيقينه ومن ادعى وتشدقا
شتان بين النهر يعذب ماؤه **** والبحر بالملح الأجاج تمذقا
إني لأعجب للفتي متطاولا **** متباهيا بضلاله متحذلقا
سلك العباد دروبهم وهو الذي **** ما زال حيران الفؤاد معلقا
الشمس في كبد السماء ولم يزل **** في الشك في وضح النهار مطوقا
النهر يجري في القلوب وماؤه **** يزداد في حبل الوريد تدفقا
وأخو الضلالة ما يزال مكابرا **** يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا
يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى **** في الصف من بعد الإخاء تمزقا
لك من كتاب الله فجر صادق **** فاتبع هداه ودعك ممن فرقا
لك في رسولك قدوة فهو الذي **** بالصدق والخلق الرفيع تخلقا
يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا **** ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا
سترى رؤى بدر تلوح فرحة **** بيمينها ولسوف تبصر خندقا
سترى طريقك مستقيما واضحا **** وترى سواك مغربا ومشرقا
فتحت لك البوابة الكبرى فما **** نخشى وإن طال المدى أن تغلقا
إن طال درب السالكين إلى العلا **** فعلى ضفاف المكرمات الملتقى
وهناك يظهر حين ينقشع الدجا **** من كان خوانا وكان المشفقا
ابوفواز
03-31-2011, 12:22 AM
رسالة إلى البائع الخاسر
بعها فأنت لما سواها أبيع **** لك عارها ولها المقام الأرفع
لك وصمة التاريخ أنت لمثلها **** أهل ومثلك في المذلة يرتع
شبح مضى والناس بين مكذب **** ومصدق ويد الكرامة تقطع
ضيعت جهد المخلصين كأنهم **** لم يبذلوا جهدا ولم يتبرعوا
والله ما أحسنت ظني في الذي **** تدعو ولا مثلي بمثلك يخدع
وقرأت في عينيك قصة غادر **** أمسى على درب الهوى يتسكع
وعلمت أنك ابن اسرائيل لم تفطم **** وأنك من هواها ترضع
لكن بعض القوم قد خدعوا **** بما نمّقته فتأثروا وتسرعوا
ظنوك منقذهــم ولو علموا **** بما تخفي وأنك في الرئاسة تطمع
لرماك بالأحجار طفل شامخ **** ما زال يحرس ما هجرت ويمنع
يا من تزوجت القضية خدعة **** وحلفت أنك بالحقيقة تصدع
عجبا لزوج لا يغار فقلبه **** متحجر وعيونه لا تدمع
عجبا لزوج باع ثوب عروسه **** لا ينزوي خجلا ولا يتورع
يا بائع الأوطان بيعك خاسر **** بيع السفيه لمثله لا يشرع
هذي فلسطين العزيزة لم تزل **** في كل قلب مسلم تتربع
مسرى النبي بها وأول قبلة **** فيها وفيها للبطولة مهيع
فيها عقول بالرشاد مضيئة **** فيها حماس وجهها لا يصفع
هذي فلسطين العزيزة ثوبها **** من طلعة الفجر المضيئة يصنع
هذي فلسطين العزيزة طفلها **** متوثب لا يستكين ويخضع
هي أرض كل موحد لا بيع من **** باعوا يتمّ ولا الدعاوى تسمع
سيجيء يوم حافل بجهادنا **** الخيل تصهل والصوارم تلمع
قد طال ليل الكفر لكني أرى **** من خلفه شمس العقيدة تسطع
ابوفواز
03-31-2011, 12:23 AM
ين الهوى والعقل
قالت أيسمو الشعر في **** دنياك عن أوصافنا؟
ويعز يا من تنسج الأشـ **** ـواق عن أشواقنا؟
يا شاعر الآهات لم نسمـ **** ـمع حديث غرامنا؟!
تشدو به فيذيب بالأ **** لحان مُرّ جراحنا
أنسيت أيام الرضى؟ **** ونسيت عذب كلامنا؟
أنسيت ترنيم القصا **** ئد في ربوع صفئنا؟
******
فأجبتها – متلطفا - **** حقا ذكرت ولا عليك
فلكم ركضت وراء **** أحلامي لألمح مقلتيك
فلقد أرى في الهدب **** رسم بشائر مما لديك
والقلب – يا من تعتبين **** عليّ- كم يرنو إليك
ويغار - لا تستنكري ما **** قلت – حتى من يديك
لما تلامس يا فتاة **** الحسن وردة وجنتيك
******
لكنني بشريعتي **** أحيا على درب اليقين
أنا لاأدافـع حين أنشد **** عن قلوب الوالهين
فقلوب أهل الشعر لا **** تخشى الصبابة والأنين
والقلب حين تناله الأشـ **** ـواق يحرقه الحنين
أناعاشق للقمة الشمـ **** ـاء للحبل المتين
لكتابي السامي ويكفيـ **** ـني به شرفا ودين
******
فتراجعت والأدمع **** الخجلى على وجناتها
وعيونها الكحلاء تنظـ **** ـر في سجل حياتها
رسمت أمامي صورة **** الآلام من زفراتها
وتكلمت والصدق يسبقـ **** ـها إلى كلماتها:
أنعم بقصدك فاسم **** للعلياء من طرقاتها
وارحم مشاعر أمة **** تبكي على فلذاتها
******
إنا سنعلنها فما نهـ **** ـوى الشباب التائهين
نهوى شبابا أريحيا **** يرتدي ثوب القين
ويرد عن أوطانه بالعـ **** ـزم كيد الخائينين
نهوى شبابا شاعريّ الحـ **** ـس موفور الحنين
متوقد العزمات ذا شـ **** ـرف وذا خلق ودين
يعلو بدين الله في **** صف الرجال الخالدين
******
ومضت وفي عينيّ أشتـ **** ـات من الصور العجيبة
قلبي يهيم بها وعقلي **** قد سما عن كل ريبة
وظللت يصرع فكري **** السامي أماني الغريبة
ومشاعر الإيمان تسقي **** ارض أحلامي الخصيبة
فمضيت أدعو أمتي **** لترد أوطاني السليبة
يا أمتي ... سيري ، فكـ **** ـأس النصر دانية قريبة
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir