منار
10-17-2003, 05:58 PM
كيف تنظم الشعر
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم .
أما بعد :
كيف تنظم الشعر
( الشعر العربي الفصيح ) .
دروس مختصرة في كيفية نظم الشعر
المقدمة
تمهيد عن علم العروض
تعريفات عروضية ،التقطيع العروضي ،كيفية الوزن
والأبحر العروضية ... إلخ
أحببت أن أضعها بين أيديكم ـ أحبتي الكرام
علّها تسهم وتساعد بعض المتذوقين
والمحبين للشعر العربي الفصيح
في كيفية نظم الشعر ...
فما كان من صواب فمن الله ـ عز وجل ـ وما كان من خطأ وقصور
وخلل ونقص فمن نفسي والشيطان
وأستغفر الله
وأتوب إليه أولا وآخر .
الدرس الأول :
عندما نتحدث عن الشعر يتبادر إلى أذهاننا مباشرة علم العروض ،
هذا العلم الذي هو من اختراع العالم الفذ :
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ّ ،
( 100 ـ 175هـ ) واضع علم العروض ،
الذي كان إماماً في علم النحو ،
وأستاذاً لسيبويه والأصمعي وغيرهما من أئمة العربية ،
وقد أسهم الخليل في بناء الحضارة الإنسانية ،
مما جعله يقف كالطود الشامخ في مقدمة العلماء .
من أهم أعماله :
1- وضع معجم (( العين ))
وهو أول معجم في اللغة العربية مرتب حسب مخارج الحروف .
2- أول من ألف كتباً في الموسيقى العربية ، ومنها (( النغم )) .
3- ومن كتبه (( الشواهد )) ، و (( النقط والشكل )) .
4- أول من فكر في وضع علم العروض ،
فألف كتاباً في ذلك سماه (( العروض )) ، وهو من اختراعه ،
حيث قسمه إلى خمس دوائر ، وفرعه إلى خمسة عشر بحراً ،
وزاد الأخفش بحراً أخر هو المتدارك أو الخبب .
وقد وصف بأنه كان رجلا عاقلا حليما وقورا ...
الدرس الثاني :
بداية لا بد أن نعلم أن الشعر مرتبط بالغناء ارتباطا وثيقا ،
ولهذا يقولون : (( أنشد قصيدته ))
ولم يقولوا : (( ألقى شعره )) .
ولعل (( الرجز )) أقدم أنواع الشعر المعروفة ،
لأنه تطور عن النثر المسجوع الذي كان يعرفه الكهان والوعاظ .
وليكن في علمنا أن النثر أقدم من الشعر .
ولما بدأ عصر تدوين الأدب والعلوم ،
لم يكن العروض قد ظهر بعد ، أو عُرف .
إلى أن ألهم الله الخليل أن يقعِّد قواعد الشعر ،
وينظِّم أوزانه ، ويضع أسماءه .
--------------------------------------------------------------------------------
الدرس الثالث :
سبب وضع علم العروض وتسميته وفائدته
هناك بعض الآراء عن سبب وضع علم العروض ،
منها :
اولاً
قيل إن الخليل دعا بمكة أن يرزق علماً لم يسبقه عليه أحد ،
فلما رجع من حجّه فتح الله عليه بعلم العروض ،
حيث كان له معرفة واسعة بالإيقاع والنغم ...
ثانياً
قد شق على الخليل ما أصاب تلميذه سيبويه
من توفيق في مباحث النحو وما حازه من شهرة عظيمة
طبقت في الآفاق ، فخرج حاجاً يدعو الله أن يوفقه
لشيء يَنْبُه به فَتُقبِلُ عليه الناس ، فكان أن فتح الله
عليه بهذا العلم في في مكة المكرمة ...
وفي هذا قول معارض .
ثالثاً
قيل إن الخليل سئل عن علم العروض ،
فقيل له : هل عرفت له أصلا ؟ قال : نعم ،
مررت بالمدينة حاجاً فينما أنا في بعض مسالكها
إذ نظرت لشيخ على باب دار وهو يعلّم غلاماً ،
وهو يقول له :
نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا
فعولن / مفاعيلن / فعولن / مفاعلن
.................................. نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا
.................................. فعولن / مفاعيلن / فعولن / مفاعلن
فسأله الخليل عن هذا . فقال : هذا علم يتوارثه هؤلاء عن سلفهم ،
وهو عندهم يسمى التنغيم ...
رابعاً
وقيل أن الخليل كان بالصحراء فرأى رجلاً قد أجلس
ابنه بين يديه وأخذ يردد على سمعه :
نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا . مرتين ، فسأله عن هذا ،
فقال : إنه التنغيم نعلمه لصبياننا ...
خامساً
يُقال إن الخليل كان له ولد متخلف ،
فدخل على أبيه يوماً فوجده يقطّع بيت شعر بأوزان العروض ،
فخرج إلى الناس وقال : إن أبي قد جنّ ،
فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه ، فقال مخاطباً له :
لو كنتَ تعلمُ ما أقولُ عذرتني
........................... أو كنتَ تعلمُ مـــــا تقولُ عذلتكا
لكنْ جهلتَ مقالتي فعــــذلتني
........................... وعلمتُ أنك جاهــــــلٌ فعذرتُكا
أما عن السبب في تسميته بالعروض ، فهناك بعض الأقوال منها :
1- قيل : إن من معاني العروض (( مكة المكرمة ))
لاعتراضها وسط البلاد ...
2- قيل : إنه سمي عروضيا نسبة إلى المكان الذي
كان الخليل يقيم فيه ، وهو عُمان .
3- قيل : إن أحد معاني العروض يطلق على
ما لم يُرَض من النياق ...
4- قيل : سمي عروضيا لأن الشعر يعرض عليه .
5- قيل : إن البيت من الشعِّ مشبه ببيت من الشَّعر ...
فائدة علم العروض .
1- توجيه الشعر حسب القواعد
والأصول والأسس التي نظم عليها العرب .
2- وزن الشعر ، لمعرفة مكسورة من موزونه .
3- التمييز بين الأوزان المختلفة .
4- تمييز الشعر من غيره كالنثر بصفة عامة .
ملحوظة : هذا بشكل مختصر
وإلا فالمجال واسع ، والبحث يطول.....
يتبــــــــــــــــــــع>>>>>>>
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم .
أما بعد :
كيف تنظم الشعر
( الشعر العربي الفصيح ) .
دروس مختصرة في كيفية نظم الشعر
المقدمة
تمهيد عن علم العروض
تعريفات عروضية ،التقطيع العروضي ،كيفية الوزن
والأبحر العروضية ... إلخ
أحببت أن أضعها بين أيديكم ـ أحبتي الكرام
علّها تسهم وتساعد بعض المتذوقين
والمحبين للشعر العربي الفصيح
في كيفية نظم الشعر ...
فما كان من صواب فمن الله ـ عز وجل ـ وما كان من خطأ وقصور
وخلل ونقص فمن نفسي والشيطان
وأستغفر الله
وأتوب إليه أولا وآخر .
الدرس الأول :
عندما نتحدث عن الشعر يتبادر إلى أذهاننا مباشرة علم العروض ،
هذا العلم الذي هو من اختراع العالم الفذ :
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ّ ،
( 100 ـ 175هـ ) واضع علم العروض ،
الذي كان إماماً في علم النحو ،
وأستاذاً لسيبويه والأصمعي وغيرهما من أئمة العربية ،
وقد أسهم الخليل في بناء الحضارة الإنسانية ،
مما جعله يقف كالطود الشامخ في مقدمة العلماء .
من أهم أعماله :
1- وضع معجم (( العين ))
وهو أول معجم في اللغة العربية مرتب حسب مخارج الحروف .
2- أول من ألف كتباً في الموسيقى العربية ، ومنها (( النغم )) .
3- ومن كتبه (( الشواهد )) ، و (( النقط والشكل )) .
4- أول من فكر في وضع علم العروض ،
فألف كتاباً في ذلك سماه (( العروض )) ، وهو من اختراعه ،
حيث قسمه إلى خمس دوائر ، وفرعه إلى خمسة عشر بحراً ،
وزاد الأخفش بحراً أخر هو المتدارك أو الخبب .
وقد وصف بأنه كان رجلا عاقلا حليما وقورا ...
الدرس الثاني :
بداية لا بد أن نعلم أن الشعر مرتبط بالغناء ارتباطا وثيقا ،
ولهذا يقولون : (( أنشد قصيدته ))
ولم يقولوا : (( ألقى شعره )) .
ولعل (( الرجز )) أقدم أنواع الشعر المعروفة ،
لأنه تطور عن النثر المسجوع الذي كان يعرفه الكهان والوعاظ .
وليكن في علمنا أن النثر أقدم من الشعر .
ولما بدأ عصر تدوين الأدب والعلوم ،
لم يكن العروض قد ظهر بعد ، أو عُرف .
إلى أن ألهم الله الخليل أن يقعِّد قواعد الشعر ،
وينظِّم أوزانه ، ويضع أسماءه .
--------------------------------------------------------------------------------
الدرس الثالث :
سبب وضع علم العروض وتسميته وفائدته
هناك بعض الآراء عن سبب وضع علم العروض ،
منها :
اولاً
قيل إن الخليل دعا بمكة أن يرزق علماً لم يسبقه عليه أحد ،
فلما رجع من حجّه فتح الله عليه بعلم العروض ،
حيث كان له معرفة واسعة بالإيقاع والنغم ...
ثانياً
قد شق على الخليل ما أصاب تلميذه سيبويه
من توفيق في مباحث النحو وما حازه من شهرة عظيمة
طبقت في الآفاق ، فخرج حاجاً يدعو الله أن يوفقه
لشيء يَنْبُه به فَتُقبِلُ عليه الناس ، فكان أن فتح الله
عليه بهذا العلم في في مكة المكرمة ...
وفي هذا قول معارض .
ثالثاً
قيل إن الخليل سئل عن علم العروض ،
فقيل له : هل عرفت له أصلا ؟ قال : نعم ،
مررت بالمدينة حاجاً فينما أنا في بعض مسالكها
إذ نظرت لشيخ على باب دار وهو يعلّم غلاماً ،
وهو يقول له :
نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا
فعولن / مفاعيلن / فعولن / مفاعلن
.................................. نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا
.................................. فعولن / مفاعيلن / فعولن / مفاعلن
فسأله الخليل عن هذا . فقال : هذا علم يتوارثه هؤلاء عن سلفهم ،
وهو عندهم يسمى التنغيم ...
رابعاً
وقيل أن الخليل كان بالصحراء فرأى رجلاً قد أجلس
ابنه بين يديه وأخذ يردد على سمعه :
نعم لا ، نعم لا لا ، نعم لا ، نعم لا لا . مرتين ، فسأله عن هذا ،
فقال : إنه التنغيم نعلمه لصبياننا ...
خامساً
يُقال إن الخليل كان له ولد متخلف ،
فدخل على أبيه يوماً فوجده يقطّع بيت شعر بأوزان العروض ،
فخرج إلى الناس وقال : إن أبي قد جنّ ،
فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه ، فقال مخاطباً له :
لو كنتَ تعلمُ ما أقولُ عذرتني
........................... أو كنتَ تعلمُ مـــــا تقولُ عذلتكا
لكنْ جهلتَ مقالتي فعــــذلتني
........................... وعلمتُ أنك جاهــــــلٌ فعذرتُكا
أما عن السبب في تسميته بالعروض ، فهناك بعض الأقوال منها :
1- قيل : إن من معاني العروض (( مكة المكرمة ))
لاعتراضها وسط البلاد ...
2- قيل : إنه سمي عروضيا نسبة إلى المكان الذي
كان الخليل يقيم فيه ، وهو عُمان .
3- قيل : إن أحد معاني العروض يطلق على
ما لم يُرَض من النياق ...
4- قيل : سمي عروضيا لأن الشعر يعرض عليه .
5- قيل : إن البيت من الشعِّ مشبه ببيت من الشَّعر ...
فائدة علم العروض .
1- توجيه الشعر حسب القواعد
والأصول والأسس التي نظم عليها العرب .
2- وزن الشعر ، لمعرفة مكسورة من موزونه .
3- التمييز بين الأوزان المختلفة .
4- تمييز الشعر من غيره كالنثر بصفة عامة .
ملحوظة : هذا بشكل مختصر
وإلا فالمجال واسع ، والبحث يطول.....
يتبــــــــــــــــــــع>>>>>>>