صدريد
10-11-2003, 07:02 PM
أيها الأخوة الكرام:
قد نخطيء كثيرا في حياتنا، والأخطاء تختلف في فداحتها وعظمها وتأثيرها...
ومن الأخطاء أخطاء كبار عظام قد لا تغتفر لأسباب أولاها: فداحتها.. وثانيها: الإصرار عليها.. وثالثها: أنها في حق الله فهل نعلم عظمة من عصينا؟!
ومن أفدح الأخطاء وأخطرها وأجرأها ترك الصلوات المفروضة أو التهاون في أدائها جماعة.. وهو للأسف للأسف للأسف- خطأ شايع الآن بين الشباب والشابّات، تكاسلا أوتساهلا، أو استهتارا أو ما شئت من حيل إبليس التي يتخذها ذريعة لإهلاك المسلم والمسلمة..
إن العجيب أن يضطر دعاة المسلمين والنصحة منهم إلى بذل الوقت في مخاطبة الناس لإقناعهم وتذكيرهم بهذا الأصل الأصيل والركن الثاني من أركان الإسلام، وشحذ هممهم البلاغيّة والدعوية والإلتجاء إلى أساليب علم النفس لكي يحملوا الناس على أداء فريضة الإسلام الأولى وهي الصلاة !!! مع أنها أوجب الواجبات وأعلى الأركان وأكثرها تطبيقا بين الأركان.. فكلُّ مسلم مأمور بالصلاة اعتقادا وأداء.. لكن قد لايكون الحج فرضا عليه أو الصوم أو الزكاة لفقر أو مرض أو عدم استطاعة.. أما الصلاة فلا استثناء (إلا الحائض والنفساء)..
ومهما يكن من جدل فلا عذر لأي مسلم أن يترك الصلاة.. بل يجب أن يُخلع عنه صفة "المسلم" فلم يعد أخانا الحبيب ولا صديقنا المصطفى الذي نواليه ونعادي له، ولا المؤمن الذي نترحم عليه ونزّوجه وندفنه إن مات في مقابر المسلمين.. لأنه قطع العهد الذي بينه وبين الله والمسلمين...
إن الذي يترك الصلاة بالكامل أو يصلي أحيانا ويترك أحيانا هو – بتقرير العلماء – كافر خارج من دائرة الإسلام، لأن الصلاة هي عمود الإسلام وركنه الركين والحد الفاصل بين الكفر والإيمان.. إن الذي يترك الصلاة –بإختصار- هو شخص هان على الله فاختار معصيته، وهانت عليه نفسه فارتضى أن يعيّشها خارج حكمة الوجود و بعيدا عن الهدف من الخلق لأن الله تعالى يقول : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون...). هدف الوجود العبودية لله ..
أرأيتم أوامر الملوك الروتينيّة كيف أنهم يرسلون إلى ولاتهم رسائل خطيّة.. فإذا كان الأمر أهم أرسلوا رسلا.. فإذا كان أهم أرسلوا وفدا، فإذا كان أمرا مهمّا مهمّا استدع السلطان مأموره ليجتمع به ويبلغه التوجيه مباشرة وجها لوجه ..
ولله المثل الأعلى: هذا ما حدث حينما فرض الله الصلاة على أمّة اسلام.. فهي الفريضة الوحيدة التي اُستدعي لها النبي عليه السلام إلى السماء لتفرض عليه هناك عند سدرة المنهى عندها جنّة المأوى..
كل ذلك لعظم منزلة الصلاة.. بل هي الوشيجة التي جمعت نبينا برسل الله عليهم أجمعين السلام في رحلة الإسراء والمعراج.. وشيجة إيمان وولاء وحبّ..
فكيف تتركها وقد فرضت على نبينا عليه السلام في السماء..
كيف تتركها ولم يبح تركها لأحد في الوجود من أهل وجوبها -عدا الحائض والنفساء- سواء كان صحيحا أو مريضا أو مسافرا أو حتى مشلولا بل وحتى في الجهاد واشتداد القتل يصلي المسلمون صلاة الخوف (في جماعة) وإلا أوماءوا بها إيماءً.. كلٌّ مأمور بالصلاة حسب طاقته وقدرته.. لكي تبقى هذه الصلة بين العبد وربّه.. ويبقى ينبوع الرضا سلسبيلا، ويدوم نفح الأنس والطمأنينة والرضا يهب على عباد الله...
فعجيب كيف تتركها وأنت الفقير إلى ربّك..
وعجيب كيف تتركها وهي الموعد مع أكبر كبير وأعظم عظيم وملك الملوك سبحانه وتعالى.. (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا..)
عجيب كيف تركها وهي الناهية عن الفحشاء والمنكر.. وهي الزاد الروحي والأخلاقي. ( وأقم الصلاة.. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..)
وعجيب كيف تتهاون بها وهي كتاب الله لاكتاب عمرو وزيد.. بل كتاب الله الذي خلقك يوم لم تكن شيئا مذكورا.. وكتاب الله الذي أمدّك بنعمة البصر والسمع والإدراك والصحّة والنطق والعافية والعقل والرشد والعلم فاكتملت فيك شروط الصلاة.... (إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسئولا..)
عجيب كيف تتجاهل نداءها وهي فلاح المؤمنين وطريقهم إلى جنّات رب العالمين.. (قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون..)..
وعجيب كيف تؤجل القيام بها وأنت لا تعلم متى تلقي عصا الترحال في هذه الدنيا، ومتى يحين أجلك، فقد يحين وأنت على حال لا تسرّك ولا تنجيك بين يدي ربّك.. (.. وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون.. أم تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين..)
أخي الحبيب:
لا تحسبنّ أن صلاتك تزيد في ملك الله
ولا أن معصيتك تنقص من ملك الله
فما هذه الفرائض إلا نعم الله علي
ليرحمك،
ويزكيك،
ويرفع درجتك،
ويعلي منزلتك،
ويغفر ذنبك،
ويشرح صدرك،
ويصطفيك لكرامته وجنّته..
فاقض ما أنت قاض..
من عمل صالحا فلنفسه..
ومن أساء فعليها..
ولا تزر وازرة وزر أخرى..
ولا يظلم ربّك أحدا..
ولا يعرض عن أوامر الله إلا من سفه نفسه..
فلا نكن منهم.. فلا نكن منهم..
فلا نكن منهم.. فلا نكن منهم..
والآن:
ألم يأن لك أن تغسل بنور الوضوء جسدك..
وبماء التوبة قلبك..
ثم تدخل على أعظم العظماء بغير موعد..
وبلا استئذان..
وبلا حرّاس ولا حجّاب..
ثم تنطرح على عتبة رحمته.. وتدعو وتقول:
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء)
محبّكم في الله:
صدريد
قد نخطيء كثيرا في حياتنا، والأخطاء تختلف في فداحتها وعظمها وتأثيرها...
ومن الأخطاء أخطاء كبار عظام قد لا تغتفر لأسباب أولاها: فداحتها.. وثانيها: الإصرار عليها.. وثالثها: أنها في حق الله فهل نعلم عظمة من عصينا؟!
ومن أفدح الأخطاء وأخطرها وأجرأها ترك الصلوات المفروضة أو التهاون في أدائها جماعة.. وهو للأسف للأسف للأسف- خطأ شايع الآن بين الشباب والشابّات، تكاسلا أوتساهلا، أو استهتارا أو ما شئت من حيل إبليس التي يتخذها ذريعة لإهلاك المسلم والمسلمة..
إن العجيب أن يضطر دعاة المسلمين والنصحة منهم إلى بذل الوقت في مخاطبة الناس لإقناعهم وتذكيرهم بهذا الأصل الأصيل والركن الثاني من أركان الإسلام، وشحذ هممهم البلاغيّة والدعوية والإلتجاء إلى أساليب علم النفس لكي يحملوا الناس على أداء فريضة الإسلام الأولى وهي الصلاة !!! مع أنها أوجب الواجبات وأعلى الأركان وأكثرها تطبيقا بين الأركان.. فكلُّ مسلم مأمور بالصلاة اعتقادا وأداء.. لكن قد لايكون الحج فرضا عليه أو الصوم أو الزكاة لفقر أو مرض أو عدم استطاعة.. أما الصلاة فلا استثناء (إلا الحائض والنفساء)..
ومهما يكن من جدل فلا عذر لأي مسلم أن يترك الصلاة.. بل يجب أن يُخلع عنه صفة "المسلم" فلم يعد أخانا الحبيب ولا صديقنا المصطفى الذي نواليه ونعادي له، ولا المؤمن الذي نترحم عليه ونزّوجه وندفنه إن مات في مقابر المسلمين.. لأنه قطع العهد الذي بينه وبين الله والمسلمين...
إن الذي يترك الصلاة بالكامل أو يصلي أحيانا ويترك أحيانا هو – بتقرير العلماء – كافر خارج من دائرة الإسلام، لأن الصلاة هي عمود الإسلام وركنه الركين والحد الفاصل بين الكفر والإيمان.. إن الذي يترك الصلاة –بإختصار- هو شخص هان على الله فاختار معصيته، وهانت عليه نفسه فارتضى أن يعيّشها خارج حكمة الوجود و بعيدا عن الهدف من الخلق لأن الله تعالى يقول : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون...). هدف الوجود العبودية لله ..
أرأيتم أوامر الملوك الروتينيّة كيف أنهم يرسلون إلى ولاتهم رسائل خطيّة.. فإذا كان الأمر أهم أرسلوا رسلا.. فإذا كان أهم أرسلوا وفدا، فإذا كان أمرا مهمّا مهمّا استدع السلطان مأموره ليجتمع به ويبلغه التوجيه مباشرة وجها لوجه ..
ولله المثل الأعلى: هذا ما حدث حينما فرض الله الصلاة على أمّة اسلام.. فهي الفريضة الوحيدة التي اُستدعي لها النبي عليه السلام إلى السماء لتفرض عليه هناك عند سدرة المنهى عندها جنّة المأوى..
كل ذلك لعظم منزلة الصلاة.. بل هي الوشيجة التي جمعت نبينا برسل الله عليهم أجمعين السلام في رحلة الإسراء والمعراج.. وشيجة إيمان وولاء وحبّ..
فكيف تتركها وقد فرضت على نبينا عليه السلام في السماء..
كيف تتركها ولم يبح تركها لأحد في الوجود من أهل وجوبها -عدا الحائض والنفساء- سواء كان صحيحا أو مريضا أو مسافرا أو حتى مشلولا بل وحتى في الجهاد واشتداد القتل يصلي المسلمون صلاة الخوف (في جماعة) وإلا أوماءوا بها إيماءً.. كلٌّ مأمور بالصلاة حسب طاقته وقدرته.. لكي تبقى هذه الصلة بين العبد وربّه.. ويبقى ينبوع الرضا سلسبيلا، ويدوم نفح الأنس والطمأنينة والرضا يهب على عباد الله...
فعجيب كيف تتركها وأنت الفقير إلى ربّك..
وعجيب كيف تتركها وهي الموعد مع أكبر كبير وأعظم عظيم وملك الملوك سبحانه وتعالى.. (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا..)
عجيب كيف تركها وهي الناهية عن الفحشاء والمنكر.. وهي الزاد الروحي والأخلاقي. ( وأقم الصلاة.. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..)
وعجيب كيف تتهاون بها وهي كتاب الله لاكتاب عمرو وزيد.. بل كتاب الله الذي خلقك يوم لم تكن شيئا مذكورا.. وكتاب الله الذي أمدّك بنعمة البصر والسمع والإدراك والصحّة والنطق والعافية والعقل والرشد والعلم فاكتملت فيك شروط الصلاة.... (إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسئولا..)
عجيب كيف تتجاهل نداءها وهي فلاح المؤمنين وطريقهم إلى جنّات رب العالمين.. (قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون..)..
وعجيب كيف تؤجل القيام بها وأنت لا تعلم متى تلقي عصا الترحال في هذه الدنيا، ومتى يحين أجلك، فقد يحين وأنت على حال لا تسرّك ولا تنجيك بين يدي ربّك.. (.. وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون.. أم تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين..)
أخي الحبيب:
لا تحسبنّ أن صلاتك تزيد في ملك الله
ولا أن معصيتك تنقص من ملك الله
فما هذه الفرائض إلا نعم الله علي
ليرحمك،
ويزكيك،
ويرفع درجتك،
ويعلي منزلتك،
ويغفر ذنبك،
ويشرح صدرك،
ويصطفيك لكرامته وجنّته..
فاقض ما أنت قاض..
من عمل صالحا فلنفسه..
ومن أساء فعليها..
ولا تزر وازرة وزر أخرى..
ولا يظلم ربّك أحدا..
ولا يعرض عن أوامر الله إلا من سفه نفسه..
فلا نكن منهم.. فلا نكن منهم..
فلا نكن منهم.. فلا نكن منهم..
والآن:
ألم يأن لك أن تغسل بنور الوضوء جسدك..
وبماء التوبة قلبك..
ثم تدخل على أعظم العظماء بغير موعد..
وبلا استئذان..
وبلا حرّاس ولا حجّاب..
ثم تنطرح على عتبة رحمته.. وتدعو وتقول:
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء)
محبّكم في الله:
صدريد