dr_zakaria
05-07-2010, 03:24 PM
** عندما نشرت الصحف - قبل فترة قريبة - خبرا كان عنوانه ( شمرخ .. يحال إلى التقاعد ) في إشارة إلى أن الطريق المزدوج الجديد ( الطائف - الباحة ) قد فتح أمام المسافرين , ولكن من الجهة الأخرى لجبل شمرخ , بعيدا قليلا عن الطريق القديم الذي نعرفه عبر جسور شمرخ الشهيرة , بحيث أصبح ذلك الجزء من الطريق وكأنه قد أودع مستودع التاريخ .
** لحظتها فكرت في أمرين , أولهما أن الفكرة صائبة بدون شك , حيث ستريح المسافرين من إشكالية الهمّ والمعاناة , من الصعود أو الانحدار عبر جبل عملاق , والسير فوق جسور معلقة بين السماء والأرض , حتى ولو أصبح الطريق مزدوجا .. والأمر الثاني ماهو مصير طريق شمرخ القديم , بكل تاريخه , والذي سيظل - شئنا أم أبينا - جملة من الذكريات التي لن يمحوها الزمن بكل حلوها ومرها ؟ .
** وأظن أن إنسان الجنوب السعودي عموما , وأهالي منطقة الباحة خصوصا , قد نشأت بينهم وبين شمرخ - الطريق والمكان - علاقة تلازم وتجاذب , تتسع لدى البعض وتقل عند البعض الآخر عبر حقبة زمنية قاربت الـ ( 45 ) سنة , كان ذلك المكان خلالها علامة فارقة في الطريق , بـ ( طبوغرافيته ) الشامخة , وجسوره العملاقة , وواديه السحيق , والتي شكلت مجتمعة لوحة فخمة , من عناق الطبيعة مع جسارة وإبداع الإنسان .
** وأظن كذلك انه ليس من العدل ولا من الوفاء , أن نتنازل عن تجسيد هيبة وعنفوان ( شمرخ العتيد ) بحيث نختزلها عند حدود عبارة (جبل شمرخ – يحال إلى التقاعد ) ثم ننساه , وندير له ظهورنا , خصوصا والمكان كان محطة مهمة , لأجيال كانت قبلنا من مسافري ما قبل الإسفلت , يوم كانت الطرق ترابية , وكان اقتحام جبل كشمرخ يتطلب حشدا من الطاقة النفسية والمادية , حتى أن بعض المسافرين كانوا يبيتون ليلتهم في سفحه المهيب , انتظارا لانبلاج وجه النهار .
** ولذلك اقترح وأتمنى في ذات الوقت على الهيئة العليا للسياحة , وعلى مقام إمارة منطقة الباحة , أن يعملا مجتمعين على أن يصبح شمرخ واحدا من المزارات السياحية بالمنطقة , وان يتم تعهد جسوره بالصيانة , وان تتولى البلدية إقامة المزيد الاستراحات والمظلات على ضفافه , وان نرى مرشدي السياحة فوق سفحه يروون للزائرين له قصته , كواحدة من قصص كفاح الإنسان السعودي مع بناء مواصلاته , وظروف التنقل والانتقال وأعباء السفر , وكيف كنا وأين أصبحنا ؟ .. وخصوصا للأجيال الجديدة وكذلك للسواح .
** لا نريد لـ (شمرخ) أن ينظر نحونا بعين منكسرة , وحال كسيفة , بعد أن خدمنا عقودا كثيرة , دعونا نكن أوفياء معه , وان ننزله منزلته التي تليق بكبريائه , فثمة من يؤكد على ارتباط ذاكرة الإنسان بالأماكن التي مر بها وعاش فيها , فتسكنه تلك الأماكن مثلما سكنها وحلّ فيها , لذا فإن علاقة الإنسان بالمكان علاقة أزلية ، أبدية بلا جدال , وكلاهما يؤثر على الآخر ويتأثر به .
** فاصلة من الشعر الشعبي :
عذبــــــت قلبي وروحي ياجبل شمرخ
لكن في حشمة الصاحب وش أسوي
والله لو يطـــلب المـــوتر وســـــــواقه
لأقول هات القلم والدفتر أمــضي له
(*) صحفي وكاتب بجريدة البلاد – جدة
وكل الشكر لجريدة البلاد لسماحها لنا بالنقل ومن منا لايذكر شمرخ والمنحدرات وكذلك مجموعة المرايات التي على الطريق بس انا كنت استمتع بالقيادة بشمرخ ولكم تحياتي د-زكريا
** لحظتها فكرت في أمرين , أولهما أن الفكرة صائبة بدون شك , حيث ستريح المسافرين من إشكالية الهمّ والمعاناة , من الصعود أو الانحدار عبر جبل عملاق , والسير فوق جسور معلقة بين السماء والأرض , حتى ولو أصبح الطريق مزدوجا .. والأمر الثاني ماهو مصير طريق شمرخ القديم , بكل تاريخه , والذي سيظل - شئنا أم أبينا - جملة من الذكريات التي لن يمحوها الزمن بكل حلوها ومرها ؟ .
** وأظن أن إنسان الجنوب السعودي عموما , وأهالي منطقة الباحة خصوصا , قد نشأت بينهم وبين شمرخ - الطريق والمكان - علاقة تلازم وتجاذب , تتسع لدى البعض وتقل عند البعض الآخر عبر حقبة زمنية قاربت الـ ( 45 ) سنة , كان ذلك المكان خلالها علامة فارقة في الطريق , بـ ( طبوغرافيته ) الشامخة , وجسوره العملاقة , وواديه السحيق , والتي شكلت مجتمعة لوحة فخمة , من عناق الطبيعة مع جسارة وإبداع الإنسان .
** وأظن كذلك انه ليس من العدل ولا من الوفاء , أن نتنازل عن تجسيد هيبة وعنفوان ( شمرخ العتيد ) بحيث نختزلها عند حدود عبارة (جبل شمرخ – يحال إلى التقاعد ) ثم ننساه , وندير له ظهورنا , خصوصا والمكان كان محطة مهمة , لأجيال كانت قبلنا من مسافري ما قبل الإسفلت , يوم كانت الطرق ترابية , وكان اقتحام جبل كشمرخ يتطلب حشدا من الطاقة النفسية والمادية , حتى أن بعض المسافرين كانوا يبيتون ليلتهم في سفحه المهيب , انتظارا لانبلاج وجه النهار .
** ولذلك اقترح وأتمنى في ذات الوقت على الهيئة العليا للسياحة , وعلى مقام إمارة منطقة الباحة , أن يعملا مجتمعين على أن يصبح شمرخ واحدا من المزارات السياحية بالمنطقة , وان يتم تعهد جسوره بالصيانة , وان تتولى البلدية إقامة المزيد الاستراحات والمظلات على ضفافه , وان نرى مرشدي السياحة فوق سفحه يروون للزائرين له قصته , كواحدة من قصص كفاح الإنسان السعودي مع بناء مواصلاته , وظروف التنقل والانتقال وأعباء السفر , وكيف كنا وأين أصبحنا ؟ .. وخصوصا للأجيال الجديدة وكذلك للسواح .
** لا نريد لـ (شمرخ) أن ينظر نحونا بعين منكسرة , وحال كسيفة , بعد أن خدمنا عقودا كثيرة , دعونا نكن أوفياء معه , وان ننزله منزلته التي تليق بكبريائه , فثمة من يؤكد على ارتباط ذاكرة الإنسان بالأماكن التي مر بها وعاش فيها , فتسكنه تلك الأماكن مثلما سكنها وحلّ فيها , لذا فإن علاقة الإنسان بالمكان علاقة أزلية ، أبدية بلا جدال , وكلاهما يؤثر على الآخر ويتأثر به .
** فاصلة من الشعر الشعبي :
عذبــــــت قلبي وروحي ياجبل شمرخ
لكن في حشمة الصاحب وش أسوي
والله لو يطـــلب المـــوتر وســـــــواقه
لأقول هات القلم والدفتر أمــضي له
(*) صحفي وكاتب بجريدة البلاد – جدة
وكل الشكر لجريدة البلاد لسماحها لنا بالنقل ومن منا لايذكر شمرخ والمنحدرات وكذلك مجموعة المرايات التي على الطريق بس انا كنت استمتع بالقيادة بشمرخ ولكم تحياتي د-زكريا