المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأثر الإشرافي ... ضعيف


سعودي جنوبي
12-21-2009, 11:07 PM
" الأثر الإشرافي ... ضعيف !!! "
لقد أصبحت العبارة أعلاه بمثابة العقد النفسية المتغلغلة في نفوس كثيرٍ من المشرفين التربويين ـ و أكاد أقول في نفوس الجميع ـ لا يجدون منها فكاكا ، فهي تطاردهم أينما يمموا في كل لقاء تربوي خاص أو عام تقريبا ...
و لقد أحصيت تساؤلات كثيرة بأساليب مختلفة ، وصيغ متنوعة كلها أنهار متعددة تصب في السؤال الكبير التالي :
" لماذا يدور في أروقة وزارة التربية و التعليم و إداراتها عبارة " ضعف الأثر الإشرافي "؟" ( كان ذلك بعد زيارة مدير عام التربية و التعليم بالمنطقة الشرقية لمراكز إشراف المنطقة )
و هم بهذا السؤال يحاولون جاهدين طمس هذه الصورة الكئيبة عن آثارهم الإشرافية ...
و الحقيقة أن هذا الطرح لا يخلو من استغراب و تعجب شديدين .
ففي الوقت الذي يُجْمِع فيه التربويون عامة و المشرفون التربويون ـ على وجه الخصوص ـ على الضعف الشديد و المأساوي في " المخرج " أو " الناتج النهائي" من العملية التربوية التعليمية في المملكة العربية السعودية بشكل عام ، نجد كثيرا من المشرفين يصرون على خطأ تلك العبارة التي تسم آثارهم الإشرافية بميسم الضعف .
و أرجح الظن ـ عندي ـ أن هذه الصورة هي إحدى صور ( صراع الأضداد ) التي تعتمل بعيدا هناك في أغوار كثير من نفوسنا ...
فنحن نقر بالنتيجة الخاتمة " ضعف المخرج التعليمي " و لا نعترف ـ في الوقت نفسه ـ بضعف آثارنا الإشرافية التي هي إحدى الأسباب ، و السبب و النتيجة هنا يتفاعلان تفاعلا متسلسلا ـ على حد قول علماء الذرة ـ



و لست أدري كيف تكون نتيجة كتلك المعترف بها ، مع قوة و صلابة آثارنا الإشرافية ، إني لا أستطيع الجمع بين النقائض السابقة . فهل من جامع ؟!
و الحقيقة المدوية ـ التي لا تتستر بجلباب المجاملة السلبية ، و لا تتوارى بحجاب العاطفة الوظيفية ،و المهمة الإشرافية ـ هي أن الأثر الإشرافي ضعيف حقا . بل يجب أن يكون ضعيفا ، و هذا هو الوضع الصحيح ـ مادامت النتيجة النهائية ضعيفة ـ ، إذا لو كان قويا لأصابتنا دهشة التناقض الصريح ...
فالإشراف و المشرف التربوي حلقة من سلسلة طويلة من الحلقات يؤثر و يتأثر بها ، و لا غرابة أن ضعف بضعفها أو تقوّى بقوتها بشكل عام .
و المشرف التربوي لا يتحمل وحده ذلك الضعف ، و أحيانا قليلة لا صلة له بهذا الضعف . و المُطلِع الجيد على أعمال و وظائف الإشراف التربوي قد يرى وجاهةً في قولنا هذا ...
و من وجهة أخرى ، فلعل اختلاط المفاهيم ـ عند البعض ـ لعب دوره هنا أيضا ؛ فاختلط " ضعف الأثر الإشرافي " بضعف عمل المشرف التربوي مما أحدث ربكة ليست بالهينة عند كثير من المشرفين التربويين ، فهاهم يحاولون جَهدهم الدفاع عن جهدهم ...
أما ما يخص أسباب ضعف الأثر الإشرافي ، فإنا لو ذهبنا نستقصيها لأعيانا ذلك لتداخلها و تفريعاتها ، و لكن هذا لا يمنع من ذكر بعضها على وجه العموم :
1) هوية الإشراف التربوي :
إن عباءة الإشراف التربوي فضفاضة ، بلا هوية و بلا حدود ... و لا أعلم إن كانت المحاولات الأخيرة ستجدي نفعا ، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه ؟
و هذا السبب يتفرع منه تفريعات كثيرة : عن المهام و التكاليف الإشرافية ، عن مدارس التنسيق الإدارية ، و الأعمال الفنية ، عن تداخل الجهات الإشرافية المتعددة على الجهة الواحدة ، و لو أسهبنا لكثرة ( العنعنة )
2) الضعف الشديد في تأهيل المشرف التربوي الجديد أو القديم أيضا :
أسبوع من البرامج " الخطابية " و " الوعظية " ماذا عساها أن تقدم للمشرف التربوي الجديد ...؟
3) النصاب العالي و المُجهد من المدارس و المعلمين ، و هذا بدوره يفضي لسبب آخر و هو قلة أعداد المشرفين التربويين ، و هذه القلة بدورها تفرز تساؤلات حولها فلماذا هذه القلة ؟ هل من إجراءات الاختيار ، أم النفور من الإشراف لكثرة الأعمال وغياب الحوافز ، أم هناك علل أخرى ؟.
هذه مجموعة من الأسباب و على المشرفين التربويين أن يعيدوا صياغة سؤالهم المؤرق
" لماذا يدور في أروقة الوزارة و إداراتها ضعف الأثر الإشرافي للمشرفين التربويين ؟ " و يستبدلوه بالسؤال العملي " لماذا هذا الضعف في آثارنا الإشرافية " فرق كبير بين السؤالين . أحدهما يقود للوم و العتب دون جدوى ، و الآخر يقود للبحث العملي عن أسباب القضية ...
و أخيرا : أستطيع أن أقول ـ و أنا مطمئن ـ إن تفعيل مشروع " المعلم الأول " و لو بنسبة 50% سيمكننا من الاستغناء عن الدور الذي يلعبه المشرف التربوي حاليا ، و قد يتفوق نتيجةً .
و لعل من المجدي نفعا أن يُقام هذا المشروع ـ و لو بالنسبة المذكورة ـ في المرحلتين المتوسطة و الثانوية ، و توجه جميع جهود المشرفين التربويين عن بكرة أبيهم لتصب في صالح المرحلة الابتدائية ، و على وجه الخصوص الصفوف الأولى منها ؛ لتوحيد الجهود أملا في تحسين مخرجات هذه المرحلة ...
إن ما تطالعنا به الإحصاءات اليوم عن مستوى تعليمنا لأمر مؤرق و مقلق للغاية يجب أن نأخذه بعين الاعتبار و الجد ، أو اعتبارها مؤشرات على أقل تقدير ، و لو أن بعضها يرتسم الشك الفاضح في ثناياها ...
و مع ذلك كله فلابد أن تغير أصابع الاتهام اتجاهها و تعود للداخل ؛ لنقوم بنقد ذاتي و مراجعة شاملة عوضا عن إضاعة الجهود في الردود....

هذا الموضوع من خلال عضويتي بمكتب التربية العربي لدول الخليج.

هند آل فاضل
12-22-2009, 08:35 AM
الحقيقة موضوع مهم جداً

فيه نقطه مهمه كمان سلطة المشرف على المعلم صعبة يفترض أن يتباحث المعلم مع المشرف للوصول إلى نتيجة أما وبكل أمانة أن بعض القرارات قرارات صماء وجب أن تؤخذ القرارات من الميدان نفسه لا من على الكراسي يفترض أن يتم التواصل مع الأخصائي الإجتماعي (المرشد الطلابي ) في المدرسة ورائد الفصل والمدير ووبحث العملية التعليمة والتربوية عن قناعة ومايحتاجه الطلاب ومالايحتاجه

بصراحة أهم عملية تعليمية في الهيكل التعليمي هو المرحلة الإبتدائية يفترض يهتم فيها جيداً فمن هنا يقام نشأتهم
فالنبتة لايستقيم عودها إلا من الطريقة الجيدة في الزراعة وماإلى ذلك

بالنسبة لسؤالك

" لماذا يدور في أروقة الوزارة و إداراتها ضعف الأثر الإشرافي للمشرفين التربويين ؟ " و يستبدلوه بالسؤال العملي " لماذا هذا الضعف في آثارنا الإشرافية "

ربما يعود إلى سوء الأختيار مع أحترامي للجميع
ربما يعود إلى الحصيلة المناسبة من التعامل مع القضايا التربوية
ربما يعود إلى حكمة وحنكة الشخص
لابد للوزارة أن تتفطن إلى هذه الأمور
كمان أن البعض تفكيره تفكير متحجر لايقبل التطوير ينفذ اللوائح الموجودة بدون مرونه وتحويلها إلى قالب مناسب يتناسب مع كافة الأوضاع
برأي أن كل منطقة تختلف عن أخرى القرى تختلف عن المدن
أمور كثيرة سواء كانت صغيرة أو كبيرة وجب أن نتنبه لمثل هذه الأمور
فقائمة المجتمع لاتقوم إلا على العملية التعليمية فإن أهملت كيف يمكن أن يقام البنيان
بارك الله فيك
تقبل فائق التقدير

الموج الأزرق
12-22-2009, 10:28 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

محمد سالم آل سعيّد
12-23-2009, 06:15 PM
(( الضعف الشديد في تأهيل المشرف التربوي الجديد أو القديم ))
كلاامك صحيح .. وموضوع مهم ..تحياتي وتقديري

سعيد علي
12-27-2009, 08:34 AM
النصاب العالي و المُجهد من المدارس و المعلمين ، و هذا بدوره يفضي لسبب آخر و هو قلة أعداد المشرفين التربويين
السبب الحقيقي .