المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة التعاطي مع تاريخ منطقة عسير من خلال البعد القبلي!!


فتى الأزد
11-18-2009, 02:18 PM
كيف نتعاطى مع التاريخ العسيري ، أي تاريخ منطقة عسير في ظل ما تعرف به هذه المنطقة من اكتظاظ قبلي نادر من نوعه ؟؟؟

قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من التأكيد على أن التعاطي مع التاريخ العسيري من خلال خلفية قبلية خطأ فادح ، ذلك أنه يثير الكثير من الإشكاليات ، ويفتقد الموضوعية والمنهجية ، ويؤثر عليها في مسألة التدوين التاريخي العسيري .

ويمكن إبراز أهم هذه الإشكاليات على النحو التالي :

أولاً : التعاطي مع التاريخ العسيري على خلفية قبلية يؤدي بالضرورة إلى وضع الفرد العسيري في صف عمودي وفئوي جائر بدلاً من أن يكون في صف أفقي شمولي عادل ، وذلك بالتركيز على فئة بشرية معينة – القبيلة – على حساب فئة بشرية أخرى .

ثانياً : التعاطي مع التاريخ العسيري من خلال خلفية قبلية – هو بالضرورة – يؤدي إلى الانحدار بالتاريخ العسيري من تاريخ الملك والدولة إلى تاريخ القبيلة ، وبالتالي فهو ينسف جوانب ورؤى تاريخية عديدة في التاريخ العسيري .
إن هذا التعاطي يلغي فكرة الدولة والكيان السياسي الذي دانت له قبائل المنطقة ، أو على الأقل هو يفضي بالضرورة إلى البراءة والامتعاض من الكيان السياسي السابق ، ومحاولة حصره في عسير القبيلة أو مدينة أبها ، هذا إن كان المؤرخ – إن جاز هذا الوصف فيه - من خارج عسير القبيلة ( مثال على ذلك ، انظر : منتديات شهران وكيف يحاول مؤرخو هذا المنتدى إنكار تبعية بيشة لحكم آل عائض ، والامتعاض من هذا الحكم ) .

المؤرخ من خارج عسير القبيلة على أقل تقدير يتجاهل دوماً الوضع السياسي في عسير ، ويحاول تدوين تاريخ قبيلته بذكر أنسابها ، وتعديد فرسانها ، والإحاطة بشعرائها ، وربطها مباشرة بالوضع السياسي الحالي ، في حين يتجاهل ما قبله من أوضاع سياسية ، ولا يحاول إبراز دور قبيلته في بناء الكيانات السياسية المتعاقبة في عسير ، ككيان آل يزيد بدوريه ، وكيان آل المتحمي . ( مثال على ذلك : انظر كتاب :الدليل والبرهان في أنساب قبائل قحطان ، لابن شداد الحبابي القحطاني ، وكتاب نافذة الفكر في نسب رجال الحجر ، والأواس بن الحجر لابن ردّاد الأسمري ) .

هذا فيما يختص بمؤرخي بعض القبائل في عسير ، أما إن كان من داخل قبيلة عسير ويمارس ذات التعاطي ، فإن تدوينه التاريخي سيكون مرتكزاً على عسير القبيلة ، بل ويرتكز حصرياً على الفرع القبلي المنتمي إلى عسير القبيلة كمحور رئيس في الأحداث التاريخية ، وذلك على حساب الأدوار التاريخية الأخرى ، التي ساهمت فيها القبائل الأخرى بذات الأهمية التي مارستها عسير القبيلة .

ثالثاً : التعاطي مع التاريخ العسيري من خلال الخلفية القبلية يلغي أو على الأقل لا يهتم أبداً بالصمود الموحد الذي قامت به الكيانات السياسية المحلية وأمراءها وقبائلها أمام الجيوش العسكرية الخارجية هذا إن كان المؤرخ من خارج عسير القبيلة ، لأنه لا يعترف أساساً بهذه الكيانات وأمراءها ، كما أن هذا الموضوع خارج عن نطاق خلفيته القبلية والتي يحاول تكريسها !! ، أما إن كان من داخلها ، ويملك التعاطي ذاته فسيذكر هذا الصمود منسوباً إلى عسير القبيلة ، وهذا أيضاً على حساب القبائل الأخرى .

رابعاً : التعاطي مع التاريخ العسيري من خلال الخلفية القبلية يسحق التاريخ اللامع – تاريخ الدولة - لمنطقة عسير ، ويضعها في موضع الشتات القبلي ، ويصوّر الحياة العسيرية وفق هذا التعاطي قبل الحكم السعودي بالحياة البدائية التي يسودها العديد من مناحي التخلف مثل الجهل والفقر والغزو والسلب القبلي ، وهذا أمر سلبي ، فضلاً عن افتقاده للصحة .

خامساً : التعاطي مع التاريخ العسيري من خلال الخلفية القبلية يؤدي بالضرورة إلى إثارة النعرات وشحن النفوس والكفر بغير الانتماء القبلي الضيق .

هذه هي أهم إشكاليات التعاطي مع التاريخ العسيري من خلال الخلفية القبلية ، أما عن الإجابة على السؤال السابق ، وهو عن الكيفية الصحيحة في التعاطي مع التاريخ العسيري ، أو بصيغة أخرى ما هي الخلفية الصحيحة التي يمكن من خلالها الاتكاء عليها في تدوين التاريخ العسيري بموضوعية ونزاهة ؟؟؟

من وجهة نظري ينبغي النظر في التاريخ العسيري من خلال نظرة أكثر عمومية ، من خلال عسير المحددة بزهران في الشمال إلى ظهران في الجنوب ومن تخوم الصحراء الشرقية حتى البحر الأحمر .
هذا التحديد على وجه التقريب يمثل إقليم عسير من الناحية التاريخية ، كما أن القبائل المدرجة فيه ذات خصائص ثقافية واجتماعية واحدة ومتشابهة جداً ، فضلاً عن أن هذه القبائل كانت طوال سائدها التاريخي ذات مصير مشترك ، وكان لها دور مؤثر على الكيانات السياسية المتعاقبة في عسير .

إذا كانت قبائل هذا الإقليم بهذه الوصفية الثقافية والجغرافية والتاريخية والاجتماعية الواحدة ، فلماذا نختزل التاريخ العسيري ونتعامل معه من خلال تكريس تاريخ قبلي ضيق ، يضر ولا ينفع ، يفرق ولا يجمع ، يسر الأعداء ، ويحزن الأصدقاء ، ويثير النعرات ، ويسود بياض صحيفة التاريخ العسيري .

إذا اتفقنا على ضرورة التعاطي مع تاريخ عسير من خلال هذه النظرة الشمولية العامة ، فما هي النظرة التاريخية الثاقبة والعادلة في تقييم الأحداث التاريخية التي حدثت في عسير ؟؟ بل وكيف نحكم حكماً صحيحاً على أراء المؤرخين المعنيين بالتاريخ العسيري حول هذه الأحداث ؟؟؟

في رأيي يجب النظر إلى الأحداث التاريخية من خلال تأثيرها على الإنسان العسيري نفسه ، ذلك الإنسان القاطن في حدود تحديدنا السابق .
يجب النظر في هذه الأحداث من خلال البعد الإنساني ، ومدى استفادة الإنسان العسيري من هذه الأحداث .
الكيانات السياسية في عسير ، والجانب الثقافي في مرحلة ما ، والجانب الاجتماعي ، والاقتصادي ، كل هذه الجوانب يجب أن تقيم وأن يحكم عليها من خلال أبعاد إنسانية .

ففترة الوجود العثماني في عسير ( 1288هـ / 1337هـ -1871م / 1918م ) كنموذج ستكون وفق القياس السابق فترة سلبية تعرض لها إقليم عسير بالكامل إلى مصادرة حريته واستقلاله ، وكان الجانب الثقافي فيها يمر بركود وجمود وضعف غير مسبوق ، هذا هو الأمر الذي يستحق تكريسه وليس تكريس الغزوات القبلية البائسة !! .

كيان آل يزيد الثاني المستقل ( 1238هـ / 1288م ) والذي بدأ بثورة الأمير سعيد بن مسلط اليزيدي على الوجود العثماني تعد وفقاً للقياس السابق أيضاً فترة تاريخية ذهبية عاشتها عسير وعاشها الإنسان العسيري .
فالإنسان العسيري في هذه الفترة كان مستقلاً سياسياً وفكرياً ، وكان يمر في أوضح مراحله التاريخية من حيث الاستقرار ، وتحقيق الذات العسيرية ، فبرزت هويته الثقافية ، وظهر رخاء حاله الاقتصادي .

ما نريد أن نؤصل له هنا هو أن هذا الكيان إذا كان بهذه الصورة فيجب أن نؤكد من خلاله إلى أنه لم تبنه عسير القبيلة ، بل بناه الشرفاء والأحرار من كافة إقليم عسير ، وآية ذلك أن هذا الكيان كان توسعه العسكري يقوم على تجنيد كافة القبائل بلا استثناء ، كما أن مقاومة هذا الكيان للجحافل العثمانية كانت هي الأخرى تستند على هذه القبائل .
سننظر إلى قبائل قحطان كمثال بسيط على صحة ما ذكر من أن الكيان السياسي اليزيدي لم تبنه عسير القبيلة وحدها ، وإنما ساهمت فيه أيضاً هذه القبيلة بشكل كبير وكان لها الولاء الكامل له .
يشير ابن مسفر في كتابه ( السراج المنير في تاريخ عسير ، مؤسسة الرسالة ، ط1 ،1398هـ / 1978م ، ص89 ) إلى أن هذه القبيلة قد ارتجزت بأبيات ترحيبية بالأمير عائض بن مرعي اليزيدي وبجيشه أثناء منصرفه إلى عسير بعد أن أخمد بعض قبائل الريث ، وعاد منها عن طريق سروات قحطان وجاء في بعض أبياتهم ما يلي :



إن قحطان سيفك في يدك ........مثل شومان ماله عينـة


شومان الوارد في البيت : هو أحد سيوف آل عائض المشهورة .

كما أن هذه القبيلة كانت لها مواقفها الإيجابية مع الكيان اليزيدي في إخماد الثورات القبلية ضده ، فقبيلة رجال ألمع والتي هي من عسير القبيلة ، وصنو قبيلة عسير السراة عند ثورتها على هذا الكيان في العام 1282هـ كان إخماد هذه الثورة قد تم عن طريق قبائل عسير السراة ورجال الحجر وقحطان ، بل إن قحطان كانت أكثر من تكبد بالخسائر البشرية في ثنايا إخماد هذه الثورة ، وذلك على خلفية حماسة هذه القبيلة وولاءها للأمير محمد بن عائض اليزيدي . ( انظر : هاشم النعمي ، تاريخ عسير في الماضي والحاضر ، ص270 ) .

وعند سقوط هذا الكيان كان من بين قتلاه العديد من زعامات قحطان القبلية من آل جلالة ومن آل بن سليم وغيرهم ، وكان من بين أسراه المقاتلين من الزعامات القبلية الأخرى الشيخ فايز العسبلي كما يذكر ذلك صاحب كتاب نفحات من عسير ، كما أن شيخي بللحمر وبللسمر كانا من ضمن هؤلاء الأسرى ، وقد ذكر ذلك عاطف باشا في مذكراته وهو أحد الضباط العثمانيين المشتركين في الحملة العثمانية التي أسقطت هذا الكيان .
وعلى ضوء ذلك فالتاريخ العسيري الأبيض ، وأمراءه المشهورين بالمقاومة ليسوا محل فخر لعسير القبيلة فحسب – وإن كانوا منها – بل هم محل فخر واعتزاز لكافة من انتمى إلى إقليم عسير .
عسير وتاريخها ليست ملكاً لعسير القبيلة بل هي لأبناء الإقليم العسيري ، ذاك الإقليم التاريخي الشهير بصموده وسطوة رجاله .

من الخطأ الفادح والظلم الواضح أن تحصرنا الخلفية القبلية إلى حد الفخر برموز قبلية لم تشتهر إلا بحماية مراعيها ، ونهبها مراعي غيرها في حدود غزوات بائسة وضيقة ، ونترك أولئك الصناديد السياسيين والقادة العسكريين الذين استعلوا على تاريخهم القبلي إلى تاريخ بناء الممالك والدول ، أولئك الذين كانوا في أيامهم وجوهاً لإقليم عسير بالكامل ، ورجالهم الذين بنوا مفاهيم الدول في عسير .

عبد الوهاب بن عامر أبو نقطة المتحمي ، وطامي بن شعيب المتحمي ، ومحمد بن أحمد المتحمي ، وسعيد بن مسلط اليزيدي ، وعائض بن مرعي اليزيدي ، وعلي بن مجثل اليزيدي ، وعلي بن محمد بن عائض ، وإبراهيم بن عبد المتعالي ، ويحي الحياني ، وأحمد بن عبد الخالق الحفظي ، وبخروش بن علاس الزهراني ، وفايز العسبلي ، وغرم العسبلي ، وابن محيا الأحمري، وابن مسبل ، وابن مارد الأسمري ، وغشام بن عامر الرفيدي ، وشاهر بن راسي السنحاني ، وابن سليم ، وابن فردان ، وسالم بن شكبان ، ومشيط بن سالم وابنه حسين ، وابن حموض ، وأحمد بن ضبعان المغيدي، ولاحق أبو سراح ، ومحمد بن مفرح المغيدي وغيرهم وغيرهم الكثير يجب أن نذكرهم من خلال مساهمتهم في بناء الدولة والمقاومة الموحدة ، وليس من خلال انتماءاتهم القبلية الضيقة .

هؤلاء جميعاً هم رجال عسير ، عسير التاريخية من ظهران إلى زهران ، هؤلاء هم مفخرة للفرد العسيري القاطن في سائر أرجاء عسير التاريخية .

منقول/للكاتب المغوثي

القادري
11-22-2009, 10:14 PM
-فتى الأزد (http://forum.baniamro.com/u16272.html)
حياك الله وبياك
ويا هلا بك في منتداك
الحقيقة المرة
التي أصابتنا بالاحباط
إن اسم العسيري القبيلة
قد طغى على كل أسماء القبايل التي تحتل مكان الصدارة والريادة في هذا الاقليم الجنوبي
والذي اصبح بقدرة قادر اقليم عسيري من شرى شمالاً الى حدود نجران جنوباً
اليس هذا الاسم مجحف في حق الاخرين
كان من المفروض أن تسمى الامارة الاقليمية الحاليةبأمارة منطقة ابها وليس أمارة منطقة عسير
مع أحترامي الشديد لعسير القبيلة فقد طغى إسمها ليميحي كل الاسما القبلية الاخرى وكأننا اصبحنا ننتسب اليها
لهذا ثق تمام الثقة إن الجرح غاير والمداوي أعمى والدواء معدوم
القاق بخير ... القادري

فتى الأزد
11-30-2009, 11:06 PM
عزيزي القادري أشكرك على طيب المرور والترحيب بنا في منتداكم الموقر لأنني من خارج بني عمرو نسباً وقلباً معكم فهذا داري _ عزيزي أصدقك القول بما اشرت إليه وأن هناك إشكالاً فيما يتعلق بذكر المنطقة في النسب ولكن كأقليم لا أرى في ذلك شيئاً فيقال أمارة عسير في الوقت الحالي لإيضاح الحدود الإدارية والمحافظة التي تتبع لها ولكن كنسب فلم أسمع بحجري اسمه عسيري اوقحطاني أو شهراني قبل توحيد الجزيزة كان يطلق عيها أمارة عسير أو دولة عسير شأنها شأن الحجاز ونجد واليمن وقس على ذلك إذا نظرنا للدويلات والممالك الدولة الأموية نسبة لمن والعباسية والفاطمية والعثمانية والسعودية وهكذا نجدها نسبة لفرد أو أسرة كانت تحرك التاريخ - عسير القبيلة وغيرها ضحوا بالكثير من أجل الأستقلال والحرية ولم يمنعهم التهديد بقتل أبنائهم عندما هاجم باشا مصر عسير وأسقط أمارتها بل أعادو الكرة وقاموا بثورة طرد فيها الترك لخارج حدود عسير وحصلت على استقلالها كأول أستقلال غير مسبوق يعترف بسيادتها وكيانها وفي حملة محمد علي باشا وصلت الحملة إلى مناظربأبها وكل القبائل لم تبدي أي مقاومة ليس خذلان ولكن من كثرة عدد وعدة تلك الحملة وعند وصولهم لعسير هزموا شر هزيمة من قبل بعض عسير القبيلة فقط وأرغمو على توقيع معاهدة الأستقلال -1269هـ تمكنوا من الحاق هزيمة قوية بتلك الجحافل حيث فني أكثر من عشرين الفاً من تلك الحملة علي أيدي عسير ونظم الحفظي في ذلك دائية الشهيرة أيا أم عبد حسب المقتبس الآتي
"في عام 1269هـ هاجم الترك منطقة عسير بهجوم واسع النطاق
ومن عدة جهات . . . إلا أن هذه الحملة منيت بالفشل والانهزام
وكادت أن تفنى عن بكرة أبيها . . فقد تصدت لهذا الهجوم قبائل
عسير قاطبة بزعامة أميرهم عائض بن مرعي المغيدي العسيري، وقد تمكنت
قوات عسير من دحرهم وإلحاق الهزيمة بهم . .
وبهذه المناسبة نظم الشاعر العالم علي بن الحسين الحفظي .
قصيدة جميلة مدح فيها الأمير عائض بن مرعي ، وقبائل عسير .
وعرّض لآخرين تخاذلوا عن نصرتهم .. وببلاغة قلّ أن تجود
بمثلها قريحة الشعراء صور أحداث هذه المعركة . . لتحفظ لنا
جيل بعد جيل . . وهي تعد من أنفس الأشعار التي قيلت في هذا اللون . .
ولبلاغتها لم أجد بدُ من كتابتها كاملة رغم طولها . . وقد وجدتني
أحتاج إلى قراءة الحرف بالتشكيل لأتمكن من قراءته بالشكل
الصحيح .. وأن أنظر إلى هوامش القصيدة لفهم بعض معانيها
الصحيح لذلك كتبتها مشكلة وذيلتها بشرح للمعاني الغريبة .


أيـا أمَّ عبـدٍ مـالـكِ والتَّـشـرُدِ=ومسـراك باللَّيـل البهيـم لتبـعُـدِ
ومؤاكِ أوصـادَ الكهـوفِ توحشـاً=ومثـواكِ أفيـاءِ النصـوبِ وغَرقـدِ
وما جاوزت ساقاكِ من سفحِ رهـوةٍ=واشعافِهـا مـا بيـن عـالٍ وَوُهَّـدِ
ومسراكِ من ذاتِ العُميـق وكوثـرٍ=ونهـران مـزوَّرَ القـذالٍ الملـبّـدِ
وما السرُّ إن أُبدَلتِ قصـراً مشرَّفـا=وعرشـاً وفرشـاً بالقِـرى والتلـدُّدِ
فمـا مثـلُ هـذا منـكِ إلا لضيقـةٍ=من العيش أو من سوء أخلاقِِ مُعتدي
فقالت رويـداً يـا أبـا عبـدِ إنمـا=أضاق بنـا ذرعـاً شديـدُ التوعَّـدِ
عَرَمرَمُ جيشٍ سيق من مصرَ مُعنّفـا=يهتِـكُ أستـارَ النسـاءِ ويعـتـدي
ويسبـي ذراري الأكرميـن جبـارةً=ويُنظـم سـاداتِ الرجـال بمقـلَـدِ
فقلت لها : مـن دونكـن ودونهـم=ضـروبَ حُمـاة بالحديـدِ المهنّـدِ
وضرب يزيلُ الهامَ عما ربـت بـه=ويُظهـر مكنونـاتِ أجـوافِ أَكبُـدِ
وطعنـاً تـرى نفـذ الأسنـة لمّعـاً=من القوم يعوي جُرحُها لـم يُسـدّدِ



الغرقد : نوع من أنواع الشجر ذي الأشواك



ذات العميق ، وكوثر ، ونهران : أسماء لجبال شاهقة غرب
مدينة أبها جرت فيها معارك دامية .


قفي وانظري يـا أم عبـد معاركـا=يشيب لها الولدان مـن كـل أمـردِ
وان كنت عنها في البعاد فسائلـي=ففيها اسـودٌ مـن مغيـدٍ بمرصـدِ
وفيها ليوثُ لأزدِ مـن كـل شيعـة=يصالون نار الحرب حزنـا لمفسـدِ
وفيها رئيس ( عائض ) حول وجهه=حياض المنايا أصدرت كـل مـوردِ
خليفـة عصـر للحنيفـي مُثقـفِ=لما أعوج مِنه في الحجـاز وأنجـدِ
فيالكِ من يوم ( الحفير ) وما بـدا=لِريدة من طـولِ الغمـام المُشيّـدِ
ويالك من يـوم اللحـوم سباعُـهُ=شِباعٌ ، وطير الجو تحظى لمشهـدِ
ويالك مـن أيَّـام نصـرٍ تتابعـت=بها من شُواظِ الحـرب ذاتِ التوقُّـدِ
تطامت رقـابُ (الـروم) عُيوقُهـا=كمـا عـاق دودٌ للجـراد المُقـدّدِ
فأضحى جُثاثاً في البقـاع مركّمـاً=تُزعزعـه ريـحُ العشيِـة والـغـدِ
ويالكِ من يـوم ( المـرارِ) لِـواؤه=تقنّع بالصرعـى بـه كـل مقصـدِ
كـأن تقحـام الشريـد وعُــوره=قرودٌ نحاهـا فجـأة أعسـر اليـدِ

مغيد : قبيلة من قبائل عسير
الأزد : قبيلة من أكبر قبائل قحطان
وتسكن السروات من الطائف وحتى اليمن .
عائض : يقصد به الإمام عائض بن مرعي .
الحفير وريدة : من معاقل آل عائض وأسلافهم وجرت فيها
معارك شديدة .
تطامت : ركب بعضها بعضً من كثرة القتلى .. وشبهها بكثرة
الدود الذي يتكاثر على الجراد الميت .
فأضحى القتلى جثثاً متناثرة في بقاع المعركة ، مركوم
بعضها فوق بعض وأشلاء تهزه الريح من أية جهة جاءت .
المرار : مكان في رجال المع بالشرفة .
شبه هزيمة الأعداء بسرب من القرود خرج عليها أعسر اليد
( النمر ) فتشردت .

تُخرَّمُهـا نحـرُ الهجيـر وإنـهـا=لتعهد منـه فـريَ نـابٍ ومفصـدِ
ويا عجباً مِن في ( حبضى ) ومادَنا=لوادي ( كسان) مـن قتيـلٍ مُسنَّـدِ
وفي ربوة ( الشعبين ) داهية أتـت=عليهم فما أغنـى دفـاعٌ بِعسجـدِ
ويوم ( المُقضَّى ) قد تقضَّت أمورهم=بفاقرةِ الظهـر التـي لـم تضمّـدِ
ومن قبل ذا يوم ( العزيزة ) عِزّهـم=ذليلٌ بِضـربِ المَشرَفـيَّ المُجـرَّدِ
كتائبُ فيها أضرموا ثُـمّ غـودِروا=بأشلائِهـم قانـي الدَّمـاء المكَّنـدِ
بأيدي رجالٍ مـن شنـوءةَ جِدُهـم=رقى بهم مجـداً إلـى حَـذوِ فَرقَـدِ
تداعى عليهم من صميـم أصولهـا=ثُبـاتُ وجمـعُ كالمحيـط المُزْبِـدِ
ففاخر بهم يا خاطبـاً فـوق منبـرِ=على النَّاس فاقوا بالحُسّام وسُـؤدَدِ
فليهن بنو قحطان مجـدُ فخارِهـم=مدى الدهر في نـادي بـوادٍ وأبلُـد



تخرمها : تمزقها . نحر الهجير : صيد الضحى



حبضى : عقبة في بلاد بني جونة بين القارية والصّلِيل . كسان : وادي
في رجال ألمع جنوب عقبة رز .
الشعبين : حاضرة رجال ألمع .
المقضى : قرية شرق بلدة السقا . فاقرة الظهر : قاصمة الظهر .
العزيزة : قرية جنوب شرقي أبها .
شنوءة : لقب عبد الله بن نصر بن الأزد ، وبه سميت جبال شنوءه وتقع
شمال مدينة أبها وتنتسب إليه قبائل عسير ، وقبائل الحجر ، وغامد
وزهران وخثعم وبني القرن وشمران وسنحان وبارق وبني الحارث وكعب .
قحطان : في الأصل كانت قبائل مذحجية متناحرة جمعوا تحت قبيلة واحدة
وأطلق عليهم ( قحطان ) نسبة إلى جدهم قحطان

فيا راكبـاً إمـا لقيـت بـ( بيشـة )=وما دفعتـه مـن ضِـراب وقـد فـدِ
فسلّم على قبـر ابـن شكبـان سَالـم=فقـد كـان قُدْمـاً قادِمـاً كـل سيَّـدِ
يُحامي على التوحيد حتى عَـرَى لـه=من الحتـف كـأس جَرعـهُ ذو تـرّددِ
ومُر على أجزاع ( ضلفعٍ ) وقف بهـا=قليلاً وما يغنيك عـن ضـرب مُبْعـدِ
علـى ظهـر قيَّـا الكِلـى لا يُريُبهـا=حفـا حـزن منجـاةَ فـقـرِ مُنـكِـدِ
تَثُر الحصا بالخُـفِّ كالحـذف قبلهـا=وقـد ضـاق همّـا صدرهـا للتّعبـدِ
كما ثرّ من ( عين برمـلان ) وحشـه=يُجـفـلُـهٌ قـنّـاصّـه بالـتَّـرصُّـدِ
توسمـت ( الوسمـي ) أمّـا بُكـورُهُ=فمن ( نقأ ) ( الدهناء ) سعدانُها النّدي
وأمِّـا ثوانيـه فــإن زال طعنـهـافَمِن= ( حضن ) حتى ( الرشاء ) المُمِهِّدِ
تُعلّلُّهـا مِـنـه غــوادٍ فاشـطـأت=بُقـولِ ورمـثِ زهرهـا ذو تـطـرُّدِ

فأضحت تسامـي فـي سنـام كأنهـا=بِخدِ تليعِ ( الهضب ) عالـي التصعُّـدِ
بيشة : منطقة واسعه شمال شرقي أبها وتعد
مفتاح عسير من جهة الشرق .
سالم بن شكبان : شيخ شمل قبيلة الرمثين . والرمثين تثنية الرمث
وهم قبيلة من النخع .
ضلفع : جبل تحيط به رمال في موقع يسمى الفرشة .
رملان : أحد أودية تهامة .
نقأ : طرف صحراء الدهنا الشمالي .
ثوانية : ثواني الوسمي . حضن : جبل حضن المعروف شرق
الطائف . الرشاء : وادي بعالية نجد .
تعللها : تسقيها . غواد : السحب .
سنام : بلدة شمال القويعية . الهضب : منطقة غرب القويعية .


فـقـل لمـعـدٍ لا تُـغــرُّ بسـرحـهـا=فتلقـى كُمـاة الـحـي جنـبـاً بمـوعـدِ
بسُمـر العـوالـي والمـواضـي دُونـهـا=ومُبيّـض موضُـونٍ الحـديـد المـسـرَّدِ
وأمـا أجازتـك ( الدخـول) فـ(حـومـلا)=فـ(صباحا) فـ(عرض) فـ(السراديح) فاعتدي
وسُقهـا علـى نـجـدٍ يـؤمـك ليلـهـا=بنـاتٌ لنعـشٍ ، والضَّحـى فيـه تهتـدي
وإن خـلأت يـومـاً لشـحـطِ مـزارِهـا=فـأبـدل بـهـا عيـنـاء ذاتِ الـتَّـعـرُّدِ
ودعهـا عـن التَّهجـيـر حـتـى إذا رأت=وروداً بـمـاءٍ مــن صِـفَـارِ فــأورِدِ

لمعد : هو معد بن عدنان وإليه تنسب القبائل العدنانية ومنها في
نجد بنو تميم وعنزة وسيبان . ويحذر الشاعر هذه القبائل من الاعتداء
على هذه الظعينة إذ هي في مأمن ما دامت في حدود ما يتبع عسير
إذا تنتشر قبائل قحطان .
العوالي : الرماح . المواضي : السيوف . الحديد المسرد : الدروع .
الدخول ، حومل ، صبحا ، عرضا، السراديح ، أسماء لمواقع
في الهضب تتبع عسير .
بنات نعش : نجوم الدب الأكبر .
صفار : وادي في الدرعية

وأشرِف على وادي اليمامـة قائـلاً=ودمُعك سفَّاحاً على الخـدَّ والثـدي
سلامٌ على عبـد العزيـز وشيخـهِ=وتابـع رُشـدٍ لـلإمـام المٌـجـددِ
دعا النـاس دهـراً للهُدى فأجابـه=فِئـامٌ فمنهـم عالمـون ومُقتـدي
وقفاهُما حذْواً ( سعـود ) بسيفـه=مُميّز مُجَـوِّدِ النقـود مـن الـرَّدي
وعرَّج بها ذات اليمين وقـد هـوت=على عرصـاتٍ للريـاضِ بمقصـدِ
ونادِ بأعلى الصوتِ بُشرى لـ(فيصل)=ومن نسل ساداتِ الملـوكِ مُسـدَّدِ
إليـك نظامـاً نشـرُهُ فـي وقائـعَ=على جحفل المصريِ قد شُـدَّ باليـدِ
فعشرون ألفاً قد قضـى الله منهـمُ=فما بيـن مقتـولٍ وعـارِ مُجـرَّدِ
ولم ينجُ منهم عيـرُ قـوادٍ قومِهـم=على صافنـاتٍ فـي قليـل مُعَـوَّدِ
كأن أنيـن المومِقيـن ومـن بـهِ=جـوارحُ رمـيٍ قاصفـاتٍ لأعمُـدِ
أنينُ معيـزٍ زارهـا داؤهـا الـذيب=أكبادهـا أضنـى عليهـا ليعتـدي
أو ساكني الأمصار قد حـلِّ فيهـمُ=عِقَاصٌ فأصماهم على كُـل مرقـدِ
أتاهم بها إذْ غـاب نجـمٌ مُشعشِـعٌ=من الجوَّ في مِغرابه نحـسٌ أسْعَـدِ
فكُلُّ الـذي لاقـوه يُحسـبُ دونمـا=تَعَكَّس من حـزم الهُمـام المُعَمَّـدِ
فقـل لدليـل القـوم هـلا أفــادهُ=من العلـم أنَّ البغـي قتّـالُ مُعتـدِ
ومهمـا أعادتـهُ الأمانـي لِحََربنـا=نصبنـا لهـم أمثالهـا بالمُـجـدَّدِ
ويـا قافـلاً إمّـا ثنيـت زِمامهـا=وأقبلـت مـا استدبرتـهُ للتَّـعـوُّدِ
ولاح سُهيـلٌ ضاحكـاً لـك ثغـرهُ=وقد لمحتـهُ عينُهـا مُفَلـقَ الغـدِ
فسلَّم على الأحباب تسليـم مُوجِـدٍ=ولا تنس جيرانَ ( البُجير ) بألْحُـدِ
وآخـر قولـي وابتدائِـي فيـهـمُ=صلاةً وتسليماً علـى خيـرِ مُرشِـدِ
وآل وصحـبٍ كُلَّمـا قـال مُنشِـدٌ=أيـا أمَّ عبـدٍ مـالـكِ والتَّـشـرُّدِ





عبد العزيز : هو الامام عبد العزيز بن محمد بن سعود





. شيخه : الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي .
قفاهما : تبعهما ... سعود : هو سعود بن عبد العزيز بن محمد .
العرصات : الساحات .
فيصل : هو الإمام فيصل بن تركي ، وهو الذي أتخذ الرياض بعد والده قاعدة له .
المومق : الهالك ... قاصفات الأعمد : السلاح
يشبه أنين الجرحي بأنين الماعز التي يصيبها مرض في كبدها فلا تفلت منها .
عقاص : شدة الخوف .
نجم مشعشع : نجم أبو ذنب وكانت تتشاءم به .
الهمام : يعني عائض بن مرعي
البجيرة : حي من أحياء الدرعية ، فيه مقبرة آل الشيخ وآل سعود ."
وأشار الي ذلك الدسوقي ومحمود شاكر وابن عيسي والنعمي وتحريك أولئك الأبطال لتاريخ أقليم عسير هم من أوجد لنا تلك الهوية والمكانة التي نفخر بها في منطقة الجنوب قاطبة -عسير ليسوا كلهم من حكم ذلك الأقليم فهي أسرتين فقط أل المتحمي من ربيعة ورفيدة وأسرة آل يزيد من بني مغيد ولانرى بقية قبائل عسير القبيلة يمتعضون من وجود كون الحكم ذلك الزمان في قبيلتي بني مغيد ورفيدة فهم يفخرون بفرسان وبعلماء وشعراء وهكذا - عزيزي عندما أنا افخر بعلماء عسير الأقليم جميع فعلى سبيل المثال لا الحصر د عايض القرني د بن مسفر نفخر بهم كعلماء من ذلك الأقليم ولما يقال بن عزيز او بن هضبان شاعر عسيري او جنوبي فا أنا افخر به ايضاً _ لماذا نركز على الحياة السياسية آنذك ونترك الحياة الإقتصادية والفكرية والثقافية والأدبية ... الخ إذا نحن أبناء الأباء والأجداد ونرضى بما رضي به آبائنا وبذلك التاريخ كيف كان لا كيفما نريد فذلك لايقدم ولا يؤخر ولا يزيدنا شئ أو ينقص منا شئ وقد أنتهى إلى غير رجعة بخيره وشره ولكوني نقلت المقال أعلاه لم أجد بداً من الرد على أستفسارك وأشكر لكم جميعاً سعة الصدر ألقاكم بخير إن شاء الله.