المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تقيّم تفكيرك ؟


JUMANA
10-14-2009, 05:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله


ماذا نعني عندما نقول تفكيره داخل الصندوق أو خارج الصندوق

أو قد تكون منطقي او تقليدي
،،،
اذا كنت تريد ان تعرف اي نوع هو تفكيرك فأقرأو معي القصه التــاليه








يحكى انه عاش مزارع في إحدى القرى النائية في إمبرطورية الصين في عهد قديم يعمل في أرضٍ شهدت عدة مواسم سيئة من الجفاف والقحط، مما اضطره إلى الاستدانة سنة بعد أخرى. وبما أنه كان يقيم في القرية مرابٍ جشع، يدين المزارعين ما يحتاجون إليه من مبالغ، ويسترجعها مع فوائد عالية، اضطر المزارع أن يلجأ إليه، ويستدين منه لعدة سنوات.

كان من السهل الاستدانة من المرابي العجوز، معسول اللسان، على أمل هطول المطر وجني حصاد موسم خصب، ولكن “الرياح تجري بما لا تشتهي السفن،” إذ لم تسعف الطبيعة المزارعين موسماً إثر آخر، بحيث تراكم على ذلك المزارع المسكين عبر بضع سنوات دين كبير ليس في مقدوره سداده أبداً. وكان المرابي العجوز، ذو الشكل القبيح، قد لاحظ أن ذلك المزارع البائس يملك ابنة صبية صغيرة ذات حسن وجمال، فوضع عينه عليها، وظل يزيد عبء دين المزارع بسخاء، منتظراً أن تبلغ الابنة سن الرشد. وهكذا، إلى أن أتى اليوم الذي طالب المزارع فيه بسداد دينه في اليوم المحدد...
‏وعندما احتار الرجل في أمره، وتعذر بضيق يده، طالبه بكل وقاحه أن يزوجه ابنته الصغيرة الجميلة مقابل إعفائه من ديونه المتراكمة، وإلا فإنه سوف يجرجره إلى المحكمة، ثم يودعه في السجن.
ارتاع الأب المزارع، مثلما ارتاعت ابنته الصبية الحسناء، أمام اقتراح المرابي العجوز، وأبديا حيرتهما وترددهما، بالرغم من المئآل القاسي الذي سيناله الأب برفضه للعرض السخي ببيع ابنته مقابل المال والحرية.
لاحظ بعض المزارعين وعابري السبيل النقاش الدائر بين المرابي من جهة، والمزارع وابنته من جهة أخرى، وتجمهروا تدريجياً، يدفعهم فضولهم للاطلاع على نتيجة القصة.
بالطبع، لاحظ المرابي موقف الأب وابنته المتردد ذاك، وأراد أن يكمل مؤامرته بحيلة خبيثة، فاقترح عليهما ترك الأقدار تقرر وتختار الأفضل لهم، متعهداً بإطاعة مشيئتها، واقترح أن يضعوا حصاة سوداء وحصاة بيضاء في جعبة، فتسحب الفتاة واحدة بينهما، ويكون أمامها وأمام أبيها ثلاثة احتمالات:






‏الاحتمالات هي :‏



1 – إذا سحبت الحصاة السوداء، فإن عليها أن توافق على الزواج فوراً من المرابي العجوز، الذي سيسامح والدها على ديونه كافة.



> 2 – إذا سحبت الحصاة البيضاء، فإنها تعفى من ذلك الزواج (غير المتناسب)، وأيضاً يسقط المرابي ديون والدها جميعاً.



> 3 – إذا رفضت سحب حصاة، فإن المرابي سيلقي والدها في السجن.



> شجعت جمهرة الحضور هذه الفكرة وأيدوها، متمنين التوفيق للفتاة وخلاص أبيها من ديونه ومن السجن معاً، لأن احتمال الربح يوازي احتمال الخسارة، والناس تحب المراهنة. وهكذا، وافق المزارع/الأب على اقتراح المرابي العجوز على مضض، بعد أن هزت ابنته رأسها بالإيجاب.

كان الثلاثة يقفون على أرض مليئة بالحصى، فانحنى المرابي العجوز والتقط حصاتين على عجل، ووضعهما في جعبة. لم ينتبه الأب المزارع، ولا أحد من المزارعين المتجمعين، ما فعل المرابي الغشاش. لكن الفتاة الصبية كانت تتمتع بنظر حاد، وبدقة ملاحظة شديدة، فانتبهت أن المرابي انتقى حصاتين سوداوين، في واقع الأمر، ودسهما في الجعبة. وسرعان ما طلب المرابي من الفتاة علناً أمام الشهود المتجمهرين أن تمد يدها، وتسحب إحدى الحصاتين، ليتقرر مصيرها ومصير والدها في الحال.






‏فلنتوقف قليلاً هنا في هذه الحكاية الخرافية، ولنحاول أن نعكسها على خيارات الدبلوماسية في عالمنا اليوم.




فليضع كلاً منا نفسه في مكان تلك الصبية الصغيرة، فماذا يفعل؟ وما الذي يختاره،؟

وكل الخيارات تبدو صعبة ومأساوية أمام خدعة المرابي القذرة؟ وليفكر كل قارئ ما الذي يمكن أن ينصح فيه تلك الصبية أن تفعل أمام ذلك الموقف المحير.






ربما كان المنطق يقود إلى أحد احتمالات ثلاثة:



> آ – أن ترفض الفتاة سحب أية حصاة على الإطلاق.



> ب – أن تخرج الفتاة الحصاتين السوداوين معاً، وتفضح غش وخداع المرابي أمام أبيها مهما كانت النتائج.



> ج – أن تسحب الفتاة واحدة من الحصاتين السوداوين، وتضحي بنفسها بالزواج من المرابي العجوز والقبيح، كي تحرر أباها الذي أنشأها ورباها من دينه، وتنقذه من السجن الذي ينتظره.




> والآن، بعد أن اختار كل قارئ لهذه السطور أحد الاحتمالات الثلاثة، دعونا نكمل الحكاية، ونتعرف على الفارق بين حل المشاكل عن طريق التفكير التقليدي، وبين حلها عن طريق التفكير المنطقي الخلاق.

وهذا له، بالتأكيد، إسقاطاته على مختلف شؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية والثقافية والإدارية، ليس في الهند والسند..و ليس في بلاد الصين، بل في كل مكان وزمان.
دعونا أولاً نفكر في النتائج المترتبة على اختيارها (أ) أو (ب) أو (ج) قبل كل شيء.
ثم، فلنحاول الإجابة عن السؤال: ماذا يجب على الفتاة أن تعمل؟
وأخيراً، فلنكمل سير الحكاية، ولنرَ ماذا فعلت الفتاة؟ وكيف تخلصت من الفخ؟







> مدت الفتاة يدها داخل الجعبة، وأمسكت بحصاة، وسحبتها بقبضة مقفلة دون أن تظهرها للعيان، ثم تظاهرت بأنها تعثرت.. فأفلتت الحصاة لتسقط بين الحصى الكثير المتناثر على الأرض، صائحة: “يا لحماقتي! انظروا ماذا فعلت! ولكن، ليس هناك من مشكلة، فلننظر إلى لون الحصاة المتبقية داخل الجعبة، فنعرف لون الحصاة التي سحبت وسقطت مني.” وبما أن الحصاة الباقية في الجعبة كانت سوداء، لم يستطع المرابي العجوز أن يفضح غشه وخداعه أمام المزارع الأب، والناس الذين احتشدوا بدافع الفضول، والذين هللوا لكلام الفتاة، وللحصاة الثانية سوداء اللون التي أخرجتها. وهكذا، اضطر المرابي القبيح للتخلي عن طلب يد الفتاة الصغيرة بالإكراه، وإلى إعفاء المزارع البائس من جميع ديونه على الملأ، دون رجعة.



فهلا جاهدنا انفسنا على التفكير الإبداعي الغير مألوف لحل اي مشكله

مبتعدين وببساطه شديده عن التفكير الذي يجعلنا وكأننا داخل صندوق لا يمكننا تجاوزه ولا الخروج عن حدوده





ماذا عنكم اخوتي كيف تقيمون نوعية التفكير لديكم بعد قرآءة هذه القصه داخل ام خارج الصندوق




دمتم في حفظ المولى ورعايته ..

آل غيهب
10-14-2009, 05:55 AM
جمــانه ,,,,

تمرين رائعه للتدريب علي التفكير الابداعي

شكرا لك وتقبلي مروررري

آل غيهب

جروح ماتروح
10-14-2009, 06:31 AM
يعطيك الف عافيه على هذا الموضوع

دمتي بود...

الرسمي
10-14-2009, 09:03 AM
ثَمّة أملٍ .. / هُنَا /
يُشعّ .. لاَ يُضِيء فَقطْ ..


" فعلا الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها "


كأخذ هذه القصه للفائده فهي تجسد تفكيرا دبلوماسيا مغلفا بالصبر والحنكه والذكاء أيضا وبعد أفق لمنظور واسع
هكذا فهمت .. من دور بطله القصه الفتاه :biggrin:

أما الأب فمثل مضاربي الأسهم :bangin:

اذا داخل الصندوق وتجازف لكي تعرف مايخبئ لك القدر

اليس كذلك ..

جمانه لاَ غَرَابَة فِي جمال الأذوَاق هُنَا
اختيار موفق
http://msa6el.com/vb/images/smilies/fl.gif

الموج الأزرق
10-14-2009, 11:48 AM
أشكرك أختي على طرح مثل هذا الموضوع القيّم ...والله يهبها بين عيون المرابي هههههه
عموماً أشكرك وبإذن الله سوف أقوم بطرح موضوع مستقل عن ا لتفكير الإبداعي فهووبلا شك سيفيد شرائح كثيرة وجميل أن يكون هناك مقارنة بين التفكير التقليدي والتفكير الإبداعي
ولك التقدير.

JUMANA
10-15-2009, 01:53 AM
آل غيهب مشكور على المرور اخي الكريم
لاعدمناااك

هند آل فاضل
10-15-2009, 02:18 AM
فهلا جاهدنا انفسنا على التفكير الإبداعي الغير مألوف لحل اي مشكله

مبتعدين وببساطه شديده عن التفكير الذي يجعلنا وكأننا داخل صندوق لا يمكننا تجاوزه ولا الخروج عن حدوده






ماذا عنكم اخوتي كيف تقيمون نوعية التفكير لديكم بعد قرآءة هذه القصه داخل ام خارج الصندوق

الحقيقة موضوع رائع بإعتقادي أن أنغلاق تفكير الأنسان وحصره
ولكن أطلاقه هو أفضل وأرقى للإنسان فلابد من ذلك حتى يرتقي
أشكرك جزيل الشكر على الموضوع

تقبلي فائق التقدير

JUMANA
10-16-2009, 03:28 AM
هلا والله بالغاليه جروح تشرفت بعبير مرورك من هنا
لاعدمناك

الحزن الأكيد
10-16-2009, 03:24 PM
جمانه
دائما تعودنا
على مواضيعك ان ترقى الى
هذا المستوى في الطرح والتفكير
ميزتي الموضوع ببصماتك
فميزك اكثر
يعطيك العافيه