المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور من حياة الصحابة


سدرة المنتهي
08-16-2009, 01:35 AM
أبو الدرداء
الحكيم
=================


الناس ثلاثة ، عالم ، ومتعلم ، والثالث"
" همج لا خير فيه000
أبو الدرداء

*******************
يوم اقتنع أبو الدرداء -رضي الله عنه- بالاسلام دينا ، وبايع الرسول -صلى الله عليه
وسلم- على هذا الديـن ، كان تاجر ناجحا من تجار المدينة ، ولكنه بعد الايمان بربـه
يقول :" أسلمت مع النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- وأنا تاجر ، وأردت أن تجتمع لي
العبـادة والتجارة فلم يجتمعا ، فرفضـت التجارة وأقبلت على العبادة ، وما يسرنـي
اليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار ، حتى لو يكون حانوتي على باب
المسجد ، ألا اني لا أقول لكم ان اللـه حرم البيع ، ولكني أحـب أن أكون من الذين لا
تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )000

***********************


جهاده ضد نفسه

لقد كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- حكيم تلك الأيام العظيمة ، تخصصه ايجاد الحقيقة ، فآمن بالله ورسوله ايمانا عظيما ، وعكف على ايمانه مسلما اليه نفسه ، واهبا كل حياته لربه ، مرتلا آياته :"000
ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين000
كان -رضي الله عنه- يقول لمن حوله :( ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند باريكم ، وأنماها في درجاتكم ، وخير من أن تغزو عدوكم ، فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم ، وخير من الدراهم والدنانير 000 ذكر الله ، ولذكر الله أكبر )000





ومضات من حكمته وفلسفته

سئلت أمه -رضي الله عنه- عن أفضل ما كان يحب ، فأجابت :( التفكر والاعتبار )000وكان هو يحض اخوانه دوما على التأمل ويقول :( تفكر ساعة خير من عبادة ليلة )000وكان -رضي الله عنه- يرثي لأولئك الذين وقعوا أسرى لثرواتهم فيقول :( اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب ) ، فسئل عن شتات القلب فأجاب :( أن يكون لي في كل واد مال )000فهو يمتلك الدنيا بالاستغناء عنها ، فهو يقول :( من لم يكن غنيا عن الدنيا ، فلا دنيا له )000
كان يقول :( لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا )000
ويكتب لصاحبه يقول :( 000أما بعد ، فلست في شيء من عرض الدنيا ، الا وقد كان لغيرك قبلك ، وهو صائر لغيرك بعدك ، وليس لك منه الا ماقدمت لنفسك ، فآثرها على من تجمع له المال من ولدك ليكون له ارثا ، فأنت انما تجمع لواحد من اثنين : اما ولد صالح يعمل فيه بطاعة الله ، فيسعد بما شقيت به ، واما ولد عاص ، يعمل فيه بمعصية الله ، فتشقى بما جمعت له ، فثق لهم بما عند الله من رزق ، وانج بنفسك )000
وانه ليقول :( ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير أن يعظم حلمك ، ويكثر علمك ، وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى )000
عندما فتحت قبرص وحملت غنائم الحرب الى المدينة ، وشوهد أبا الدرداء وهو يبكي ، فسأله جبير بن نفير :( يا أبا الدرداء ، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهاه ؟)000فأجاب أبوالدرداء :( ويحك يا جبير ، ما أهون الخلق على الله اذا هم تركوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة ، لها الملك ، تركت أمر الله ، فصارت الى ما ترى )000 فقد كان يرى الانهيار السريع للبلاد المفتوحة ،وافلاسها من الروحانية الصادقة والدين الصحيح000
وكان يقول :( التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، ويؤمن روعاتكم )000
في خلافة عثمان ، أصبح أبو الدرداء واليا للقضاء في الشام ، فخطب بالناس يوما وقال :( يا أهل الشام ، أنتم الاخوان في الدين ، والجيران في الدار ، والأنصار على الأعداء ، ولكن مالي أراكم لا تستحيون ؟؟000تجمعون مالا تأكلون ، وتبنون مالا تسكنون ، وترجون مالا تبلغون ، قد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيوعون ، ويؤملون فيطيلون ، ويبنون فيوثقون ، فأصبح جمعهم بورا ، وأملهم غرورا ، وبيوتهم قبورا000أولئك قوم عاد ، ملئوا ما بين عدن الى عمان أموالا وأولادا )000ثم ابتسم بسخرية لافحة :( من يشتري مني تركة أل عاد بدرهمين ؟!)000




تقديسه للعلم

كان -رضي الله عنه- يقدس العلم كثيرا ، ويربطه بالعبادة ، فهو يقول :( لا يكون أحدكم تقيا حتى يكون عالما ، ولن يكون بالعلم جميلا ، حتى يكون به عاملا )000كما يقول :( ما لي أرى علماءكم يذهبون ، وجهالكم لا يتعلمون ؟؟000ألا ان معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء ، ولا خير في سائر الناس بعدهما )000ويقول -رضي الله عنه- :( ان أخشى ما أخشاه على نفسي أن يقال لي يوم القيامة على رؤوس الخلائق : يا عويمر ، هل علمت ؟؟000فأقول : نعم000فيقال لي : فماذا عملت فيما علمت ؟؟000)000



وصيته

ويوصي أبو الدرداء -رضي الله عنه- بالاخاء خيرا ، ويقول :( معاتبة الأخ خير لك من فقده ، ومن لك بأخيك كله ؟000أعط أخاك ولن له ، ولا تطع فيه حاسدا فتكون مثله ، غدا يأتيك الموت فيكفيك فقده000 وكيف تبكيه بعد الموت ، وفي الحياة ما كنت أديت حقه ؟)000
ويقول رضي الله عنه وأرضاه :( اني أبغض أن أظلم أحدا ، ولكني أبغض أكثر وأكثر ، أن أظلم من لا يستعين علي الا بالله العلي الكبير )000
هذا هو أبو الدرداء ، تلميذ النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وابن الاسلام الأول ، وصاحب أبي بكر وعمر ورجال مؤمنين000

سدرة المنتهي
08-16-2009, 01:42 AM
أبو ذر الغفاري
رضي الله عنه
======================



ماأقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء "
" أصدق لهجة من أبي ذر000
حديث شريف

****************
هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق ، فأهلها
مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ، انهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع
في أيدي أحد من غفار000ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ
من أبي ذر -رضي الله عنه- ، فهو ذو بصيرة ، و ممن يتألهون في الجاهلية
ويتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم ، فما
أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال الى مكة000

********************



اسلامه

ودخل أبو ذر -رضي الله عنه- مكة متنكرا ، يتسمع الى أخبار أهلها والدين الجديد ، حتى وجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صباح أحد الأيام جالسا ، فاقترب منه وقال :( نعمت صباحا يا أخا العرب )000فأجاب الرسول :( وعليك السلام يا أخاه )000قال أبوذر :( أنشدني مما تقول )000فأجاب الرسول :( ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم )000قال أبوذر :( اقرأ علي )000فقرأ عليه وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف أبو ذر :( أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )000

وسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- :( ممن أنت يا أخا العرب )000فأجابه أبوذر :( من غفار )000 وتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، واكتسى وجهه بالدهشة والعجب ، وضحك أبو ذر فهو يعرف سر العجب في وجه الرسول الكريم ، فهو من قبيلة غفار000أفيجيء منهم اليوم من يسلم ؟!000 وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ان الله يهدي من يشاء )000أسلم أبو ذر من فوره ، وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس ، فقد أسلم في الساعات الأولى للاسلام000




تمرده على الباطل

وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحمل طبيعة متمردة ، فتوجه للرسول -صلى الله عليه وسلم- فور اسلامه بسؤال :( يا رسول الله ، بم تأمرني ؟)000فأجابه الرسول :( ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري )000فقال أبو ذر :( والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد )000هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته :( أشهد أن لا اله الا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا ، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى ، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه ، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته اذا علمت ، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم ، لذا تركه المشركين ، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر -رضي الله عنه- امرأتين تطوفان بالصنمين ( أساف ونائلة ) وتدعوانهما ، فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال اليهما ، فيضربونه حتى يفقد وعيه ، ثم يفيق ليصيح -رضي الله عنه- مرة أخرى :( أشهد أن لا اله الا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000




اسلام غفار

ويعود -رضي الله عنه- الى قبيلته ، فيحدثهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الدين الجديد ، وما يدعو له من مكارم الأخلاق ، فيدخل قومه بالاسلام ، ثم يتوجه الى قبيلة ( أسلم ) فيرشدها الى الحق وتسلم ، ومضت الأيام وهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى المدينة ، واذا بموكب كبير يقبل على المدينة مكبرا ، فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- أقبل ومعه قبيلتي غفار و أسلم ، فازداد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عجبا ودهشة ، ونظر اليهم وقال :( غفار غفر الله لها000وأسلم سالمها الله )000وأبو ذر كان له تحية مباركة من الرسول الكريم حيث قال :( ماأقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء ،أصدق لهجة من أبي ذر )000




غزوة تبوك

وفي غزوة تبوك سنة 9 هجري ، كانت أيام عسرة وقيظ ، خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه ، وكلما مشوا ازدادوا تعبا ومشقة ، فتلفت الرسول الكريم فلم يجد أبا ذر فسأل عنه ، فأجابوه :( لقد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره )000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( دعوه ، فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه )000وفي الغداة ، وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ، فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده ، فأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فقال الرسول :( كن أبا ذر )000وأخذ الرجل بالاقتراب فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- يمشي صوب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فلم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قال :( يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده )000



وصية الرسول له

ألقى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أبا ذر في يوم سؤال :( يا أبا ذر ، كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء )000فأجاب قائلا :( اذا والذي بعثك بالحق ، لأضربن بسيفي )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أفلا أدلك على خير من ذلك ؟000اصبر حتى تلقاني )000وحفظ أبو ذر وصية الرسول الغالية فلن يحمل السيف بوجوه الأمراء الذين يثرون من مال الأمة ، وانما سيحمل في الحق لسانه البتار000



جهاده بلسانه

ومضى عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن بعده عهد أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها ، وجاء عصر عثمان -رضي الله عنه- وبدأ يظهر التطلع الى مفاتن الدنيا ومغرياتها ، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف ، رأى أبو ذر ذلك فمد يده الى سيفه ليواجه المجتمع الجديد ، لكن سرعان ما فطن الى وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ "000فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة ، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة ، وخرج أبو ذر الى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها ، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين ، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين :( بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة )000
وبدأ أبو ذر بالشام ، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة ، هناك حيث معاوية بن أبي سفيان وجد أبو ذر -رضي الله عنه- فقر وضيق في جانب ، وقصور وضياع في الجانب الآخر ، فصاح بأعلى صوته :( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه )000ثم ذكر وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوضع الأناة مكان الانقلاب ، فيعود الى منطق الاقناع والحجة ، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط ، جميعا شركاء بالرزق ، الى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غير خوف ولا مداراة ، ويصيح به وبمن معه :( أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم ؟؟)000ويجيب عنهم :( نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن ، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال :( أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية :"000
والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم000يوم يحمى عليها في نار جهنم ، فتكوى بها جباههم ، وجنوبهم ، وظهورهم ، هذا ما كنزتم لأنفسكم ، فذوقوا ما كنتم تكنزون "000
فيقول معاوية :(لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب )000فيصيح أبو ذر :( لا000بل أنزلت لنا ولهم )000 ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل الى الخليفة عثمان -رضي الله عنه- :( ان أبا ذر قد أفسد الناس بالشام )000فيكتب عثمان الى أبي ذر يستدعيه ، فيودع الشام ويعود الى المدينة ، ويقول للخليفة بعد حوار طويل :( لا حاجة لي في دنياكم )000وطلب الاذن بالخروج الى ( الربذة )000وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا :( والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة ، أو جبل، لسمعت وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي )000
فأبو ذر لا يريد الدنيا ، بل لا يتمنى الامارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى 000لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر :( لست أخيك ، انما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا )000كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا ، فأزاحه عنه وقال :( اليك عني ، ألست الذي وليت الامارة ، فتطاولت في البنيان ، واتخذت لك ماشية وزرعا )000وعرضت عليه امارة العراق فقال :( لا والله000لن تميلوا علي بدنياكم أبدا )000




اقتدائه بالرسول

عاش أبو ذر -رضي الله عنه- مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو يقول :( أوصاني خليلي بسبع ، أمرني بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن أنظر الى من هو دوني ولا أنظر الى من هو فوقي ، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا ، وأمرني أن أصل الرحم ، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا ، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم ، وأمرني أن أكثر من : لاحول ولا قوة الا بالله )000وعاش على هذه الوصية ، ويقول الامام علي - رضي الله عنه - :( لم يبق اليوم أحد لايبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر )000
وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى :( والذي نفسي بيده ، لو وضعتم السيف فوق عنقي ، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تحتزوا لأنفذتها )000ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له :( أليس لك ثوب غير هذا ؟000لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين ؟)000فأجابه أبو ذر :( يا بن أخي ، لقد أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني )000قال له :( والله انك لمحتاج اليهما )000فأجاب أبو ذر :( اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا ، ألست ترى علي هذه البردة ، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)000




وفاته

في ( الربذة ) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري ، وبجواره زوجته تبكي ، فيسألها :( فيم البكاء والموت حق ؟)000فتجيبه بأنها تبكي :( لأنك تموت ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)000فيبتسم ويطمئنها ويقول لها :( لا تبكي ، فاني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول :( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين )000وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ، وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فاني والله ما كذبت ولا كذبت )000وفاضت روحه الى الله ، وصدق000فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول :( صدق رسول الله ، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )000وبدأ يقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره000

دمعة حائره
08-16-2009, 03:21 PM
سدرة المنتهى



بارك الله فيك وجزاك الله خيراً

غليـــــــص
08-23-2009, 03:57 AM
جزاك الله خير
جزاك الله خير جزاك الله خير
جزاك الله خير جزاك الله خير جزاك الله خير

الخطاف
08-23-2009, 01:29 PM
اشكر لك حسن اختيارك ونشاطك
لك تقديري وامتناني

صقرالجنوب ـــ
08-26-2009, 04:32 PM
الف الف شكر


تحياتي