تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوقت...الحقيقة الضائعة في حياتنا


Oscar
06-20-2009, 03:11 PM
الوقت...الحقيقة الضائعة في حياتنا

الالتزام بالوقت هو عامل أساسي في حياة الإنسان ، و عليه تقع أولويات تنظيم حياته ، و بالتالي السير قدما نحو التقدم و النجاح .
فالوقت هو رأس المال الحقيقي و المورد الأساسي في حياته، ، فموارد و ثروات المال يمكن أن تزداد و تنقص مع مرور الوقت إلا المورد الزمني فهو في حالة تناقص كلما تقدمت عقارب الساعة نحو الأمام ، و لا يمكن استرجاعه إن فقد لذلك وجب علينا استثماره و استغلاله و توظيفه توظيفا جيدا لكي تثمر نتائجه و يعود ريعه بالخير إلى رصيد حياة الإنسان.

لقد أشار الله في كتابه العزيز إلى أهمية الوقت و إلى استغلاله في العمل الصالح و الخير. فقد أقسم الله به و قد ورد هذا القسم في العديد من الأيات في كتاب الله:
كما في قوله تعالى: واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ، وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ ، وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِيْ خُسْر
. ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته.

وقد بين قائدة الأمة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم ، حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " رواه مسلم ، وحث صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت بقوله : " أغتنم خمساً قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك " ، وبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أنه : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل " وذكر منها " عن عمره فيما أفناه … " رواه الترمذي

كما دونت لسلف الأمة من عظماء المسلمين أقوالا عن الوقت و قيمته و قد كان الوقت عامل اساسي في نجاحهم و سمو مكانتهم . نذكر منها:
فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد عملي ) .
وروي عن الحسن البصري رحمه الله قوله : ( ما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق : يا أبن آدم ، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ) .
ويقول الإمام أبن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه ( الجواب الكافي ) : " فالعارف لزم وقته ، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها ، فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت ، وان ضيعه لم يستدركه أبدا .. فوقت الإنسان عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم ، وهو يمر أسرع من مر السحاب . فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره ، وغير ذلك ليس محسوبا من حياته ، وان عاش فيه عاش عيش البهائم . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير له من حياته "

ويقول ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل ".

و يذكر الأمام الغزالي رحمه الله أن الوقت ثلاث ساعات : ماضية ذهبت بخيرها وشرها ولا يمكن إرجاعها ، ومستقبلة لا ندري ما الله فاعل فيها ولكنها تحتاج إلى تخطيط ، وحاضرة هي رأس المال

لقد كان لعامل الوقت و تقدير قيمته و استغلاله الاستغلال الصحيح عامل من العوامل الأساسية في نهضة الأمم المتخلفة و نفض غبار الطلم و الجهل الذي كان سائدا آنذاك في تلك الأمم ، و مع مرور الأيام أصبحت في طليعة التقدم و النجاح في مجال التقدم العلمي و التكنولوجي..
لقد أدركت هذه الأمم قيمة الوقت جيدا و عرفت أنه عامل مهم في حياة الإنسان فحرصت عليه حرصا يضاهي حرصها على المال و السلطة و بالتالي حصدت النتائج. و من جد و جد و من سار على الدرب وصل.

بالمقابل، شهدت الشعوب العربية و الإسلامية انحسارا واسعا في تراجع القيم المشرقة في حياتها ، و كان من أهم القيم التي انحسرت ضياع قيمة الوقت ، و بالتالي ضياع الأهداف و الرؤية الصحية في المسير مضيا نحو التقدم و النجاح .

الكثير من شبابنا لا يعرف أين يسير أو أين يتجه .. يتخبطون هنا و هناك..فقد فقدوا الإحساس بالوقت و أصبحت عادة إضاعة الوقت عادة متأصلة فيهم.
هذه العادة السيئة ترتب عليها آثار سيئة و سلبية على مختلف الأصعدة، و أهمها مشكلة الفراغ و ما يعكسه هذا الفراغ من أثار نفسية و اجتماعية سيئة إن أوسيئ استخدامه و كانت إدارته وفقا لقانون الهوى.
فهدر الوقت مترافقا مع الفراغ يؤدي إلى تراجع العمل ثم إلى هبوط الإنتاجية في حياة الإنسان. و قيمة الإنسان تكمن فيما يتركه للإنسانية من بصمة أو رسالة تشير إلى عمله .

الوقت واحد بالنسبة لشعوب الكرة الأرضية 24 ساعة على مدار الليل و النهار.. إذا راقبنا نتائج أعمالنا وتأخرنا عن مواكبة الدول الأخرى في تقدمها ، وجدنا أنه يوجد عجز و تأخر واضح يجعلنا نسير خلف الأمم و لا نلحق بها.

فما هو السبب في وجود العجز عندنا بينما الأمم المتقدمة تسير سيرا منظما مع الوقت؟
هل هناك مشكلة في كيفية تعاملنا و استغلالنا للوقت ؟؟
هل هناك مشكلة في سوء تخطيطنا و تنظيمنا للوقت؟؟
ما هي المشكلة الحقيقة وراء هدرنا للوقت ، و ما يخلف هذا الهدر من تراجع في الأداء و العمل على كافة الأصعدة؟
هل هي المشكلة نابعة من ذاتنا؟ أم هناك قصور في مفهوم الوقت؟ أم نحن شعوب نختلف عن الشعوب الأخرى؟


أترك الموضوع لنقاشكم.

عاشق ثرى الديره
06-21-2009, 02:39 AM
ما ضيعنا الا بعد العوده من الدوام كبسه وكوب لبن ونومة اهل الكهف ام تقوم كن في راسك حق حليب ناشب لاتسمع ولا ترى ولا تتكلم جميع البلوف مسكره تحط حرتك في قهوه وتمر وهات براد شاهي وبكتين وانتر نت الين تشرق وين باقي تحصل وقت وحتى ولو فيه وقت وين تروح مع الزحام والحراره والطفش وصياح الدردق ذولا في البيت .

الله يخارجنا

حسن بن عبدالله
06-24-2009, 11:16 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

آل غيهب
06-24-2009, 04:21 PM
الاخ عمري ولا احد قدي

شكرا لك لهذا الموضوع القيم والذي يحتاج الى نقاش وتفاعل على مستوى المنتدى ...
وسأكتفي الان بالبيت الشعري التالي ...

إن الشباب والفراغ والجَدَة*****مفسدة للمرء أي مفسدة

Oscar
06-28-2009, 06:14 PM
اشكر كل من مر واضاف
ولكن نقاشكم لم يرتقي بعد بالموضوع الى الحد المطلوب