صدريد
07-14-2003, 02:12 PM
طلب الأخ المحترم أن أعرض هذا الموضوع عليكم فإن طاب لكم فلا بأس وإلا فاؤسلوا احتجاجاتكم على مكتب المحترم .. وكأني ذا خلق (وجه باسم..)
الموضوع هذا يناقش قضية تختص بمناسبات الصيف التي تجاوزت حدود الكرم إلى الإسراف، وتعدّت حدود الإخلاص إلى الرياء والتنافس والمحاباة، وخالفت قواعد الإحسان إلى الشللية والإختيارية والتمييز الطبقي..
من قبل أن نبدأ بطرق الموضوع هذا يجب أن نقرر أن الكرم من تعاليم الإسلام ومن حقوق الأخوة ومن وسائل الترابط.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره.. وإطعام الطعام من أفضل الأعمال.. ولكنه الكرم الخالص الصادق الذي يأتي في محلّه بنية الحب والإكرام والإحسان..
قرية صغيرة لايتجاوز عدد بيوتها عشرة بيوت سجلت في ليلة واحدة أربع مناسبات لو اجتمع أهل القرية كلهم لكفتهم واحدة من هذه المناسبات.. وعندما حسب أحد الأخوة مصروف القرية في ليلة واحدة بل في وجبة واحدة وجدها تربو على تسعة الآف ريال.. ثم اضرب في عدد الوجبات ثم اضرب في عدد قرى الجنوب .. والله تجدها مئات الملايين التي تكفل إصلاح خط الجنوب أو توفير 100 ألف وظيفة صيفية للشباب.. ولكم أن تتصوروا فرحة أسر الشهداء في فلسطين أو سعادة الجوعى في أفريقيا أو مدى تأثيرها لو صرفت على مركز إسلامي في أي بلد لو كانت هذه المصاريف أو بعضها في سبل الخير..
وأحيانا تحضر في اليوم الواحد أربع ولائم (حصلت لي مرات): في الصباح الساعة 10 مشاغيث وبر وسمن.. والساعة الواحدة 12 خروف.. والساعة الرابعة عصرا مشاغيث وبر وسمن.. وبعد المغرب 22 خروف !!!
ولو خيروني لأخترت البر والسمن وألغيت ما عداها... (دايت مشغوثة)...
يأتيك القريب ليعزمك فتعتذر حبّا في التوفير عليه ورفعا للتكاليف.. فيقول: والله ما عندي إلا في الناس إيش يقلون عنا؟!!! عجيب هؤلاء الناس الذين صرنا نتوجه بنياتنا لهم!!!
تدعوه لإختصار المناسبة عليك وعليه وعلى بعض القرابات والجيران، فيأبى إلا أن يجمّع عليك الخلق، ثم يقف على رأس الوجبة محرجا: هذا واجب فلان..
يحضرون لك من الخراف ما لايؤكل لكثرة شحمه.. ثم يصوّر نفسه بصورة المقصر المذنب المعتذر عن سوء ما قدم ثم ترمى في براميل البلدية.. استغفر الله يا له من ازدراء للنعمة: اعتذار وتهوين.. ثم رمي وإسراف..
حضرت مناسبات عديدة ومتتالية في قريتنا، فلم أرى الأسر الفقيرة تُعزم ولا يوصّل إليها بعض ما يزيد.. ووجدت الحضور هم هم في كل مناسبة على قاعدة "اللي يعزمنا نعزمه!!" فإذا بهم نفس الوجوه. ونفس السوالف (شللية ممقوته..) .. بل والله نفس المطبخ ونفس الطبخ لا يتغيير من أول الصيفية إلى آخرها.. حتى أصبح الواحد منهم يمسح بيده على بطنه ويقول: ذبحنا اللحم !!!!.. أين حديث: " لا تحقر جارة جارتها ولو فرسن شاه".. ورحم الله الأولين حين كانوا يكثرون ماء المرق لتعم القرية كلها.. ويتبادلون الألبان والقمح والقهوة والهدايا، على قلّة ذات اليد.. ولكنهم كانوا في الحب أمثلة رفيعة.. وفي الترابط أعلام مضيئة...
وهذا مصري حضر مناسبة لضيف في أبها عند جار له، فقدم لهما (شخصين لاحظ) المضيّف السعودي خروفا مسلوقا على صحن من الأرز.. وتغدوا.. ثم خرج المصري فوجد الصحن كاملا عند الباب.. فرجع إلى المضيف وقال عشاكما عندي الليلة فوافقاه.. وعلى طريقة أخذ الصحن وأعطاه زوجته وقال عندنا الليلة جارنا وضيفه وهذا اللحم زبطيه.. وذهب فاشترى بخمسة ريال كزبره وبقدونس وخس وبصل.. واشتغلت الأخت المصرية فعملت من اللحم كل الأصناف التي تخطر على البال من كبّة وسمبوسة ومحشي وبيتزا.. وإلخ.. ثم قدم لهما سفرة ملونة شهيّة هنية.. ولما رآها الضيفان اندهشا وأحسا بالحرج أنهما غلبا المصري على سوء حاله.. المهم تعشيا .. وفي اليوم التالي قال الجار السعودي للمصري: كلفت على نفسك ولو ندري ما وافقنا لك.. قال له المصري: ترى هذا من اللحم اللي فاضل من غداكم أمس.. بس انتم يالسعوديين ما تعرفوش تتصرفوا في النعمة.. !!!!
ووالد من ذوي الدخل الأقل من المحدود يزوج ولدين فيفرق بين زواجيهما بأسبوع واحد.. لأنه يرى أن من البخل جمع المناسبتين.. والفاتورة من رفاهية وسعادة هذا البيت الجديد...
وابتدعوا مؤخرا ما يسمى "بيوم النسوان".. وهو في غاية التكلف.. تجبى فيه الرفد والهدايا في تنافس ممجوج.. وتمد فيه السفر الطويلة بأنواع الحلويات والقلاوات والمعجنات والصحاف والفواكه والمكسرات.. وبعض العوائل عندنا أحضروا الحلويات من مخابز في أبها... !!!
جاءتنا مرّة إحدى قريباتنا في آخر الإجازة وهي مشفقة على ابنها الذي يعمل مدرسا في الديرة.. فذكرت الخسائر الفادحة التي تعرّض لها جراء كثرة الذبائح التي ذبحها للمصيفين.. وبينّت أنهم هم هم ضيوفهم كل سنة. وأضافت تقسم بالله أنه استلف أثمانها سلفا!!! وأن ديونه الآن تربو على 250 ألف نتيجة توسعة المجالس وتأثيث البيت.... فمن المستفيد.. وهل زادت في الحب بين الناس وها هي الأم تشكو المعاناة,, وأكيد الزوجة والبنات والأبناء والزوج كذلك يتذمرون من الوضع.. !!!
ومع ذلك وفي الجانب الآخر يقول المصيفون: ذبحونا أهل الديرة بالمناسبات.. ونغصوا علينا الإجازة.. الواحد ما يستفيد من أجواء الجنوب ولا من متنزهاته.. ولا يستطيع عمل رحلات برّية لللأهل والأبناء نتيجة المرابطة على السفر والولائم.. ضاعت أوقاتنا.. وتخربت جداولنا.. وزهقوا العيال.. الديرة ممتازة لولا أهلها.. !!!!!!!!
وهنا أقول:
لماذا لا نشجع في ديرتنا فكرة الزواج الجماعي الذي يوفر المال والأوقات.. وفكرة المناسبات الجماعية للقادمين..
(الشيعة في الشرقية يجتمع أحيانا ستون زوج في ليلة واحدة.. وتجمع لهم تبرعات من جمعيات قائمة على أوقاف فيخرج كل زوج ربحان بدلا من حالات الفقر التي يبدأ بها الأزواج عندنا)
لماذا لا تُجدول المناسبات فتختصر ويمنع توافق أكثر من مناسبة في ليلة في القرية الواحدة (هذه مطبقة في قرية الحتار..)
لماذا لايكون لدينا جمعيات برّ تستلم الأكل الفائض ثم يرتّب ويوزع في الحجاز أو البادية أو تهامة فالفقراء -والله- كثير كثير..
لماذا لا تختصر المناسبات.. لتكون هادئة هانئة جميلة.. مبنية على الإكرام وحسن إختيار الذبائح مما يؤكل ولا يرمى.. بلا إسراف ولا تبذير ولا رياء ولا سمعة..
مرحبا بالكرم الصادق المرشّد (كرم إبراهيم عليه السلام).. ولا للإسراف والتبذير والرياء والشللية..
ولا تبذّر تبذيرا.. (أمر مؤكد بالمفعول المطلق..)
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين (بئست الأخوّة!!)
ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم.. (يا له من سؤال..)
ليتنا نساهم في توعية الناس لمصلحة الجميع.. ولصيانة هذه النعم من الزوال ولتوسيع مجالها لتشمل أهل الحاجة والفاقة الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..
والله من وراء القصد..
صدريد...
الموضوع هذا يناقش قضية تختص بمناسبات الصيف التي تجاوزت حدود الكرم إلى الإسراف، وتعدّت حدود الإخلاص إلى الرياء والتنافس والمحاباة، وخالفت قواعد الإحسان إلى الشللية والإختيارية والتمييز الطبقي..
من قبل أن نبدأ بطرق الموضوع هذا يجب أن نقرر أن الكرم من تعاليم الإسلام ومن حقوق الأخوة ومن وسائل الترابط.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره.. وإطعام الطعام من أفضل الأعمال.. ولكنه الكرم الخالص الصادق الذي يأتي في محلّه بنية الحب والإكرام والإحسان..
قرية صغيرة لايتجاوز عدد بيوتها عشرة بيوت سجلت في ليلة واحدة أربع مناسبات لو اجتمع أهل القرية كلهم لكفتهم واحدة من هذه المناسبات.. وعندما حسب أحد الأخوة مصروف القرية في ليلة واحدة بل في وجبة واحدة وجدها تربو على تسعة الآف ريال.. ثم اضرب في عدد الوجبات ثم اضرب في عدد قرى الجنوب .. والله تجدها مئات الملايين التي تكفل إصلاح خط الجنوب أو توفير 100 ألف وظيفة صيفية للشباب.. ولكم أن تتصوروا فرحة أسر الشهداء في فلسطين أو سعادة الجوعى في أفريقيا أو مدى تأثيرها لو صرفت على مركز إسلامي في أي بلد لو كانت هذه المصاريف أو بعضها في سبل الخير..
وأحيانا تحضر في اليوم الواحد أربع ولائم (حصلت لي مرات): في الصباح الساعة 10 مشاغيث وبر وسمن.. والساعة الواحدة 12 خروف.. والساعة الرابعة عصرا مشاغيث وبر وسمن.. وبعد المغرب 22 خروف !!!
ولو خيروني لأخترت البر والسمن وألغيت ما عداها... (دايت مشغوثة)...
يأتيك القريب ليعزمك فتعتذر حبّا في التوفير عليه ورفعا للتكاليف.. فيقول: والله ما عندي إلا في الناس إيش يقلون عنا؟!!! عجيب هؤلاء الناس الذين صرنا نتوجه بنياتنا لهم!!!
تدعوه لإختصار المناسبة عليك وعليه وعلى بعض القرابات والجيران، فيأبى إلا أن يجمّع عليك الخلق، ثم يقف على رأس الوجبة محرجا: هذا واجب فلان..
يحضرون لك من الخراف ما لايؤكل لكثرة شحمه.. ثم يصوّر نفسه بصورة المقصر المذنب المعتذر عن سوء ما قدم ثم ترمى في براميل البلدية.. استغفر الله يا له من ازدراء للنعمة: اعتذار وتهوين.. ثم رمي وإسراف..
حضرت مناسبات عديدة ومتتالية في قريتنا، فلم أرى الأسر الفقيرة تُعزم ولا يوصّل إليها بعض ما يزيد.. ووجدت الحضور هم هم في كل مناسبة على قاعدة "اللي يعزمنا نعزمه!!" فإذا بهم نفس الوجوه. ونفس السوالف (شللية ممقوته..) .. بل والله نفس المطبخ ونفس الطبخ لا يتغيير من أول الصيفية إلى آخرها.. حتى أصبح الواحد منهم يمسح بيده على بطنه ويقول: ذبحنا اللحم !!!!.. أين حديث: " لا تحقر جارة جارتها ولو فرسن شاه".. ورحم الله الأولين حين كانوا يكثرون ماء المرق لتعم القرية كلها.. ويتبادلون الألبان والقمح والقهوة والهدايا، على قلّة ذات اليد.. ولكنهم كانوا في الحب أمثلة رفيعة.. وفي الترابط أعلام مضيئة...
وهذا مصري حضر مناسبة لضيف في أبها عند جار له، فقدم لهما (شخصين لاحظ) المضيّف السعودي خروفا مسلوقا على صحن من الأرز.. وتغدوا.. ثم خرج المصري فوجد الصحن كاملا عند الباب.. فرجع إلى المضيف وقال عشاكما عندي الليلة فوافقاه.. وعلى طريقة أخذ الصحن وأعطاه زوجته وقال عندنا الليلة جارنا وضيفه وهذا اللحم زبطيه.. وذهب فاشترى بخمسة ريال كزبره وبقدونس وخس وبصل.. واشتغلت الأخت المصرية فعملت من اللحم كل الأصناف التي تخطر على البال من كبّة وسمبوسة ومحشي وبيتزا.. وإلخ.. ثم قدم لهما سفرة ملونة شهيّة هنية.. ولما رآها الضيفان اندهشا وأحسا بالحرج أنهما غلبا المصري على سوء حاله.. المهم تعشيا .. وفي اليوم التالي قال الجار السعودي للمصري: كلفت على نفسك ولو ندري ما وافقنا لك.. قال له المصري: ترى هذا من اللحم اللي فاضل من غداكم أمس.. بس انتم يالسعوديين ما تعرفوش تتصرفوا في النعمة.. !!!!
ووالد من ذوي الدخل الأقل من المحدود يزوج ولدين فيفرق بين زواجيهما بأسبوع واحد.. لأنه يرى أن من البخل جمع المناسبتين.. والفاتورة من رفاهية وسعادة هذا البيت الجديد...
وابتدعوا مؤخرا ما يسمى "بيوم النسوان".. وهو في غاية التكلف.. تجبى فيه الرفد والهدايا في تنافس ممجوج.. وتمد فيه السفر الطويلة بأنواع الحلويات والقلاوات والمعجنات والصحاف والفواكه والمكسرات.. وبعض العوائل عندنا أحضروا الحلويات من مخابز في أبها... !!!
جاءتنا مرّة إحدى قريباتنا في آخر الإجازة وهي مشفقة على ابنها الذي يعمل مدرسا في الديرة.. فذكرت الخسائر الفادحة التي تعرّض لها جراء كثرة الذبائح التي ذبحها للمصيفين.. وبينّت أنهم هم هم ضيوفهم كل سنة. وأضافت تقسم بالله أنه استلف أثمانها سلفا!!! وأن ديونه الآن تربو على 250 ألف نتيجة توسعة المجالس وتأثيث البيت.... فمن المستفيد.. وهل زادت في الحب بين الناس وها هي الأم تشكو المعاناة,, وأكيد الزوجة والبنات والأبناء والزوج كذلك يتذمرون من الوضع.. !!!
ومع ذلك وفي الجانب الآخر يقول المصيفون: ذبحونا أهل الديرة بالمناسبات.. ونغصوا علينا الإجازة.. الواحد ما يستفيد من أجواء الجنوب ولا من متنزهاته.. ولا يستطيع عمل رحلات برّية لللأهل والأبناء نتيجة المرابطة على السفر والولائم.. ضاعت أوقاتنا.. وتخربت جداولنا.. وزهقوا العيال.. الديرة ممتازة لولا أهلها.. !!!!!!!!
وهنا أقول:
لماذا لا نشجع في ديرتنا فكرة الزواج الجماعي الذي يوفر المال والأوقات.. وفكرة المناسبات الجماعية للقادمين..
(الشيعة في الشرقية يجتمع أحيانا ستون زوج في ليلة واحدة.. وتجمع لهم تبرعات من جمعيات قائمة على أوقاف فيخرج كل زوج ربحان بدلا من حالات الفقر التي يبدأ بها الأزواج عندنا)
لماذا لا تُجدول المناسبات فتختصر ويمنع توافق أكثر من مناسبة في ليلة في القرية الواحدة (هذه مطبقة في قرية الحتار..)
لماذا لايكون لدينا جمعيات برّ تستلم الأكل الفائض ثم يرتّب ويوزع في الحجاز أو البادية أو تهامة فالفقراء -والله- كثير كثير..
لماذا لا تختصر المناسبات.. لتكون هادئة هانئة جميلة.. مبنية على الإكرام وحسن إختيار الذبائح مما يؤكل ولا يرمى.. بلا إسراف ولا تبذير ولا رياء ولا سمعة..
مرحبا بالكرم الصادق المرشّد (كرم إبراهيم عليه السلام).. ولا للإسراف والتبذير والرياء والشللية..
ولا تبذّر تبذيرا.. (أمر مؤكد بالمفعول المطلق..)
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين (بئست الأخوّة!!)
ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم.. (يا له من سؤال..)
ليتنا نساهم في توعية الناس لمصلحة الجميع.. ولصيانة هذه النعم من الزوال ولتوسيع مجالها لتشمل أهل الحاجة والفاقة الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..
والله من وراء القصد..
صدريد...