تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "رسالة في ليلة التنفيذ" يا محبي الأدب


خالد
01-19-2009, 02:46 AM
"رسالة في ليلة التنفيذ" للشاعر هاشم الرفاعي رحمه الله ، قالها على لسان الشهيد

للتعرّف على الشاعر اضغط هنا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81% D8%A7%D8%B9%D9%8A)



أبتاه، ماذا قد يخط بناني = والحبل والجلاد منتظران

هذا الكتاب إليك من زنزانة = مقرورة صخرية الجدران

لم تبقَ إلا ليلة أحيا بها = وأحس أن ظلامها أكفاني

ستمر يا أبتاه – لست أشك في = هذا – وتحمل بعدها جثماني

***

الليل من حولي هدوء قاتل = والذكريات تمور في وجداني

ويهدني ألمي، فأنشد راحتي = في بضع آيات من القرآن

والنفس بين جوانحي شفافة = دب الخضوع بها فهز كياني

قد عشت أومن بالإله ولم أذق = إلا أخيرًا لذة الإيمان

شكرًا لهم، أنا لا أريد طعامهم = فليرفعوه، فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي = أمي، ولا وضعوه فوق خوان

كلا، ولم يشهده يا أبتي معي = أخوان لي جاءاه يستبقان

مدوا إليّ به يدًا مصبوغة = بدمي، وهذي غاية الإحسان

والصمت يقطعه رنين سلاسل = عبثت بهن أصابع السجان

ما بين آونة تمر.. وأختها = يرنو إليّ بمقلتي شيطان

من كوة بالباب يرقب صيده = ويعود في أمنٍ إلى الدوران

أنا لا أحس بأي حقد نحوه = ماذا جني؟ فتمسه أضغاني

هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي = لم يبد في ظمأ إلى العدوان

لكنه إن نام عني لحظة = ذاق العيال مرارة الحرمان

فلربما وهو المروع سحنة = لو كان مثلي شاعرًا لرثاني

أو عاد – من يدري؟ – إلى أولاده = يومًا وذكر صورتي لبكاني

وعلى الجدار الصلب نافذة بها = معنى الحياة غليظة القضبان

قد طالما شارفتها متأملاً = في الثائرين على الأسى اليقظان

فأرى وجومًا كالضباب مصورًا = ما في قلوب الناس من غليان

نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ = كتموا، وكان الموت في إعلاني

ويدور همس في الجوانح ما الذي= بالثورة الحمقاء قد أغراني؟

أولم يكن خيرًا لنفسي أن أرى = مثل الجميع أسير في إذعان؟

ما ضرني لو قد سكت، وكلما = غلب الأسى بالغت في الكتمان

هذا دمي سيسيل، يجري مطفئًا = ما ثار في جنبي من نيران

وفؤادي الموار في نبضاته = سيكف في غده عن الخفقان

والظلم باق، لن يحطم قيده = موتي، ولن يودي به قرباني

ويسير ركب البغي ليس يضيره = شاة إذا اجتثت من القطعان

***

هذا حديث النفس حين تشف عن = بشريتي.. وتمور بعد ثوان

وتقول لي: إن الحياة لغاية = أسمى من التصفيق للطغيان

أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت = ستظل تغمر أفقهم بدخان

وقروح جسمك وهو تحت سياطهم = قسمات صبح يتقيه الجاني

دمع السجين هناك في أغلاله = ودم الشهيد هنا سيلتقيان

حتى إذا ما أفعمت بهما الربا =لم يبق غير تمرد الفيضان

ومن العواصف ما يكون هبوبها = بعد الهدوء وراحة الربان

إن احتدام النار في جوف الثرى = أمر يثير حفيظة البركان

وتتابع القطرات ينزل بعده = سيل يليه تدفق الطوفان

فيموج.. يقتلع الطغاة مزمجرًا=أقوى من الجبروت والسلطان

أنا لست أدري، هل ستُذكر قصتي = أم سوف يعروها دجى النسيان؟

أم أنني سأكون في تاريخنا = متآمرًا أم هادم الأوثان؟

كل الذي أدريه أن تجرعي = كأس المذلة ليس في إمكاني

لو لم أكن في ثورتي متطلبًا = غير الضياء لأمتي لكفاني

أهوى الحياة كريمة.. لا قيد.. لا= إرهاب.. لا استخفاف بالإنسان

فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي = يغلي دم الأحرار في شرياني

***

أبتاه، إن طلع الصباح على الدنى = وأضاء نور الشمس كل مكان

واستقبل العصفور بين غصونه = يومًا جديدًا مشرق الألوان

وسمعت أنغام التفاؤل ثرة = تجري على فم بائع الألبان

وأتى – يدق كما تعود – بابنا = سيدق باب السجن جلادان

وأكون بعد هنيهة متأرجحًا = في الحبل مشدودًا إلى العيدان

ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما = صنعته في هذي الربوع يدان

نسجوه في بلد يشع حضارة =وتُضاءُ منه مشاعل العرفان

أو هكذا زعموا، وجيء به إلى = بلدي الجريح على يد الأعوان

أنا لا أريدك أن تعيش محطمًا = في زحمة الآلام والأشجان

إن ابنك المصفود في أغلاله = قد سيق نحو الموت غير مدان

فاذكر حكايات بأيام الصبا = قد قلتها لي عن هوى الأوطان

وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى = تبكي شبابًا ضاع في الريعان

وتكتم الحسرات في أعماقها = ألمًا تواريه عن الجيران

فاطلب إليها الصفح عني، إنني = لا أبتغي منها سوى الغفران

ما زال في سمعي رنين حديثها = ومقالها في رحمة وحنان

أبنيَّ: إني قد غدوت عليلة = لم يبق لي جلد على الأحزان

فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن = بنت الحلال ودعك من عصياني

كانت لها أمنية.. ريانة = يا حسن آمال لها وأمان!

غزلت خيوط السعد مخضلا ولم = يكن انتقاض الغزل في الحسبان

والآن لا أدري بأي جوانح = ستبيت بعدي أم بأي جنان

***

هذا الذي سطرته لك يا أبي = بعض الذي يجري بفكر عان

لكن إذا انتصر الضياء ومزقت = بيد الجموع شريعة القرصان

فلسوف يذكرني ويكبر همتي = من كان في بلدي حليف هوان

وإلى لقاء تحت ظل عدالة = قدسية الأحكام والميزان


منقول مع التنسيق

JIـCـoـ(S
01-20-2009, 06:03 PM
العمري

مشكور على النقل

وتقبله الله الشهيد من الشهداء

صح لسان الشاعر ولسانك

خالد
01-21-2009, 02:46 AM
فارس الدارين

حياك الله
وأثاري النصراوية يحبون الأدب مثل عبدالرحمن بن سعود الله يرحمه
ههههههههههههه

تشرفنا بمرورك يا عزيزي فارس الدارين
الله يسعدك دنيا وآخرة

عينك سماي
01-26-2009, 03:19 PM
http://www.mlfk.net/download/858497db77d6c07b.gif

يوسف آل عايش
01-26-2009, 07:09 PM
العـmـري

نقل متميز يعطيك العافيه ..اثبت وجودك خلال فتره قصيره بمواضيعك ..تقبل مروري ..

خالد
08-16-2009, 09:33 AM
عينك سماي
يوسف العمري

حياكم الله وشكرا على المرور

وللمعلومية: هذه القصيدة لم تكن في شخص معين قتل شهيدا ، وإنما قالها على لسان شهيد لما تعرض له الإخوان المسلمون في تلك الحقبة الزمنية من القتل والتعذيب على يد جمال عبدالناصر

♥ غلا روحي ♥
08-17-2009, 07:16 PM
نقل مميز واختيار راائع

سلمت يداك وذوقك

في انتظار ماهو جديد ومميز منك

ارق التحايا

صاحبـ الـسـMــــو
08-20-2009, 11:50 PM
رووووووووووووووووعهـ


اخوي

العــmـــــــري


تحياتــ


العميد العمري

خالد
08-28-2009, 05:47 PM
غلا روحي
صاحبـ السـمـو

شكرا لكما ، وبارك الله فيكما