ام الاطفال
01-01-2009, 11:52 AM
يقتل الكثير منا نحن الفلسطينيين كل يوم في محاولة لمحقنا عن وجه
الأرض تماما ً، آخر تلك الجرائم كانت في قطاع غزّة وما زالت، وبينما يراقب
الجميع نشرات الأخبار خشية أن يفوتهم لقطة من هذا المسلسل الدموي
الذي لا بد منه بين الفينة و الأخرى، تظلّ الأعداد في تزايد
مستمر حتى أصبحت كالإحصائيات ذاك يقول 300 قتيل و الاخر يصححه
فيقول بل 400، كأنه مزاد علني للأرواح . معظم الدول العربية
تستنكر و تندّد و الكلّ ينتظر، و يطالب الاخر بواجبه ، المشهد
العام يجلب إلى الذاكرة مراسم الجنازة! كأنما سيارة تدهس طفلا ً
، دماؤه تجري في الشارع الذي تملؤوه الجماهير الغفيرة ، تنتظر أن
يتلفظ آخر أنفاسه و أن يهرب السائق لكي يحضروا الجمعة ، يرشفون
القهوة أو يتناولون الغداء بل ربما الإثنان ، يندبون، يبكون
،يصلون ، يغضبون و يشتمون ، كلّ ذلك و هم يعلمون أين يقطن السائق
!و لكن ليس لغزّة أي دية و لا أي قصاص! أما ردود الفعل الشعبية
فقد تمثلت بالمراسم ، تلك التي بتنا نقيمها في كل نائبة كهذه ،
فيخرج بائع الاكسسوارات مخزونه الاحتياطي من الكوفية وبعض الاعلام لأنه تاجر
عالم بأن أياما كهذه آتية! تناظر الجميع لترى غضبا ًمختلفا ًعن
ذاك الذي تراه كل يوم ، يخرج البعض في مظاهرات أو مسيرات يمشون
بلا وجهة كالهائم على وجهه، يردّدون شعارات خيالية "فداك يا غزة فداك فداك يا فلسطين"
أردت أن أسألهم: "حقا ً؟" و لكن الإجابة ظاهرة للعيان. وددت أن
أسألهم من الملام؟ و ما الحل؟ ألم تكتفوا أو حتى تملوا من الردود
ذاتها ؟ ألم يعطكم هذا الخطب الجلل سببا ً لتصبحوا أناسا ً أفضل؟
لعلكم عاونتم غزة بأفعال و أقوال حقّة تلقونها على مسامع العالم
. "لن يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، كفى انتظارا
معجزة ! يومان من الحمية ثم كل يعود إلى ما كان عليه و كأن هذه
الجرائم التي ترتكب في حق البشرية لا تكفي لأن ندأب و نواظب على
تغيير أنفسنا ، كفى وهما بأننا لا نستطيع إلا أن نجهش بالبكاء و
نشاهد أشلاء الشهداء، هناك من الأبرياء من يقتل كل يوم ، كم يجب
أن يموت منا المرة القادمة ليهتم العالم حقا ً؟ ليفعل ؟ ليكف وليتوقف عن
المراسم؟
الأرض تماما ً، آخر تلك الجرائم كانت في قطاع غزّة وما زالت، وبينما يراقب
الجميع نشرات الأخبار خشية أن يفوتهم لقطة من هذا المسلسل الدموي
الذي لا بد منه بين الفينة و الأخرى، تظلّ الأعداد في تزايد
مستمر حتى أصبحت كالإحصائيات ذاك يقول 300 قتيل و الاخر يصححه
فيقول بل 400، كأنه مزاد علني للأرواح . معظم الدول العربية
تستنكر و تندّد و الكلّ ينتظر، و يطالب الاخر بواجبه ، المشهد
العام يجلب إلى الذاكرة مراسم الجنازة! كأنما سيارة تدهس طفلا ً
، دماؤه تجري في الشارع الذي تملؤوه الجماهير الغفيرة ، تنتظر أن
يتلفظ آخر أنفاسه و أن يهرب السائق لكي يحضروا الجمعة ، يرشفون
القهوة أو يتناولون الغداء بل ربما الإثنان ، يندبون، يبكون
،يصلون ، يغضبون و يشتمون ، كلّ ذلك و هم يعلمون أين يقطن السائق
!و لكن ليس لغزّة أي دية و لا أي قصاص! أما ردود الفعل الشعبية
فقد تمثلت بالمراسم ، تلك التي بتنا نقيمها في كل نائبة كهذه ،
فيخرج بائع الاكسسوارات مخزونه الاحتياطي من الكوفية وبعض الاعلام لأنه تاجر
عالم بأن أياما كهذه آتية! تناظر الجميع لترى غضبا ًمختلفا ًعن
ذاك الذي تراه كل يوم ، يخرج البعض في مظاهرات أو مسيرات يمشون
بلا وجهة كالهائم على وجهه، يردّدون شعارات خيالية "فداك يا غزة فداك فداك يا فلسطين"
أردت أن أسألهم: "حقا ً؟" و لكن الإجابة ظاهرة للعيان. وددت أن
أسألهم من الملام؟ و ما الحل؟ ألم تكتفوا أو حتى تملوا من الردود
ذاتها ؟ ألم يعطكم هذا الخطب الجلل سببا ً لتصبحوا أناسا ً أفضل؟
لعلكم عاونتم غزة بأفعال و أقوال حقّة تلقونها على مسامع العالم
. "لن يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، كفى انتظارا
معجزة ! يومان من الحمية ثم كل يعود إلى ما كان عليه و كأن هذه
الجرائم التي ترتكب في حق البشرية لا تكفي لأن ندأب و نواظب على
تغيير أنفسنا ، كفى وهما بأننا لا نستطيع إلا أن نجهش بالبكاء و
نشاهد أشلاء الشهداء، هناك من الأبرياء من يقتل كل يوم ، كم يجب
أن يموت منا المرة القادمة ليهتم العالم حقا ً؟ ليفعل ؟ ليكف وليتوقف عن
المراسم؟