المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارس الشبح الصيني الزاحف


عبدالله العمري
05-04-2003, 12:50 AM
فيروس جديد بلا علاج.. وباء العصر المهلك.. الأنفلونزا المتوحشة.. عدوى الصينيين.. كلها أوصاف تحمل بداخلها رعبا بلا حدود، أطلقتها وكالات الأنباء والأوساط الطبية العالمية على مرض غريب انتشر منذ أشهر معدودة في أكثر من 18 دولة، ويُرمز إليه بالإنجليزية بالأحرف SARS اختصارا لـ"Severe Acute Respiratory Syndrome"، وترجمته بالعربية "المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة"، وإن درجت معظم الأبحاث على تسميته "سارس"، وهو مرض يشبه في أعراضه الالتهاب الرئوي، لكنه في حقيقته نوع غريب من الفيروسات المعدية التي لا يوجد لها علاج حتى الآن.
في الكويت منطقة تمركز العديد من الجنود الأمريكان المشاركين في الحرب ضد العراق.. ظهرت أولى حالات هذا المرض بالشرق الأوسط، معلنة عن حلول شبح هذا الوباء على المنطقة. ففي 6 إبريل 2003 أعلنت وزارة الصحة الكويتية عن ظهور حالة محتملة للسارس، وهي لسيدة أمريكية كانت قد عادت لتوها من هونج كونج، وبدأ ظهور أعراض المرض عليها بمجرد وصولها.
وقد أكدت "د. نادية طِلِب" المسئولة عن الدراسات المسحية للأمراض الوبائية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت".. "أن منطقة شرق المتوسط لا يمكن اعتبارها منطقة موبوءة؛ فالحالة التي ظهرت أصيبت بالفيروس في هونج كونج؛ أي أن المرض لم ينتقل لها من شخص آخر داخل الكويت، وبالتالي بعزلها يمكن السيطرة على تواجد الفيروس في المنطقة".
وعن إمكانية انتقال المرض من تلك الحالة إلى أشخاص آخرين.. أجابت د. نادية أن "آخر الأبحاث أكدت أن المريض لا يكون معديا إلا بعد ظهور المرض عليه، وبالتالي فإن الأشخاص الذين تعاملت معهم قبل العزل لن تمثل خطرا عليهم"، في حين يرى بعض الأطباء بالمستشفيات الكويتية أنه حتى العزل الذي تخضع له المريضة غير فعال لعدم توافر بعض خصائص العزل الصحيح بها؛ حيث تتشارك المريضة وسائل التهوية مع باقي المرضى؛ وهو ما يوفر إمكانية انتقال المرض إلى المرضى الآخرين.
انتشار النار في الهشيم
ويشير أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر في 10 إبريل 2003 أن عدد ضحايا فيروس سارس قد وصل إلى 111 شخصا في جميع أنحاء العالم. وتقدر المنظمة أن نحو 4% من الحالات التي أصيبت بالمرض توفيت بسببه، خاصة المصابين بأمراض مثل السكري وضعف المناعة.
وبالنسبة لحالات الإصابة فيرجح أن تزيد الأعداد عن 2600 مريض، منهم 1286 في الصين وحدها، و883 إصابة في هونج كونج، و106 في سنغافورة، ونحو 90 في كندا. ويؤكد التقرير أن المرض تحت السيطرة في إقليم جوانجدونج بالصين وسنغافورة، ولكن المشكلة أنه ينتشر بسرعة في مناطق أخرى بالعالم بشكل غامض.
في الوقت نفسه أعلنت كندا -أكثر الدول تأثرا بالمرض خارج آسيا- أن عدد الوفيات في تزايد وسط عجز الجميع عن فعل أي شيء، وفرضت السلطات هناك حجرا صحيا إجباريا على شخصين، قالت: إنهما كانا على اتصال بأشخاص مصابين بالمرض، وتجاهلا تعليمات بالابتعاد عن باقي المواطنين.
وفي تايلاند قالت السلطات: إنها مستعدة لوضع جميع ركاب أي طائرة يثبت أن بها أحد المصابين بالمرض في حجر صحي لمدة أسابيع إذا لزم الأمر.
كما قررت الولايات المتحدة سحب دبلوماسييها من الصين؛ خوفا من تفشي الفيروس القاتل، في الوقت نفسه أكدت الدكتورة جولي جربردينج مديرة مراكز منع انتشار الأوبئة في الولايات المتحدة أن الجهود العلمية الكبيرة المبذولة للسيطرة على العدوى قد تفشل في منع تفشي المرض عبر العالم أجمع، وأضافت: "إذا انتشر المرض بسرعة تفوق قدرتنا على السيطرة عليه؛ فقد ندخل في سباق طويل وصعب. إن المخاطر شديدة، ولا يستطيع أحد التنبؤ بالنتيجة".
أما بالنسبة لعواقب هذا الوباء فقد بدأت تفرض نفسها بسرعة انتشاره نفسه؛ فقد أعلنت جريس نج المتحدثة باسم إدارة الطيران المدني في هونج كونج أنه تم إلغاء نحو 10% من رحلات الطيران لمدة 3 أيام فقط؛ نظرا للذعر من أن حركة الطيران الدولية قد ساعدت على انتشار الفيروس بشكل كبير.
مصدر مجهول.. وموت أكيد
وتشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن أعراض المرض تشبه -إلى حد كبير- تلك المرتبطة بالالتهاب الرئوي؛ حيث يصاب المريض بارتفاع في درجة الحرارة التي تصل في المعتاد إلى 38 درجة، هذا إلى جانب سعال شديد وصعوبة في التنفس والشعور بصداع، وخمول دائم وفقدان للشهية، وفي بعض الحالات تصاحب الأعراض السابقة طفوح جلدية وإسهال.
سجل "سارس" الحالات الأولى له في إقليم جواندونج بجنوب الصين منذ نوفمبر 2002 قبل أن ينتقل إلى هونج كونج وباقي أنحاء العالم. ويؤكد البروفيسور "ديفيد لامبرت" الخبير بمنظمة الصحة العالمية أنهم حتى الآن لم يعرفوا على وجه الدقة مصدر هذا الفيروس، وبالرغم من أنه يشبه فيروسات paramyxoviruses (أي عائلة الفيروسات التي تسبب ضيقا في التنفس)؛ فإنه لا دليل على أن له علاقة بفيروسات الأنفلونزا، خاصة أن فريقا من منظمة الصحة العالمية قام بزيارة للصين مؤخرا لفحص عدد من المرضى والمتوفين بسبب هذا الفيروس، أكد على أن حامل الفيروس يحتاج ما بين يومين إلى 7 أيام لتظهر عليه أعراض المرض؛ وهو ما يجعله أقل عدوى من فيروس الأنفلونزا.
أما بالنسبة لكيفية الإصابة بالعدوى نفسها؛ فما تزال غامضة بسبب عدم معرفة طبيعة الفيروس نفسه، وإن كانت نتائج أبحاث منظمة الصحة العالمية على هذا المرض قد رجحت انتقاله في الأغلب عن طريق الجو (أي التنفس والسعال والعطس من المرضى للأصحاء)، إلا أن البروفيسور ريتشارد بليموث -أحد الباحثين الذين زاروا الصين مؤخراً- لا يستبعد انتقال عدوى سارس عبر الدم أو الاتصال الجنسي، خاصة مع اكتشاف حالات مصابة من كبار السن الذين لا يغادرون منازلهم، وليس من أقاربهم ممن يحمل عدوى المرض، وأكد بليموث على أن قوة عدوى هذا الفيروس تتجاوز فيروس الإيبولا القاتل. من ناحية أخرى رجح خبراء آخرون في منظمة الصحة العالمية أن تكون الصراصير مسئولة عن انتشار فيروس سارس بين سكان مبنى سكني كامل بهونج كونج عددهم نحو 300 شخص.
الوقاية.. العلاج الوحيد للمرض
حتى الآن يتم منح المرضى بوباء سارس أدوية الالتهاب الرئوي العادية بسبب عدم وجود علاج للقضاء على هذا الفيروس القاتل؛ وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية إلى تبني سياسة طبية أكثر واقعية باعتماد الوقاية كطريقة العلاج الوحيدة للمرض، وبالرغم من التقرير الذي قدمه للمنظمة البروفيسور ديفيد هيمان -إخصائي الأمراض المعدية- من احتمال التوصل القريب لعلاج لوباء سارس؛ فإنه توقع أن الأمر "سيستغرق أسابيع لا يعرف عددها".
وتشير الحقائق الأولية إلى صعوبات كثيرة حتى في الوقاية للحد من انتشار هذا الوباء؛ فمثلا هذا المرض يؤثر بالدرجة الأولى على الأطباء والممرضين الذين يعتنون بالمرضى.
ومما يثير الإحباط ما أعلنه مؤخرا "ديفيد برومويتش" -وهو طبيب أسترالي متخصص في أمراض الجهاز التنفسي- أن الأقنعة التي يستخدمها الجراحون لا تفيد كثيرا في الحد من انتشارالوباء.
وقد أصدرت منظّمة الصحة العالمية تقريرا يحتوي على نصائح للوقاية من هذا الفيروس، سواء بالنسبة للحكومات وضرورة السيطرة على المرضى بوضعهم في الحجر الصحي لعزلهم عن الأصحاء منعا للعدوى، إلى جانب تشديد الرقابة الصحية على المطارات وأماكن السفر؛ باعتبارها المنفذ الرئيسي لانتشار الوباء عبر العالم، وضرورة فحص الركاب المشتبه في إصابتهم بالمرض.
أما بالنسبة للمسافرين أنفسهم فهناك احتياطات أمان كثيرة لا بد لهم من الحفاظ عليها لتجنب التعرض للعدوى بهذا المرض بقدر المستطاع، منها الابتعاد عن السفر إلى المدن الآسيوية في الصين وتايلاند وهونج كونج وغيرها التي سجلت أكبر عدد لحالات المرض، بالإضافة لعدم الجلوس بجانب من تظهر عليهم أعراض المرض، مثل السعال الشديد وصعوبة التنفس، بالإضافة لعدم استعمال أدوات الآخرين خلال الطعام، كما شدد التقرير على دور شركات الطيران في الكشف الدوري على أطقم الطائرات، خاصة المضيفين والمضيفات لعلاقاتهم المباشرة بالركاب.
من ناحية أخرى تظل حقيقة أخرى مثيرة للشك، وهي أن نسبة العمالة الآسيوية في الكويت تقدر بنحو 60% من العمالة الأجنبية، معظمها رجع إلى موطنه الأصلي؛ حيث ينتشر الوباء في إجازات قصيرة أثناء الحرب على العراق، وبالتالي تظل إمكانية نقل المرض عن طريقهم؛ وهو ما يعرض.. ليس فقط الكويتيين، وإنما آلاف العاملين العرب والأجانب الآخرين هناك للعدوى، فضلا عن انتشارها في دول الخليج بصفة عامة.. عموما هذه مجرد احتمالات تحمل بداخلها الصواب والخطأ، والمؤكد أن هذا الوباء سيظل حتى اكتشاف علاج له بمثابة طاعون القرن الـ21!

من اسلام اولاين/ علوم وتكنولوجيا لوليد فاروق

المسكت
05-04-2003, 12:59 AM
تحياتي لك
والله يكفينا شره
ويحمي الاسلام والمسلمين
من فتكه
اخوك المسكت

دروب المحبة
05-10-2003, 12:17 AM
مشكور اخوى عبدالله
على نقل هذا المعلومات المفيدة عن مرض القرن
واضيف ان الفيروس سارس يستطيع البقاء حي خارج جسم الانسان مدة 3 ساعات لحد ما ينقضى على الضحيىة التاليه
وان كان في بعض الابحاث تقول ان الفيروس يقضى نحبهفي مدة اقصاها 15-20 دقيقه اذ تعرض لاشعه الشمس