بلا حدود
03-30-2008, 03:15 PM
النابغة التغلبي، مهندس كيماوي أصابته الأقدار وعصف به دولاب الأيام. كان صحيحاً معافى، وبات مريضاً مجافى، وبعد أن كان يباري بعقله أمهر المهندسين أضحت عليه شمس المرض والاعتلال وكبلت ساقيه سلاسل الضعف والاختلال.
»الحياة» زارت المهندس السابق، وهو يقبع في غرفة يضاء لها في رابعة النهار في أحد أحياء مكة المكرمة, كان ينظر إلينا بعيون ملؤها الأمل مع الانكسار، والألم مع رباطة الجأش.
بدأ يروي قصته وهو لا يستطيع تحريك جسمه بالكامل، فكان يحدثنا وهو يحرك عينيه نحونا حتى إذا ما أعياهما التعب سقطت منهما دمعة بللت خده، وراحت عيناه تلاحقان الأفق وتنظران إلى أعلى الغرفة في معاناة تقشعر لها الأبدان.
يقول النابغة بصوت هادئ: «كنت في صحة ممتازة، وأعيش حياة مثالية لا تشوبها أية شائبة، أهتم بأبحاثي ودراساتي بحكم عملي الدقيق، فقد قدمت للعمل في المملكة منذ فترة ليست بالقليلة، ومضى بي قطار الأيام وفجأة شعرت ببعض الآلام في أصابع قدمي اليمنى»، مؤكداً أنه سارع إلى مراجعة أحد المستشفيات، وتبين من خلال الأشعة أنه مصاب بوجود كتلة بين الفقرات الظهرية.
ويضيف: «أجريت جراحة إزالة للكتلة، وفحصت مخبرياً وتبين أنها سليمة واختفت تلك الآلام من أصابع قدمي نهائياً» .
ويتابع النابغة سرد معاناته: «لم تمض فترة طويلة بعد إجرائي للجراحة حتى عاودتني تلك الآلام مرة أخرى، ولكن هذه المرة في الكتف الأيسر، ما أثر بدوره في موضع إصابتي الأولى، فبدأت حركة رجلي اليمنى تضعف تدريجياً واضطرني ذلك إلى إجراء جراحة ثانية ليزول بعدها الألم وتتحسن حركة الرجل اليمنى»، مستدركاً أن الأمر لم يستمر سوى عشرة أيام، وربما كانت آخر عشرة أيام تلامس فيها قدماه الأرض، فلم تكن تلك القشة سوى القشة التي قصمت ظهره.
ويوضح: «فوجئت بالألم يعاودني وعاد الضعف إلى الرجل اليمنى، ولم يكتف بذلك بل بدأ يلتهم جسدي رويداً رويداً فبدأ الألم يمتد من الكتف الأيسر حتى اليد اليسرى وبدأت في استعمال العكاز للذهاب والعودة، وبعد أيام بدأت أجد صعوبة بالغة في استخدام العكاز حتى كدت أسقط في كل مرة، فسارعت إلى سريري لكي ارتاح وكأنها كانت القاضية، لأني لم اعد بعدها قادراً على القيام من فوق ذلك الكرسي حتى يومنا هذا».
قاطعتنا زوجته وهي تشرح حاله وحالها وحال ابنتهما الوحيدة، التي لم تبارح العشرين من عمرها، فالنابغة قد توقف عن الكلام، ولم يعد يقوى على الحديث, وعادت نظرات عينيه إلى التعبير عما يعانيه من ألم وشقاء ويأس.
سألناه: ماذا تريد؟ ماذا تتمنى؟ لم يجب وتركنا في حيرة من أمرنا، لتبادرنا زوجته الباكية: «لا نريد شيئاً سوى يداً حانية تنقذنا من هذا الجحيم المدمر, فعلاجه يتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً عن طريق أشعة الليزر، فهي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى القادرة على إعادة زوجي إلى الحياة من جديد»، مشيرة إلى أن زوجها الآن في عداد الموتى بعد أن فقد كل شيء، مستقبله و صحته وماله وعمله ولم يبق له في هذه الدنيا إلا أهل الخير والبر والإحسان.
منقــــــــــــــــــــــول,,,,,,,,,,,
»الحياة» زارت المهندس السابق، وهو يقبع في غرفة يضاء لها في رابعة النهار في أحد أحياء مكة المكرمة, كان ينظر إلينا بعيون ملؤها الأمل مع الانكسار، والألم مع رباطة الجأش.
بدأ يروي قصته وهو لا يستطيع تحريك جسمه بالكامل، فكان يحدثنا وهو يحرك عينيه نحونا حتى إذا ما أعياهما التعب سقطت منهما دمعة بللت خده، وراحت عيناه تلاحقان الأفق وتنظران إلى أعلى الغرفة في معاناة تقشعر لها الأبدان.
يقول النابغة بصوت هادئ: «كنت في صحة ممتازة، وأعيش حياة مثالية لا تشوبها أية شائبة، أهتم بأبحاثي ودراساتي بحكم عملي الدقيق، فقد قدمت للعمل في المملكة منذ فترة ليست بالقليلة، ومضى بي قطار الأيام وفجأة شعرت ببعض الآلام في أصابع قدمي اليمنى»، مؤكداً أنه سارع إلى مراجعة أحد المستشفيات، وتبين من خلال الأشعة أنه مصاب بوجود كتلة بين الفقرات الظهرية.
ويضيف: «أجريت جراحة إزالة للكتلة، وفحصت مخبرياً وتبين أنها سليمة واختفت تلك الآلام من أصابع قدمي نهائياً» .
ويتابع النابغة سرد معاناته: «لم تمض فترة طويلة بعد إجرائي للجراحة حتى عاودتني تلك الآلام مرة أخرى، ولكن هذه المرة في الكتف الأيسر، ما أثر بدوره في موضع إصابتي الأولى، فبدأت حركة رجلي اليمنى تضعف تدريجياً واضطرني ذلك إلى إجراء جراحة ثانية ليزول بعدها الألم وتتحسن حركة الرجل اليمنى»، مستدركاً أن الأمر لم يستمر سوى عشرة أيام، وربما كانت آخر عشرة أيام تلامس فيها قدماه الأرض، فلم تكن تلك القشة سوى القشة التي قصمت ظهره.
ويوضح: «فوجئت بالألم يعاودني وعاد الضعف إلى الرجل اليمنى، ولم يكتف بذلك بل بدأ يلتهم جسدي رويداً رويداً فبدأ الألم يمتد من الكتف الأيسر حتى اليد اليسرى وبدأت في استعمال العكاز للذهاب والعودة، وبعد أيام بدأت أجد صعوبة بالغة في استخدام العكاز حتى كدت أسقط في كل مرة، فسارعت إلى سريري لكي ارتاح وكأنها كانت القاضية، لأني لم اعد بعدها قادراً على القيام من فوق ذلك الكرسي حتى يومنا هذا».
قاطعتنا زوجته وهي تشرح حاله وحالها وحال ابنتهما الوحيدة، التي لم تبارح العشرين من عمرها، فالنابغة قد توقف عن الكلام، ولم يعد يقوى على الحديث, وعادت نظرات عينيه إلى التعبير عما يعانيه من ألم وشقاء ويأس.
سألناه: ماذا تريد؟ ماذا تتمنى؟ لم يجب وتركنا في حيرة من أمرنا، لتبادرنا زوجته الباكية: «لا نريد شيئاً سوى يداً حانية تنقذنا من هذا الجحيم المدمر, فعلاجه يتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً عن طريق أشعة الليزر، فهي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى القادرة على إعادة زوجي إلى الحياة من جديد»، مشيرة إلى أن زوجها الآن في عداد الموتى بعد أن فقد كل شيء، مستقبله و صحته وماله وعمله ولم يبق له في هذه الدنيا إلا أهل الخير والبر والإحسان.
منقــــــــــــــــــــــول,,,,,,,,,,,