هيبة ملك
08-21-2007, 03:29 PM
خرج علينا بالأمس، على شاشات التلفزة الوطنية؛ وزير التجارة الدكتور هاشم يماني، مبرراً ارتفاع الأسعار في المملكة، بشكل غير مقنع، وليته لم يفعل، لبقي لدينا بصيص أمل، في معالجة هذا الارتفاع في الحياة المعيشية للأسر السعودية، التي لازالت تئن من خسائر سوق الأسهم، وارتفاع معدل التضخم، وزيادة أسعار العقارات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وأبرزها (الأرز) الذي يشكل الغذاء الأساس للأسرة السعودية. فوزير التجارة، بحديثه للمواطنين، زاد الطين بلة، بل ضاعف من خسائرهم الاقتصادية بخسائر معنوية، فهو لم يقدم مبادرات أو حلول بديلة، إنما طالب المواطنين «بتغيير أساليب أكلهم والبحث عن منتجات غذائية بديلة» لم يكن ينقص المواطنين سوى هذه التصريحات، ولا أعرف ما هي البدائل، التي يتحدث عنها، هل هي اللبن والتمر،أم أنه يريد أن تأكل الأسرة السعودية أصناف الأرز (الرديء) المخلوط، والأمرّ والأدهى أن وزير التجارة،المسؤول عن ضبط الأسعار، يقول إنه لا يستطيع أن يتكهن، باستمرار ارتفاع أسعار الأرز أو انخفاضها، فإذا وزارة التجارة لا تستطيع التنبؤ باتجاهات أزمة ارتفاع الأسعار، وتضع خططها في ضوء ذلك؛ إذا، ما الجهة التي تستطيع تطميننا عن واقعنا المعيشي واتجاهاته المستقبلية. فخطاب وزير التجارة، يكشف لنا أنه ليس لدى الوزارة القدرة على ضبط إيقاع الحياة الاقتصادية للمواطن السعودي، والتخفيف من تكاليف الحياة المعيشية التي تحاصره من كل حدب وصوب، وهذه مهام وأدوار من صميم عمل وزارة التجارة، الملزمة بتوفير المواد الغذائية؛ بأسعار في متناول رجل الشارع والتصدي لموجات الغلاء. والحفاظ على الأمن الاقتصادي السعودي، فحتى الأسواق الحرة، والأنظمة المالية الرأسمالية، تعتمد آليات لضمان انسياب السلع الأساسية، بما يتفق ومصالح مواطنيها، واستقرارها الاقتصادي، من خلال التدخل غير المباشر في إدارة الأزمات وتوجيهها، أما أن تقف وزارة التجارة من هذه الأزمة التي تمس الشعب السعودي بأسره موقف المتفرج، وتطالب المواطنين بتغيير أساليب أكلهم والبحث عن مواد غذائية، فهذه فنتازيا إدارية مرفوضة، وإلا، ما الذي يمنع رئيس الخطوط السعودية (مثلا) أن يخرج علينا في أزمة حجوزات الطيران، ويقول للمواطنين: ابحثوا عن أساليب سفر بديلة! وقس على ذلك.. أتمنى على وزارة التجارة أن تستفيد في إدارة الأزمات من فكرة وخطاب (الحملة الوطنية لتخفيض الأرز) التي أطلقتها شركة العثيم، فهذه الحملة الوطنية، كان من المفترض أن تنطلق من وزارة التجارة، التي كانت إدارتها لهذه الأزمة حشفاً وسوء كيلة!
أخوكم...’’
أخوكم...’’