جاسر الغراني
08-08-2007, 11:25 AM
إلى أحبتي متصفحي منتديات بني عمرو العامرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلكم يكون للكلمة من طرب ولكم يكون للسمع لذة ؛ بكل تأكيد إنه ليوجد من بيننا من يحب أن يطلع على عيون الشعر العربي كله في لحظة من اللحظات ، ومنا من لا يحب أن يرعى أذنه سمعا لتراث أدبنا المجيد، ولكنني أجزم أن أغلبنا ليحب أن يطلع على مفردات قصيدة غزلية ؛ استطاع شاعرها الفحل أن يثبت نفسه في مصاف العظماء ولا شك فيكفي شاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بأنه أفضل الشعراء ، وكذلك أثبت قصائده في ملف عيون الشعر العربي لما امتازت به قصيدته الغزلية الساحرة بإعجاب الفنانين العرب الذين تغنوا بها ومنهم من مات ومنهم من لازال على قيد الحياة ،فمنهم طلال مداح وهيام يونس وفيصل علوي والجيلاني ..
نتطرق وإياكم إلى هذه القصيدة التي أعجبتني ، كما آمل أن تعجبكم وتنال استحسانكم وذوقكم الرفيع وإليكم أبياتها:
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُـدَيَّـةِ والجَـبَـلْ=مَحَلٌ قَدِيـمُ العَهـدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَـا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَـرحَـبٍ=ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَـكَّـرَ واضمَـحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنـهُ فَأَصبَحَـت=عَلَى غَيرِ سُكَّـانٍ وَمَـنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِـالأَطـلالِ مِـنـهُ مُجَلـجِـلٌ=أَحَـمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَـجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَــرقٍ لاَحَ بَـيـنَ سَحَـائِـبٍ=ورَعـدٍ إِذَا مـا هَـبَّ هَاتِفـهُ هَـطَـلْ
فَأَنبَـتَ فِيـهِ مِـن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ=ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَـنـدَدِ والأَســلْ
وفِيـهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَـوكَـلِ=وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلـنـدَدُ والحَـجَـلْ
وعُنثُـلَـةٌ والخَـيـثَـوَانُ وبُـرسُــلٌ=وفَـرخُ فَـرِيـق والرِّفَـلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيــابٌ وابــنُ خُـوَيـدرٍ=وغَنسَلَـةٌ فِيهَـا الخُفَيعَـانُ قَـد نَــزَلْ
وهَــامٌ وهَمـهَـامٌ وطَـالِـعُ أَنـجُـدٍ=ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِـي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَمَّـا عَرَفـت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّـمـي=تَكَفكَـفَ دَمعِـي فَـوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلتُ لَهـا يـا دَارُ سَلمَـى ومَـا الَّـذِي=تَمَتَّعـتِ لا بُـدِّلـتِ يــا دَارُ بِالـبـدَلْ
لَقَد طَـالَ مَـا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً=ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَـن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبـكَـارٍ حِـسَـانٍ أَوَانــسٍ=ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَـرِ بَـطَـلْ
لَقَد كُنـتُ أَسبَـى الغِيـدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً=ويَسبِينَنـي مِنـهُـنَّ بِـالـدَّلِّ والمُـقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسـبِـى الغَانِـيَـاتِ بِحُـمَّـةٍ=مُعَثكَـلَـةٍ سَــودَاءَ زَيَّنَـهَـا رجَــلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِــي عُكنَاتِـهَـا=عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَعَـلَّـقَ قَلـبِـي طَـفـلَـةً عَـرَبِـيَّـةً=تَنَعـمُ فِـي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُلَـلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَـظَـرَت بِـهَـا=إِلـى رَاهِـبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَـهَـلْ
لأصـبَـحَ مَفتُـونـاً مُعَـنًّـى بِحُبِّـهَـا=كَـأَن لَـمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَـمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَــد لَـهَـوتُ بِذلِّـهَـا=إذَا مَـا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَـفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَــد رَمَيـتُـهُ=فَكَيـفَ بِـهِ إِنْ مَـاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَـا إِنْ كَـانَ فِـي اللَّيـلِ دَفنُـهُ=فَقُلـنَ وهَـل يَخفَـى الهِـلالُ إِذَا أَفَــلْ
قَتَلتِ الفَتَـى الكِنـدِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي=تَدَانَـت لَـهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلـي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي=يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِـلا وَجَــلْ
أَلا يا بَنِـي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابـنِ عَمِّكـم=وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِـيـلٌ ولا خَــوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِـن غَيـرِ قَاتِـلٍ=ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُـنَـاكَ ولا زُمَــلْ
فَتِلـكَ الَّتـي هَــامَ الـفُـؤَادُ بِحُبِّـهَـا=مُهفهَـفَـةٌ بَيـضَـاءُ دُرِّيَّــة القُـبَـلْ
ولي وَلَهـا فِـي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ=ولـي وَلَهَـا فِـي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَـثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَـعـدَ هَجـعَـةٍ=سَفَرجلَ أَو تُفَّـاحَ فِـي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجـلِ تَمشـى تَبختـراً=وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ فِـي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت=بِـهِ عِنـدَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَـصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُمَّ هِي هِي وهـي وَهِـي=مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِـنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِـــــــــثٍ=ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَـــن رَحَــــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَـم كَـم وكَـم وَكَـم=قطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَـمْ أَمَـلْ
وكَـافٌ وكَفـكـافٌ وكَـفِّـي بِكَفِّـهَـا=وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِـن كَفِّهـا انهَمـلْ
فَلَو لَو ولَو لَو ثُـمَّ لَـو لَـو ولَـو ولَـو=دَنَا دَارُ سَلمَـى كُنـتُ أَوَّلَ مَـن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن=أُسَائِلُ عَنهـا كُـلَّ مَـن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِي ثُمَّ فِـي فِـي وفِـي وفِـي=وفِي وجنَتَـي سَلمَـى أُقَبِّـلُ لَـمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُمَّ سَـل سَـل وسَـل=وسَل دَارَ سَلمـى والرَّبُـوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِـل عَشَنصَـلٍ=عَلى حاجِبَي سَلمَـى يَزِيـنُ مَـعَ المُقَـلْ
حِجَازيَّـة العَينَـيـن مَكـيَّـةُ الحَـشَـا=عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِـيَّـةُ الكَـفَـلْ
تِهامِيَّـةَ الأَبــدانِ عَبسِـيَّـةُ اللَـمَـى=خُزَاعِيَّـة الأَسـنَـانِ دُرِّيَّــة القـبَـلْ
وقُلـتُ لَـهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَـبـى=لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ فِي الشِّعـرِ كَـي أُسَـلْ
فَقـالـت أَنَــا كِـنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ=فَقُلـتُ لَهـا حَاشَـا وكَـلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَـالـت أَنَــا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة=فقُلتُ لَهَا ورخِيـز بِباخُـوشَ مِـن قُـزَلْ
فَلَـمَّـا تَلاقَيـنـا وجَــدتُ بَنـانَـهـا=مُخَضّبَـةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّـعَـلْ
ولاعَبتُهـا الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت=ورُخّـى عَليهـا دارَ بِالشـاهِ بالعَـجَـلْ
فَقَالَـت ومَـا هَـذا شَـطَـارَة لاعِــبٍ=ولكِن قَتـلَ الشَّـاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُهـا مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَـاجِـلا=مِنَ اثنَينِ فِـي تِسـعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَـد كَـانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ=أُقَـبِّـلُ ثَـغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَــلْ
فَقَبَّلتُـهَـا تِسـعـاً وتِسعِـيـنَ قُبـلَـةً=ووَاحِـدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَـى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّـى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى=فَصُوصُ الطَّـوقِ مِـن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كـأَنَّ فُصُـوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت=ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَـلـتُ أَوَّلاً=لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُـدَيَّـةِ والجَـبَـلْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلكم يكون للكلمة من طرب ولكم يكون للسمع لذة ؛ بكل تأكيد إنه ليوجد من بيننا من يحب أن يطلع على عيون الشعر العربي كله في لحظة من اللحظات ، ومنا من لا يحب أن يرعى أذنه سمعا لتراث أدبنا المجيد، ولكنني أجزم أن أغلبنا ليحب أن يطلع على مفردات قصيدة غزلية ؛ استطاع شاعرها الفحل أن يثبت نفسه في مصاف العظماء ولا شك فيكفي شاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بأنه أفضل الشعراء ، وكذلك أثبت قصائده في ملف عيون الشعر العربي لما امتازت به قصيدته الغزلية الساحرة بإعجاب الفنانين العرب الذين تغنوا بها ومنهم من مات ومنهم من لازال على قيد الحياة ،فمنهم طلال مداح وهيام يونس وفيصل علوي والجيلاني ..
نتطرق وإياكم إلى هذه القصيدة التي أعجبتني ، كما آمل أن تعجبكم وتنال استحسانكم وذوقكم الرفيع وإليكم أبياتها:
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُـدَيَّـةِ والجَـبَـلْ=مَحَلٌ قَدِيـمُ العَهـدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَـا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَـرحَـبٍ=ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَـكَّـرَ واضمَـحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنـهُ فَأَصبَحَـت=عَلَى غَيرِ سُكَّـانٍ وَمَـنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِـالأَطـلالِ مِـنـهُ مُجَلـجِـلٌ=أَحَـمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَـجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَــرقٍ لاَحَ بَـيـنَ سَحَـائِـبٍ=ورَعـدٍ إِذَا مـا هَـبَّ هَاتِفـهُ هَـطَـلْ
فَأَنبَـتَ فِيـهِ مِـن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ=ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَـنـدَدِ والأَســلْ
وفِيـهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَـوكَـلِ=وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلـنـدَدُ والحَـجَـلْ
وعُنثُـلَـةٌ والخَـيـثَـوَانُ وبُـرسُــلٌ=وفَـرخُ فَـرِيـق والرِّفَـلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيــابٌ وابــنُ خُـوَيـدرٍ=وغَنسَلَـةٌ فِيهَـا الخُفَيعَـانُ قَـد نَــزَلْ
وهَــامٌ وهَمـهَـامٌ وطَـالِـعُ أَنـجُـدٍ=ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِـي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَمَّـا عَرَفـت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّـمـي=تَكَفكَـفَ دَمعِـي فَـوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلتُ لَهـا يـا دَارُ سَلمَـى ومَـا الَّـذِي=تَمَتَّعـتِ لا بُـدِّلـتِ يــا دَارُ بِالـبـدَلْ
لَقَد طَـالَ مَـا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً=ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَـن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبـكَـارٍ حِـسَـانٍ أَوَانــسٍ=ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَـرِ بَـطَـلْ
لَقَد كُنـتُ أَسبَـى الغِيـدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً=ويَسبِينَنـي مِنـهُـنَّ بِـالـدَّلِّ والمُـقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسـبِـى الغَانِـيَـاتِ بِحُـمَّـةٍ=مُعَثكَـلَـةٍ سَــودَاءَ زَيَّنَـهَـا رجَــلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِــي عُكنَاتِـهَـا=عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَعَـلَّـقَ قَلـبِـي طَـفـلَـةً عَـرَبِـيَّـةً=تَنَعـمُ فِـي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُلَـلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَـظَـرَت بِـهَـا=إِلـى رَاهِـبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَـهَـلْ
لأصـبَـحَ مَفتُـونـاً مُعَـنًّـى بِحُبِّـهَـا=كَـأَن لَـمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَـمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَــد لَـهَـوتُ بِذلِّـهَـا=إذَا مَـا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَـفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَــد رَمَيـتُـهُ=فَكَيـفَ بِـهِ إِنْ مَـاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَـا إِنْ كَـانَ فِـي اللَّيـلِ دَفنُـهُ=فَقُلـنَ وهَـل يَخفَـى الهِـلالُ إِذَا أَفَــلْ
قَتَلتِ الفَتَـى الكِنـدِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي=تَدَانَـت لَـهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلـي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي=يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِـلا وَجَــلْ
أَلا يا بَنِـي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابـنِ عَمِّكـم=وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِـيـلٌ ولا خَــوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِـن غَيـرِ قَاتِـلٍ=ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُـنَـاكَ ولا زُمَــلْ
فَتِلـكَ الَّتـي هَــامَ الـفُـؤَادُ بِحُبِّـهَـا=مُهفهَـفَـةٌ بَيـضَـاءُ دُرِّيَّــة القُـبَـلْ
ولي وَلَهـا فِـي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ=ولـي وَلَهَـا فِـي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَـثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَـعـدَ هَجـعَـةٍ=سَفَرجلَ أَو تُفَّـاحَ فِـي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجـلِ تَمشـى تَبختـراً=وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ فِـي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت=بِـهِ عِنـدَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَـصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُمَّ هِي هِي وهـي وَهِـي=مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِـنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِـــــــــثٍ=ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَـــن رَحَــــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَـم كَـم وكَـم وَكَـم=قطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَـمْ أَمَـلْ
وكَـافٌ وكَفـكـافٌ وكَـفِّـي بِكَفِّـهَـا=وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِـن كَفِّهـا انهَمـلْ
فَلَو لَو ولَو لَو ثُـمَّ لَـو لَـو ولَـو ولَـو=دَنَا دَارُ سَلمَـى كُنـتُ أَوَّلَ مَـن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن=أُسَائِلُ عَنهـا كُـلَّ مَـن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِي ثُمَّ فِـي فِـي وفِـي وفِـي=وفِي وجنَتَـي سَلمَـى أُقَبِّـلُ لَـمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُمَّ سَـل سَـل وسَـل=وسَل دَارَ سَلمـى والرَّبُـوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِـل عَشَنصَـلٍ=عَلى حاجِبَي سَلمَـى يَزِيـنُ مَـعَ المُقَـلْ
حِجَازيَّـة العَينَـيـن مَكـيَّـةُ الحَـشَـا=عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِـيَّـةُ الكَـفَـلْ
تِهامِيَّـةَ الأَبــدانِ عَبسِـيَّـةُ اللَـمَـى=خُزَاعِيَّـة الأَسـنَـانِ دُرِّيَّــة القـبَـلْ
وقُلـتُ لَـهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَـبـى=لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ فِي الشِّعـرِ كَـي أُسَـلْ
فَقـالـت أَنَــا كِـنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ=فَقُلـتُ لَهـا حَاشَـا وكَـلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَـالـت أَنَــا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة=فقُلتُ لَهَا ورخِيـز بِباخُـوشَ مِـن قُـزَلْ
فَلَـمَّـا تَلاقَيـنـا وجَــدتُ بَنـانَـهـا=مُخَضّبَـةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّـعَـلْ
ولاعَبتُهـا الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت=ورُخّـى عَليهـا دارَ بِالشـاهِ بالعَـجَـلْ
فَقَالَـت ومَـا هَـذا شَـطَـارَة لاعِــبٍ=ولكِن قَتـلَ الشَّـاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُهـا مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَـاجِـلا=مِنَ اثنَينِ فِـي تِسـعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَـد كَـانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ=أُقَـبِّـلُ ثَـغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَــلْ
فَقَبَّلتُـهَـا تِسـعـاً وتِسعِـيـنَ قُبـلَـةً=ووَاحِـدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَـى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّـى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى=فَصُوصُ الطَّـوقِ مِـن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كـأَنَّ فُصُـوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت=ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَـلـتُ أَوَّلاً=لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُـدَيَّـةِ والجَـبَـلْ