سعيد بن عبدالله
03-27-2003, 03:33 PM
******************************
قنبلة هيروشيما.. وتداعياتها حتي الآن
بقلم : عميد متقاعد/ كامل الشرقاوي
******************************
في يوم16 يوليو عام1945 انطلقت قاذفة القنابل الأمريكية ب ـ29 لالقاء قنبلة ذرية لأول مرة في تاريخ الإنسان علي صحراء اوما بولاية نيومكسيكو الأمريكية, كتجربة أولي لظهور هذا السلاح الفتاك.
ولما نجحت التجربة, قررت القيادة الأمريكية ضرب مدينة هيروشيما اليابانية يوم6 أغسطس عام1945 أي بعد21 يوما من اجراء التجربة, واختيرت هذه المدينة المنكوبة من بين جميع مدن اليابان. وفي الساعة8,15 من اليوم المحدد كانت تنطلق قاذفة القنابل ب ـ29 لتلقي قنبلة ذرية علي سكان المدينة, وكان اسم القنبلة الولد الصغير, وتسبب الولد الصغير في قتل وإبادة حوالي780150 فردا من الأهالي وجرح حوالي70,000 فرد. وبعد20 دقيقة من إلقاء القنبلة شب حريق هائل في جميع الانقاض التي بقيت ولم تدمر, لتزيد الخراب خرابا..
وفي يوم8 أغسطس أي بعد يومين, ألقيت قنبلة أخري علي مدينة ناجازاكي. ويطلق عليها اسم الرجل المسن فات مان.
كانت قنبلة ناجازاكي أصغر قليلا من قنبلة هيروشيما وقتلت45,000 فرد وجرحت35,000 آخرين, وبعدها استسلمت اليابان. ويمر الآن56 عاما علي وقت إلقاء هاتين القنبلتين.. وفي خلال هذه الفترة, حدث تطور لهذا السلاح الرهيب بصورة لم يعهدها الإنسان في تاريخه.. وظهرت صواريخ عابرة للقارات متوسطة وبعيدة المدي, وانطلقت سفن للفضاء, وخصصت ميزانيات شبه خيالية لانتاج وتطوير اعداد رهيبة من هذه القنابل.. وظهرت وسائل حديثة لالقاء وقذف هذه القنابل.
كانت قوة قنبلة هيروشيما20 كيلو طن أي ما يعادل20 مليون كيلوجرام من المفرقات المعروفة باسم ت. ن. ت. أما قنبلة ناجازاكي فكانت قوتها14 كيلوطن.. ويطلق علي قنبلة هيروشيما اسم القنبلة القياسية, حيث يتم عليها قياس جميع القنابل الأخري.
ولما كانت هذه القنبلة قد أصبحت من القنابل الصغيرة جدا فإن مصطلحا جديدا ظهر هو الميجاطن وهو يعادل1000 كيلو طن.( أي قوة50 قنبلة قياسية). نوويا وارتفع ولم يكن لدي أمريكا بعد الحرب الثانية اعدادا تذكر من القنابل النووية ولكن في عام1955 كان لديها3000 قنبلة ورأس نووية وارتفع الرقم إلي32,000 عام1967.. وكان لدي روسيا نفس العدد تقريبا.
وفي أمريكا تقدر القوة النووية التي تستخدمها الوسائل البعيدة والمتوسطة المدي بما يعادل قوة3453 ميجا طن( أي ما يساوي قوة172,650 قنبلة قياسية كالتي القيت علي هيروشيما).( احصائيات عام1986) أما في روسيا فتزيد قوة الضربة النووية عما في أمريكا فتصل قوة مجموع مالديها6685 ميجاطن( أي ما يساوي قوة334,250 قنبلة قياسية كالتي القيت علي هيروشيما).
والسبب في ذلك أن أمريكا تستخدم صواريخ ذات رؤوس نووية لايزيد عدد رؤوسها علي تسعة رؤوس تقريبا.. أما في روسيا فأنها تستخدم صواريخ قد يصل عدد الرؤوس النووية فيها إلي25 رأسا نوويا.. وعلي ذلك يكون لدي أمريكا صواريخ أكثر ذات رؤوس معقولة.. في حين أن روسيا لديها عدد صواريخ أقل ولكن ذات رؤوس مرعبة. وأشهر هذه الصواريخ الروسية هو الصاروخ الروسي اس اس ـ18 وهو أضخم وأقوي وأخطر صاروخ في العالم.. وله4 أنواع لكل نوع هدف خاص به فالأول منها ـ علي سبيل المثال ـ يحمل رأسا نوويا واحدا قوته25 ميجاطن( أي قوة1250 قنبلة قياسية كالتي القيت علي هيروشيما) وهو مخصص لضرب القواعد العسكرية الهامة ويبلغ مداه12000 كيلومتر.
ونوع آخر من هذه الصواريخ له10 رؤوس نووية, قوة كل منها2 ميجاطن, ومداه16000 كيلومتر ويخطئ180 مترا فقط. وتمتلك روسيا305 صواريخ من هذه الصواريخ المرعبة جدا فبالإضافة إلي150 صاروخا جبارا من طراز اس اس ـ17. وليست هذه الصواريخ آخر ما أنتجت روسيا, بل هناك ما هو أفضل منها حيث ظهر الصاروخ أس أس ـ19, ولدي روسيا منها330 صاروخا. و أس أس ـ20 وهو غير معروف وغيره من صواريخ حديثة أخري. وتنتشر هذه الصواريخ في جميع أنحاء الأراضي الروسية خاصة حول موسكو.
وحتي عام1985 كانت روسيا( الاتحاد السوفيتي) تمتلك1398 صاروخا عابرا للقارات بعيد المدي في حين أن أمريكا كان لديها1885 صاروخا..
أما الغواصات فإن الحديث فيها يحتاج إلي مساحات كبيرة.. انها عالم كبير وخطير للغاية.. ولروسيا أضخم أسطول غواصات نووية في العالم, ولها قاعدة غواصات تحت جبال كمشكي وتطل علي الشاطئ الشرقي من قارة آسيا وهذه القاعدة هي أخطر ما يهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية..
وأنشأت أمريكا لذلك أكبر قاعدة بحرية في العالم مقابلة لها علي الشاطئ الغربي لأمريكا الشمالية, هي قاعدة بانجور تواجه قاعدة الغواصات الروسية كمشسكي.
وتمتلك أمريكا عدد568 غواصة نووية منها264 من نوع أوهيو وتحمل كل غواصة24 صاروخا نوويا عابرا للقارات ذا8 رؤوس من نوع تريدنت. س ـ4 ويبلغ مداه7400 كيلومتر وعدد304 غواصات من النوع لافاييت تحمل كل منها16 صاروخا من نوع يوسيدن س ـ3.
أما روسيا فلديها عدد977 غواصة من نوع هوتيل ويانكي و دلتا و تايفون, وهي تحمل رؤوسا نووية تصل إلي2857 رأسا. وأخطر هذه الغواصات, الغواصة تايفون التي تعتبر أضخم وأقوي غواصة نووية في العالم فالواحدة منها طولها170 مترا وتحمل20 صاروخا من نوع أس, أس, أن, أكس ـ20 والتي تصل إلي أي مكان علي سطح الكرة الأرضية.
وأما قاذفات القنابل النووية والتي تشكل قوة ضاربة خطيرة.. فلدي أمريكا( حتي عام1986) اعداد هائلة من القاذفات الاستراتيجية. وتعتمد أمريكا علي الطائرة الجبارة ب ـ52 والتي دخلت الخدمة عام1956 وانتشرت في30 دولة حول الاتحاد السوفيتي, وظلت تعمل بعد إدخال التحسينات والتعديلات عليها حتي يومنا هذا. وتحمل الطائرة الواحدة منها20 قنبلة نووية.. وبالرغم من ظهور الطائرات العملاقة اف ـ111 و ب ـ58 و ب ـ70 و ب ـ1( وتحمل25 ـ35 قنبلة نووية) إلا أن التي ب ـ52 مازالت هي العمود الفقري للسلاح الجوي الأمريكي.
وتطورت قاذفات القنابل الاستراتيجية في روسيا بدرجة كبيرة فعلاوة علي وجود الطائرات الضخمة ت يو ـ95 وت يو ـ12 أم( باكفاير), ت يو ـ22( بلايندر) إلا أن ظهور القاذفات الاستراتيجية ت يو ـ بلاك جاك والتي تنافس القاذفة الأمريكية ب ـ1 وأكبر منها, كان له أثر كبير في قلب موازين القوي الاستراتيجية, كما يوجد لدي روسيا القاذفة ت يو ـ بيسون وهي مشابهة تماما للقاذفة ب ـ52 الأمريكية ويبلغ مداها5600 كيلومتر.
قنبلة هيروشيما.. وتداعياتها حتي الآن
بقلم : عميد متقاعد/ كامل الشرقاوي
******************************
في يوم16 يوليو عام1945 انطلقت قاذفة القنابل الأمريكية ب ـ29 لالقاء قنبلة ذرية لأول مرة في تاريخ الإنسان علي صحراء اوما بولاية نيومكسيكو الأمريكية, كتجربة أولي لظهور هذا السلاح الفتاك.
ولما نجحت التجربة, قررت القيادة الأمريكية ضرب مدينة هيروشيما اليابانية يوم6 أغسطس عام1945 أي بعد21 يوما من اجراء التجربة, واختيرت هذه المدينة المنكوبة من بين جميع مدن اليابان. وفي الساعة8,15 من اليوم المحدد كانت تنطلق قاذفة القنابل ب ـ29 لتلقي قنبلة ذرية علي سكان المدينة, وكان اسم القنبلة الولد الصغير, وتسبب الولد الصغير في قتل وإبادة حوالي780150 فردا من الأهالي وجرح حوالي70,000 فرد. وبعد20 دقيقة من إلقاء القنبلة شب حريق هائل في جميع الانقاض التي بقيت ولم تدمر, لتزيد الخراب خرابا..
وفي يوم8 أغسطس أي بعد يومين, ألقيت قنبلة أخري علي مدينة ناجازاكي. ويطلق عليها اسم الرجل المسن فات مان.
كانت قنبلة ناجازاكي أصغر قليلا من قنبلة هيروشيما وقتلت45,000 فرد وجرحت35,000 آخرين, وبعدها استسلمت اليابان. ويمر الآن56 عاما علي وقت إلقاء هاتين القنبلتين.. وفي خلال هذه الفترة, حدث تطور لهذا السلاح الرهيب بصورة لم يعهدها الإنسان في تاريخه.. وظهرت صواريخ عابرة للقارات متوسطة وبعيدة المدي, وانطلقت سفن للفضاء, وخصصت ميزانيات شبه خيالية لانتاج وتطوير اعداد رهيبة من هذه القنابل.. وظهرت وسائل حديثة لالقاء وقذف هذه القنابل.
كانت قوة قنبلة هيروشيما20 كيلو طن أي ما يعادل20 مليون كيلوجرام من المفرقات المعروفة باسم ت. ن. ت. أما قنبلة ناجازاكي فكانت قوتها14 كيلوطن.. ويطلق علي قنبلة هيروشيما اسم القنبلة القياسية, حيث يتم عليها قياس جميع القنابل الأخري.
ولما كانت هذه القنبلة قد أصبحت من القنابل الصغيرة جدا فإن مصطلحا جديدا ظهر هو الميجاطن وهو يعادل1000 كيلو طن.( أي قوة50 قنبلة قياسية). نوويا وارتفع ولم يكن لدي أمريكا بعد الحرب الثانية اعدادا تذكر من القنابل النووية ولكن في عام1955 كان لديها3000 قنبلة ورأس نووية وارتفع الرقم إلي32,000 عام1967.. وكان لدي روسيا نفس العدد تقريبا.
وفي أمريكا تقدر القوة النووية التي تستخدمها الوسائل البعيدة والمتوسطة المدي بما يعادل قوة3453 ميجا طن( أي ما يساوي قوة172,650 قنبلة قياسية كالتي القيت علي هيروشيما).( احصائيات عام1986) أما في روسيا فتزيد قوة الضربة النووية عما في أمريكا فتصل قوة مجموع مالديها6685 ميجاطن( أي ما يساوي قوة334,250 قنبلة قياسية كالتي القيت علي هيروشيما).
والسبب في ذلك أن أمريكا تستخدم صواريخ ذات رؤوس نووية لايزيد عدد رؤوسها علي تسعة رؤوس تقريبا.. أما في روسيا فأنها تستخدم صواريخ قد يصل عدد الرؤوس النووية فيها إلي25 رأسا نوويا.. وعلي ذلك يكون لدي أمريكا صواريخ أكثر ذات رؤوس معقولة.. في حين أن روسيا لديها عدد صواريخ أقل ولكن ذات رؤوس مرعبة. وأشهر هذه الصواريخ الروسية هو الصاروخ الروسي اس اس ـ18 وهو أضخم وأقوي وأخطر صاروخ في العالم.. وله4 أنواع لكل نوع هدف خاص به فالأول منها ـ علي سبيل المثال ـ يحمل رأسا نوويا واحدا قوته25 ميجاطن( أي قوة1250 قنبلة قياسية كالتي القيت علي هيروشيما) وهو مخصص لضرب القواعد العسكرية الهامة ويبلغ مداه12000 كيلومتر.
ونوع آخر من هذه الصواريخ له10 رؤوس نووية, قوة كل منها2 ميجاطن, ومداه16000 كيلومتر ويخطئ180 مترا فقط. وتمتلك روسيا305 صواريخ من هذه الصواريخ المرعبة جدا فبالإضافة إلي150 صاروخا جبارا من طراز اس اس ـ17. وليست هذه الصواريخ آخر ما أنتجت روسيا, بل هناك ما هو أفضل منها حيث ظهر الصاروخ أس أس ـ19, ولدي روسيا منها330 صاروخا. و أس أس ـ20 وهو غير معروف وغيره من صواريخ حديثة أخري. وتنتشر هذه الصواريخ في جميع أنحاء الأراضي الروسية خاصة حول موسكو.
وحتي عام1985 كانت روسيا( الاتحاد السوفيتي) تمتلك1398 صاروخا عابرا للقارات بعيد المدي في حين أن أمريكا كان لديها1885 صاروخا..
أما الغواصات فإن الحديث فيها يحتاج إلي مساحات كبيرة.. انها عالم كبير وخطير للغاية.. ولروسيا أضخم أسطول غواصات نووية في العالم, ولها قاعدة غواصات تحت جبال كمشكي وتطل علي الشاطئ الشرقي من قارة آسيا وهذه القاعدة هي أخطر ما يهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية..
وأنشأت أمريكا لذلك أكبر قاعدة بحرية في العالم مقابلة لها علي الشاطئ الغربي لأمريكا الشمالية, هي قاعدة بانجور تواجه قاعدة الغواصات الروسية كمشسكي.
وتمتلك أمريكا عدد568 غواصة نووية منها264 من نوع أوهيو وتحمل كل غواصة24 صاروخا نوويا عابرا للقارات ذا8 رؤوس من نوع تريدنت. س ـ4 ويبلغ مداه7400 كيلومتر وعدد304 غواصات من النوع لافاييت تحمل كل منها16 صاروخا من نوع يوسيدن س ـ3.
أما روسيا فلديها عدد977 غواصة من نوع هوتيل ويانكي و دلتا و تايفون, وهي تحمل رؤوسا نووية تصل إلي2857 رأسا. وأخطر هذه الغواصات, الغواصة تايفون التي تعتبر أضخم وأقوي غواصة نووية في العالم فالواحدة منها طولها170 مترا وتحمل20 صاروخا من نوع أس, أس, أن, أكس ـ20 والتي تصل إلي أي مكان علي سطح الكرة الأرضية.
وأما قاذفات القنابل النووية والتي تشكل قوة ضاربة خطيرة.. فلدي أمريكا( حتي عام1986) اعداد هائلة من القاذفات الاستراتيجية. وتعتمد أمريكا علي الطائرة الجبارة ب ـ52 والتي دخلت الخدمة عام1956 وانتشرت في30 دولة حول الاتحاد السوفيتي, وظلت تعمل بعد إدخال التحسينات والتعديلات عليها حتي يومنا هذا. وتحمل الطائرة الواحدة منها20 قنبلة نووية.. وبالرغم من ظهور الطائرات العملاقة اف ـ111 و ب ـ58 و ب ـ70 و ب ـ1( وتحمل25 ـ35 قنبلة نووية) إلا أن التي ب ـ52 مازالت هي العمود الفقري للسلاح الجوي الأمريكي.
وتطورت قاذفات القنابل الاستراتيجية في روسيا بدرجة كبيرة فعلاوة علي وجود الطائرات الضخمة ت يو ـ95 وت يو ـ12 أم( باكفاير), ت يو ـ22( بلايندر) إلا أن ظهور القاذفات الاستراتيجية ت يو ـ بلاك جاك والتي تنافس القاذفة الأمريكية ب ـ1 وأكبر منها, كان له أثر كبير في قلب موازين القوي الاستراتيجية, كما يوجد لدي روسيا القاذفة ت يو ـ بيسون وهي مشابهة تماما للقاذفة ب ـ52 الأمريكية ويبلغ مداها5600 كيلومتر.