بن ظافر
07-06-2007, 03:31 PM
http://www.alriyadh.com/2007/07/06/article262668.html.
الجمعه 21 جمادى الآخرة 1428هـ - 6 يوليو 2007م - العدد 14256
بثياب بالية.. يقتات على فتات الخبز في حي العليا بالرياض
مسنة تُحضر الطعام لابنها المريض على الرصيف
الرياض - مناحي الشيباني: تصوير - حاتم عمر:
في ممر ضيق بين إحدى العمائر تقع في شارع عام افترش شاب الرصيف والتحف قطعة من القماش البالي وحوله تناثرت بقايا فتات من الخبز وعلب المشروبات الغازية اقتربت منه شيئاً فشيئاً وكلما اقتربت منه تبينت لي ملابسة الرثة وهيئته المؤلمة!
حاولت أن أدخل معه في الحديث لكنه أصبح يحدثني بعبارات لا يستطيع البشر أن يصلوا فيها الى جملة مفيدة وعندما حاولت أن أعيد عليه أسئلتي لعلي أخرج منه بجملة مفيدة تقودني لفهم حكايته ومعاناته مر بي أحد سكان الحي وقال لي ماذا تريدون منه هذا مسكين ينام على هذا الرصيف من عامين ويعاني من مرض نفسي وأحيانا يمثل خطورة على سكان الحي وأسرته تقيم هناك في نهاية الشارع.
وقادني فضولي لمعرفة باقي تفاصيل حكاية هذا الشاب الذي يعاني الوحدة والمرض ويلتوي من الألم على الرصيف دون أن يسأله أحد عن شأنه وعندما توجهت لمنزل أسرته كما وصفه لي أحد سكان الحي وطرقت باب منزلهم خرج إليّ أحد المسنين والذي تجاوز عمرة السابعة والستين وامتلاء نصف رأسه بالشيب كما قل نظرة ولم يعد قادراً على معرفة ملامح من يحادثه حيث حدق النظر فيّ وأخذ يسألني من أنت وعندما سألته عن حكاية الشاب الذي يسكن في نهاية الشارع انفجر باكياً وكأني أشعلت عود كبريت في برميل من النفط قال لي وهو يكفكف دموعه لقد عجزت أن أجد له حلاً لقد كان من خيرة أبنائي قبل أن يصاب بهذا المرض الغامض كان يعمل موظفاً في أحدى الحراسات الأمنية بالشركات الأمنية وقبل حوالي (18) شهراً أصيب بمرض غامض أصبح عصبي المزاج لا يدخل المنزل ولا يذهب للعمل يصرخ أحياناً قمت بأخذه للمستشفى في ذلك اليوم وأحالوني لمستشفى الصحة النفسية بالرياض وأعطاه المستشفى بعض المهدئات وقالوا لا يوجد لدينا سرير وقاموا بإخراجه حاولت معهم ولم أستطي وخلال تلك المدة زاد مرضه وأصبح لا ينام إلا في الشارع أخذت ثلاثة اعتمادات من مقام إمارة الرياض بإدخالة المستشفى لعلاجه لكن المستشفى لا يزال مصراً على رأيه بعدم وجود سرير واكتفوا بضربة بإبر مهدئة وترك في الشارع!
سألته ولماذا لا تضعون له غرفة داخل المنزل وتشرفون عليه قال لي والده انه يرفض حتى الدخول في المنزل وفي المنزل يوجد له ست شقيقات وأخ صغير ووالدته المسنة وأنا كبير في السن ولا أستطيع مقاومته عندما تأتيه حالة الهيجان مثلاً وأحياناً نتصل بدوريات الأمن لنقله للمستشفى والذين يرفضون استقبالة والدته تعاني من أرتفاع الضغط والسكري ولا تنام حتى تذهب وتطمئن عليه وتتأكد أنه قد نام على رصيفه وأحياناً تذهب له بالأكل لكنه عندما يشاهدنا أحياناً يترك مكانه وعندما نترك له الأكل يعود إلية عندما يتأكد من أننا تركنا المكان.
وعندما سألت عن حكاية والد الشاب ومعاناته في البحث عن العلاج لأبنه عادت بي الذاكرة الى الحادثة المؤلمة التي شهدتها الرياض مؤخراً في حي الملك فهد عندما أقدم مواطن على اطلاق النار على زوجته وبناته الأربع مما أسفر عنه وفاة الزوجة وثلاث من البنات وإصابة الرابعة.
وتساءلت في نفسي الى متى يبقى هذا الوضع بتجاهل مستشفى الصحة النفسية لمعاناة الأسر مع مرضاها.
قطع والد الشاب أفكاري وسألني من أنتم وهل تستطيعون علاجه.
أخبرته عن طبيعة عملنا وقلت له اننا سننقل معاناتك للجهات المعنية وأهل الخير للتجاوب مع حالة أبنك ومساعدته على الشفاء بإذن الله قال لي جزاكم الله خيراً وأخذ يرفع يديه لنا بالدعاء ولمن يستطيع أن يساعده في علاج ابنه وادخالة للمستشفى حتى يقل خطره ويشفى بإذن الله. [/GRADE]
الجمعه 21 جمادى الآخرة 1428هـ - 6 يوليو 2007م - العدد 14256
بثياب بالية.. يقتات على فتات الخبز في حي العليا بالرياض
مسنة تُحضر الطعام لابنها المريض على الرصيف
الرياض - مناحي الشيباني: تصوير - حاتم عمر:
في ممر ضيق بين إحدى العمائر تقع في شارع عام افترش شاب الرصيف والتحف قطعة من القماش البالي وحوله تناثرت بقايا فتات من الخبز وعلب المشروبات الغازية اقتربت منه شيئاً فشيئاً وكلما اقتربت منه تبينت لي ملابسة الرثة وهيئته المؤلمة!
حاولت أن أدخل معه في الحديث لكنه أصبح يحدثني بعبارات لا يستطيع البشر أن يصلوا فيها الى جملة مفيدة وعندما حاولت أن أعيد عليه أسئلتي لعلي أخرج منه بجملة مفيدة تقودني لفهم حكايته ومعاناته مر بي أحد سكان الحي وقال لي ماذا تريدون منه هذا مسكين ينام على هذا الرصيف من عامين ويعاني من مرض نفسي وأحيانا يمثل خطورة على سكان الحي وأسرته تقيم هناك في نهاية الشارع.
وقادني فضولي لمعرفة باقي تفاصيل حكاية هذا الشاب الذي يعاني الوحدة والمرض ويلتوي من الألم على الرصيف دون أن يسأله أحد عن شأنه وعندما توجهت لمنزل أسرته كما وصفه لي أحد سكان الحي وطرقت باب منزلهم خرج إليّ أحد المسنين والذي تجاوز عمرة السابعة والستين وامتلاء نصف رأسه بالشيب كما قل نظرة ولم يعد قادراً على معرفة ملامح من يحادثه حيث حدق النظر فيّ وأخذ يسألني من أنت وعندما سألته عن حكاية الشاب الذي يسكن في نهاية الشارع انفجر باكياً وكأني أشعلت عود كبريت في برميل من النفط قال لي وهو يكفكف دموعه لقد عجزت أن أجد له حلاً لقد كان من خيرة أبنائي قبل أن يصاب بهذا المرض الغامض كان يعمل موظفاً في أحدى الحراسات الأمنية بالشركات الأمنية وقبل حوالي (18) شهراً أصيب بمرض غامض أصبح عصبي المزاج لا يدخل المنزل ولا يذهب للعمل يصرخ أحياناً قمت بأخذه للمستشفى في ذلك اليوم وأحالوني لمستشفى الصحة النفسية بالرياض وأعطاه المستشفى بعض المهدئات وقالوا لا يوجد لدينا سرير وقاموا بإخراجه حاولت معهم ولم أستطي وخلال تلك المدة زاد مرضه وأصبح لا ينام إلا في الشارع أخذت ثلاثة اعتمادات من مقام إمارة الرياض بإدخالة المستشفى لعلاجه لكن المستشفى لا يزال مصراً على رأيه بعدم وجود سرير واكتفوا بضربة بإبر مهدئة وترك في الشارع!
سألته ولماذا لا تضعون له غرفة داخل المنزل وتشرفون عليه قال لي والده انه يرفض حتى الدخول في المنزل وفي المنزل يوجد له ست شقيقات وأخ صغير ووالدته المسنة وأنا كبير في السن ولا أستطيع مقاومته عندما تأتيه حالة الهيجان مثلاً وأحياناً نتصل بدوريات الأمن لنقله للمستشفى والذين يرفضون استقبالة والدته تعاني من أرتفاع الضغط والسكري ولا تنام حتى تذهب وتطمئن عليه وتتأكد أنه قد نام على رصيفه وأحياناً تذهب له بالأكل لكنه عندما يشاهدنا أحياناً يترك مكانه وعندما نترك له الأكل يعود إلية عندما يتأكد من أننا تركنا المكان.
وعندما سألت عن حكاية والد الشاب ومعاناته في البحث عن العلاج لأبنه عادت بي الذاكرة الى الحادثة المؤلمة التي شهدتها الرياض مؤخراً في حي الملك فهد عندما أقدم مواطن على اطلاق النار على زوجته وبناته الأربع مما أسفر عنه وفاة الزوجة وثلاث من البنات وإصابة الرابعة.
وتساءلت في نفسي الى متى يبقى هذا الوضع بتجاهل مستشفى الصحة النفسية لمعاناة الأسر مع مرضاها.
قطع والد الشاب أفكاري وسألني من أنتم وهل تستطيعون علاجه.
أخبرته عن طبيعة عملنا وقلت له اننا سننقل معاناتك للجهات المعنية وأهل الخير للتجاوب مع حالة أبنك ومساعدته على الشفاء بإذن الله قال لي جزاكم الله خيراً وأخذ يرفع يديه لنا بالدعاء ولمن يستطيع أن يساعده في علاج ابنه وادخالة للمستشفى حتى يقل خطره ويشفى بإذن الله. [/GRADE]