ريما العمري
06-29-2007, 06:43 PM
متروك الفالح
هو من يرْتحِلُ فينا هادئاً, يضع في آخر الطريق المعتم أحجاره المضيئة ويختفي, ثم يعود لنفس الأرض المسكونة بخطاه الصامدة التي لا تعبأ, ويجد أن ياسمينة وحقول قمحٍ قد نمت.
هو الذي يُشكِّلُُ حلمنا خلف "البرتقالي", ويمتد صوته موغِلاً في صمتنا الطويل لحناً لنشيدٍ وطني, يربك الحقول, والصباحات التي اشتاقت إليه...
كيف أنت يا "متروك"؟
أخرج من الجمرِ يديك الباردتين وتلمس ضحكات "عبدالله" الصغير كي تندلق أغنية طرية للعصافير التي مرّت على نافذته المطلة على شجرةِ نبقٍ ونافورة متوهجة,لم نسمع عبدالله يبكي أبداً, ولم يوقظ "خولة" ليلاً, كان يتوسد الحناء على كفها ويبتسم,لم تمهله الدهشة, شاهد "برتقالة", فجفل!
مد يدك ولوّح,
سلّم علينا يا متروك, واخبرنا أن هنا وطن يسبقنا إلى موتٍ لا يُليق.
فيك كُنّا نبحث عن شجاعةٍ أنسلّت منّا,
وفيك, كُنتَ كاسات عشقٍ لمساكين تاهوا في آخر الليل.
مد يدك البهية,
مدها, واخنق بها بطيئاً هذا "البرتقالي" الكاتم فينا,
ستجده هشاً, وتافهاً, وبدون ماء,
مدها, وارسم لنا أنك رأس رمحٍ فجَّر صدق الكلام.
لأنك متروك الذي لم نعرفه إلا قليلا حتى الآن...
علمتنا كيف يكون للحكاية معنى,
وكيف يكون للوطن حلما نربيه, و نضعه على قلوبنا ريش نعامٍ كي ننام.
لم تكن صوتاً لأحد,
لم تكن ظلاً لأحد,
كنت أنت أحدٌ أحدْ.
أنت الأرض, التي لم نشعر بوهنها ونحن نطأ بزهوٍ على تفاصيلها, ثم ندعها لكل عابر سبيل يباغت, كيف التقينا بك, و علمتنا الرقص للنخل و الرمل, حتى خطفك منِّا التوجس ليحرقنا نكهة للصحراء.
هل لنا بفسحةٍ فيها نلتقيك؟
حتى لو كانت حلما,ًنطوف بجنازاتنا ونقترب,
كن حجارة تفيضُ بالزهو رغما عنهم,
ولنكن غبار يُثقِلُ جنب الطرقات, ولا تهتم!
لنكن, لا نكن.
هو من يرْتحِلُ فينا هادئاً, يضع في آخر الطريق المعتم أحجاره المضيئة ويختفي, ثم يعود لنفس الأرض المسكونة بخطاه الصامدة التي لا تعبأ, ويجد أن ياسمينة وحقول قمحٍ قد نمت.
هو الذي يُشكِّلُُ حلمنا خلف "البرتقالي", ويمتد صوته موغِلاً في صمتنا الطويل لحناً لنشيدٍ وطني, يربك الحقول, والصباحات التي اشتاقت إليه...
كيف أنت يا "متروك"؟
أخرج من الجمرِ يديك الباردتين وتلمس ضحكات "عبدالله" الصغير كي تندلق أغنية طرية للعصافير التي مرّت على نافذته المطلة على شجرةِ نبقٍ ونافورة متوهجة,لم نسمع عبدالله يبكي أبداً, ولم يوقظ "خولة" ليلاً, كان يتوسد الحناء على كفها ويبتسم,لم تمهله الدهشة, شاهد "برتقالة", فجفل!
مد يدك ولوّح,
سلّم علينا يا متروك, واخبرنا أن هنا وطن يسبقنا إلى موتٍ لا يُليق.
فيك كُنّا نبحث عن شجاعةٍ أنسلّت منّا,
وفيك, كُنتَ كاسات عشقٍ لمساكين تاهوا في آخر الليل.
مد يدك البهية,
مدها, واخنق بها بطيئاً هذا "البرتقالي" الكاتم فينا,
ستجده هشاً, وتافهاً, وبدون ماء,
مدها, وارسم لنا أنك رأس رمحٍ فجَّر صدق الكلام.
لأنك متروك الذي لم نعرفه إلا قليلا حتى الآن...
علمتنا كيف يكون للحكاية معنى,
وكيف يكون للوطن حلما نربيه, و نضعه على قلوبنا ريش نعامٍ كي ننام.
لم تكن صوتاً لأحد,
لم تكن ظلاً لأحد,
كنت أنت أحدٌ أحدْ.
أنت الأرض, التي لم نشعر بوهنها ونحن نطأ بزهوٍ على تفاصيلها, ثم ندعها لكل عابر سبيل يباغت, كيف التقينا بك, و علمتنا الرقص للنخل و الرمل, حتى خطفك منِّا التوجس ليحرقنا نكهة للصحراء.
هل لنا بفسحةٍ فيها نلتقيك؟
حتى لو كانت حلما,ًنطوف بجنازاتنا ونقترب,
كن حجارة تفيضُ بالزهو رغما عنهم,
ولنكن غبار يُثقِلُ جنب الطرقات, ولا تهتم!
لنكن, لا نكن.