faisal911
06-03-2007, 10:35 AM
ياترى إلى ماذا يحدق ذلك الرجل الأشيب ....؟ الجالس على رصيف الدنيا وبيده سيجارة تحترق
كما احترقت سنوات عمره, وعلى جبينه هم عتيق بدأ معه منذ أن بدأت أحلامه بالظهور تباعا..
انه يحملق في اللا شيء , اللا مرئي , اللا منظور , انه يرى ولا يرى , يسمع ولا يسمـــــــــع
عندما رأيته اجتاحني سؤال موجع ! سؤال يبدو لي ساذجا أحيانا ! سؤال متأرجح بين الواقعيــة
واللا معنى ! والسؤال يقول :
هل عاش هذا الرجل الأشيب كل هذه السنوات كي يصل إلى هذه الحالة من التيه والضياع؟؟؟؟
هل كان يجب عليه أن ينتظر كل هذه الأعوام بمرارتها المتصاعدة, ومشقاتها المتشابهة لكـــــي
يجلس هكذا بين العابرين ويتسلى بالتثاؤب وإرسال نظرات ليس لها معنى إلى جدران المنـــازل
وأرصفة العبور , ووجوه الناس الذين لا ينظرون إليه ولا يلتفتون لجلوسه اليومي في انتظار ما
لا يأتي ؟؟
يبدو أن الانتظار يتكرر في حياتنا بأشكال وصور مختلفة .....
قد يكون بشـــكل جلوس على رصيــف ,أ و جلــوس على مقهى , أو على شـــكل وقوف بأحـــد الممرات المؤدية إلى انتظار جديد ....!!!
أو يكون على شكل التفات إلى ساعة اليد بتوسل كي يمر الوقت ...
ويأتي الدور على المنتظر الذي لا يدري ما ينتظره ! خلف الباب الأنيق والهــدوء الرســمي فـي
في مكتب المسئول ....!!
انه الانتظار الذي يلتهم الوقت , ويحرق وجوه الساعات , وتعبر من خلاله السنوات الواحدة تلو
الأخرى... دون أن يشعر الإنسان إلا وكـف الشـيـب يلهو برأسه ناشرا عليه بياض لا يكــون إلا
ثياب ألمرضى وأكفان الراحلين ........
ينتظر الطـفـل أن يكـبر فيتلهى بانتظاره بألعاب ودمى , وبالركـــض غير المفهــوم في ســاحات المنـازل , وعند أبواب البيوت والدكاكــين والطرقات . وما هي إلا ســنـوات حتى يودع الطفــل طفولته وينتقل إلى مراحل أخرى من العمر ليس فيها دمـى ولا ألعاب , ولا ركض غير مفهــوم
هنا وهناك .....
لقد حقق الانتظار حلم الطفل وسرق منه بكل هدوء البراءة , والابتسامات التلقائية , وكل اللهـــو
البريء . على عتبات زمن لم يعد زمنه , ولحظات صارت ملك للماضي الذي ضل يذهب ولا يعود .....
هناك امرأة تنتظـر قدوم وليدها . تضل تنسج له من صبرهــا أثوابا , ومن تعبها أغنيات تدندن بها
له كلما هبط الظلام من ثقوب السماء كي ينام بهدوء بعد أن يكتفي من حليب البداية ....
الانتظار يضل يسرق منها اللحظات ويضع مكانها شيء اسمه الأمل , لأن الوليد سيأتي قريـــــــبا
ويملأ أرجاء البيت صخبا ولعبا , وستنادي له بعد أن تختار له اسما مناسبا يضل معه حتى النهايـة
ثم تأتي هدايا الانتظار فيكتمل ميلاد السكر في عناقيـــد العنـب , فيطل المولــود وتضـحك القابلــة
وتصرخ الأم من الم المخاض , فقد انتهى انتظار وابتدى انتظار آخر......
انتظار الوليد حتى يحبو ويتكلم وينادي ويلعب , وبعد ذلك يأتي انتظار جديد .....!!
تظل الانتظارات تتوالد فوق أكتاف أعمارنا دون أن ندري ماذا سوف يأتي بعد ذلك الانتظار.......
كمــا انتظــر الإنسان أن يعود إلى البيت العتيق الذي احتفـظ بذاكرته في صـدره , ولكن انتظـــاره أوصله إلى غربة جديدة , وإلى رحيل جديد .......
ويضل الانتظار يعبث بأشيائنا , ووجوهنا وملامحنا .......!!
كل هــذه التجاعيد التي رأيتها على وجهـي رسمــها انتـظاري بهـدوء الرسام المتمكن الذي يعرف
كيف يضع خطوط الزمن , وأين يضعها بريشته التي لا تخطيء أبدا بل تعرف مواضع التعب في
وجهي , وتعرف كيف تبدأ وكيف تنتهي ....
مهما اختلفت أماكن وأسباب انتظارنا , يضل الانتظار هو الانتظار بمعناه المجرد الصارم الذي لا
يتأثر بطقوس أفراحنا وأحزاننا ويضل محتفظا بمعناه الأبدي الذي رافقه منذ البدء . معناه الواقــف
بيننا وبين الأمنيات . يخفينا عنها أو يخفيها عنا . وتبقى لدينا الاسئلة فقط عن القادم بعد الانتظـار؟
هل سيأتي ما نرجوه ؟! أم سنرجو ما سيأتي ؟!
لا أحد يعرف إلا إذا نفذ قوانين الانتظار التي لا تبتسم لأحد................!!
مع كل حبي واحترامي
Faisal-911
كما احترقت سنوات عمره, وعلى جبينه هم عتيق بدأ معه منذ أن بدأت أحلامه بالظهور تباعا..
انه يحملق في اللا شيء , اللا مرئي , اللا منظور , انه يرى ولا يرى , يسمع ولا يسمـــــــــع
عندما رأيته اجتاحني سؤال موجع ! سؤال يبدو لي ساذجا أحيانا ! سؤال متأرجح بين الواقعيــة
واللا معنى ! والسؤال يقول :
هل عاش هذا الرجل الأشيب كل هذه السنوات كي يصل إلى هذه الحالة من التيه والضياع؟؟؟؟
هل كان يجب عليه أن ينتظر كل هذه الأعوام بمرارتها المتصاعدة, ومشقاتها المتشابهة لكـــــي
يجلس هكذا بين العابرين ويتسلى بالتثاؤب وإرسال نظرات ليس لها معنى إلى جدران المنـــازل
وأرصفة العبور , ووجوه الناس الذين لا ينظرون إليه ولا يلتفتون لجلوسه اليومي في انتظار ما
لا يأتي ؟؟
يبدو أن الانتظار يتكرر في حياتنا بأشكال وصور مختلفة .....
قد يكون بشـــكل جلوس على رصيــف ,أ و جلــوس على مقهى , أو على شـــكل وقوف بأحـــد الممرات المؤدية إلى انتظار جديد ....!!!
أو يكون على شكل التفات إلى ساعة اليد بتوسل كي يمر الوقت ...
ويأتي الدور على المنتظر الذي لا يدري ما ينتظره ! خلف الباب الأنيق والهــدوء الرســمي فـي
في مكتب المسئول ....!!
انه الانتظار الذي يلتهم الوقت , ويحرق وجوه الساعات , وتعبر من خلاله السنوات الواحدة تلو
الأخرى... دون أن يشعر الإنسان إلا وكـف الشـيـب يلهو برأسه ناشرا عليه بياض لا يكــون إلا
ثياب ألمرضى وأكفان الراحلين ........
ينتظر الطـفـل أن يكـبر فيتلهى بانتظاره بألعاب ودمى , وبالركـــض غير المفهــوم في ســاحات المنـازل , وعند أبواب البيوت والدكاكــين والطرقات . وما هي إلا ســنـوات حتى يودع الطفــل طفولته وينتقل إلى مراحل أخرى من العمر ليس فيها دمـى ولا ألعاب , ولا ركض غير مفهــوم
هنا وهناك .....
لقد حقق الانتظار حلم الطفل وسرق منه بكل هدوء البراءة , والابتسامات التلقائية , وكل اللهـــو
البريء . على عتبات زمن لم يعد زمنه , ولحظات صارت ملك للماضي الذي ضل يذهب ولا يعود .....
هناك امرأة تنتظـر قدوم وليدها . تضل تنسج له من صبرهــا أثوابا , ومن تعبها أغنيات تدندن بها
له كلما هبط الظلام من ثقوب السماء كي ينام بهدوء بعد أن يكتفي من حليب البداية ....
الانتظار يضل يسرق منها اللحظات ويضع مكانها شيء اسمه الأمل , لأن الوليد سيأتي قريـــــــبا
ويملأ أرجاء البيت صخبا ولعبا , وستنادي له بعد أن تختار له اسما مناسبا يضل معه حتى النهايـة
ثم تأتي هدايا الانتظار فيكتمل ميلاد السكر في عناقيـــد العنـب , فيطل المولــود وتضـحك القابلــة
وتصرخ الأم من الم المخاض , فقد انتهى انتظار وابتدى انتظار آخر......
انتظار الوليد حتى يحبو ويتكلم وينادي ويلعب , وبعد ذلك يأتي انتظار جديد .....!!
تظل الانتظارات تتوالد فوق أكتاف أعمارنا دون أن ندري ماذا سوف يأتي بعد ذلك الانتظار.......
كمــا انتظــر الإنسان أن يعود إلى البيت العتيق الذي احتفـظ بذاكرته في صـدره , ولكن انتظـــاره أوصله إلى غربة جديدة , وإلى رحيل جديد .......
ويضل الانتظار يعبث بأشيائنا , ووجوهنا وملامحنا .......!!
كل هــذه التجاعيد التي رأيتها على وجهـي رسمــها انتـظاري بهـدوء الرسام المتمكن الذي يعرف
كيف يضع خطوط الزمن , وأين يضعها بريشته التي لا تخطيء أبدا بل تعرف مواضع التعب في
وجهي , وتعرف كيف تبدأ وكيف تنتهي ....
مهما اختلفت أماكن وأسباب انتظارنا , يضل الانتظار هو الانتظار بمعناه المجرد الصارم الذي لا
يتأثر بطقوس أفراحنا وأحزاننا ويضل محتفظا بمعناه الأبدي الذي رافقه منذ البدء . معناه الواقــف
بيننا وبين الأمنيات . يخفينا عنها أو يخفيها عنا . وتبقى لدينا الاسئلة فقط عن القادم بعد الانتظـار؟
هل سيأتي ما نرجوه ؟! أم سنرجو ما سيأتي ؟!
لا أحد يعرف إلا إذا نفذ قوانين الانتظار التي لا تبتسم لأحد................!!
مع كل حبي واحترامي
Faisal-911