المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهلاليون الأنقياء ..مخلصون اوفياء


خالد بن آلوليد
05-08-2007, 12:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


من شجع الهلال وذاق طعم محبته فهو يدرك أنه عاشق لا مثيل له وأن هذا المعشوق لاشيء يماثله ، فالهلال معشوقي ومعشوقكم أروع مما نتصور وأجمل مما نتخيل وألذ مما نأكل ، فكل شيء له بديل لو فقدناه إلا الهلال فلا أحد يسد بمكانه ، الحبيب بدله حبيب والزوجة بدلها ثلاث والابن يرزقك الله بغيره وإذا فقدت صديق فباستطاعتك إيجاد البديل ، أما الهلال فمن يعوضه لو فقدناه ومن نعشق لو نسيناه ، الهلال قصة عشق لا تنته يعرفها من أحب الهلال بصدق وعشقه من قلب ، فهذا الهلال ليس كرة قدم تركل وحسب بل هو أسمى من ذلك وأعم وأشمل وأكبر ، أدمنا لونه الرائع وعشقنا اسمه الممتع وأصبحت حياتنا مرتبطة به لأنه أصبح جزء منها ، فبالهلال نتذكر النجاح ومن الحرب ضد الهلال نتعلم الإصرار والطموح ومن زعامة الهلال نتطلع للمراتب العليا في حياتنا ومن جمال الهلال يتفنن الشعراء والعشاق في القصائد والخواطر .

هذا الهلال صنعه رجال أوفياء وأوجده محبون عقلاء ، بدأها الشيخ المؤسس عبدالرحمن بن سعيد وسار على دربه محبو الهلال الكثر الذين تعاقبوا على خدمته ومحبته والإخلاص له ، أُناس لا يعدون ولا يحصون كلهم مروا بالهلال خدموه بأموالهم وجهدهم وبعضهم يبيع أغراضه من أجل الهلال ، كل إدارة ترأس الهلال تتكون من عدة أسماء وكل لعبة تعاقب عليها الكثير من اللاعبين والمشرفين والمدربين ، وكل بطولة نظمها الهلال نجحت بامتياز بفضل الله ثم جهود أبناءه العاملين في اللجان المنظمة ، لم يعمل كل هؤلاء من أجل مال أو شهرة بل أن بعضهم لو ذكرتهم لكم الآن لما عرفهم أحد ، أخلصوا وعملوا وخرجوا من النادي دون أن ينالوا قرشاً واحداً أو يظهر لهم صورة أو يخرجوا في قناة ، يدرك عملهم مسئولي النادي وقتها ويحفظ لهم صنيعهم رجالات الهلال ، هناك من يحضر اللاعبين على حسابه الخاص وهناك من يصدر بطاقات العضوية لأقاربه من جيبه ، وبعض المشجعين يقومون بالذهاب للأمراء ولرجال الأعمال من أجل حثهم على نيل العضوية الشرفية للهلال ودعمه ، وهناك من يدفع في الخفاء فقط لأنه يحس بطعم الحب الأزرق ويتذوق شهد العشق الهلالي ، يريد أن يحدث نفسه أنه صنع شيئاً من أجل الهلال ، لا يصارح أحداً بإخلاصه لأنه يجزم أن ذلك منة منه على محبوبه وعشيقه ، فقط يشعر بالسعادة في الحب الذي ليس مبنياً على مصلحة أو رغبة أو تحقيق فائدة دنيوية ، هذه نماذج لعشاق الهلال ومحبيه ومدمنيه ولولا ثقتي بغضب بعضهم لذكرت لكم الأسماء والأفعال التي قاموا بها لأنهم يريدون أن يقدموا أدلة حبهم للهلال بطريقتهم وليسوا في حاجة لكشف درجة إخلاصهم للهلال فهم انقياء وأوفياء وهذا طبع كل الــزعــماء .

والعمل في الهلال ليس سهلاً ولا شاقاً فهو سهل لمن يريد أن يعمل من أجل الهلال ، والعمل شاق لمن يضع في رأسه أنه كذلك ويعمل على تقديم مصلحته الشخصية قبل الهلال ، فمن يعمل لأجل الهلال سيتناسى ويتجاهل كل المشاق والمعوقات عندما يتذكر أن ذلك من أجل الهلال ، ومن تهمه نفسه الغير نقية بالحب للهلال سيقدمها في كل الأحوال وسيتذمر ويفشل في عمله ، وكل بيئة عمل لا شك أن فيها بعض المعوقات ، في الهلال قد يكون هناك من يريد لغيره الفشل لذلك قد لا يستطيع المخلص من العمل بإتقان وهذا ما يهدد وضعه بالفشل أو التقصير فإما الصبر والجهاد من أجل الهلال أو فأفضل وسيلة الخروج بصمت إذا لم يتعدل الوضع بدون الإساءة للهلال ونشر الغسيل ، فالعاشق الصادق يرى كل عيوب معشوقه ميزات بل إنه لا يعترف بتلك العيوب ويتجاهلها ويكابر من أجل التأكيد على عدم وجودها فقط لأنه يحب ويعشق والحب أعمى والعشق لا عقل له !!!

لو نظرتم للإداريين الذين مروا على الهلال هذا الموسم لوجدتموهم لم يكونوا ناجحين كلاعبين مميزين أو مشهورين ، قد يكون السبب لعدم نجاحهم كلاعبين عوائق تعرضوا لها ومع ذلك فأنت تجدهم يعملون في الهلال اليوم بعد عشرات السنين من اعتزالهم ، لماذا عادوا للهلال رغم أنه قد يكون في يوما ما قد أذاقهم المر عبر أحد مسئوليه ؟؟؟ لقد عادوا من أجل حب الشعار الأزرق وعشق الكيان المسمى الهلال ، سعد المنصور - عادل البطي - أبو نيان - شويش الثنيان - عبدالرحمن العويس - جاسم الحربي - الحسيني كل هؤلاء لم يكونوا لاعبين مميزين أو نجوم ولكنهم وغيرهم عادوا للعمل في الهلال ، خرجوا منه وعادوا إليه دون أن يسيئوا له أو ينشروا غسيله أو يؤلبوا الجماهير ضده ، البطي استقال ومع ذلك هندس صفقة تجديد عقد الشلهوب ، وغيره جاء وذهب ومع ذلك لم يسيء للهلال مطلقاً .

قد يجهل البعض أن الثنيان وسامي في مسيرتهما مع الهلال تعرضا لمواقف عصيبة كان من الممكن ألا يستمرا ولا يصلا إلى ما وصلا له من نجومية وشهرة ولكنهما صبرا وجاهدا ووقت المشاكل لم يخرج أحدهما وينشر غسيل الهلال ، الأول اعتزل وترك الهلال كممارس للعبة ولكنه بقي كمحب ومشجع للهلال كما قال قبل اعتزاله في أكثر من حوار ، غادر الساحة بدون أن يفتش الأوراق القديمة ويقول فلان وقف ضدي أو علان ، خرج من الهلال مرفوع الرأس وكل الجماهير تبكي فراقه ، واليوم سامي على وشك اللحاق به والجماهير جهزت المرثيات واستعدت لفراقه وهو سيودعها وهو هلالي أصيل لن يذكر حوادث قديمة وسيقول في وداعه عشقت الهلال وودعته ، خدمته وانتهى دوري ومشواري ومع السلامة !!!
النجم خالد التيماوي خرج من الهلال بدون أن يتعرض لأحد رغم أنه كان قادر على العطاء ورغم ما تعرض له من مواقف ولكنه فضل الصمت والوفاء مع محبوبه الهلال وأعلن في أكثر من حوار في الماضي القريب أنه يكتفي بحب الناس له وشهرته بسبب الهلال وكل شيء مقدر ومكتوب .

مؤسس الهلال نفسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد لم يتشبث بالنادي أو يصر على البقاء ، فضل الرحيل والاكتفاء بدور العاشق والموجه من بعيد ومنح الفرصة لأبناء الهلال لخدمته وإثبات محبتهم له ، الأمير بندر بن محمد رأس النادي وبقي من محبيه المخلصين ، لم ينشر غسيل ولم يسيء لأحد ، رجالات الهلال يختلفون إلى اليوم وغداً ولكنهم يختلفون من أجل الهلال وفيه وله لم نسمع بخلافاتهم ولم نقرأ تصريحات واتهامات متبادلة كما يحدث في الأندية الأُخرى !!!

هؤلاء هم الهلاليون الأنقياء المخلصون ، يحبون الهلال ويتوقون لخدمته ولا ينكرون فضله بعد الله في أنه سبب شهرتهم وذياع صيتهم ومحبة الناس لهم ، فقط وحدهم الدخلاء على الهلال من يتعرضون له ويظهرون صور قبيحة للهلال بسبب جشعهم وحبهم لذواتهم وتنكرهم للهلال رغم أنهم يدركون قبل غيرهم أن الهلال أخرجهم من الظل للأضواء وأبرزهم وجعل لهم قيمة وقدر عجزوا عن صنعها بجدهم واجتهادهم وعقلياتهم ، الهلال منحهم فرصة الشرف التاريخية بخدمته وهذه تكفيهم ولا يعيب الهلال أنه يمنح الفرصة لكل من هب ودب فهو منظومة اجتماعية تخدم الوطن والمجتمع وتمنح أبناء البلد فرصة العمل في مجال الرياضة ، والهلال نجح بلا شك في صنعهم وتعليمهم وتثقيفهم ومنحهم كل مقومات الشهرة والصيت ولا يضره أن يقذفهم خارج أسواره عندما يدرك الهلال أن هؤلاء ليسوا مخلصين له ولا محبين بنقاء لكيانه الكبير ، وكما صنع الهلال نجوم في كل شيء فليس صعباً عليه أن يقدم مشاهير جدد ، فالهلال لا يتوقف عن العطاء ولا ينضب معينه من صناعة النجوم في كل الاتجاهات التي تخدم الهلال وتحفظ له قدره ومكانته كسيد للأندية وكبير للفرق وملك متوج للقارة الآسـيــوية



*** قـــفــــلــة ***


الهــلال للأنـقــيــاء ،،، ولا عــزاء للــدخـــلاء !!

نقلا عن الكاتب الكبير علي معتوق العمري