رفيع الصعب
09-27-2006, 08:03 PM
ماروع الحب (بالنقر)
ايام الحكم الشيوعي بالمجر في أواخر الأربعينات اعتقل (بول اجنوس ) الملحق الصحافي للمجر في بريطانيا بتهمة الجاسوسية وأودع السجن .وفي نفس العام اعتقلت (فلورنس ماتاي) الموظفة الشابة بنادي السيارات وهي من ام انجليزية و واودعت السجن كذلك بتهمة الجاسوسية ..ولم يكن احد منهما يعرف الاخر او التقى به في أي يوم من حياته. وصادف ان الاثنين اودعا نفس السجن , غير ان زنزانة الرجل كانت في الطابق الأرضي . وفوقها مباشرة كانت زنزانة الفتاة. وفي احد الليالي سمعت (فلورنس) نقرا خفيفا ومتقطعا على أرضية زنزانتها . وتكرر هذا النقر عدة ليال. وعندما أصغت له وتمعنت تذكرت ماقراته في كتاب لكوستلر واسمه ((الظلام والظهيرة)) وورد فيه تعلم أبجدية (مورس) فالنقرة الواحدة هي لحرف (ا) . واثنتان لحرف (ب) وهكذا الى اخر الحروف. وبعد عدة محاولات استطاعت ان تتقن اللعبة, وترد على المرسل بخطوات على بعضها خفيف وبعضها ثقيل , وقد قالت بعد ذلك إنها لم تمشي طيلة ايام حياتها بهذه الكثرة وطول المشاوير. وقد عرفا أسمي بعضهما بعضا بهذه الطريقة وتحدثا عن حياتهما وهواياتهما وأحلامهما ووصل بهما (الألم والامل ) الى ان يعشق كل منهما الاخر وتعاهدا على اللقاء لو ان القدر شاء لهما الخروج من السجن. وبعد خمسة أعوام من ذلك الحوار أليلي العاطفي المشبوب انتهى كل شي , ففي الموعد المحدد (للنقر) لم تسمع (فلورنس) أية نقرة , وامتد الصمت الثقيل عدة أسابيع , واجتاحها الحزن وأحست باليتم والضعف وخمنت ان حبيبها إما ان يكون قد مات او قتلوه او نقلوه فجأة الى سجن اخر.
والواقع ان حراسه قد اقتحموا عليه فجأة زنزانته وأخرجوه منها وثم افرجو عنه وذلك بسبب زيارة زعيم روسيا (خروتشيف) الى بريطانيا وخشوا ان تكدر على زيارته مطالبة بريطانيا بإطلاق سراحه, فبادرت روسيا بذلك. كما ان (فلورنس) أطلق سراحها أيضا في العام نفسه. وقد بحث كل منهما عن الاخر والتقيا فعلا كان هو في الخمسة والخمسين من عمره وهي في الرابعة والشرين من العمر وعقدا قرانهما وعندما كانا في الكنيسة احضرا معهما جهاز (مورس) واشترطا على القسيس ان ينقر عليه ويسال كلا منهما بواسطته هل يقبل ان يكون الاخر زوجا له ؟ وكانت إجابة كل منهما (نعم) قالا ذلك ليس باللسان ولكن (بالنقر) وتزوجا ورزقا بطفل اسمي (مورس).
فما أروع الحب (بالنقر) سواء كان ذلك على الرأس او على الصدر او حتى على الانف.
ايام الحكم الشيوعي بالمجر في أواخر الأربعينات اعتقل (بول اجنوس ) الملحق الصحافي للمجر في بريطانيا بتهمة الجاسوسية وأودع السجن .وفي نفس العام اعتقلت (فلورنس ماتاي) الموظفة الشابة بنادي السيارات وهي من ام انجليزية و واودعت السجن كذلك بتهمة الجاسوسية ..ولم يكن احد منهما يعرف الاخر او التقى به في أي يوم من حياته. وصادف ان الاثنين اودعا نفس السجن , غير ان زنزانة الرجل كانت في الطابق الأرضي . وفوقها مباشرة كانت زنزانة الفتاة. وفي احد الليالي سمعت (فلورنس) نقرا خفيفا ومتقطعا على أرضية زنزانتها . وتكرر هذا النقر عدة ليال. وعندما أصغت له وتمعنت تذكرت ماقراته في كتاب لكوستلر واسمه ((الظلام والظهيرة)) وورد فيه تعلم أبجدية (مورس) فالنقرة الواحدة هي لحرف (ا) . واثنتان لحرف (ب) وهكذا الى اخر الحروف. وبعد عدة محاولات استطاعت ان تتقن اللعبة, وترد على المرسل بخطوات على بعضها خفيف وبعضها ثقيل , وقد قالت بعد ذلك إنها لم تمشي طيلة ايام حياتها بهذه الكثرة وطول المشاوير. وقد عرفا أسمي بعضهما بعضا بهذه الطريقة وتحدثا عن حياتهما وهواياتهما وأحلامهما ووصل بهما (الألم والامل ) الى ان يعشق كل منهما الاخر وتعاهدا على اللقاء لو ان القدر شاء لهما الخروج من السجن. وبعد خمسة أعوام من ذلك الحوار أليلي العاطفي المشبوب انتهى كل شي , ففي الموعد المحدد (للنقر) لم تسمع (فلورنس) أية نقرة , وامتد الصمت الثقيل عدة أسابيع , واجتاحها الحزن وأحست باليتم والضعف وخمنت ان حبيبها إما ان يكون قد مات او قتلوه او نقلوه فجأة الى سجن اخر.
والواقع ان حراسه قد اقتحموا عليه فجأة زنزانته وأخرجوه منها وثم افرجو عنه وذلك بسبب زيارة زعيم روسيا (خروتشيف) الى بريطانيا وخشوا ان تكدر على زيارته مطالبة بريطانيا بإطلاق سراحه, فبادرت روسيا بذلك. كما ان (فلورنس) أطلق سراحها أيضا في العام نفسه. وقد بحث كل منهما عن الاخر والتقيا فعلا كان هو في الخمسة والخمسين من عمره وهي في الرابعة والشرين من العمر وعقدا قرانهما وعندما كانا في الكنيسة احضرا معهما جهاز (مورس) واشترطا على القسيس ان ينقر عليه ويسال كلا منهما بواسطته هل يقبل ان يكون الاخر زوجا له ؟ وكانت إجابة كل منهما (نعم) قالا ذلك ليس باللسان ولكن (بالنقر) وتزوجا ورزقا بطفل اسمي (مورس).
فما أروع الحب (بالنقر) سواء كان ذلك على الرأس او على الصدر او حتى على الانف.