البسام حسن
09-24-2006, 05:17 AM
( ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من أمر الناس شيئا )
صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبر وبالغ في تنبيه ، وأوسع القلوب معرفة بحقائق الإمارة وجهد مطلبها وصعوبة مسلكها وثقل واجباتها وشدة خطرها وكلفة المحاسبة عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وما أجمل وصفه وأدق بيانه وأحسن موعظته وأوفى عباراته وأكمل منهاجه يوم بين خطورة الإمارة حيث يقول :
( ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه ، فكَّه بره أو أوبقه إثمه ، أولها ملامة ، وأوسطها ندامة ، وآخرها خزي يوم القيامة )
حقيق بكل مسؤول ملكا كان أو أميرا أو وزيرا أو مديرا أن يقرأ التاريخ بتمعن وتفكر وتدبر ليتراءى سير البشرية في غابر أيامها وليعرف كيف حكم عليهم التاريخ لا بمناصبهم وأبهتهم وهيبتهم التي كانت تصنع في النفوس صنعها فتخترع لهم أوهام الرعب ليتفيأوا عذابها في نهارهم فإذا خلدوا إلى فرشهم قامت لهم في المنام أوهام أخرى تذلهم وتفرض عليهم رسم العبودية فهم عبيد يقظة ومنام ... لا حكم لهذه الهالة أيا كانت سطوتها يوم ذاك ... بل الحكم للأعمال الكبيرة التي قاموا بها لخدمة أمتهم وصناعة حضارتهم ورقي شعبهم ... فارتفع أقوام حتى بلغوا قبة الفلك وسجلت تواريخهم بمداد من نور يبقى ما بقي قاريء عادل يسبر التاريخ ويعطي كل ذي حق حقه ، وانخفض أناس حتى ساخوا في أعماق الأرض وبقيت الأسطر أسواط عذاب تجلد سيرتهم وتلعن سريرتهم وعلانيتهم ...
حقيق بكل مسؤول أن يقرأ التاريخ ليعتبر ويتخذ خطوته الحازمة في حياته وحياة شعبه وأمته ولا يبقى مترددا أو منافقا لا يعلم له حقيقة ولا يصدق له قرار ليعرف الناس ما هم عليه ...
ترى لماذا بقي اسم الإمام محمد بن سعود علما بارزا في حياة الناس ؟ ولماذا ثبت اسم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في قلوب السعوديين بل العرب.
لقد بقي هذان العلمان آية في عالم الناس اليوم لقوة موقفهم النفسي والعقدي في حياتهم ، ولبعد نظرتهم وعمقها فيما حولهم ، ولاهتمامهم بشؤون المجتمع وأحوال الناس وإحساسهم البالغ بالمسؤولية المناطة في رقابهم ... وهذا ما نحتاجه اليوم ونحن نواجه تحديات كبيرة في عالمنا ، كما نحتاج إلى الحزم الذي يقضي على كثير من الصراعات الفكرية عند فئات نخبوية تحاول تمرير ما لديها للمجتمع كي يتحول إلى كتل سياسية تنشر تلك الأفكار وتقرب تلك النخبة من السلطة وفق عملية ذكية لا يخسر فيها غير الشعب ... وما نراه اليوم من تفلتات أمنية بسبب الاحتفال باليوم الوطني ليصل خطر هذا التفلت إلى كل إنسان مدني سائر لاه لا يعلم شيئا ، وليمزق حجاب العفة المسدول على أوجه كثير من العوائل .. ما نراه إنما هو إفراز لمثل تلك الأفكار المريضة التي يرددها دون وعي كثير من المرضى ممن تربى على مخلفات الغرب الكافر المضمر كل سوء لشعبنا ووطننا وقيادتنا ...! لماذا لم تتم تلك المسيرة المتوطنة بكل انسيابية وأريحية معبرة عن فضل الله العميم علينا بهذه الدولة المباركة ؟
لم تتم لأن هناك احتقانا في الشارع السعودي سببه الأفكار المريضة التي تطرح في الإذاعات والفضائيات وتنشر في الروايات والقصص والكتب والمقالات في جرائدنا وتحت سلطة وزارة الإعلام ، فروايات الدكتور غازي القصيبي على سبيل المثال أو تركي الحمد تمد الدمل الناشيء في قلوب الشباب بالقيح والصديد ولا يثري لهم فكرا ولا يربي فيهم ملكة ولا يأخذ بأيديهم لرفعة أنفسهم وبلدهم ، كيف والدكتور غازي بنفسه هو من سد باب الوظائف الملائمة لشبابنا في وجوههم وأشرع لهم باب الوظائف المهينة ليسكبوا فيها دفقات حياتهم الزاكية وكأن دولتهم من الدول الفقيرة المثقلة بالديون والشحيحة الموارد ! وقل مثل ذلك ما يلقى في مسلسل التفاهة ( طاش ) الذي يصور مجتمعنا بصورة مخزية ترسم في أذهان المجتمعات الأخرى صورة كريهة عن هذا المجتمع الطيب . وإني أعيذ ملوكنا الكرام من أن يصدق عليهم قول رسول الله صلى الله عليهم وسلم ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فمن أدرك ذلك منهم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) !
كما أن تساهل الدولة في صد مثل تلك التهورات الشبابية ساعدهم على الاستكلاب والاستمرار في غيهم ولو أنهم جوبهوا بنصف ما جوبه به من يسمى الفئة الضالة لأصبح الشارع نقيا لا تختلط به الأوضار ولعرف الشباب أن مصير التفاهة أن تلقى في براميل الزبالة وليس المجتمع والوطن إلا حديقة غناء لا تستحقها إلا البلابل الصادحة لا الغربان الناعقة ! ثم إن اليوم الوطني لو كان خيرا لسبقنا إليه الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده من أبنائه النجباء ، فإما أن يكونوا خيرا منا ، فالعودة لحالتهم والاقتداء به أوجب وأحسن ، وإما أن نكون خيرا منهم فلنصنع لنا يوما مجيدا نكون نحن فيه الفاتحين ليصح لنا الاحتفال ، أما أن ينتصروا ويوحدوا وينشئوا وطنا على التوحيد ثم لا نفعل نحن إلا الاحتفال والرقص والتهجم على الثوابت فهذا مما لا يسيغه الدين ولا العقل .
لا بد من الحزم والأخذ على يد سفهاء القوم حتى يصح لنا هذا المجتمع الطاهر ، وكما أن الدولة بارك الله فيها قد اتخذت خطوة حازمة وقوية في رد من تمادى واتخذ الدين وسيلة لتمرير أغراض لا تتوافق مع معطياتنا الدينية والاجتماعية والحضارية فلا بد كذلك أن تجابه الدولة أصحاب الفكر التغريبي المستخذي للغرب وضرب أفكارهم وردها إلى جحورها وقصم ظهور قائليها حتى يحصل التوازن في المجتمع وتسير السفينة وفق بوصلة سليمة غير مضطربة
صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبر وبالغ في تنبيه ، وأوسع القلوب معرفة بحقائق الإمارة وجهد مطلبها وصعوبة مسلكها وثقل واجباتها وشدة خطرها وكلفة المحاسبة عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وما أجمل وصفه وأدق بيانه وأحسن موعظته وأوفى عباراته وأكمل منهاجه يوم بين خطورة الإمارة حيث يقول :
( ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه ، فكَّه بره أو أوبقه إثمه ، أولها ملامة ، وأوسطها ندامة ، وآخرها خزي يوم القيامة )
حقيق بكل مسؤول ملكا كان أو أميرا أو وزيرا أو مديرا أن يقرأ التاريخ بتمعن وتفكر وتدبر ليتراءى سير البشرية في غابر أيامها وليعرف كيف حكم عليهم التاريخ لا بمناصبهم وأبهتهم وهيبتهم التي كانت تصنع في النفوس صنعها فتخترع لهم أوهام الرعب ليتفيأوا عذابها في نهارهم فإذا خلدوا إلى فرشهم قامت لهم في المنام أوهام أخرى تذلهم وتفرض عليهم رسم العبودية فهم عبيد يقظة ومنام ... لا حكم لهذه الهالة أيا كانت سطوتها يوم ذاك ... بل الحكم للأعمال الكبيرة التي قاموا بها لخدمة أمتهم وصناعة حضارتهم ورقي شعبهم ... فارتفع أقوام حتى بلغوا قبة الفلك وسجلت تواريخهم بمداد من نور يبقى ما بقي قاريء عادل يسبر التاريخ ويعطي كل ذي حق حقه ، وانخفض أناس حتى ساخوا في أعماق الأرض وبقيت الأسطر أسواط عذاب تجلد سيرتهم وتلعن سريرتهم وعلانيتهم ...
حقيق بكل مسؤول أن يقرأ التاريخ ليعتبر ويتخذ خطوته الحازمة في حياته وحياة شعبه وأمته ولا يبقى مترددا أو منافقا لا يعلم له حقيقة ولا يصدق له قرار ليعرف الناس ما هم عليه ...
ترى لماذا بقي اسم الإمام محمد بن سعود علما بارزا في حياة الناس ؟ ولماذا ثبت اسم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في قلوب السعوديين بل العرب.
لقد بقي هذان العلمان آية في عالم الناس اليوم لقوة موقفهم النفسي والعقدي في حياتهم ، ولبعد نظرتهم وعمقها فيما حولهم ، ولاهتمامهم بشؤون المجتمع وأحوال الناس وإحساسهم البالغ بالمسؤولية المناطة في رقابهم ... وهذا ما نحتاجه اليوم ونحن نواجه تحديات كبيرة في عالمنا ، كما نحتاج إلى الحزم الذي يقضي على كثير من الصراعات الفكرية عند فئات نخبوية تحاول تمرير ما لديها للمجتمع كي يتحول إلى كتل سياسية تنشر تلك الأفكار وتقرب تلك النخبة من السلطة وفق عملية ذكية لا يخسر فيها غير الشعب ... وما نراه اليوم من تفلتات أمنية بسبب الاحتفال باليوم الوطني ليصل خطر هذا التفلت إلى كل إنسان مدني سائر لاه لا يعلم شيئا ، وليمزق حجاب العفة المسدول على أوجه كثير من العوائل .. ما نراه إنما هو إفراز لمثل تلك الأفكار المريضة التي يرددها دون وعي كثير من المرضى ممن تربى على مخلفات الغرب الكافر المضمر كل سوء لشعبنا ووطننا وقيادتنا ...! لماذا لم تتم تلك المسيرة المتوطنة بكل انسيابية وأريحية معبرة عن فضل الله العميم علينا بهذه الدولة المباركة ؟
لم تتم لأن هناك احتقانا في الشارع السعودي سببه الأفكار المريضة التي تطرح في الإذاعات والفضائيات وتنشر في الروايات والقصص والكتب والمقالات في جرائدنا وتحت سلطة وزارة الإعلام ، فروايات الدكتور غازي القصيبي على سبيل المثال أو تركي الحمد تمد الدمل الناشيء في قلوب الشباب بالقيح والصديد ولا يثري لهم فكرا ولا يربي فيهم ملكة ولا يأخذ بأيديهم لرفعة أنفسهم وبلدهم ، كيف والدكتور غازي بنفسه هو من سد باب الوظائف الملائمة لشبابنا في وجوههم وأشرع لهم باب الوظائف المهينة ليسكبوا فيها دفقات حياتهم الزاكية وكأن دولتهم من الدول الفقيرة المثقلة بالديون والشحيحة الموارد ! وقل مثل ذلك ما يلقى في مسلسل التفاهة ( طاش ) الذي يصور مجتمعنا بصورة مخزية ترسم في أذهان المجتمعات الأخرى صورة كريهة عن هذا المجتمع الطيب . وإني أعيذ ملوكنا الكرام من أن يصدق عليهم قول رسول الله صلى الله عليهم وسلم ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فمن أدرك ذلك منهم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) !
كما أن تساهل الدولة في صد مثل تلك التهورات الشبابية ساعدهم على الاستكلاب والاستمرار في غيهم ولو أنهم جوبهوا بنصف ما جوبه به من يسمى الفئة الضالة لأصبح الشارع نقيا لا تختلط به الأوضار ولعرف الشباب أن مصير التفاهة أن تلقى في براميل الزبالة وليس المجتمع والوطن إلا حديقة غناء لا تستحقها إلا البلابل الصادحة لا الغربان الناعقة ! ثم إن اليوم الوطني لو كان خيرا لسبقنا إليه الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده من أبنائه النجباء ، فإما أن يكونوا خيرا منا ، فالعودة لحالتهم والاقتداء به أوجب وأحسن ، وإما أن نكون خيرا منهم فلنصنع لنا يوما مجيدا نكون نحن فيه الفاتحين ليصح لنا الاحتفال ، أما أن ينتصروا ويوحدوا وينشئوا وطنا على التوحيد ثم لا نفعل نحن إلا الاحتفال والرقص والتهجم على الثوابت فهذا مما لا يسيغه الدين ولا العقل .
لا بد من الحزم والأخذ على يد سفهاء القوم حتى يصح لنا هذا المجتمع الطاهر ، وكما أن الدولة بارك الله فيها قد اتخذت خطوة حازمة وقوية في رد من تمادى واتخذ الدين وسيلة لتمرير أغراض لا تتوافق مع معطياتنا الدينية والاجتماعية والحضارية فلا بد كذلك أن تجابه الدولة أصحاب الفكر التغريبي المستخذي للغرب وضرب أفكارهم وردها إلى جحورها وقصم ظهور قائليها حتى يحصل التوازن في المجتمع وتسير السفينة وفق بوصلة سليمة غير مضطربة