مفارق الخلان
02-14-2006, 03:07 AM
لقد أحببت البحر إلى حد الجنون
منذ الصغر
وكم كنت أحلم أن أذهب في رحلة بحرية بعيدة المدى
مع من أحب من الأصدقاء
والحمد لله
تحقق ذلك الحلم
و ذهبت إلى مدينة مصر
في صيف عام 1426هـ
على متن عبارة السلام 98(عبارة الموت)
الموافق
السادس عشر من شهر رجب1426هـ
تلك الرحلة التي بدأت من ميناء جدة إلى السويس
كانت الرحلة 48 ساعة
يومين كاملين
وقد اخترت تلك الرحلة لكي أمكث في البحر
أكثر وقت ممكن
ولكي يكون القمر ساطعاً
مما يعطى السهر الجو الرائع على متن العبارة
وإليكم قصتي
قد كنت أنا و ماجد وسلطان (أعز أصدقائي)
أول من صعد على متن هذه العبارة أثناء الرحلة
وما أن تحركت العبارة من ميناء جدة
وبعد نصف ساعة تقريباً
وأصبحت العبارة تبتعد عن الوطن
حتى شعرت بالحنين إليه
كم هي رائعة تلك الكلمات التي قلتها يا ماجد
عن فراق الوطن في ذلك اليوم
وفراق الحبيب
وأبحرت السفينة في تمام الساعة العاشرة مساء
بعد جلسة طويلة امتدت إلى الساعة 2 ليلاً
أقصى وقت المسموح الخروج فيه على ظهر العبارة
وبعد إطلالة القمر التي لا تمل
ذهبنا إلى العشاء
وبعد أن نام الجميع
سحبت نفسي بهدوء
وذهبت إلى المسئول عن خروج الركاب إلى ظهر السفينة
وأخبرته برغبتي السهر على ضوء القمر
وفي هذا الوقت بذات
وكان جوابه الرفض
ولكن كل شئ مع المصري يمشي مع البخشيش
و ذهبت إلى أعلى قمة في السفينة في مقدمتها
ومعي ذلك الكرسي الخاص فيني
وبدأت أتأمل ذلك البحر العظيم
وعلى ضوء القمر وعلى أنوار العبارة الخافتة
وفي الليلة الأولى كتبت هذه الكلمات في مذكراتي الخاصة
في هذه الليلة كان القمر ساطع والبحر لامع
وكنت أنا وحدي مع قلمي ودفتري
حبيبتي
رأيتك من بعيد حبيبتي
رأيتك في ضوء القمر
رأيتك في لون البحر
كنتِ ساكنة في خيالي
كنت أسمع صوت البحر الرائع
وأقول هذا صوت حبيبتي تناديني
وتودعني
ولكنِ لن أبتعد كثيراً
سوف أعود حاملاً لكي أجمل الهدايا
حبيبتي انتظرني سوف أعود
لأنك لن تغيبي عن خيالي
سوف تبقى صورتك محفوظة في دفتري
وبين أوراقي
وفي صميم قلبي
سأعود حبيبتي
حرر في 16رجب1426هـ
الساعة الرابعة فجراً
عبارة السلام 98
مفارق الخلان
وقد أخذني النعاس
ولم أستيقظ إلا على طلوع الشمس حينها
كانت ليلة جميلة لا تنسى في أيام حياتي
ومع الصباح الباكر
وجدت أن أصدقائي افتقدوني
وكان الفطور على حسابي
جزء ما فعلت دون أذنهم
كان الفطور رائع على ظهر تلك السفينة
وكان البحر أروع
فكان شديد الزرقة
كان النظر في البحر
يريح الأعصاب لدرجة إني شعرت إنني
في عالم جديد
بعيد عن الحروب والمشاكل والفتن
بعيد عن كل الإزعاج
عالم أنت الملك فيه
وما أن أتى الغروب
حتى ظهر البحر
يميل إلى اللون الأصفر ثم البرتقالي ثم الأسود
وفي المساء أحببت أن يشاركني أصدقائي سهرتي
فكانت السهر أروع
وقبل أن أنام أخذت دفتري الخاص وكتبت فيه :
أحبك من كل قلبي أيها البحر ولكن الجميع يقولون إنك غدار
فهل أنت كذلك لا أعتقد ولكن إذا شأت الأقدار
فلا مفر منها
حرر في 17 رجب1426هـ
الساعة الخامسة فجراً
عبارة السلام 98
مفارق الخلان
... ووصلنا بحمد لله ...
وكانت العودة عن طريق الطيران
لعدم وجود الوقت الكافي
وقد زاد حزني حين علمت ان تلك العبارة
اصبحت تحت عمق اكثر من 800 متر
ولكن هذا حكمة الله
كلمات إرثي فيها كل من كان على هذه العبارة
فمن مات رحمة الله وجعل الجنة مثواه
ومن كتب الله له الحياة فهون عليه يا لله
أعذروني على الإطالة
أخوكم مفارق الخلان
منذ الصغر
وكم كنت أحلم أن أذهب في رحلة بحرية بعيدة المدى
مع من أحب من الأصدقاء
والحمد لله
تحقق ذلك الحلم
و ذهبت إلى مدينة مصر
في صيف عام 1426هـ
على متن عبارة السلام 98(عبارة الموت)
الموافق
السادس عشر من شهر رجب1426هـ
تلك الرحلة التي بدأت من ميناء جدة إلى السويس
كانت الرحلة 48 ساعة
يومين كاملين
وقد اخترت تلك الرحلة لكي أمكث في البحر
أكثر وقت ممكن
ولكي يكون القمر ساطعاً
مما يعطى السهر الجو الرائع على متن العبارة
وإليكم قصتي
قد كنت أنا و ماجد وسلطان (أعز أصدقائي)
أول من صعد على متن هذه العبارة أثناء الرحلة
وما أن تحركت العبارة من ميناء جدة
وبعد نصف ساعة تقريباً
وأصبحت العبارة تبتعد عن الوطن
حتى شعرت بالحنين إليه
كم هي رائعة تلك الكلمات التي قلتها يا ماجد
عن فراق الوطن في ذلك اليوم
وفراق الحبيب
وأبحرت السفينة في تمام الساعة العاشرة مساء
بعد جلسة طويلة امتدت إلى الساعة 2 ليلاً
أقصى وقت المسموح الخروج فيه على ظهر العبارة
وبعد إطلالة القمر التي لا تمل
ذهبنا إلى العشاء
وبعد أن نام الجميع
سحبت نفسي بهدوء
وذهبت إلى المسئول عن خروج الركاب إلى ظهر السفينة
وأخبرته برغبتي السهر على ضوء القمر
وفي هذا الوقت بذات
وكان جوابه الرفض
ولكن كل شئ مع المصري يمشي مع البخشيش
و ذهبت إلى أعلى قمة في السفينة في مقدمتها
ومعي ذلك الكرسي الخاص فيني
وبدأت أتأمل ذلك البحر العظيم
وعلى ضوء القمر وعلى أنوار العبارة الخافتة
وفي الليلة الأولى كتبت هذه الكلمات في مذكراتي الخاصة
في هذه الليلة كان القمر ساطع والبحر لامع
وكنت أنا وحدي مع قلمي ودفتري
حبيبتي
رأيتك من بعيد حبيبتي
رأيتك في ضوء القمر
رأيتك في لون البحر
كنتِ ساكنة في خيالي
كنت أسمع صوت البحر الرائع
وأقول هذا صوت حبيبتي تناديني
وتودعني
ولكنِ لن أبتعد كثيراً
سوف أعود حاملاً لكي أجمل الهدايا
حبيبتي انتظرني سوف أعود
لأنك لن تغيبي عن خيالي
سوف تبقى صورتك محفوظة في دفتري
وبين أوراقي
وفي صميم قلبي
سأعود حبيبتي
حرر في 16رجب1426هـ
الساعة الرابعة فجراً
عبارة السلام 98
مفارق الخلان
وقد أخذني النعاس
ولم أستيقظ إلا على طلوع الشمس حينها
كانت ليلة جميلة لا تنسى في أيام حياتي
ومع الصباح الباكر
وجدت أن أصدقائي افتقدوني
وكان الفطور على حسابي
جزء ما فعلت دون أذنهم
كان الفطور رائع على ظهر تلك السفينة
وكان البحر أروع
فكان شديد الزرقة
كان النظر في البحر
يريح الأعصاب لدرجة إني شعرت إنني
في عالم جديد
بعيد عن الحروب والمشاكل والفتن
بعيد عن كل الإزعاج
عالم أنت الملك فيه
وما أن أتى الغروب
حتى ظهر البحر
يميل إلى اللون الأصفر ثم البرتقالي ثم الأسود
وفي المساء أحببت أن يشاركني أصدقائي سهرتي
فكانت السهر أروع
وقبل أن أنام أخذت دفتري الخاص وكتبت فيه :
أحبك من كل قلبي أيها البحر ولكن الجميع يقولون إنك غدار
فهل أنت كذلك لا أعتقد ولكن إذا شأت الأقدار
فلا مفر منها
حرر في 17 رجب1426هـ
الساعة الخامسة فجراً
عبارة السلام 98
مفارق الخلان
... ووصلنا بحمد لله ...
وكانت العودة عن طريق الطيران
لعدم وجود الوقت الكافي
وقد زاد حزني حين علمت ان تلك العبارة
اصبحت تحت عمق اكثر من 800 متر
ولكن هذا حكمة الله
كلمات إرثي فيها كل من كان على هذه العبارة
فمن مات رحمة الله وجعل الجنة مثواه
ومن كتب الله له الحياة فهون عليه يا لله
أعذروني على الإطالة
أخوكم مفارق الخلان