"عــمــرو"
12-27-2005, 08:16 AM
عندما يتنازل المرء عن المطالبة بحريته الحقيقية... ويستبدلها بحرية دونية تنحصر في إطار حرية المرأة والجنس..هنا يجب أن نخطره بروح الأمانة أنه قد إستظل بفكر مرتكس في مرتبة دونية أمام جميع الطوائف الفكرية المختلفة ذات التوجه السليم!!!
ذلك لأن (فكر) الإنسان له من الضروريات المقدمة كثيراً عن الحاجيات...والتي من الضرورة الممايزة بينهما وعدم الخلط فيها حتى لايتردى مستوى الفكر لدى الإنسان... .
ولن تجد مكاناً يتبنى نشوء هذا الفكر إلا حين تقع هذه النفسية تحت وطأة الفراغ (الروحي) والتربية (المتساهلة!!) وخلوها من الرغبة الحقيقية للكفاح الواقعي الذي يهتم بإنتشال وضعه (البائس) والمخجل من بين الأمم!!! تلك الرغبة اللتي تسمو وتعلو في إطارٍ أعلى من إطار محصور بين الشهوة والجسد.. وأعلى من تلك النظرة الدونية الصغيرة!!! ذات المطمع الحقير!!! والنيل الوضيع.. وهذا مانجده بكثره وللأسف في مجتمعاتنا العربية..
لن تجد أمة (متخلفة) يكثر فيها الشعر والغناء والطرب إلا بعد أن يدب فيها الخوار الأخلاقي.. متلازماً معه فراغ مهيب يستشري في جسد ذلك الشعب وترتكس تحت مظلته (عبودية الشهوة).. فتجدهم يملئون هذا الفراغ بأنواع (وضيعة) وتافهة من المشاعر والأحلام الواهية.. وتتكاثر فيه المطالبات الرخيصة.. اللتي تجعل من عقول هذا المجتمع عقلاً (مخدراً) وروحاً خاوية لاتفكر ولاتتستفيق من الظلم (المهول) الجاثم عليها!!!
لنرجع قليلاً ونقلب التاريخ (الأندلسي) والتاريخ (العباسي) ونتعلم منه كيفية ضياع الحضارات وتغير لخارطات التاريخ ومعالمه في ظل أجواء الفراغ والترف!!!
وهاهو أمامنا تاريخ (مصر) الحديث أمامنا خير شاهد على هذا الواقع فبدئاً من (قاسم أمين) وفكره الدخيل الذي مات من أجله وأضاع (مصر) من بعده!!! وإنتهاءً (بحنجرة أم كلثوم) التي خدرت عقول (المصريين) إلى حد ضياع (سيناء) منهم!!! هذا هو التاريخ الذي لايرحم... وهاهو فجر تلك الأيام يعود لكن (بقولبة) مفبركة!!!!
إن أول مرتبة للتمييز بين الإنسان والحيوان... ليس بالشكل أو اللسان.. إنما يبدأ ذلك (بالعقل) الذي سيتحرك بعدها لفصل الروح وإخراجها من حياة الشهوة اللتي تميز ذلك الحيوان عن بني البشر!!!! فتصبح حينها الضرورة (الحيوانية) كمالية (إنسانية) وهنا نستحق أن نعيش!!! إن واقع عصرنا اليوم يلزم على (صناع القرار) في الوطن أن يتجاوزوا هذه الإشكالية (الصغيرة) المتمثلة في بعض أصوات المطالبات اللتي أشغلت المفكرين وأوقفت عجلة تقدم ركاب المجتمع في ظل ندوات ومحاضرات لاتسمن ولاتغني من جوع...
تلك الندوات اللتي تحركت ببركة من النساء اللواتي (لفظتهن) بيوت العفة والحياء..فوقفوا بلا خجل وحياء منتصبات الصدور والأفئدة أمام الشاشات واقعين تحت نشوة ونزوة (الفلاشات) واللقائات التلفزيونية تاركين خلفهم مواقعهم الحقيقية في مصانع (توليد) الرجال!!!!
إن إشغال المجتمع (بأسره) في جزئيات فرعية تتميز بفكرها (الدخيل) والخارجة عن أفلاك المجتمع الفكرية تجعل في(نفسية) المجتمع ضيقاً وحنقاً على كل شيء.. وتشتته إلى (طرائق) وأطياف بدلاً من لملمة شعثه في منظومة تكاملية هو أحوج إليها من أي شيء آخر....
إن أكبر جريمة بحق (ثرى) هذا الوطن هو أن نمازج بين الحرية الحقيقية بهذه الحرية (المأفونة) وندسها بدعوى (الإصلاح) الحقيقي للمجتمع وإعادة الهيكلة الحقيقية الواهية له!!!! فليس لإنسانٍ حق وغيور على دينه ووطنه أن يحارب بقوة ويتفانى لإظهار هذه الصورة البشعة والموصلة إلى الإنحدار الفكري والأخلاقي... والموصلة لسقوط الهوية الدينية أولاً والوطنية (الحقيقية) ثانياً من أفئدة الشعب.. ومامن طريق يجنبنا هذا (المستنقع الآسن) ويحيلنا عنه...إلا بعد أن تسمو أخلاق الشعب وتترفع مسامعهم عن أصوات (مواخير) الظلام والإستعباد الإنساني في ظل هذه الحرية (المزعومة!!!!!)
إن الإنسان العربي هو من أشد الأفراد عالمياً من حيث سلب الحرية عنه... ومصادرة عقله وفكره وتوظيفها في رق وإستعباد (مغلف) بمسمى الحقوق الشخصية.... عليه أن ينظر بصدق وينادي بصوت مسموع لجلب حريته المسلوبة في ظل بعض السياسات الخارجية والمحيطة به والتي أجرمت بحق النفس البشرية... حتى غاب صوت الحقيقة بين تلك الأصوات.....
إنتهى....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد كان في إستطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم.. ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم!!! وكم كانت البشرية كلها تخسر!؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير.. معنى زهادة الحياة بلاعقيدة.. وبشاعتها بلاحرية... وإنحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد!؟
"سيد قطب"
كتبه...
عمرو..
ذلك لأن (فكر) الإنسان له من الضروريات المقدمة كثيراً عن الحاجيات...والتي من الضرورة الممايزة بينهما وعدم الخلط فيها حتى لايتردى مستوى الفكر لدى الإنسان... .
ولن تجد مكاناً يتبنى نشوء هذا الفكر إلا حين تقع هذه النفسية تحت وطأة الفراغ (الروحي) والتربية (المتساهلة!!) وخلوها من الرغبة الحقيقية للكفاح الواقعي الذي يهتم بإنتشال وضعه (البائس) والمخجل من بين الأمم!!! تلك الرغبة اللتي تسمو وتعلو في إطارٍ أعلى من إطار محصور بين الشهوة والجسد.. وأعلى من تلك النظرة الدونية الصغيرة!!! ذات المطمع الحقير!!! والنيل الوضيع.. وهذا مانجده بكثره وللأسف في مجتمعاتنا العربية..
لن تجد أمة (متخلفة) يكثر فيها الشعر والغناء والطرب إلا بعد أن يدب فيها الخوار الأخلاقي.. متلازماً معه فراغ مهيب يستشري في جسد ذلك الشعب وترتكس تحت مظلته (عبودية الشهوة).. فتجدهم يملئون هذا الفراغ بأنواع (وضيعة) وتافهة من المشاعر والأحلام الواهية.. وتتكاثر فيه المطالبات الرخيصة.. اللتي تجعل من عقول هذا المجتمع عقلاً (مخدراً) وروحاً خاوية لاتفكر ولاتتستفيق من الظلم (المهول) الجاثم عليها!!!
لنرجع قليلاً ونقلب التاريخ (الأندلسي) والتاريخ (العباسي) ونتعلم منه كيفية ضياع الحضارات وتغير لخارطات التاريخ ومعالمه في ظل أجواء الفراغ والترف!!!
وهاهو أمامنا تاريخ (مصر) الحديث أمامنا خير شاهد على هذا الواقع فبدئاً من (قاسم أمين) وفكره الدخيل الذي مات من أجله وأضاع (مصر) من بعده!!! وإنتهاءً (بحنجرة أم كلثوم) التي خدرت عقول (المصريين) إلى حد ضياع (سيناء) منهم!!! هذا هو التاريخ الذي لايرحم... وهاهو فجر تلك الأيام يعود لكن (بقولبة) مفبركة!!!!
إن أول مرتبة للتمييز بين الإنسان والحيوان... ليس بالشكل أو اللسان.. إنما يبدأ ذلك (بالعقل) الذي سيتحرك بعدها لفصل الروح وإخراجها من حياة الشهوة اللتي تميز ذلك الحيوان عن بني البشر!!!! فتصبح حينها الضرورة (الحيوانية) كمالية (إنسانية) وهنا نستحق أن نعيش!!! إن واقع عصرنا اليوم يلزم على (صناع القرار) في الوطن أن يتجاوزوا هذه الإشكالية (الصغيرة) المتمثلة في بعض أصوات المطالبات اللتي أشغلت المفكرين وأوقفت عجلة تقدم ركاب المجتمع في ظل ندوات ومحاضرات لاتسمن ولاتغني من جوع...
تلك الندوات اللتي تحركت ببركة من النساء اللواتي (لفظتهن) بيوت العفة والحياء..فوقفوا بلا خجل وحياء منتصبات الصدور والأفئدة أمام الشاشات واقعين تحت نشوة ونزوة (الفلاشات) واللقائات التلفزيونية تاركين خلفهم مواقعهم الحقيقية في مصانع (توليد) الرجال!!!!
إن إشغال المجتمع (بأسره) في جزئيات فرعية تتميز بفكرها (الدخيل) والخارجة عن أفلاك المجتمع الفكرية تجعل في(نفسية) المجتمع ضيقاً وحنقاً على كل شيء.. وتشتته إلى (طرائق) وأطياف بدلاً من لملمة شعثه في منظومة تكاملية هو أحوج إليها من أي شيء آخر....
إن أكبر جريمة بحق (ثرى) هذا الوطن هو أن نمازج بين الحرية الحقيقية بهذه الحرية (المأفونة) وندسها بدعوى (الإصلاح) الحقيقي للمجتمع وإعادة الهيكلة الحقيقية الواهية له!!!! فليس لإنسانٍ حق وغيور على دينه ووطنه أن يحارب بقوة ويتفانى لإظهار هذه الصورة البشعة والموصلة إلى الإنحدار الفكري والأخلاقي... والموصلة لسقوط الهوية الدينية أولاً والوطنية (الحقيقية) ثانياً من أفئدة الشعب.. ومامن طريق يجنبنا هذا (المستنقع الآسن) ويحيلنا عنه...إلا بعد أن تسمو أخلاق الشعب وتترفع مسامعهم عن أصوات (مواخير) الظلام والإستعباد الإنساني في ظل هذه الحرية (المزعومة!!!!!)
إن الإنسان العربي هو من أشد الأفراد عالمياً من حيث سلب الحرية عنه... ومصادرة عقله وفكره وتوظيفها في رق وإستعباد (مغلف) بمسمى الحقوق الشخصية.... عليه أن ينظر بصدق وينادي بصوت مسموع لجلب حريته المسلوبة في ظل بعض السياسات الخارجية والمحيطة به والتي أجرمت بحق النفس البشرية... حتى غاب صوت الحقيقة بين تلك الأصوات.....
إنتهى....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد كان في إستطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم.. ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم!!! وكم كانت البشرية كلها تخسر!؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير.. معنى زهادة الحياة بلاعقيدة.. وبشاعتها بلاحرية... وإنحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد!؟
"سيد قطب"
كتبه...
عمرو..