المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهقة من فؤاد طفل عراقي مقتول في حضن أمه


الغراني
11-25-2005, 05:58 PM
شهقة من فؤاد طفل عراقي مقتول في حضن أمه



الشاعر صالح بن علي باحص العمري





أمّاهُ من أشعـل النيران في بلدي؟! = ومن رمى بيضة الإسلام بالفَنــَدِ ؟!
أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟!= وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟!
من مزّق الطفل أشلاءً مُبعـثرة ً =من نضّب القصف فوق الآلِ والولـد ؟!
من روّع الشيخَ عن أعوادِ مصحفهِ =واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العـُدد ِ؟!
بذلتِ دونيْ شغافَ القلب فانصهرتْ =فلم تزيدي على الشكـوى ولم أزِدِ ..
لهيّتي روعي "بمصـــاص ٍ" أقلّبُهُ = فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي ؟!
كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا = والسعدُ في مهجتي، والخيرُ بين يدي
حتى إذا أمطرت من كل قنبلـــة =ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ
أسلمتُ روحي َ فــي كفّيكِ محتسباً = ونبضُ قلبكِ في قلبي و في عضُدي
و زَفْرُ أنفاسِكِ الحـــرّى يجلّلني = إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ
دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجـا = كمـا تمازج طيفُ الروحِ في الجسدِ
فسطرا الغبن في التابوتِ ملحمـة ً =حـــزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ ..
أشجانها تنذر الباغي بصاعقــة ٍ = و جحـــفلٍ فــي سبيل الله منعقدِ
مـن شطّ دجلة من نهر الفرات أتى = من نجد والشام..من سيناء من صَعدِ
أمّاه هل تعلم الدنيا بمــــحنتنا =أمــا لنا في بني الإسلام من مدد ؟!
من ذا الغريبُ الذي يفـري حشاشتنا =ملطّخَ الوجه ِ لا يلوي على أحد ِ ؟!
من ذا الذي فجّر الدنيا بطائـــرة ٍ= غـــدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ ؟!!
لمَ التشدّقُ عن حريّتي ، ودمــي = مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟!
لم التحدّثُ عن نفطي وقد سـرقوا = زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟!
لم التجارةُ في أرضي وفي شـرفي = أمـّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي !!
لمَ الرهانُ على حُكمـي، وناصيتي=مثـــل الفريسـة في كمّاشة الأسدِ
لابد للكربِ يا أمّاه مـــن فرج = والليلُ –إن طـال- لن يبقى إلى الأبدِ
ستنبت الأرض أجيالاً مباركــة ً = تصـــارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ
الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنــة ٌ = والفســقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ
والكُرْه في الدين أحقادٌ مــورّثة ٌ = وأجبن ُ القتـــل ِ من رشّاشِ مرتعدِ
دعي الجناية تحكي للألى غفلـوا = حقـــدَ الصليبيّة الحمــقاء من أمد ِ
ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معتديا = وهـــوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ
وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- من عللٍ = يحيــي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ
دعي الجريمة تروي للألى سكروا= أن النجــــاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ
فالعيشُ –أمّاهُ- أيامٌ مُدَاولـــَة ٌ = والخلقُ مـــا بين مفقودٍ و مفْتَقِد ِ ..
وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحكيم ِ مضـى = تبــــاركَ الله ُ فعــّالاً لِمَا يُرِدِ ..
في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكـــتْ = واللهُ أرحــــم ُ مـن أمٍّ على ولد ِ
لا تقلقي فابنك المــوءود مضطجعٌ =فـي جال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ
إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحــد ٌ فلكم = حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ !!

العناااا
11-27-2005, 12:14 AM
يالها من شهقة تشقُ الصدور
و لا نملك شيئاً غير أن نموت في اللحظة مليون مرة و هم يتألمون ..

شكراً لاختياراتك الجميلة دوماً يا أخي / الغرّاني ..
و عسى يأتي يوم تنقشع فيه ظلمة الغاشمين ..
و يعود العراق سليماً معافى بسواعد ( الشرفاء) فقط ..... يارب ..

لك أرق التحايااا http://members.lycos.co.uk/qetharah/up/up/i.gif