أبو مانع
11-23-2005, 02:17 AM
يحكي ان حكيما من الحكماء كان يحب زوجته حبا جما ملك عليه قلبه وعقله. لكن كان يمازج هناءه الحاضر شقاء المستقبل يسوقه اليه الخوف من ان تدور الايام دورتها فيموت ويفلت من يده ذلك القلب الذي كان مغتبطا بامتلاكه الى صائد آخر يمتلكه من بعده .وكان كلما بث زوجته سره وشكا اليها همه .حنت عليه .وسلتّه بالأماني .واقسمت االيه بكل أيمان انها لاتهب قلبها لغيره .فكان يهدأ لذلك الوعد ثم لايلبث ان يعود لهواجسه.
حتى مر في بعض روحاته الى منزله في احدالليالي المقمرة بمقبرة المدينة فخطر له ان يدخلها ليروح عن نفسه هموم الموت .فرأى في بعض مذاهبه بين تلك القبور امرأة جالسة امام قبر جديد لم يجف ترابه وبيدها مروحة تحركها يمنة ويسرة لتجفف بها بلل ذلك التراب فعجب لامرها .وتقدم نحوها. فارتاعت المرآه ثم أنست بعدما عرفته .فسألها عن أمرها فأبت ان تجيبه عما سأل حتى تفرغ من شأنها. فجلس اليها وتناول المروحة وظل يساعدهاحتى جف التراب. فحدثته ان هذا الدفين هو زوجها .وانه مات منذ ثلاثة ايام .وانها جالسة من الصباح مجلسها هذا لتجفف تراب قبره وفاء ليمين كانت قد اقسمتهاله في مرض موته الاتتزوج من غيره حتى يجف تراب قبره .وان هذه الليلة هي ليلة
زواجها بزوجها الثاني .فأبى وفاؤها لهذا الدفين. الذي كان يحبها ويحسن اليها ان تحنث بيمين اقسمتها له . ثم قالت : هل لك ياسيد ان تقبل هذه المروحة جزاء لك على حسن صنيعك معي ؟ . فتقبلها منها وهنأها على زواجها الجديد .وانصرف لبيته مهموماً وهو يحدث نفسه ويقول : انه احبها واحسن اليها فلما مات جلست على قبره لالتبكيه وتتذكر عهوده بل لتحلل يمين اقسمتها له .....وظل يحدث نفسه حتى بلغ منزله ورأى زوجته امامه مرتاعة لمنظره فقال لها : ان امرأة خائنة غادرة اهدتني هذه المروحة فقبلتها لاقدمها لك. لانها من اداة من ادوات الغدر والخيانة .وانت اولى بها مني .ثم انشأ يقص عليها قصة المرأة فغضبت زوجته وانتزعت المروحة منه ومزقتها اربا وصارت تشتم تلك المرأة وتعيب عليها خيانتها .
ثم قالت : الايزال هذا الوسواس عالقا بصدرك مادمت حبا .وهل تحسب كل امرأة ترضى بما رضيت به تلك الغادرة
قال : لقد اقسمت لي الاتتزوجي من بعدي فهل تفين بعهدك ؟
قالت : نعم ورماني الله بكل مايرمي إن انا فعلت .فاطمأن لقسمها وعاد لسكونه.
وبعد عام مرض الرجل مرضا شديدا حتى اشرف على الموت .فدعا زوجته وذكّرها بعهدها فاكدته له. فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه. فأمرت ان يسجّى في غرفته حتى يجهز في اليوم الثاني. ثم اختلت بنفسها تبكيه وتندبه .وظلت كذلك حتى دخل عليها الخادم واخبرها ان فتى من تلاميذ سيده حضر من بلدته ليعوده حين سمع بمرضه فلما علم بموته ذعر وخر في مكانه وانه لابزال صريعا عند باب المنزل لايدري مايصنع في امره. فأمرته ان يذهب به لغرفة الضيوف وان يتولى شأنه حتى يستفيق. ثم عادت لبكائها ونحيبها . فلما انتصف الليل. دخل عليها الخادم ثانية مرتاع وهو يقول : رحمتك ياسيدتي فان ضيفنا يعالج من آلامه عذابا اليما .ومااظنه ان نحن غفلنا عن امره إلاهالكا .فأهمها الامر. وقامت تتحامل على نفسها حتى وصلت الى غرفة الضيف. فرأته مسجى على سريره يئن. والمصباح عند رأسه .فاقتربت منه ونظرت في وجهه. فرأت ابدع سطر خطته يد القدرة الالهية في لوح الوجود. وخيل اليها ان المصباح الذي امامها قبَس من ذلك النور المتلألئ في ذلك الوجه المنير.....
فانساها حزنها على فقيدها واهتمت لامره .فلم تترك وسيلة من وسائل العلاج الاتوسلت بها اليه حتى استفاق .ونظر الى طبيبته الراكعة بجانب سريره نظرة الشكر والثناء. ثم صار يقص عليها تاريخه فعرفت منه مسقط راسه وانه فتى غريب في قومه لااب له ولاام ولازوجة ولاولد ....
فاطرقت ساعة تنازع نفسها ثم رفعت رأسها وامسكت بيده وقالت : انك قد ثكلت استاذك وانا ثكلت زوجي فاصبح همنا واحد .فهل لك ان تعينني واعينك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعد ؟.
وعرف الشاب بما في نفسها فابتسم في حزن ومضض وقال : كيف لي اسيدتي ان احظى بهذه الامنية العظيمة. وهذا المرض الذي يساورني ولايكاد يهدأ عني قد نغص علي عيشي .وقد انذرني الطبيب باقتراب اجلي ان لم تدركني رحمة الله .فاطلبي سعادتك عند غيري .فانت من بنات الحياة وانا من ابناء الموت.
قالت : انك ستعيش وسأعالجك ولو كان دواؤك حياتي .
قال : انا اعلم بدوائي واعلم بأني لااجد السبيل اليه.
قالت : ومادواؤك ؟ .
قال : حدثني طبيبي ان شفائي في أكل دماغ ميت ليومه .ومادام ذلك يعجزني فلا دواء ولاشفاء لي .
فارتعدت وشحب لونها واطرقت اطراقة طويلة لايعلم الاالله ماذا كانت تحدثها نفسها فيها ....ثم رفعت رأسها وقالت له : كن مطمئنا فدواؤك لايعجزني .
وامرته ان يعود الى راحته وسكونه .وخرجت من الغرفة متسللة .حتى وصلت غرفة سلاح زوجها فأخذت منها فأسا قاطعا. ثم مشت تختلس خطواتها اختلاسا حتى وصلت الى غرفة الميت. ففتحت الباب فصر صريرا مزعجا. فجمدت في مكانها رعبا وخوفا. ثم دارت بعينيها حولها فلم ترى يئا .فتقدمت لشأنها حتى دنت من السرير ورفعت الفأس لتضرب بها رأس زوجها .فلم تكد تهوي بها حتى رأت الميت فاتحا عينيه ينظر اليها .فسقطت الفأس من يدها وسمعت حركة وراءها فالتفتت. فرأت الضيف والخادمة واقفان يتضاحكان ففهمت كل شئ .
وهنا تقدم زوجها وقال لها : أليست المروحة في يد تلك المرأة اجمل من هذا الفاس في يديك ؟. أليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه افضل من التي تكسر دماغه قبل نعيه ؟
.فبهتت الزوجة وتسمرت مكانها ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها.
القصــــــــــــــــــــه منقـــــــــــوله
حتى مر في بعض روحاته الى منزله في احدالليالي المقمرة بمقبرة المدينة فخطر له ان يدخلها ليروح عن نفسه هموم الموت .فرأى في بعض مذاهبه بين تلك القبور امرأة جالسة امام قبر جديد لم يجف ترابه وبيدها مروحة تحركها يمنة ويسرة لتجفف بها بلل ذلك التراب فعجب لامرها .وتقدم نحوها. فارتاعت المرآه ثم أنست بعدما عرفته .فسألها عن أمرها فأبت ان تجيبه عما سأل حتى تفرغ من شأنها. فجلس اليها وتناول المروحة وظل يساعدهاحتى جف التراب. فحدثته ان هذا الدفين هو زوجها .وانه مات منذ ثلاثة ايام .وانها جالسة من الصباح مجلسها هذا لتجفف تراب قبره وفاء ليمين كانت قد اقسمتهاله في مرض موته الاتتزوج من غيره حتى يجف تراب قبره .وان هذه الليلة هي ليلة
زواجها بزوجها الثاني .فأبى وفاؤها لهذا الدفين. الذي كان يحبها ويحسن اليها ان تحنث بيمين اقسمتها له . ثم قالت : هل لك ياسيد ان تقبل هذه المروحة جزاء لك على حسن صنيعك معي ؟ . فتقبلها منها وهنأها على زواجها الجديد .وانصرف لبيته مهموماً وهو يحدث نفسه ويقول : انه احبها واحسن اليها فلما مات جلست على قبره لالتبكيه وتتذكر عهوده بل لتحلل يمين اقسمتها له .....وظل يحدث نفسه حتى بلغ منزله ورأى زوجته امامه مرتاعة لمنظره فقال لها : ان امرأة خائنة غادرة اهدتني هذه المروحة فقبلتها لاقدمها لك. لانها من اداة من ادوات الغدر والخيانة .وانت اولى بها مني .ثم انشأ يقص عليها قصة المرأة فغضبت زوجته وانتزعت المروحة منه ومزقتها اربا وصارت تشتم تلك المرأة وتعيب عليها خيانتها .
ثم قالت : الايزال هذا الوسواس عالقا بصدرك مادمت حبا .وهل تحسب كل امرأة ترضى بما رضيت به تلك الغادرة
قال : لقد اقسمت لي الاتتزوجي من بعدي فهل تفين بعهدك ؟
قالت : نعم ورماني الله بكل مايرمي إن انا فعلت .فاطمأن لقسمها وعاد لسكونه.
وبعد عام مرض الرجل مرضا شديدا حتى اشرف على الموت .فدعا زوجته وذكّرها بعهدها فاكدته له. فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه. فأمرت ان يسجّى في غرفته حتى يجهز في اليوم الثاني. ثم اختلت بنفسها تبكيه وتندبه .وظلت كذلك حتى دخل عليها الخادم واخبرها ان فتى من تلاميذ سيده حضر من بلدته ليعوده حين سمع بمرضه فلما علم بموته ذعر وخر في مكانه وانه لابزال صريعا عند باب المنزل لايدري مايصنع في امره. فأمرته ان يذهب به لغرفة الضيوف وان يتولى شأنه حتى يستفيق. ثم عادت لبكائها ونحيبها . فلما انتصف الليل. دخل عليها الخادم ثانية مرتاع وهو يقول : رحمتك ياسيدتي فان ضيفنا يعالج من آلامه عذابا اليما .ومااظنه ان نحن غفلنا عن امره إلاهالكا .فأهمها الامر. وقامت تتحامل على نفسها حتى وصلت الى غرفة الضيف. فرأته مسجى على سريره يئن. والمصباح عند رأسه .فاقتربت منه ونظرت في وجهه. فرأت ابدع سطر خطته يد القدرة الالهية في لوح الوجود. وخيل اليها ان المصباح الذي امامها قبَس من ذلك النور المتلألئ في ذلك الوجه المنير.....
فانساها حزنها على فقيدها واهتمت لامره .فلم تترك وسيلة من وسائل العلاج الاتوسلت بها اليه حتى استفاق .ونظر الى طبيبته الراكعة بجانب سريره نظرة الشكر والثناء. ثم صار يقص عليها تاريخه فعرفت منه مسقط راسه وانه فتى غريب في قومه لااب له ولاام ولازوجة ولاولد ....
فاطرقت ساعة تنازع نفسها ثم رفعت رأسها وامسكت بيده وقالت : انك قد ثكلت استاذك وانا ثكلت زوجي فاصبح همنا واحد .فهل لك ان تعينني واعينك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعد ؟.
وعرف الشاب بما في نفسها فابتسم في حزن ومضض وقال : كيف لي اسيدتي ان احظى بهذه الامنية العظيمة. وهذا المرض الذي يساورني ولايكاد يهدأ عني قد نغص علي عيشي .وقد انذرني الطبيب باقتراب اجلي ان لم تدركني رحمة الله .فاطلبي سعادتك عند غيري .فانت من بنات الحياة وانا من ابناء الموت.
قالت : انك ستعيش وسأعالجك ولو كان دواؤك حياتي .
قال : انا اعلم بدوائي واعلم بأني لااجد السبيل اليه.
قالت : ومادواؤك ؟ .
قال : حدثني طبيبي ان شفائي في أكل دماغ ميت ليومه .ومادام ذلك يعجزني فلا دواء ولاشفاء لي .
فارتعدت وشحب لونها واطرقت اطراقة طويلة لايعلم الاالله ماذا كانت تحدثها نفسها فيها ....ثم رفعت رأسها وقالت له : كن مطمئنا فدواؤك لايعجزني .
وامرته ان يعود الى راحته وسكونه .وخرجت من الغرفة متسللة .حتى وصلت غرفة سلاح زوجها فأخذت منها فأسا قاطعا. ثم مشت تختلس خطواتها اختلاسا حتى وصلت الى غرفة الميت. ففتحت الباب فصر صريرا مزعجا. فجمدت في مكانها رعبا وخوفا. ثم دارت بعينيها حولها فلم ترى يئا .فتقدمت لشأنها حتى دنت من السرير ورفعت الفأس لتضرب بها رأس زوجها .فلم تكد تهوي بها حتى رأت الميت فاتحا عينيه ينظر اليها .فسقطت الفأس من يدها وسمعت حركة وراءها فالتفتت. فرأت الضيف والخادمة واقفان يتضاحكان ففهمت كل شئ .
وهنا تقدم زوجها وقال لها : أليست المروحة في يد تلك المرأة اجمل من هذا الفاس في يديك ؟. أليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه افضل من التي تكسر دماغه قبل نعيه ؟
.فبهتت الزوجة وتسمرت مكانها ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها.
القصــــــــــــــــــــه منقـــــــــــوله