ابوعمر
01-18-2003, 09:15 PM
مشاهد من يوم القيامة
عبد الرحمن العشماوي
وقفت جميع مشاعري تتأمل *=* وفمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقظة *=* بل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى *=* إلا دخانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيولها *=* نحوي وباب الذهن عنها مقفل
أحسست أن إرادتي مسلوبة*=*وشعرت أن مخاوفـي تترهل
وشعرت أني في القيامة واقف *=* والناس في ساحاتها قد هرولوا
يسعون كالموج العنيف عيونهم *=* مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب *=* والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخرجت أثقالها وتأهبـت *=* للحشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثال الفراش تقاطروا *=* من كل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحولت من حولهم *=* عهنا وكل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حولي بما في نفسهم *=* لاه فلا معـط ولا متفضــل
كل الخلائق في صعيد واحـد *=* جمعت فسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بينهـم *=* هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بعضهـا *=* يقتص من بعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت *=* من بعضها نزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا *=* صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا *=* يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بعدما *=* نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية *=* إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى *=* حولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يندب حظـه *=* والدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون المألـه نفسـه *=* يسعى بغـير بصيرة ويولول
وهناك كسرى تـاه عند إيوانه *=* مترنـح فـي سـيره متملمـل
وهناك قيصر نفسـه مكسورة *=* وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل
وهنا ابو جهل يراجع نفسـه *=* عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل
يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا *=* غير الذي كنـا نقـول ونعمـل
هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن *=* فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل
سبحان ربك هؤلاء جميعهـم *=* كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كفروا بمن أعطاهــم *=* ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم *=* عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى *=* ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم *=* فاليوم ينظر في الأمور ويبطل
واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه *=* واليوم يشقى الفاسق المتحلل
واليوم يمتد الصراط فمسـرع *=* نحو النعيم وزاحف متمهل
ومحمل بالذنب زلـت رجلـه*=*فهوى ونار جهنم تستقبل
فأجلت طرفي ساعة فرأيت من *=* أمر القيامة مايروع ويذهل
هذا أب يسعى إلـيه وحيـده *=* وبمقلته ترقب وتـوسل
أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي *=* شيء يسير لايمض ويثقل
شيء من الحسنات ينقذني وقـد *=* خفت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتني فيما مضـى*=* بذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبيه عنه مـرددا *=* نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال يسأل نفسه *=* ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجموع حليلة *=* كانت تفضله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويدك زوجتي *=* فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الصبا *=* أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي منزل *=* ماكان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقد *=* خفت موازيني وفيك أؤمـل
قالت له والهـم يشعـل قلبهـا *=* لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا *=* نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال حتى لاح في *=* وسط الزحام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يركـض نحوهـا *=* جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحشائهـا وتحملـت *=* من أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا *=* فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الحسنات ينقذني وقد *=* خفت موازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمع يغلب صـبرها *=* نفسي أحق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا *=* لاتستريح له النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا *=* مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : *=* أهل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا *=* عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ماصدهم عن أكلـه بطلانـه *=* وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالـذي *=* يجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه *=* طوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي *=* من عنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العهود وعاش في *=* دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه *=* واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا *=* سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم *=* نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البائسـون أراهـم *=* هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كل مختـال لـه *=* فيما مضى كـبر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصر ناظري *=* رجل يساق الى الجحيم ويعتــل
ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا *=* حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشقي وهذه *=* تجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي *=* كانت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لناظـري *=* روض وأزهـار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربها *=* مسك بماء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجه مشـرق *=* كالشمس ساطعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة *=* للشاربـين وشربهـا لايثمـل
وبناؤها من فضـة من فوقهـا *=* ذهب وعند الله ماهو افضـل
أقـل من فيهـا نصيبا حظـه *=* أضعاف دنيانا وربـك يجـزل
رأيت فيها الساكنين ربوعهـا *=* نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
على الأرائك يجلسون حديثهم *=* مستبشرين بما رأوه وحصلـوا
يتذكرون حوادث الدنيا الـتي *=* صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا
طوبى لكم هذي منازلكم فمـا *=* خابـت مساعي من يجد ويعمل
أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي *=* وجه بدا وكأنما هـو مشعـل
وجه الرسول يشع نورا صادقـا *=* قد جاء في حلل السعادة يغفل
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا *=* نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي *=* نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا *=* مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نهر كأن الـدر يجـري بينـه *=* أو أنه النور الذي يتسلسـل
سبحـان ربك هاهنا حصل الذي *=* ماكان لولا فضل ربك يحصل
ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن *=* لاشيء يشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـى للخـلائـق كلهـا *=* فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلهجون بذكـره *=* والكون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا *=* أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا
وصحوت من حلمي ونفسي بالذي *=* شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل
وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي *=* لهوى .. مظاهر نشوة لا تكمـل
وعلمت ان الله يمهـل عبــده *=* عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة *=* تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها *=* عذبـا ويشدوا في رباها البلبل
عبد الرحمن العشماوي
وقفت جميع مشاعري تتأمل *=* وفمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقظة *=* بل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى *=* إلا دخانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيولها *=* نحوي وباب الذهن عنها مقفل
أحسست أن إرادتي مسلوبة*=*وشعرت أن مخاوفـي تترهل
وشعرت أني في القيامة واقف *=* والناس في ساحاتها قد هرولوا
يسعون كالموج العنيف عيونهم *=* مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب *=* والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخرجت أثقالها وتأهبـت *=* للحشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثال الفراش تقاطروا *=* من كل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحولت من حولهم *=* عهنا وكل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حولي بما في نفسهم *=* لاه فلا معـط ولا متفضــل
كل الخلائق في صعيد واحـد *=* جمعت فسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بينهـم *=* هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بعضهـا *=* يقتص من بعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت *=* من بعضها نزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا *=* صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا *=* يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بعدما *=* نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية *=* إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى *=* حولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يندب حظـه *=* والدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون المألـه نفسـه *=* يسعى بغـير بصيرة ويولول
وهناك كسرى تـاه عند إيوانه *=* مترنـح فـي سـيره متملمـل
وهناك قيصر نفسـه مكسورة *=* وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل
وهنا ابو جهل يراجع نفسـه *=* عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل
يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا *=* غير الذي كنـا نقـول ونعمـل
هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن *=* فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل
سبحان ربك هؤلاء جميعهـم *=* كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كفروا بمن أعطاهــم *=* ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم *=* عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى *=* ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم *=* فاليوم ينظر في الأمور ويبطل
واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه *=* واليوم يشقى الفاسق المتحلل
واليوم يمتد الصراط فمسـرع *=* نحو النعيم وزاحف متمهل
ومحمل بالذنب زلـت رجلـه*=*فهوى ونار جهنم تستقبل
فأجلت طرفي ساعة فرأيت من *=* أمر القيامة مايروع ويذهل
هذا أب يسعى إلـيه وحيـده *=* وبمقلته ترقب وتـوسل
أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي *=* شيء يسير لايمض ويثقل
شيء من الحسنات ينقذني وقـد *=* خفت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتني فيما مضـى*=* بذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبيه عنه مـرددا *=* نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال يسأل نفسه *=* ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجموع حليلة *=* كانت تفضله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويدك زوجتي *=* فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الصبا *=* أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي منزل *=* ماكان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقد *=* خفت موازيني وفيك أؤمـل
قالت له والهـم يشعـل قلبهـا *=* لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا *=* نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال حتى لاح في *=* وسط الزحام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يركـض نحوهـا *=* جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحشائهـا وتحملـت *=* من أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا *=* فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الحسنات ينقذني وقد *=* خفت موازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمع يغلب صـبرها *=* نفسي أحق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا *=* لاتستريح له النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا *=* مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : *=* أهل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا *=* عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ماصدهم عن أكلـه بطلانـه *=* وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالـذي *=* يجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه *=* طوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي *=* من عنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العهود وعاش في *=* دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه *=* واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا *=* سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم *=* نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البائسـون أراهـم *=* هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كل مختـال لـه *=* فيما مضى كـبر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصر ناظري *=* رجل يساق الى الجحيم ويعتــل
ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا *=* حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشقي وهذه *=* تجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي *=* كانت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لناظـري *=* روض وأزهـار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربها *=* مسك بماء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجه مشـرق *=* كالشمس ساطعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة *=* للشاربـين وشربهـا لايثمـل
وبناؤها من فضـة من فوقهـا *=* ذهب وعند الله ماهو افضـل
أقـل من فيهـا نصيبا حظـه *=* أضعاف دنيانا وربـك يجـزل
رأيت فيها الساكنين ربوعهـا *=* نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
على الأرائك يجلسون حديثهم *=* مستبشرين بما رأوه وحصلـوا
يتذكرون حوادث الدنيا الـتي *=* صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا
طوبى لكم هذي منازلكم فمـا *=* خابـت مساعي من يجد ويعمل
أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي *=* وجه بدا وكأنما هـو مشعـل
وجه الرسول يشع نورا صادقـا *=* قد جاء في حلل السعادة يغفل
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا *=* نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي *=* نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا *=* مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نهر كأن الـدر يجـري بينـه *=* أو أنه النور الذي يتسلسـل
سبحـان ربك هاهنا حصل الذي *=* ماكان لولا فضل ربك يحصل
ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن *=* لاشيء يشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـى للخـلائـق كلهـا *=* فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلهجون بذكـره *=* والكون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا *=* أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا
وصحوت من حلمي ونفسي بالذي *=* شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل
وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي *=* لهوى .. مظاهر نشوة لا تكمـل
وعلمت ان الله يمهـل عبــده *=* عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة *=* تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها *=* عذبـا ويشدوا في رباها البلبل