أبوفارس
09-25-2005, 01:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مَـــــــــنْ يُـــنْـــصِـــفُ الأُنْـــــثَـــــى؟
(نــــــــــداءٌ مِــــــــــنْ امــــــــــرأةٍ)
سَلَبَ الرِّجِالُ سَعَادتِـي وصَفَائِـي *** وتَلاعَبُـوا بأنوثَتِـي وحَيَائِـي
رَكبُوا بي السُّفُنَ التي ما أبحـرتْ *** إلاَّ علـى مَـوجٍ مِـنْ الأَهـواءِ
حتى إذا لَعِبَ المُحِيطُ بها رَمُوا *** للحـوتِ مَعنـى عِزّتِـي وإِبَائِـي
سَرَقَ الرِّجِالُ المدَّعُـونَ حَقَائِبِـي *** لَمَّـا رَكبـتُ سَفِينـةَ الإغـواءِِ
لا تَسْألُونِي كيف صِرْتُ غَرِيبـةً *** لَمَّـا بلَغـتُ شَوَاطِـئَ الغُرَبَـاءِ
لمَّا دَعَونِي للنـزولِ، يَلِفُّنـي *** خَوفِـي، وتَلْطمُنِـي يَـدُ الظَّلْمَـاءِ
ضَرَبوا بِيَ الأرضَ الوَبِيءَ تُرَابُها *** واستَنْزَلُونِي من شمُوخِ سَمَائِـي
في حِينَها أَبْصَرْتُ وَجْهَ تَعَاسَتِـي *** وَيَـداً مدنَّسـةً تُزِيـحُ غِطَائِـي
وسَمِعتُ في الآفَاقِ جَلْجَلَةَ الأَسَى *** وصَدَى نُعَـابٍ مُزْعـجٍ وعُـواء
(هيَّا انْزِلِي)، مَا أَغْرَبَ الصَّوتَ الذي *** مَلأ المَسَامِعَ مِنْه شَرُّ نِـدَاءِ
مَاذَا أرَى؟ ذئبُ اَلتَِّحَامُلِ مُقْبِلٌ *** نحْوِي، وثُعْبَـانُ الخِـدَاعِ وَرَائِـي
أينَ الدُّعاةُ إلى حقوقِي، مَا بِهم *** لمْ يَظْهَرُوا في الليلةِ اللَّيْـلاءِ؟!
أين الذين بَنوا قصُورَ وُعُودِهم *** بتَطوُّرِي، وتَحرُّرِي، وهنائـي؟!
كَيفَ اخْتَفُوا، وهمْ الذينَ استَثْمَرُوا *** بشِمُوعِهم، حبِّي لِكلِّ ضِيَاءِ؟!
أين الدِّعَاياتُ التي سَلَبُوا بِهَا *** عَقْلِي، ونَالُوا طاعَتِي وَوَلائِـي؟!
أَيَنَ الذينَ تَمَسَّحُوا بِبَراءَتِي *** حَتَـى مَنَحْـتُ حَدِيثَهـم إصْغَائِـي؟!
أوَما دَعُونِي لِلتَّحَرُّرِ جَهْـرَةً *** حَتَـى أَكُـونَ رَفِيقَـةَ العُظَمَـاءِ؟!
يَا وَيْلَهم، كَيفَ اسْتَحَالَ حَنَانُهم *** عُنْفاً، يُخَاطِبُنِي بِكُـلِّ جَفَـاءِ؟!
مَا بَالُ أَعْينِهم غَدَتْ مَسْكُونةً *** بِهَوى النِّفوسِ وشَهْـوةٍ رَعْنـاءِ؟!
مِنْ نُطْفةِ الحَجَرِ الأَصَمِّ تَخَلَّقُوا *** فَقلُوبُهـم كالصَّخْـرَةِ الصَّمَّـاءِ
خَدَعوا الأنوثَةَ حينَما رَفَعُوا لَهَـا *** عَلَمـاً مـن الحرَّيـةِ الشَّوْهـاءِ
كَسَروا قِوَامـةَ أَهْلِنـا وتسلَّطُـوا *** بقوامـةِ التَّضْلِيـلِ والإِلْهـاءِ
أَفْتَوا، وهَلْ يُفْتِي الذي لَمْ يَدْخِرْ *** عِلْماً بِنَهْـجِ الشِّرْعـةِ الغَـرَّاءِ
وكأنَّما طَلَبُ العلومِ معلَّـقٌ *** بِسِفُـورِ وَجْهِـي وانْحِسَـارِ رِدَائِـي!
كَذَبُوا عَلَيَّ بِمَا ادَّعُوه، وإِنَّمَا *** أَوْرَوا بما جَلَبُـوه زَنْـدَ شَقَائِـي
هم أَشْهرونِي في الوَسَائِل كلِّهَا *** حَتَـى عَشِقـتُ تَوَهُّـجَ الأَضْـوَاءِ
وأُصَبْتُ بالدَّاءِ العُضَالِ، وإنَّما *** داءُ انحـرافِ الطَّبْـعِ أَسْـوأُدَاءِ
فتبرَّأتْ مِني ثِيابُ مُروءَتِي *** واستَفْظَعَتْ وَحْـلَ الطَّرِيـقِ حِذَائِـي
إنّي أقولُ، وقَدْ رَفَعْتُ غِشَاوَتِي *** ونَجَوتُ من دَوَّامـةِ استِرْخَائِـي!
مَا أكذبَ الدَّعْوى التي لا تَنْطَوي *** إلاَّ عَلَى لُغةِ الهَوى الجَوْفـاءِ!
حرَّيةُ القَومِ اختلاطٌ مَاجِنٌ *** فـي دَارِ عَارِضـةٍِ، وحَفْـلِ غِنَـاءِ
مَنْ يُبْلغُ الفَتَياتِ عَنِي صَرْخةً *** ممزوجـةً بتـودُّدي ورَجَائـي؟؟
لا تَنخدعْنَ بمَن يَلُـوكُ لِسَانَـه *** كِذَبَـاً، ويَرفـعُ رايـةَ السُّفهـاءِ
رافقتُهم زَمَنَ الضَّياعِ فلـمْ أجـدْ *** إلاَّ خِـداعَ رِجَالِهـم لنِسـاءِ
يا ليتَ شِعْري، من يُواجهُ كَيْدَهُم *** ويصدُّ جَيشَ الغَارةِ الهَوْجَـاء
مَنْ يُنْصِفُ الأنْثَى من الدَّاعي إلى *** طُرْقِ الضَّياعِ ومَنْهجِ الغَوْغَـاءِ؟
مَن يُنْصِف الأنثَى من الرَّجل الذي *** يَقْتَاتُ من بَيعٍ لَهـا وشِـرَاءِ؟
يا بنتَ إسلامِ الشمُوخِ خُذي المَدى *** فَرَساً يُطوَّع قَسْـوَةَ البيَـدْاءِ
يَشْدُو بألحَانِ الصَّهيل فيَنْتَشِـي *** قَلْـبُ الإبـاءِ ومُهْجَـةُ العَلْيَـاءِ
قولِي لعشَّاقِ السَّرابِ ومَنْ حَـذَا *** حَـذْوَ الغُـرَابِ مقلَّـدِ الوَرْقَـاءِ:
بِبَصِِيرَتِي شاهَدْتُ فَجرَ حَقيقتِي *** إن الحقيقـةَ فَـوْقَ كـلِّ خَفَـاءِ
طِيرُوا كَمَا شِئتُم، فَلا طَيَرَانُكم *** يُغْـرِي، ولا أجْواؤُكـم أجْوَائِـي
بيني وبين كِتَابِ رَبِّـي دَوْحـةٌ *** تُسقَـى مَنابتُهـا بأطهـرِ مَـاءِ
عِلْمِي وإيْمَانِي يُضِيئان الدُّجَى *** ويكمَّـلانِ مَـع الحَيَـاءِ بِنَائِـي
أمْضِي، وفي ذِهنِي يَقينُ خَدِيجةٍ *** وإِبَاؤهَا، وعَزِيمـةُ الخَنْسَـاءِ 0
مَنْ يُنْصِفُ الأُنْثَى؟ (نداءٌ مِنْ امرأةٍ) د.عبدالرحمن العشماوي
الــريـــاض - يــــــوم الـخـمــيــس 3\5\1426هـ
مَـــــــــنْ يُـــنْـــصِـــفُ الأُنْـــــثَـــــى؟
(نــــــــــداءٌ مِــــــــــنْ امــــــــــرأةٍ)
سَلَبَ الرِّجِالُ سَعَادتِـي وصَفَائِـي *** وتَلاعَبُـوا بأنوثَتِـي وحَيَائِـي
رَكبُوا بي السُّفُنَ التي ما أبحـرتْ *** إلاَّ علـى مَـوجٍ مِـنْ الأَهـواءِ
حتى إذا لَعِبَ المُحِيطُ بها رَمُوا *** للحـوتِ مَعنـى عِزّتِـي وإِبَائِـي
سَرَقَ الرِّجِالُ المدَّعُـونَ حَقَائِبِـي *** لَمَّـا رَكبـتُ سَفِينـةَ الإغـواءِِ
لا تَسْألُونِي كيف صِرْتُ غَرِيبـةً *** لَمَّـا بلَغـتُ شَوَاطِـئَ الغُرَبَـاءِ
لمَّا دَعَونِي للنـزولِ، يَلِفُّنـي *** خَوفِـي، وتَلْطمُنِـي يَـدُ الظَّلْمَـاءِ
ضَرَبوا بِيَ الأرضَ الوَبِيءَ تُرَابُها *** واستَنْزَلُونِي من شمُوخِ سَمَائِـي
في حِينَها أَبْصَرْتُ وَجْهَ تَعَاسَتِـي *** وَيَـداً مدنَّسـةً تُزِيـحُ غِطَائِـي
وسَمِعتُ في الآفَاقِ جَلْجَلَةَ الأَسَى *** وصَدَى نُعَـابٍ مُزْعـجٍ وعُـواء
(هيَّا انْزِلِي)، مَا أَغْرَبَ الصَّوتَ الذي *** مَلأ المَسَامِعَ مِنْه شَرُّ نِـدَاءِ
مَاذَا أرَى؟ ذئبُ اَلتَِّحَامُلِ مُقْبِلٌ *** نحْوِي، وثُعْبَـانُ الخِـدَاعِ وَرَائِـي
أينَ الدُّعاةُ إلى حقوقِي، مَا بِهم *** لمْ يَظْهَرُوا في الليلةِ اللَّيْـلاءِ؟!
أين الذين بَنوا قصُورَ وُعُودِهم *** بتَطوُّرِي، وتَحرُّرِي، وهنائـي؟!
كَيفَ اخْتَفُوا، وهمْ الذينَ استَثْمَرُوا *** بشِمُوعِهم، حبِّي لِكلِّ ضِيَاءِ؟!
أين الدِّعَاياتُ التي سَلَبُوا بِهَا *** عَقْلِي، ونَالُوا طاعَتِي وَوَلائِـي؟!
أَيَنَ الذينَ تَمَسَّحُوا بِبَراءَتِي *** حَتَـى مَنَحْـتُ حَدِيثَهـم إصْغَائِـي؟!
أوَما دَعُونِي لِلتَّحَرُّرِ جَهْـرَةً *** حَتَـى أَكُـونَ رَفِيقَـةَ العُظَمَـاءِ؟!
يَا وَيْلَهم، كَيفَ اسْتَحَالَ حَنَانُهم *** عُنْفاً، يُخَاطِبُنِي بِكُـلِّ جَفَـاءِ؟!
مَا بَالُ أَعْينِهم غَدَتْ مَسْكُونةً *** بِهَوى النِّفوسِ وشَهْـوةٍ رَعْنـاءِ؟!
مِنْ نُطْفةِ الحَجَرِ الأَصَمِّ تَخَلَّقُوا *** فَقلُوبُهـم كالصَّخْـرَةِ الصَّمَّـاءِ
خَدَعوا الأنوثَةَ حينَما رَفَعُوا لَهَـا *** عَلَمـاً مـن الحرَّيـةِ الشَّوْهـاءِ
كَسَروا قِوَامـةَ أَهْلِنـا وتسلَّطُـوا *** بقوامـةِ التَّضْلِيـلِ والإِلْهـاءِ
أَفْتَوا، وهَلْ يُفْتِي الذي لَمْ يَدْخِرْ *** عِلْماً بِنَهْـجِ الشِّرْعـةِ الغَـرَّاءِ
وكأنَّما طَلَبُ العلومِ معلَّـقٌ *** بِسِفُـورِ وَجْهِـي وانْحِسَـارِ رِدَائِـي!
كَذَبُوا عَلَيَّ بِمَا ادَّعُوه، وإِنَّمَا *** أَوْرَوا بما جَلَبُـوه زَنْـدَ شَقَائِـي
هم أَشْهرونِي في الوَسَائِل كلِّهَا *** حَتَـى عَشِقـتُ تَوَهُّـجَ الأَضْـوَاءِ
وأُصَبْتُ بالدَّاءِ العُضَالِ، وإنَّما *** داءُ انحـرافِ الطَّبْـعِ أَسْـوأُدَاءِ
فتبرَّأتْ مِني ثِيابُ مُروءَتِي *** واستَفْظَعَتْ وَحْـلَ الطَّرِيـقِ حِذَائِـي
إنّي أقولُ، وقَدْ رَفَعْتُ غِشَاوَتِي *** ونَجَوتُ من دَوَّامـةِ استِرْخَائِـي!
مَا أكذبَ الدَّعْوى التي لا تَنْطَوي *** إلاَّ عَلَى لُغةِ الهَوى الجَوْفـاءِ!
حرَّيةُ القَومِ اختلاطٌ مَاجِنٌ *** فـي دَارِ عَارِضـةٍِ، وحَفْـلِ غِنَـاءِ
مَنْ يُبْلغُ الفَتَياتِ عَنِي صَرْخةً *** ممزوجـةً بتـودُّدي ورَجَائـي؟؟
لا تَنخدعْنَ بمَن يَلُـوكُ لِسَانَـه *** كِذَبَـاً، ويَرفـعُ رايـةَ السُّفهـاءِ
رافقتُهم زَمَنَ الضَّياعِ فلـمْ أجـدْ *** إلاَّ خِـداعَ رِجَالِهـم لنِسـاءِ
يا ليتَ شِعْري، من يُواجهُ كَيْدَهُم *** ويصدُّ جَيشَ الغَارةِ الهَوْجَـاء
مَنْ يُنْصِفُ الأنْثَى من الدَّاعي إلى *** طُرْقِ الضَّياعِ ومَنْهجِ الغَوْغَـاءِ؟
مَن يُنْصِف الأنثَى من الرَّجل الذي *** يَقْتَاتُ من بَيعٍ لَهـا وشِـرَاءِ؟
يا بنتَ إسلامِ الشمُوخِ خُذي المَدى *** فَرَساً يُطوَّع قَسْـوَةَ البيَـدْاءِ
يَشْدُو بألحَانِ الصَّهيل فيَنْتَشِـي *** قَلْـبُ الإبـاءِ ومُهْجَـةُ العَلْيَـاءِ
قولِي لعشَّاقِ السَّرابِ ومَنْ حَـذَا *** حَـذْوَ الغُـرَابِ مقلَّـدِ الوَرْقَـاءِ:
بِبَصِِيرَتِي شاهَدْتُ فَجرَ حَقيقتِي *** إن الحقيقـةَ فَـوْقَ كـلِّ خَفَـاءِ
طِيرُوا كَمَا شِئتُم، فَلا طَيَرَانُكم *** يُغْـرِي، ولا أجْواؤُكـم أجْوَائِـي
بيني وبين كِتَابِ رَبِّـي دَوْحـةٌ *** تُسقَـى مَنابتُهـا بأطهـرِ مَـاءِ
عِلْمِي وإيْمَانِي يُضِيئان الدُّجَى *** ويكمَّـلانِ مَـع الحَيَـاءِ بِنَائِـي
أمْضِي، وفي ذِهنِي يَقينُ خَدِيجةٍ *** وإِبَاؤهَا، وعَزِيمـةُ الخَنْسَـاءِ 0
مَنْ يُنْصِفُ الأُنْثَى؟ (نداءٌ مِنْ امرأةٍ) د.عبدالرحمن العشماوي
الــريـــاض - يــــــوم الـخـمــيــس 3\5\1426هـ