الأميره شهرزاد
07-06-2005, 12:12 PM
"نعم.. يحدث أن أضربها.. إنه أمر عادي يحصل في كل البيوت". كانت عبارته واضحة لا لبس فيها، ولا إنكار، ولا استنكار، ولا محاولة لتمويه الواقع أو التظاهر بغيره. وقد احترمت فيه تلك الشجاعة، لكني صُعقت من وصفه عملية ضرب الزوجة، أم الأولاد، بأنها "أمر عادي". كنا مجموعة رجال في جلسة هادئة،
ولا أدري كيف انفتحت هذه السيرة، فإذا بي أنسى أنني بين صحبي ورفاق مسيرتي، وإذا بالصحافي الساكن تحت جلدي يستيقظ من مكمنه، على الرغم من أننا كنا خارج أوقات العمل في الصحيفة. طرحت عليهم سؤلاً واحداً،
وطلبت من كل واحد منهم أن يجيبني على حدة. وكانت النتيجة أن خمسة من ستة اعترفوا بأنهم ضربوا امرأة، سواء أكانت الزوجة أم غيرها، على الأقل مرة واحدة. ولن أقول إن النتيجة أصابتني بالمفاجأة، فأنا أعتبر العلاقة بين الجنسين قارة شاسعة، من التعاطف والود والحنان، وأيضاً من الصراع والغيرة والتسلُّط وحُب الامتلاك.
وفي قارة من هذه، حميمة ومتناقضة، فإن كل الضربات ممكنة، فوق الحزام وتحت الحزام. قال أحدهم إن الرجل لا يضرب المرأة إلاّ إذا استفزته استفزازاً قوياً، جعله يفقد صوابه ويرفع كفّه عليها. وسرعان ما أيده الآخرون وقالوا إن المرأة هي السبب في اعتداء زوجها عليها، خصوصاً إذا كانت نكدية ولا تتقن فنون المسايرة والطاعة.
ولما قلت لهم إن هناك أزواجاً نكديين، ورجالاً يرتكبون كل ما من شأنه أن يثير أعصاب الزوجة، فلماذا لا ترفع المرأة يدها على الرجل؟ ردوا باستنكار واستهزاء، أنهم يقطعون تلك اليد. هي، إذن، علاقات قوة، وشيء أشبه بشريعة الغاب، حيث البقاء للأقوى. أنت قوي، إذن أنت قادر على ضربي لأنني الأضعف. أو أنا أقوى منك،
إذن يحق لي أن أضربك ولا يحق لها ذلك، لأنني سأقطع لك يدك، وقد أُرسلك إلى بيت أبيك وأحلف عليك يمين الطلاق. صديقي الذي تعامل مع قضية الضرب وكأنها هواية رياضية عادية، أضاف أن النساء يحببن ذلك، وقال إن زوجته تعتبر ضربه لها نوعاً من الغيرة عليها، ودليلاً على المحبة والتعلق. قال أيضاً إن هناك نساء لا ينمن قريرات العين إلاّ بعد علقة ساخنة. أخاف من هكذا منطق ومن هكذا تعاميم. لأن تحويل الضرب إلى مجرد مشاكسات عاطفية، هو أشبه بتزويق حقيقة مؤلمة تتسبب في كسور وجروح ورضوض، بل عاهات مستديمة، لملايين النساء في العالم. وهناك من تفقد حياتها بين يدي رجل عنيف يوجه قبضته بشكل عشوائي، أو يرمي بالقنينة في وجه الزوجة، أو يركل الأطفال الرضع وكأنهم كرة قدم. العنف ليس مُزحة. هذا ما حاولت أن أقوله لأصدقائي، لكنني كنت مربوط اللسان، وكان هناك سكين يخزني في خاصرتي.
فأنا نفسي ضربتها في لحظة غضب أعمى، ولـمّا أفقت بعد ثوانٍ دخلت الحمّام وأقفلت الباب على نفسي وبكيت. بكيتُ ولم تبكِ هي. لأنها جلست منهارة على الأرض كمن أصابتها هزة أرضية في داخل شرايينها.
كانت لا تصدق ما بدر مني، ولا ما تعرضت له. هل يتمخض كل ذلك الحب الأسطوري ويلد عنفاً؟ بهدوء، وبعينين نصف مغمضتين، رويت لرفاقي تلك الحادثة. لقد استغرقتنا حمى الاعتراف، فكشفنا أسراراً لا يجوز أن تخرج إلى ما وراء جدران المخادع والبيوت. لكننا كنا في جلسة استثنائية نعرف أنها لم تحصل من قبلُ ولن تتكرر في ما بعد. وقد ذُهل أصدقائي من كلامي، لأنهم كانوا يتصورون أن رجلاً مثلي، يحترم المرأة، لا يمكنه أن يضربها ولا بوردة. الوحيد بيننا، "البريء" من التهمة كان رفيقنا الذي لم يتزوج. لكنه قال بأسى إنه طالما بكى بصمت، وهو طفل، عندما كان يرى أباه يضرب أمه. ثم أضاف:"مع هذا، فلا أظن أن رجلاً أحب امرأة واحترمها ودللها، كما فعل أبي مع والدتي.
إن الضرب شيء خارج الإرادة". خارج الإرادة؟ لكنه ليس خارج هذا الوعي الذي لابد من هزّه وتثقيفه، لكي يُفهم أن العنف ضد النساء أمر مكروه،
وأن نبينا أوصى بالرفق بالقوارير.
.................................................. .......
احببت ان انقل هذا الموضوع لان الضرب يكاد يكون سائدافي كل حياه زوجيه في مجتمعنا وبسريه تخجل المرأه ان تصرح بها وللاسف الشديد
اظن ان اغلب الازواج قد ضرب زوجته ولو مره على الاقل بأي حجه من الحجج وبرغم تسامح المرأه الااني اجزم ان هذا الموقف سيبقى كسر في قلبها وشخصيتها للابد
طبعا هناك قله قليله من الازواج المثاليين الذين لايتبعون هذا المنهج الخاطيء فالمرأه تحترم الرجل الذي يحترمها وتتحول الى ثائره متمرده او متبلده بارده عندما تمس كرامتها هكذا
فما التفسير ياترى!!!
هل هي نظره دونيه للمرأه والاعتقاد بان الضرب وسيلة تأديب مثلا!!
ام لان الرجل يفقد اعصابه ويستعرض عضلاته وينسى الفارق الجسدي والعاطفي بينهما !!
ولا أدري كيف انفتحت هذه السيرة، فإذا بي أنسى أنني بين صحبي ورفاق مسيرتي، وإذا بالصحافي الساكن تحت جلدي يستيقظ من مكمنه، على الرغم من أننا كنا خارج أوقات العمل في الصحيفة. طرحت عليهم سؤلاً واحداً،
وطلبت من كل واحد منهم أن يجيبني على حدة. وكانت النتيجة أن خمسة من ستة اعترفوا بأنهم ضربوا امرأة، سواء أكانت الزوجة أم غيرها، على الأقل مرة واحدة. ولن أقول إن النتيجة أصابتني بالمفاجأة، فأنا أعتبر العلاقة بين الجنسين قارة شاسعة، من التعاطف والود والحنان، وأيضاً من الصراع والغيرة والتسلُّط وحُب الامتلاك.
وفي قارة من هذه، حميمة ومتناقضة، فإن كل الضربات ممكنة، فوق الحزام وتحت الحزام. قال أحدهم إن الرجل لا يضرب المرأة إلاّ إذا استفزته استفزازاً قوياً، جعله يفقد صوابه ويرفع كفّه عليها. وسرعان ما أيده الآخرون وقالوا إن المرأة هي السبب في اعتداء زوجها عليها، خصوصاً إذا كانت نكدية ولا تتقن فنون المسايرة والطاعة.
ولما قلت لهم إن هناك أزواجاً نكديين، ورجالاً يرتكبون كل ما من شأنه أن يثير أعصاب الزوجة، فلماذا لا ترفع المرأة يدها على الرجل؟ ردوا باستنكار واستهزاء، أنهم يقطعون تلك اليد. هي، إذن، علاقات قوة، وشيء أشبه بشريعة الغاب، حيث البقاء للأقوى. أنت قوي، إذن أنت قادر على ضربي لأنني الأضعف. أو أنا أقوى منك،
إذن يحق لي أن أضربك ولا يحق لها ذلك، لأنني سأقطع لك يدك، وقد أُرسلك إلى بيت أبيك وأحلف عليك يمين الطلاق. صديقي الذي تعامل مع قضية الضرب وكأنها هواية رياضية عادية، أضاف أن النساء يحببن ذلك، وقال إن زوجته تعتبر ضربه لها نوعاً من الغيرة عليها، ودليلاً على المحبة والتعلق. قال أيضاً إن هناك نساء لا ينمن قريرات العين إلاّ بعد علقة ساخنة. أخاف من هكذا منطق ومن هكذا تعاميم. لأن تحويل الضرب إلى مجرد مشاكسات عاطفية، هو أشبه بتزويق حقيقة مؤلمة تتسبب في كسور وجروح ورضوض، بل عاهات مستديمة، لملايين النساء في العالم. وهناك من تفقد حياتها بين يدي رجل عنيف يوجه قبضته بشكل عشوائي، أو يرمي بالقنينة في وجه الزوجة، أو يركل الأطفال الرضع وكأنهم كرة قدم. العنف ليس مُزحة. هذا ما حاولت أن أقوله لأصدقائي، لكنني كنت مربوط اللسان، وكان هناك سكين يخزني في خاصرتي.
فأنا نفسي ضربتها في لحظة غضب أعمى، ولـمّا أفقت بعد ثوانٍ دخلت الحمّام وأقفلت الباب على نفسي وبكيت. بكيتُ ولم تبكِ هي. لأنها جلست منهارة على الأرض كمن أصابتها هزة أرضية في داخل شرايينها.
كانت لا تصدق ما بدر مني، ولا ما تعرضت له. هل يتمخض كل ذلك الحب الأسطوري ويلد عنفاً؟ بهدوء، وبعينين نصف مغمضتين، رويت لرفاقي تلك الحادثة. لقد استغرقتنا حمى الاعتراف، فكشفنا أسراراً لا يجوز أن تخرج إلى ما وراء جدران المخادع والبيوت. لكننا كنا في جلسة استثنائية نعرف أنها لم تحصل من قبلُ ولن تتكرر في ما بعد. وقد ذُهل أصدقائي من كلامي، لأنهم كانوا يتصورون أن رجلاً مثلي، يحترم المرأة، لا يمكنه أن يضربها ولا بوردة. الوحيد بيننا، "البريء" من التهمة كان رفيقنا الذي لم يتزوج. لكنه قال بأسى إنه طالما بكى بصمت، وهو طفل، عندما كان يرى أباه يضرب أمه. ثم أضاف:"مع هذا، فلا أظن أن رجلاً أحب امرأة واحترمها ودللها، كما فعل أبي مع والدتي.
إن الضرب شيء خارج الإرادة". خارج الإرادة؟ لكنه ليس خارج هذا الوعي الذي لابد من هزّه وتثقيفه، لكي يُفهم أن العنف ضد النساء أمر مكروه،
وأن نبينا أوصى بالرفق بالقوارير.
.................................................. .......
احببت ان انقل هذا الموضوع لان الضرب يكاد يكون سائدافي كل حياه زوجيه في مجتمعنا وبسريه تخجل المرأه ان تصرح بها وللاسف الشديد
اظن ان اغلب الازواج قد ضرب زوجته ولو مره على الاقل بأي حجه من الحجج وبرغم تسامح المرأه الااني اجزم ان هذا الموقف سيبقى كسر في قلبها وشخصيتها للابد
طبعا هناك قله قليله من الازواج المثاليين الذين لايتبعون هذا المنهج الخاطيء فالمرأه تحترم الرجل الذي يحترمها وتتحول الى ثائره متمرده او متبلده بارده عندما تمس كرامتها هكذا
فما التفسير ياترى!!!
هل هي نظره دونيه للمرأه والاعتقاد بان الضرب وسيلة تأديب مثلا!!
ام لان الرجل يفقد اعصابه ويستعرض عضلاته وينسى الفارق الجسدي والعاطفي بينهما !!