جبل حرفه
05-28-2005, 12:13 AM
أبو دلامة
- أبو دلامة يهجو نفسه:
قال المدائنى:
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى والعباسي بن محمد ومحمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بنى هاشم.
فقال له: لئن لم تهج واحداً ممن في البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم، فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة: فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبـلــــغ إلـيـك أبـا دلامـة ***** فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لـبس الـعـمامـة كان قرداً ***** وخنـزيراً إذا نـزع العمامة
جـمعت دمامة وجمعت لؤماً ****** كـذاك اللـؤم تتـبعه الـدمامه
فإن تك قد أصـبت نعيم دنيا ****** فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
فضحك من حوله ولم يبق منهم أحد إلا كافئه.
====================
- جمع بين المصلحتين وتحمل الغرم :
ومن أخباره:
انه مرض ولده، فاستدعى طبيباً ليداويه وشرط له جعلاً معلوماً، فلما برئ قال له:والله ما عندنا شيء نعطيك، ولكن أدع على فلان اليهودي- وكان ذا مال كثير- بمقدار الجعل، وأنا و ولدى نشهد لك بذلك، فمضى الطبيب إلى القاضي بالكوفة – وكان يومئذ محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، – وحمل إليه اليهودي المذكور، وأدعى عليه بذلك المبلغ، فأنكر اليهودي المذكور، فقال: لي بينه، وخرج لإحضارها، فأحضر أبا دلامة وولده، فدخلا إلى المجلس، وخاف أبو دلامة أن يطالبه القاضي بالتزكية فأنشد في الدهليز قبل دخوله بحيث يسمع القاضي:
إنٍ الناس غطوني تغطيت عنهم ***** وإن بحثوا عنى ففيهم مباحث
وإن نـبـثـوا بئرى نـبثت بئارهم ***** ليعلم قـوم كـيـف تلك النبائث
ثم حضرا بين يدي القاضي وأديا الشهادة، فقال له : كلامك مسموع وشهادتك مقبولة، ثم غرم المبلغ من عنده وأطلق اليهودي، وما أمكنه أن يرد شهادتهما خوفاً من لسانه، فجمع بين المصلحتين وتحمل الغرم من ماله.
- أبو دلامة يهجو نفسه:
قال المدائنى:
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى والعباسي بن محمد ومحمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بنى هاشم.
فقال له: لئن لم تهج واحداً ممن في البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم، فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة: فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبـلــــغ إلـيـك أبـا دلامـة ***** فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لـبس الـعـمامـة كان قرداً ***** وخنـزيراً إذا نـزع العمامة
جـمعت دمامة وجمعت لؤماً ****** كـذاك اللـؤم تتـبعه الـدمامه
فإن تك قد أصـبت نعيم دنيا ****** فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
فضحك من حوله ولم يبق منهم أحد إلا كافئه.
====================
- جمع بين المصلحتين وتحمل الغرم :
ومن أخباره:
انه مرض ولده، فاستدعى طبيباً ليداويه وشرط له جعلاً معلوماً، فلما برئ قال له:والله ما عندنا شيء نعطيك، ولكن أدع على فلان اليهودي- وكان ذا مال كثير- بمقدار الجعل، وأنا و ولدى نشهد لك بذلك، فمضى الطبيب إلى القاضي بالكوفة – وكان يومئذ محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، – وحمل إليه اليهودي المذكور، وأدعى عليه بذلك المبلغ، فأنكر اليهودي المذكور، فقال: لي بينه، وخرج لإحضارها، فأحضر أبا دلامة وولده، فدخلا إلى المجلس، وخاف أبو دلامة أن يطالبه القاضي بالتزكية فأنشد في الدهليز قبل دخوله بحيث يسمع القاضي:
إنٍ الناس غطوني تغطيت عنهم ***** وإن بحثوا عنى ففيهم مباحث
وإن نـبـثـوا بئرى نـبثت بئارهم ***** ليعلم قـوم كـيـف تلك النبائث
ثم حضرا بين يدي القاضي وأديا الشهادة، فقال له : كلامك مسموع وشهادتك مقبولة، ثم غرم المبلغ من عنده وأطلق اليهودي، وما أمكنه أن يرد شهادتهما خوفاً من لسانه، فجمع بين المصلحتين وتحمل الغرم من ماله.