بقايا عاشق
05-24-2005, 01:11 PM
الحمد لله وحده وبعد ،،،
... في إحدى الليالي أرقت ( شهرزاد ) أي ( ماجاها النوم ) .. فأرسلت لشهريار رساله مشفره من جوالها .. أن يحضر حالا وسريعا ..
وكان نص الرساله المشفره لشهريار :
(( وينك يالأصيل .. ياللي مالك مثيل ))
ففهمها شهريار .. بأن عليه أن يحضر حالا وسريعا ..
فأسرع إلى شهرزاد .. وأستأذن بالدخول .. فأُذن له ..
وبعد أن قبـّل بلاط المرمر بين يديها .. رفع رأسه وقال :
أمر مولاتي ...
فقالت شهرزاد :
حدثني يا شهريار حديثا .. مـُسليا .. يريح أعصابي المتعبه .. ويرد روحي الهائمه .. ويدغدغ عواطفي النائمه ..
شهريار : أمر مولاتي ..
فقال شهريار مُـحـدِثا :
............. يقول أبا الأعلى المودودي في كتابه ( الحكومه الإسلاميه ) :
أن على الداعيه المسلم أن يكون ذو ثقافه عاليه .. ومطلع على الأحداث العالميه .. لكي نستطيع أن نبطل أسطورة ( فصل الدين عن الدوله ) ..
وأبا الأعلى المودودي مـُحق في قوله .. لأن العلمانيون يقولون تدليسا .. بأن العلمانيه .. ليست ضد الدين .. بل هي وسيله لإعطاء مزيدا من الحريه الدينيه لجميع الأديان .. وهي تحفظ حقوق الأكثريه والأقليه ...
وهذا قناع من أقنعة العلمانيون .. وهم بهذا .............. وقاطعته شهرزاد قائله :
الله يخرب بيتك يا شهريار .. غثيتني .. مانيب ناقصه سياسه ..
فهل هذا الحديث يرد الروح يا .. لوح ..
شهريار : أأسف وأعتذر لك ..
وش رايك .. بقصيده حداثيه .. من شعر النسوان أو الرجال ؟؟
شهرزاد : لا ..
طيب ..
قصيده غزليه .. أذكر فيها محاسنك : من قدك الأهيف .. لعيونك الشهلاء .. لبراطمك القرمزيه ..
شهرزاد : لا ...
أريد حديثا .. عن عامة الناس .. وخاصه الناس أللي تحت .. أي الفقرانين .. فقصصهم .. ( تهبل ) ..!!
أمر مولاتي ...
فقال شهريار :
.. كان يا مكان في هذا العصر والأوان صياد إسمه ( نعمان ) ..
يعيش في كوخ على سيف البحر هو وزوجته وأولاده ..
يصطاد من البحر .. ويبيع صيده في السوق .. ويشتري بثمنه طعاما ..وبالكاد يسد رمق عائلته ..
وفي يوم كان باردا .. إشترى بنصف ( دانق ) حطبا .. لكي يتدفى هو وعائلته من هذا البرد القارص .. فأوقد الحطب .. وأكل هو وعائلته الطعام الذي كان قليلا ..
فأولاده عندما شعروا بالدفأ ذهبوا في نوم عميق .. أما هو فإن الدفأ .. قد حفـّزه بنشاط غير طبيعي ..
وفي الصباح .. ناولته زوجته شبكة الصيد كالعاده وقالت له :
لا تنسى أن تشتري لنا حطبا .......
ولكنه قال :
الخبز قبل الحب أحيانا ...
فرمى شبكته في ذلك اليوم المشهود .. وأخرجها ووجد فيها سمكتان .. لم يرى نوعيتهما من قبل .. حجما ولونا .. فحمد الله وقال في نفسه .. هذا رزق من الله ساقه إلي .. لأطعم به عائلتي سمكا ..
وفي الكوخ .. شق السمكه .. وهاله ما رأى ...
وجد في بطن السمكه .. جوهره .. لها بريق يخطف الأبصار .. وشق بطن الثانيه ؟؟ فوجد جوهره أخرى ... فأغمي عليه ..
وبعد هنيهه .. صحى بعد أن رشته زوجته بالماء ...
وفي اليوم التالي .. أراد أن يخرج مبكرا لمقابلة التجار ليعرض عليهم الجوهرتان .. فقالت له زوجته :
هذه الجواهر لا يعرف قيمتها سوى الملوك .. وليس التجار .. فإن عرضتها على التجار فسيبخسونها .. لأنك صياد .. ولكن عليك بمقابلة الملك .. فهو ملك عادل يسوس رعيته بالعدل ..
ولا تأخذ معك سوى جوهره واحده .. لتعرضها على الملك .. وتقدمها هديه .. لأن الملوك .. لا يشترون .. ولكنهم كرماء يثمنون ما يـُهدى إليهم ..
وإن حصل في مقابلتك للملك .. وكان وزيره بجانبه .. الذي هو من البطانه الفاسده .. فسينصح الملك .. بأن يعطيك ثمنا قليلا للجوهره ..
فتكون بهذا قد وفرت الجوهره الثانيه .. لتبيعها بسعر أعلى فيما بعد ..
فقال نعمان لزوجته : شورك وهداية الله ..
أخذ نعمان الجوهره .. وذهب لقصر الملك ...
ومن حـُسن طالعه .. أن وزير الملك كان في مهمه خارج القصر .. كلفه بها الملك ..
وعـُـرضت الجوهره على الملك .. ونعمان ينتظر في الخارج ..
فأعجب الملك بالجوهره النادره .. وأمر لنعمان ب 10 آلاف دينار من دنانير الملك الذهبيه ..
ثم طلب نعمان .. لمقابلته .. وقال الملك له :
هذه الجوهره ثمينه جدا .. ولكن لهذه الجوهره ( توأم ) .. فإذا إكتملت بالجوهره الأخرى .. فلا تقدر بمال .. وسأدفع بها الكثير من المال ..
فقال نعمان للملك :
عندي أختها يا مولاي ...
فقال الملك : أحضرها لنا على عجل .. أيها المواطن العزيز ..
فقال نعمان للملك : امــر مولاي ...
فأحضر نعمان الجوهره التوأم .. فسُـر الملك سرورا عظيما ..
وأمر له بـ 50 ألف دينارا ذهبيا ...
... وتمر السنون .. على نعمان .. بعد هذا الثراء ...
فابتنى قصرا في عاصمة بلاده .. ودخل عالم ( البسبس ) .. وأتسعت أعماله .. مما حدى به أن يــُـعـِّين ( فادي ) اللبناني مديرا لأعماله .. وشفط فادي من الأموال .. ما تعجز عنه شفه ولسان .. ولكن من كثرة الثراء .. فلم يشعر نعمان بهذا الشفط من ... فادي .. لأنه إلتهى بزخارف هذه الدنيا الفانيه .. والعياذ بالله ..
فتخلى نعمان عن قريته .. أي قرية الصيادين زملائه .. ولم يقدم لهم يد العون .. ولا يذكر الناس أن له .. أي عمل خيري .. لا تبرع لجمعيات ولا حتى بناء مسجد .. بالرغم من ثرائه الفاحش ..
بل صك أم عياله بزوجه ثانيه .. وتبعها بثالثه .. وتنكر لزوجته التي كانت صابره راضيه قانعه .. بكفاف العيش معه ..
واليوم يا سيدتي شهرزاد .. فإن نعمان الذي كان صيادا على باب الله والذي أصبح ثريا .. لا يعجبه سوى أن ينسدح مصطافا على شواطئ .. الكورت دوزور .. ويتسلى بكازينو القمار في مونتي كارلو .. بلعب الروليت والبلاك جاك ..
أما ولده الكبير .. فأفسده الثراء ..
حيث وظــًّـف أمواله في خدمة فن ( الهشك بشك ) .. فيلتقط ( الصايعات ) مفردها ( صايعه ) ويموِّل إنتاج الفيديو ــ كليب .. لهن ..
وهنا .. أشارت له شهرزاد قائله :
حسبك يا شهريار ... كفى .. كفى ....
( إن الفقر .. لبعض الناس .. تراه أزين ... إلا من رحم ربي .. )
وبعدما أرسلتها شهرزاد حكمه ....
أدرك شهريار الصباح ..
ليكمل الكلام المباح .. في ليله من ليالي شهرزاد .. الملاح ..!!!
... في إحدى الليالي أرقت ( شهرزاد ) أي ( ماجاها النوم ) .. فأرسلت لشهريار رساله مشفره من جوالها .. أن يحضر حالا وسريعا ..
وكان نص الرساله المشفره لشهريار :
(( وينك يالأصيل .. ياللي مالك مثيل ))
ففهمها شهريار .. بأن عليه أن يحضر حالا وسريعا ..
فأسرع إلى شهرزاد .. وأستأذن بالدخول .. فأُذن له ..
وبعد أن قبـّل بلاط المرمر بين يديها .. رفع رأسه وقال :
أمر مولاتي ...
فقالت شهرزاد :
حدثني يا شهريار حديثا .. مـُسليا .. يريح أعصابي المتعبه .. ويرد روحي الهائمه .. ويدغدغ عواطفي النائمه ..
شهريار : أمر مولاتي ..
فقال شهريار مُـحـدِثا :
............. يقول أبا الأعلى المودودي في كتابه ( الحكومه الإسلاميه ) :
أن على الداعيه المسلم أن يكون ذو ثقافه عاليه .. ومطلع على الأحداث العالميه .. لكي نستطيع أن نبطل أسطورة ( فصل الدين عن الدوله ) ..
وأبا الأعلى المودودي مـُحق في قوله .. لأن العلمانيون يقولون تدليسا .. بأن العلمانيه .. ليست ضد الدين .. بل هي وسيله لإعطاء مزيدا من الحريه الدينيه لجميع الأديان .. وهي تحفظ حقوق الأكثريه والأقليه ...
وهذا قناع من أقنعة العلمانيون .. وهم بهذا .............. وقاطعته شهرزاد قائله :
الله يخرب بيتك يا شهريار .. غثيتني .. مانيب ناقصه سياسه ..
فهل هذا الحديث يرد الروح يا .. لوح ..
شهريار : أأسف وأعتذر لك ..
وش رايك .. بقصيده حداثيه .. من شعر النسوان أو الرجال ؟؟
شهرزاد : لا ..
طيب ..
قصيده غزليه .. أذكر فيها محاسنك : من قدك الأهيف .. لعيونك الشهلاء .. لبراطمك القرمزيه ..
شهرزاد : لا ...
أريد حديثا .. عن عامة الناس .. وخاصه الناس أللي تحت .. أي الفقرانين .. فقصصهم .. ( تهبل ) ..!!
أمر مولاتي ...
فقال شهريار :
.. كان يا مكان في هذا العصر والأوان صياد إسمه ( نعمان ) ..
يعيش في كوخ على سيف البحر هو وزوجته وأولاده ..
يصطاد من البحر .. ويبيع صيده في السوق .. ويشتري بثمنه طعاما ..وبالكاد يسد رمق عائلته ..
وفي يوم كان باردا .. إشترى بنصف ( دانق ) حطبا .. لكي يتدفى هو وعائلته من هذا البرد القارص .. فأوقد الحطب .. وأكل هو وعائلته الطعام الذي كان قليلا ..
فأولاده عندما شعروا بالدفأ ذهبوا في نوم عميق .. أما هو فإن الدفأ .. قد حفـّزه بنشاط غير طبيعي ..
وفي الصباح .. ناولته زوجته شبكة الصيد كالعاده وقالت له :
لا تنسى أن تشتري لنا حطبا .......
ولكنه قال :
الخبز قبل الحب أحيانا ...
فرمى شبكته في ذلك اليوم المشهود .. وأخرجها ووجد فيها سمكتان .. لم يرى نوعيتهما من قبل .. حجما ولونا .. فحمد الله وقال في نفسه .. هذا رزق من الله ساقه إلي .. لأطعم به عائلتي سمكا ..
وفي الكوخ .. شق السمكه .. وهاله ما رأى ...
وجد في بطن السمكه .. جوهره .. لها بريق يخطف الأبصار .. وشق بطن الثانيه ؟؟ فوجد جوهره أخرى ... فأغمي عليه ..
وبعد هنيهه .. صحى بعد أن رشته زوجته بالماء ...
وفي اليوم التالي .. أراد أن يخرج مبكرا لمقابلة التجار ليعرض عليهم الجوهرتان .. فقالت له زوجته :
هذه الجواهر لا يعرف قيمتها سوى الملوك .. وليس التجار .. فإن عرضتها على التجار فسيبخسونها .. لأنك صياد .. ولكن عليك بمقابلة الملك .. فهو ملك عادل يسوس رعيته بالعدل ..
ولا تأخذ معك سوى جوهره واحده .. لتعرضها على الملك .. وتقدمها هديه .. لأن الملوك .. لا يشترون .. ولكنهم كرماء يثمنون ما يـُهدى إليهم ..
وإن حصل في مقابلتك للملك .. وكان وزيره بجانبه .. الذي هو من البطانه الفاسده .. فسينصح الملك .. بأن يعطيك ثمنا قليلا للجوهره ..
فتكون بهذا قد وفرت الجوهره الثانيه .. لتبيعها بسعر أعلى فيما بعد ..
فقال نعمان لزوجته : شورك وهداية الله ..
أخذ نعمان الجوهره .. وذهب لقصر الملك ...
ومن حـُسن طالعه .. أن وزير الملك كان في مهمه خارج القصر .. كلفه بها الملك ..
وعـُـرضت الجوهره على الملك .. ونعمان ينتظر في الخارج ..
فأعجب الملك بالجوهره النادره .. وأمر لنعمان ب 10 آلاف دينار من دنانير الملك الذهبيه ..
ثم طلب نعمان .. لمقابلته .. وقال الملك له :
هذه الجوهره ثمينه جدا .. ولكن لهذه الجوهره ( توأم ) .. فإذا إكتملت بالجوهره الأخرى .. فلا تقدر بمال .. وسأدفع بها الكثير من المال ..
فقال نعمان للملك :
عندي أختها يا مولاي ...
فقال الملك : أحضرها لنا على عجل .. أيها المواطن العزيز ..
فقال نعمان للملك : امــر مولاي ...
فأحضر نعمان الجوهره التوأم .. فسُـر الملك سرورا عظيما ..
وأمر له بـ 50 ألف دينارا ذهبيا ...
... وتمر السنون .. على نعمان .. بعد هذا الثراء ...
فابتنى قصرا في عاصمة بلاده .. ودخل عالم ( البسبس ) .. وأتسعت أعماله .. مما حدى به أن يــُـعـِّين ( فادي ) اللبناني مديرا لأعماله .. وشفط فادي من الأموال .. ما تعجز عنه شفه ولسان .. ولكن من كثرة الثراء .. فلم يشعر نعمان بهذا الشفط من ... فادي .. لأنه إلتهى بزخارف هذه الدنيا الفانيه .. والعياذ بالله ..
فتخلى نعمان عن قريته .. أي قرية الصيادين زملائه .. ولم يقدم لهم يد العون .. ولا يذكر الناس أن له .. أي عمل خيري .. لا تبرع لجمعيات ولا حتى بناء مسجد .. بالرغم من ثرائه الفاحش ..
بل صك أم عياله بزوجه ثانيه .. وتبعها بثالثه .. وتنكر لزوجته التي كانت صابره راضيه قانعه .. بكفاف العيش معه ..
واليوم يا سيدتي شهرزاد .. فإن نعمان الذي كان صيادا على باب الله والذي أصبح ثريا .. لا يعجبه سوى أن ينسدح مصطافا على شواطئ .. الكورت دوزور .. ويتسلى بكازينو القمار في مونتي كارلو .. بلعب الروليت والبلاك جاك ..
أما ولده الكبير .. فأفسده الثراء ..
حيث وظــًّـف أمواله في خدمة فن ( الهشك بشك ) .. فيلتقط ( الصايعات ) مفردها ( صايعه ) ويموِّل إنتاج الفيديو ــ كليب .. لهن ..
وهنا .. أشارت له شهرزاد قائله :
حسبك يا شهريار ... كفى .. كفى ....
( إن الفقر .. لبعض الناس .. تراه أزين ... إلا من رحم ربي .. )
وبعدما أرسلتها شهرزاد حكمه ....
أدرك شهريار الصباح ..
ليكمل الكلام المباح .. في ليله من ليالي شهرزاد .. الملاح ..!!!