المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنـون الـورد


المتأمل
03-29-2005, 09:17 PM
وَرْدٌ
يَتَزَيَّـنُ لِلسَّوْسَنَـةِ
وَيُزَيِّنُهَـا،
يَنْثُـرُ بَيْـنَ يَدَيْهَـا غَيْمـا أَ خْصَـرًَ
نَجْمـاً
وَأَهَازِبـجَ...
وَحِيـنَ تُحَـاوِلُ أَنْ تَجْمَـعَ أَشْـلاَءَ الزَّمَـنِ الْمُتَسَـرِّبِ
مِـنْ بَيْـنِ خَلاَيَاهَـا
وَ تَطِيـرُ وَرَاءَ الْحُلَـمِ
يُسْقِطُهَـا.



-2
وَرِْدٌ
يَتَمَـدَّدُ بَيْـنَ جَدَائِلِهَـا
وَيَتَوَثَّـبُ بَيْـنَ الخّدَّيْـنِ
وَفَـوْقَ الصَّـدْرِ،
وَيُبَادِلُهَـا فَاكِهَـةَ الْهَمْـسِ ...
وَحِيـنَ تُمَازِحُـهُ
وَتُفَتِّـشُ فِـي الْقَلْـبِ
عَـنِ الْحُـبِّ
يَصْفَعُهَـا.

-3
وَرْدُ
فِـي كُـلِّ صَبَـاحٍ
يَدْخُـلُ حَقْـلَ ضَفَائِرِهَـا
وَيَتَمَـوَّجُ فَـوْقَ الْكَتِفَيْـنِ...
وَفِـي كُـلِّ مَسَـاءٍ
يَـزْرَعُ جَمْـرَهُ فٍـي قَافٍلَـةِ النَّبْـضِ،
وَحِيـنَ تَنَـامُ عَلَـى هَدْهَـدَةِ الأُلْفَـةِ
تَسْتَسْلِـمُ لِلْحُلْـمِ الطَّالِـعِ
بَيْـنَ النَّـارِ وَبَيْـنَ الْمَـاءِ نَثِيثـاً
يُوقِظُهَـا.

-4
وَرْدٌ
تَسْقُـطُ أَوْرَاقَـهُ فَـوْقَ الشَّفَتَيْـنِ
مُجَـرَّدَةً،
وَيُخَبِّـئُ فِـي لَونْهِمِـَا
حَبـَّاتِ الْقَلْـبِ
وَفَيْـضَ النَّبْـضِ...
وَحِيـنَ تُبَارِكٌهَـا
وَتَمُـدَّ يَدَيْهَـا بِالتَّمْـرِ
وَبِالغَيْـمِ...
وَتَفْتَـحُ لِلأَلْـوَانِ مَنَافِذَهَـا
لِتُغَـرِّبَ حَيْـثُ تَشَـاء
يَـزْرَعُ سَيْفَـهُ بَيْـنِ مَفَاصِلِـهَـا
وَيَشَطِّرُهَـا.

-5
وَرْدٌ
يُوقِـدُ فِـي الْقَلْـبِ
شُمُـوعَ الْحُـبِّ،
وَيَـغْمُرُهَـا بِالظِّـلِّ
وَبِالْحُلْـمِ
وَيُوعِدُهَـا بِالأَزْمِنَـةِ الْخُضْـرِ
وَبِالْغِبْطَـةِ...
وَحِيـنَ تُزَغْـرِدُ فِـي عَيْنَيْهَـا الْفَرْحَـةُ
وَالأَشْعَـارُ
وَتُشْهِـرُ دِيـنَ الْحُـبَّ
وَتَحُـلُّ الأُلْفَـة
يُطْلِـقُ سَاقَيْـهِ للِرِّيـحِ
وَيَتْرُكُهَـا.

-6
وَرْدٌ
يَتَجَـذَّرُ فِـي النَّبْـضِ
وَيَشْـرَبُ مِـنْ زِيـتِ الْقَلْـبِ
مَوَاوِيـلَ الْحُـبِّ...
وَحِيـنَ تُضِـئُ لَـهُ النُّـورَ الأَخْضَـرَ
تَفْتَـحُ لَـهُ أَبْـوَابَ الزَّمَـنَ الآتِـي
يُطْفِـئٌ فِـي الْقَلْـبِ
بَشَاشَتَهَـا.

-7
وَرْدٌ
يَنْشُـرُ عِطْـرَهُ
تَحْـتِ وِسَادَتِهَـا
وَيُقَاسِمُهَـا الْهَمْـسَ الْمُخَضَوْضَـرَ
والآهَ
وَعُشْـبَ الصَّمْـتِ
وَتَبَاشَيـرَ الْفَجْـرِ...
وَحِيـنَ تُلَمْلِـمُ أَشْتَـاتَ الْحُلْـمِ
وَيَنْهَمِـرُ الْفَـرَحُ الْمُتْـرَفُ...
يَخْطِفُهَـا مِـنْ نَشْوَتِهَـا
وَيُدَحْرِجَهَـا.

-8
وَرْدٌ
يَتَعَـرَّشُ فِـي شُرُفَـاتِ خَلاَيَاهَـا
وَيُلاَمِـسُ بَسْمَتَهَـا،
يَمْنَحُهَـا قُبْلَـة
أَوْ يَقْطِـفُ مِـنْ نَظْرَتِهَـا
بَاقَـاتِ الْـوِدِّ...
وَحِيـنَ تَمُـدُّ أَنَامِلَهَـا الْمَسْكُونَـةَ
بِالرَّعْشَـةِ
وَالْبَـوْحِ
لتسقيـه
يُقِفُهَـا
وَيُكَسِّـرُ أَضْلُعَهَـا .

-9
وَرْدٌ
يَفْـرِدُ أَجْنِحَـةَ الْعِشْـقِ
وَيَكْتُـبُ أَشْعَـاراً
وَمَزَمِيـرَ،
وَيُعَلِّمُهَـا لُغَـةَ الْحُـبِّ
وَيُمْطِرُهَـا بِالْهَمْـسِ...
وَحِيـنَ تُلَبِّـي صَـوْتَ الْقَلْـبِ
وَتُخَرْبِـشُ فِـي دِفْتَرِهَـا
أُولَـى أَحْرُفِهَـا
يَشْتُمُهَـا .

-10
وَرْدُ
يَتَعَـرَّى لِلْحُـبِّ
ويجْـرِي خَلْـفَ الْغُصْـنِ الأَخْضَـرِ
وَالْعُشْـبِ الْيَابْـسِ
وَالرِّيـحِ،
وَيَقْضِـي اللَّيْـلَ مَـعَ الْـوَرَقِ الأَصْفَـرِِ
وَالصَّخْـرِ...
وَحِيـنَ تُصَـادِقُ سَوْسَنَـةً
أَوْ سُنْبُلَـةً،
أَوْ تَفْتَـحُ لِلْـدِّفْءِ
وَلِلنُّـورِ..
نَوَفِذَهَـا
يَذْبَحُهَـا.

-11
وَرْدٌ
يَتَجَـلَّلُ شِيبـاً
وَوَقَـاراً،
وَيُقِيـمُ اللَّيْـلَ...
وَحِيـنَ تَبُـوسُ يَدَيْـهِ
وَتَغْسِـلُ رِجْلَيِـهِ
يُرَاوِدُهَـا

-12
وَرْدُ
يَتَوَضَّـأُ مِـنْ دَمِهَـا
وَيُكَابِـرُ
يَمْشِـي مَزْهُـوّاً كَالطَّـاوُوسِ
يَـذْرِفُ أَحْلاَمـاً
يُسْمِعُهَـا أَحْلَـى الْكَلِمَـاتِ...
وَحيِـنَ تَدُوسَـهُ
يَتْبَعُهَـا
وَيُطَارِدُهَـا .

العناااا
03-29-2005, 11:15 PM
وكم فخاً من الورد نُصب للكثيرات ..

كل تلك التفاصيل / الألم / الحلم / بدت موجعة إلى حدود اللاإدراك ..

رائعة لـِ عبد السلام مصباح ..

شكراً على اختيارها لنا ياسيدي ..

أرق التحاياااا لك http://members.lycos.co.uk/qetharah/up/up/i.gif

العمده
03-30-2005, 02:06 AM
الورد ...هو رمز النقاء
ولكني لم أرى هنا نقاء ...
لا أرى الا سواد مخيف ...
بل أشواك ....تلسع كل من حاول الاقتراب
هل هذه حقيقة ..
ام نظرة سوداوية...

ايعقل أن كائن جميل ..كالورد ..يحمل كل هذا ..
أم نحن لم نعد نرى الورد كما يجب أن نراه ..
ام نحن من زرع ذلك الورد!!!

تحياتي لك المتأمل

سهران 2000
07-12-2005, 07:10 AM
رائع اخي المتأمل

وعلى الادارة مراجعة ايقافك ايها الرائع

حنونة مرا
07-20-2005, 01:45 AM
روووووعة اشكرك اخي المتأمل