المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤتر الرياض.. هل يناقش مايسمى بالارهاب من هذا المنظور؟؟‍‍


الجــرح
02-17-2005, 09:46 PM
بعد تفرد وسيطرة القطب الواحد على السياسة الدولية فرض تفسير قسري للعنف السياسي. وبمواربة وخلط متعمد وانتقائية لخص بإيجاز شديد وحسب معايير التمييز للنظام الدولي الجديد، على أنه جميع أنواع الإرهاب التي تتقاطع بحدة مع منظومة المصالح الدولية والتنمية الاقتصادية وحرية السوق وقواعد الأمن والسلام الدوليين، ووضعت موانع وتحفظات كثيرة بالغة التعقيد على الربط بين ظهور العنف بمختلف أشكاله والتطبيقات الصارمة والقسرية المجحفة التي تفرضها الدول الرأسمالية على بلدان العالم الأخرى. وبررت عمليات إرهاب الدولة وانتقائية المواقف ونهب خيرات الشعوب والهيمنة الاقتصادية وفرض النظم التابعة وتغليب الحلول العسكرية وفرض الحصارات الاقتصادية على الشعوب. بالحرص الشديد على إحلال السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية و مكافحة الإرهاب بكل تلاوينه.
وحرصت الولايات المتحدة بعناية فائقة على كم الأفواه وتعميم خيارها الوحيد لتعريف الإرهاب وعدم إلزام نفسها بحدود معينة لتعريف قانوني للإرهاب من خلال رأي عام عالمي موحد. وعبر المؤسسات والهيئات الدولية، لتبقي التعريف مفتوحا على جميع أنواع الخيارات والتفسيرات.وهي مستمرة في سياسة الترغيب والترهيب والتهديد والوعيد لصناعة ائتلاف دولي يبيح لها تسخير المعنى العام للحق في الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب وبالذات بعد وقائع جريمة 11 سبتمبر. وقد وجدت في الفعلة الشنيعة التي اقترفتها أيادي وحشية إرهابية في واشنطن ونيويورك نقلة نوعية لخلط الأوراق وأن الوقت بات جد مناسب لتصفية جميع الحسابات مع المعارضين لنهج الرأسمالية والعولمة العسكرياتية، بكل تلاوينهم.وفي ذات الوقت مع الأولاد العاقين والمشاكسين من أمثال نوريغا وصدام وما أدلجته بمسمى محاور الشر، حيث تتسع لديها قاعدة الإرهاب وتضيق حسب الظرف والمصالح الرأسمالية. وأن خارطة محاربة الإرهاب التي أعدتها الولايات المتحدة لا يتوقع لها أن تقتصر على هدف أو هدفين ولا تقبل أن تلجم بخيار محدد وإنما تحوي كل من يشذ عن الطريق والخيار الأمريكي أو يعارض مشاريع الشركات الكبرى التي تدير العالم الآن بواسطة أجهزتها التنفيذية المتمثلة بصقور الإدارة الأمريكية.
في مثل هذه الأجواء وعلى خلفية إشاعة التهم والتشكيك بمفهوم حركة التحرر والنضال الوطني يبدوا أن ثمة معادلة كان ومازال تُنسج خيوطها بدقة متناهية، وهي معادلة صيغت اعتمادا على معطيات تحاول الرأسمالية جعلها أكثر التباسا وتشويشا على الجميع. وبنيت على افتراض أن البدائل للفكر الرأسمالي حول حراك العالم وصيرورته قد أعدمت بالكامل وأن النظام الرأسمالي العالمي يعزز مواقعه بشكل حاسم دون منافس أو مخاوف. وتتمحور مهمات المرحلة في انتزاع جميع أوراق اللعبة السياسية ووضعها في سلة الإدارة الأمريكية وذراعها الضارب العولمة العسكرية وإعطائها الحق الشرعي والغطاء الدولي لفرض هيمنتها وكذلك قبول تعريفها للإرهاب. رغم أدراك وتأكيد الكثير وحتى من دعاة العولمة،أن في الجانب المظلم من العولمة العسكرياتية والسياسات التعسفية والوحشية التي تقترفها الإدارة الأمريكية الكثير مما يحفز لتصعيد النضال واستنهاض الطاقات الجماهيرية لردع الخطر المحدق بالبشرية من جراء سياسات العسف والانتقائية وتغليب المصالح الرأسمالية. في ذات الوقت وهذا هو الأصعب في المعادلة فأن تلك السياسات تستحث أيضا جميع الأفكار الشريرة ومنها الرديكادليّة الدينية والخرافات والعنصرية والنازية الجديدة ومختلف أشكال الجرائم والعنف والإرهاب.

لا يسعني في الأخير غير القول:
أن هناك الكثير من الشرور والآثام في طبيعة الرأسمالية وتحالفاتها. وإذا أريد التخلص من البعوض فالقانون الطبيعي يفترض بداهة التخلص من المستنقعات بردمها. وما أكثر المستنقعات التي تحويها الرأسمالية والتي تجعل البعوض يتوالد ويتكاثر دون طائل.