طـلـولــي
02-15-2005, 03:25 PM
إنه يتلون .. تلون الحرباء
هكذا أراه .. وهكذا أصفه .. وهكذا أيضا يوصف
وقد نتسأل ما الحرباء .. هي سحلية من تلك السحالي .. التي يتشكل لون جلدها .. فمن الأسمر الفاتح إلى الغامق إلى الأسود .. إلى الأصفر .. فهي لاتستقر على حال .
وهكذا كان هذا الرجل ..فهو لايستقر على مبدأ ..فمبدأه مبدأ الساعة .. والرأي يقتبسه من الأسواق فيكون أكثر الأراء مكسبا .
إن الحرباء تتلون لأن بطبقة من طبقات جلدها خلايا تفرز مواد من كل لون من تلك الألوان التي ذكرنا والغاية من هذا التلون أن تصبح هي وورقة شجر تسكن جوارها أو عود تمسك به .. شيئا واحدا لايتميز للعين المجرده .. وهي بهذا تتخفى فلا تظهر لثعبان يريد إلتهامها أو طير جارح يطلبها طعاما سائغا .
ونظرت لهذا الرجل الذي أوصف .. فوجدت أن من بعض أغراضه في تقلبه .. كان التخفي .. فلقد كان يتلون بلون اليوم . لينسجم معه .. ولينسجم مع الناس في يومهم .. وتوجههم وفكرهم حتى لايلتفت أحد منهم الى حقيقته .. التي إن دققنا فيها وجدناها مخالفه لرأي الناس .
ومن أسباب تلون الحرباء بلون بيئتها أيضا .. هو للتخفي عن ضحاياها .. فكما هي تتخفى عن أعدائها فالحرباء تعيش على الحشرات .. ولها جسم قليل الحركه يخيل الى من ينظر إليها بإنها حجر لاحراك لها.. وهذا يزيد في تخفيها .. ولكن لها لسان .. أجاركم الله .. ماأسرع أن يمتد بطول جسمها وفي سرعة البرق .. إلى هقها لايخطئه أبدا .. وفي طرف لسانها مادة لزجه تمسك بالصيد إمساكا ويتقاصر هذا اللسان وإذا الضحية قد أصبحت بالفم لقمة سائغة .
ونظرت لهذا الرجل الذي وصفت .. فكما كان يتلون لأتقاء شر .. كان أيضا يتلون لطلب صيد .. وكان له لسان .. يخرج كلمات ذات مغزى وذات هدف .. كانت رقيقه وجميله .. وكأنك ترى شاعر غزل يلقي شعرا .. ويبدأ بالرسم على ضحيته حتى يوقعها ومن ثم يسقطها في براثنه .. حتى إذا ما قضى وطره منها رماها وبحث عن فريسة أخرى .. وهذا وجه شبه أخر بين هذا الرجل والحرباء .
وللحرباء عينان أيضا كالأنسان .. ولكنها تختلف فعيون الأنسان تنظران كعين واحده ونظرتها موجهه للأمام فإذا أردنا أن ننظر للخلف لابد لنا من الأستداره .. ولكن الحرباء كل عين من عينيها تعمل مستقلة عن الأخرى .. وكل منهما يدور في مدى واسع وبينما تنظر عين من عيونها الى المام تجد العين الأخرى تنظر للخلف وبذلك تظل الحرباء مطلعة على كل مايحيط بها .
وكذلك كان ذلك الرجل المتقلب الذي وصفت ..فلقد كان متيقضا له ألف عين يرى بها فرائسه .. وأعداءه في أن واحد .. وبهذه العيون .. يستطيع أن يعرف الطرق التي من الممكن أن تساعده في أن يدلف الى تلك الضحية .. أو في أن يحتاط لذلك العدو الذي يراه من وجهة نظره هو أنه من الأعداء .
وإذا لمست العذر للحرباء ذلك التلون لإن بيئتها تتطلب ذلك .. فهي في تلك البيئة إما أكله أو مأكولة فإنني لاإلمس العذر لصحابنا الموصوف ولا لأمثاله تلونا .
لذا فإننا نرى في بيئة الناس أشباها من بيئة الحرباء بيئة تقوم على الخبث والمكر والخداع والمعارك الصامته فيها الناس أكل ومأكولين فأقف مبهوتا أكاد أغير رأيي في بيئتنا ..
نسأل الله العافيه والصلاح .. والبعد عن النفاق .. والتلون .. والتقلب .. إنه سميع مجيب ..
تحياتي للجميع
أخوكم
إبورامي
حرر في .. 5/6/2003م
هكذا أراه .. وهكذا أصفه .. وهكذا أيضا يوصف
وقد نتسأل ما الحرباء .. هي سحلية من تلك السحالي .. التي يتشكل لون جلدها .. فمن الأسمر الفاتح إلى الغامق إلى الأسود .. إلى الأصفر .. فهي لاتستقر على حال .
وهكذا كان هذا الرجل ..فهو لايستقر على مبدأ ..فمبدأه مبدأ الساعة .. والرأي يقتبسه من الأسواق فيكون أكثر الأراء مكسبا .
إن الحرباء تتلون لأن بطبقة من طبقات جلدها خلايا تفرز مواد من كل لون من تلك الألوان التي ذكرنا والغاية من هذا التلون أن تصبح هي وورقة شجر تسكن جوارها أو عود تمسك به .. شيئا واحدا لايتميز للعين المجرده .. وهي بهذا تتخفى فلا تظهر لثعبان يريد إلتهامها أو طير جارح يطلبها طعاما سائغا .
ونظرت لهذا الرجل الذي أوصف .. فوجدت أن من بعض أغراضه في تقلبه .. كان التخفي .. فلقد كان يتلون بلون اليوم . لينسجم معه .. ولينسجم مع الناس في يومهم .. وتوجههم وفكرهم حتى لايلتفت أحد منهم الى حقيقته .. التي إن دققنا فيها وجدناها مخالفه لرأي الناس .
ومن أسباب تلون الحرباء بلون بيئتها أيضا .. هو للتخفي عن ضحاياها .. فكما هي تتخفى عن أعدائها فالحرباء تعيش على الحشرات .. ولها جسم قليل الحركه يخيل الى من ينظر إليها بإنها حجر لاحراك لها.. وهذا يزيد في تخفيها .. ولكن لها لسان .. أجاركم الله .. ماأسرع أن يمتد بطول جسمها وفي سرعة البرق .. إلى هقها لايخطئه أبدا .. وفي طرف لسانها مادة لزجه تمسك بالصيد إمساكا ويتقاصر هذا اللسان وإذا الضحية قد أصبحت بالفم لقمة سائغة .
ونظرت لهذا الرجل الذي وصفت .. فكما كان يتلون لأتقاء شر .. كان أيضا يتلون لطلب صيد .. وكان له لسان .. يخرج كلمات ذات مغزى وذات هدف .. كانت رقيقه وجميله .. وكأنك ترى شاعر غزل يلقي شعرا .. ويبدأ بالرسم على ضحيته حتى يوقعها ومن ثم يسقطها في براثنه .. حتى إذا ما قضى وطره منها رماها وبحث عن فريسة أخرى .. وهذا وجه شبه أخر بين هذا الرجل والحرباء .
وللحرباء عينان أيضا كالأنسان .. ولكنها تختلف فعيون الأنسان تنظران كعين واحده ونظرتها موجهه للأمام فإذا أردنا أن ننظر للخلف لابد لنا من الأستداره .. ولكن الحرباء كل عين من عينيها تعمل مستقلة عن الأخرى .. وكل منهما يدور في مدى واسع وبينما تنظر عين من عيونها الى المام تجد العين الأخرى تنظر للخلف وبذلك تظل الحرباء مطلعة على كل مايحيط بها .
وكذلك كان ذلك الرجل المتقلب الذي وصفت ..فلقد كان متيقضا له ألف عين يرى بها فرائسه .. وأعداءه في أن واحد .. وبهذه العيون .. يستطيع أن يعرف الطرق التي من الممكن أن تساعده في أن يدلف الى تلك الضحية .. أو في أن يحتاط لذلك العدو الذي يراه من وجهة نظره هو أنه من الأعداء .
وإذا لمست العذر للحرباء ذلك التلون لإن بيئتها تتطلب ذلك .. فهي في تلك البيئة إما أكله أو مأكولة فإنني لاإلمس العذر لصحابنا الموصوف ولا لأمثاله تلونا .
لذا فإننا نرى في بيئة الناس أشباها من بيئة الحرباء بيئة تقوم على الخبث والمكر والخداع والمعارك الصامته فيها الناس أكل ومأكولين فأقف مبهوتا أكاد أغير رأيي في بيئتنا ..
نسأل الله العافيه والصلاح .. والبعد عن النفاق .. والتلون .. والتقلب .. إنه سميع مجيب ..
تحياتي للجميع
أخوكم
إبورامي
حرر في .. 5/6/2003م